عربي21:
2025-03-25@17:34:09 GMT

الانتشاء بالجريمة لن يغير لوحة الصراع

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

في المرحلة الأولى السابقة لجريمة العدوان على لبنان، وتوسيع رقعته باستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، مع قادة كبار للحزب سياسيين وعسكريين، تركز المسعى الصهيوني في غزة على تحقيق هدفين: ارتكاب جرائم إبادة جماعية تحت ذريعة سحق المقاومة واستعادة الرهائن وتحقيق الأمن لإسرائيل، وتوفير ضمانات سياسية عسكرية غربية أمريكية لهذه الجرائم، والهدف الثاني أن تكون غزة نموذجا مرعبا لمن يجرؤ على مقاومة المحتل، وأن يكون هذا النموذج في أجندة عربية رسمية مثالا للعجز ولتخويف الشعوب منه، بعدما استخدم نموذج تحطيم الثورات العربية سلاحا بيد المستبد بشعار "لن نكون مثل سوريا ومصر وليبيا واليمن والعراق والسودان".



يتم استخدام العجز العربي نفسه وتحويله لأداة ضاغطة على قوى المقاومة والقضية الفلسطينية برمتها، من خلال اللجوء لنهج براغماتي قاتل من قبل بعض النظام العربي ومحور المقاومة وعلى رأسها إيران، باعتماد أساليب ومواقف ظلت طيلة عام من العدوان على غزة بمثابة العنوان الكبير لمجموعة من المفاهيم والشعارات المتناقضة والبراقة المضللة، مكنت المؤسسة الصهيونية من مراكمة الجرائم في فلسطين وغزة، واستنساخها اليوم في لبنان، وهو ما يؤكد على عقيدة صهيونية ثابتة بمحاولة ضرب وكي وعي عربي فلسطيني، يضمن للاحتلال تفوقه وتمدده في المنطقة ومحاولة فرض حالة استسلام عربي جماعي رسمي.

تتابع المرحلة الثانية من العدوان والجرائم على لبنان مقاومة وشعبا، عنوانها فك العلاقة مع غزة وفلسطين، وتطبيق القرار 1701 الذي ينشغل العالم العربي وإسرائيل والمجتمع الدولي بتطبيقه، بينما كل القرارات الدولية الصادرة منذ عام 1948 من مجلس الأمن والأمم المتحدة ومجلس حقوق الانسان، ومحكمة العدل الدولية التي تخص الصراع العربي الاسرائيلي والقضية الفلسطينية؛ لا تمتثل لها المؤسسة الصهيونية.

خطاب صهيوني مكرر من الأكاذيب والخبث عما يجري في غزة وعموم فلسطين، وتقسيم عالم العرب بين أشرار وأخيار، ومن خلال استقطاب بنيامين نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة كل عناصر الخداع والتضليل المكشوف من أجل التمويه على أن المؤسسة الصهيونية حركة استعمارية استيطانية، واستمراريتها تقوم على إرهاب الدولة المنظم، الذي يجب أن يحتل الرعب منها مكانة في صدور شعوب المنطقة العربية، ولتجسيد فكرة الاندماج والتطبيع العربي مع إسرائيل، لدرء مخاطر ما تعتبره الأخيرة مشتركا بينها وبين النظام الرسمي العربي، وهو ما يفسر المواقف العربية التي تستخدم ذات اللغة الخائفة من "تصعيد" مستمر من طرف واحد يمارس العدوان في فلسطين وسوريا واليمن ولبنان والعراق واليمن، وقد أنجز كامل الجريمة في غزة من تطهير عرقي وإبادة جماعية، فمكنته هذه السياسة والمواقف من جرائمه في غزة، من استئناف تهويد المقدسات وتوسيع الاستيطان، وضياع ما يُبكى عليه عربيا ودوليا من السلام إلى حل "الدولتين"، بينما تشير البوصلة الصهيونية لرغبة قديمة جديدة لتغيير خارطة الشرق الأوسط بحسب رؤية نتنياهو وبن غفير وسموتريتش وساعر، ومن خلفهم الولايات المتحدة لتكريس واقع إسرائيل المهيمنة بالإرهاب والقوة والتوسع.

تغيير لوحة الصراع والمواجهة، لدرجة استبعاد ربط قضية فلسطين بعمقها العربي، وربط كل حركة مقاومة للمحتل والتصدي لجرائمه بـ"الإرهاب" والأجندات الخارجية، سيبقى نقطة الضعف المميتة لسياسة عربية نهشها التمزق والهزائم أمام عدو شعوبها، بامتثالها وخضوعها المستمر للإملاءات والشروط الأمريكية والإسرائيلية، حيث توهم النظام العربي بأن مظلة المحتل له ستكون عامل صد أبدي أمام مخاطر انهياره، لذلك كله، يتم تنفيذ سياسة الاغتيال والتصفية لقادة المقاومة في لبنان وتدمير غزة، لإنجاز خارطة جديدة للمنطقة يكون فيها الحسم والقرار صهيونيا.

فلوحة الهزائم التي سادت في المنطقة العربية لعقودٍ طويلة، لم تكن أطرها مشدودة بعناية فائقة، ومن وسط ركامها المتناثر، وزحمة الأماكن والتواريخ المفجعة المرتبطة بوجود المستعمر الصهيوني على أرض فلسطين ودنيا العرب، كان الخبر يأتي في كل دورة تاريخية محملا ببشائر مختلفة، وبطبيعة مغايرة لطبيعة ورغبة المحتل والمستبد العربي، فالانتشاء المستمر بجريمة المحتل والافتتان بعضلاته لن يكون عامل خلاص لرقبة العربي من مقصلة المحتل والطاغية.

ومن نذر نفسه لاستظهار أحلام شعبه وأمته، ستظل جذوره تضرب في أرضه لتبقى فلسطين وقضيتها تتسيد مكانتها في القلب منه، يخفق بها كل نبض حي يعيد للجسد الممدود حركته وحيويته. فمن يرى جرائم المحتل اليوم في غزة ولبنان أنها ستمهد له طريق الخلاص من عبء ظلام دامس أحاطه به المحتل والطاغية العربي، عليه أن يدرك أن ما يلمع من بريق المشاريع الاستعمارية المتحالفة مع المستعمر الصهيوني والمستبد العربي تتعاكس مع أهداف وطموحات بعيدة عن الإنسان العربي وأحلامه ومستقبله، ومن يرتكب جرائم الإبادة بحق أشقائك لا يهدف لتعبيد طريق حريتك بل يحمي قصر عبوديتك.

بقي علينا كعرب وفلسطينيين واقفين في وجه جرائم الإبادة الجماعية في غزة ولبنان، وواقفين في وجه الاستبداد والطغيان والاحتلال، أن نأخذ العبر من خسارتنا وهزائمنا المتتالية أمام الطاغية العربي والمحتل الباغي، فنبادر بدورنا لتعزيز مفهومنا للحرية والتحرر الوطني والمواطنة والكرامة الإنسانية، والسمو فوق خلافاتنا الثانوية لتقديم مثال ملموس آخر، على قدرة هذه الأمة وشعوبها ومقاومتها على النهوض والتقدم والتحرر.

وقد أصبح واضحا على ضوء مجريات العدوان الصهيوني على غزة ولبنان، وعلى ضوء انجلاء المواقف العربية ووحدتها وصلابتها في الاستبداد العربي وانكفائه وتقوقعه بالجبن والتآمر على قضية فلسطين والمقاومة، أن أقصى ما يقدمه نظام الاستبداد العربي و"حلفاء المقاومة" وقت إبادتك، هو بعض من تسويات بنفس الأساليب والأدوات والمناورات التي تمنع نهوضك، فتسمع كلاما سخيا عن فلسطين، وكرما بالألفاظ المفرطة بالكرامة والسيادة والوطنية، وبالحقوق التي تبدأ بحريتك وكرامتك، بينما تشاهد وتراقب عدوك وحليفه يُغدق عليه بملايين الذخائر وآلاف الأطنان من القنابل وحاملات الطائرات وأجهزة التجسس ليقتلك، ويستنفر كل المنابر الدولية لتشريع الجرائم، والنظام العربي يتحرج من استنكار الجريمة، وإعلامه ينتشي بها.

والسؤال الأخير هنا: هل من تعبير آخر له أثر في السياسة العربية، بعد كل هذه الجرائم غير التحقيق المطلق لقبول الظلم والضيم والجرائم وهضم الأكاذيب والتزوير خوفا على "سلام" يفضي لاستقرار محتل وطاغية؟

x.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه لبنان غزة جرائم المقاومة لبنان غزة الاحتلال جرائم المقاومة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

انطلاق أعمال المؤتمر الثالث «فلسطين قضية الأمة المركزية» بمشاركة محلية وعربية وإسلامية ودولية واسعة

عبد المهدي : اليمن طوَّر معادلة جديدة في تاريخ الصراع مع الاحتلال الصهيوني العرامي: المنطقة العربية تعاني من التقسيم ونسعى لتكون صنعاء قبلة لكل أحرار العالم ممثل حركة حماس: اليمن هو الأنموذج الحي للأمة في نصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه قولاً وعملاً النائب الإيرلندي”وكلير”: اليمن واجه الإمبريالية العالمية وعلى العالم أن يتعلم منه زيولفين مانديلا: يجب علينا بناء تضامن دولي قوي وحشد الدعم لفلسطين

 

الثورة  / 

انطلقت في العاصمة صنعاء، امس أعمال المؤتمر العلمي الدولي الثالث «فلسطين قضية الأمة المركزية» تحت شعار «لستم وحدكم»، بمشاركة محلية وعربية وإسلامية ودولية واسعة.

وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الذي سيستمر حتى 25 من شهر رمضان الجاري، حضورا علمائيا، ورسميا تقدمهم عضو المجلس السياسي الأعلى عبدالعزيز بن حبتور، ونائب رئيس الوزراء محمد مفتاح، وعدد من أعضاء مجالس الوزراء والنواب والشورى، وقيادات سياسية ومجتمعية. كما شهدت الجلسة مشاركات من نخبة من الناشطين والوفود وأحرار العالم المتضامنين مع غزة والمناصرين لمظلومية الشعب الفلسطيني من مختلف بلدان العالم. واستهلت الجلسة الافتتاحية بآيات من الذكر الحكيم، والنشيدين الوطنيين لليمن وفلسطين، ووقف الحضور دقية حداد لقراءة الفاتحة إلى أرواح شهداء الأمة في كل الساحات والميادين. وعلى الرغم من الحصار المفروض على مطار صنعاء إلا أن وفودا عربية ودولية أصرت على المشاركة في المؤتمر تقدمهم رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبدالمهدي، والبرلماني في جنوب افريقيا «زيولفين مانديلا» حفيد الزعيم نيلسون مانديلا، ورئيس شبكة RT مكتب لبنان ستيفن سيوني، والناشط الإعلامي والمخرج التلفزيوني بجمهورية مصر العربية ممدوح علوان عطية. كما حضر المؤتمر رئيس مركز دراسات البحر الأبيض بجامعة شانغهاي الصينية «ماو شياولين»، والمحلل الجيوسياسي البرازيلي، ديب سكوبار، والناشطة الإعلامية والمحللة الجيوسياسية اللبنانية الدكتورة سندس الأسعد، وعضوا البرلمان الأوروبي السابقين ميك والاس وكلير، ورئيس مركز دراسات القدس في ماليزيا امينو رشيدي، وعضو المجلس المحلي المنتخب في أمريكا، «كريستوف هلالي»، كما وصل خلال المؤتمر، جاكسن هيريغن، ومن بوليفيا وزير خارجية بولوفيا السابق،.

وقد رحب عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور في افتتاح المؤتمر بحضور النائب الأول لرئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، وعدد من أعضاء مجالس الوزراء والنواب والشورى، ومحافظي المحافظات، وعدد من الوفود العربية والإسلامية والدولية، وممثلي الفصائل الفلسطينية، بضيوف اليمن الكرام من الوطن العربي وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والشمالية وتواجدهم في صنعاء للمشاركة في المؤتمر.

ونقل الدكتور بن حبتور إلى جميع المشاركين في المؤتمر تحيات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وفخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى.. مؤكدا أن قضية فلسطين هي قضية جميع أحرار العالم الذين جاء ممثلوهم والبعض منهم إلى صنعاء ليشاركوا الباحثين اليمنيين والاختصاصيين هذه التظاهرة العلمية الواسعة.

وقال «الجميع في اليمن بدءا من قائد الثورة ومرورا بجميع القيادات في مختلف المستويات وصولا إلى كل أحرار اليمن في عموم المحافظات، يرحبون بضيوفهم الأعزاء في عاصمة المقاومة صنعاء التي تعيش ومعها جميع محافظات اليمن العام العاشر من العدوان والحصار».

وأضاف « ما زال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الذي فرض على شعبنا حربا ظالمة منذ شهر مارس 2015م، مستمرا حتى اللحظة بهمجيته وحصاره وطغيانه».

وأشار عضو السياسي الأعلى إلى أن الشعب اليمني استطاع برغم العدوان والحصار أن ينهض ويصنع الانتصار تلو الانتصار من أجل رفعة اليمن والأحرار في الوطن العربي بل وفي العالم أجمع.

وأفاد بأن الشعب اليمني يقوم بدوره المطلوب والمعتاد فيما يخص القضية الفلسطينية بمساهمته في الدفاع عن قطاع غزة وأهله الذين يموتون يوميا بالمئات دون أي ذنب سوى تمسكهم بأرضهم ودفاعهم عن أنفسهم وحقهم في الحياة.

وأشاد الدكتور بن حبتور، بدور المجاهدين الذين يقاتلون ببسالة في كل شبر من أرض في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران.. موضحا أن محور المقاومة والجهاد نشأ وقام من أجل إفشال المشروع الأمريكي الصهيوني وخططهم لتصفية القضية الفلسطينية.

وبين أن هذا المحور الشجاع الصامد وإن تعرض لبعض الانتكاسات ما يزال يتمسك وبقوة بنصرة القضية الفلسطينية وإسناد أبناء الشعب الفلسطيني ومقاومته الحرة الباسلة بكل ما أوتي من قوة وإمكانات.

وعبر عن الشكر لكل من ساهم في هذا المؤتمر سواء بالكلمة أو الرأي أو البحث العلمي ليكون المؤتمر عند مستوى المهام الكبيرة الملقاة على عاتقه. وجدد الدكتور بن حبتور الشكر لجميع المشاركين في المؤتمر من داخل وخارج اليمن، وكذا للجنتين الإشرافية والعلمية على التحضير للمؤتمر وإنجاز وثائقه العلمية.

بدوره أكد نائب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثالث «فلسطين قضية الأمة المركزية» الدكتور أحمد العرامي، أن المؤتمر يعد نواة لتكون العاصمة صنعاء قبلة لكل أحرار العالم، وأن مخرجاته ستكون قابلة للتطبيق على الواقع.

وتطرق الدكتور العرامي في كلمته الترحيبية، إلى أهمية هذا المؤتمر في بيان أن الصراع بين الحق والباطل واضحٌ وجليُ.. لافتا إلى أن معركتي «طوفان الأقصى، و»الفتح الموعود والجهاد المقدس» أجهضتا صفقة القرن ومشاريع التقسيم والتجزئة المسماة بـ» الشرق الأوسط الكبير أو الجديد.

وأشار إلى أن انعقاد المؤتمر بالعاصمة صنعاء يأتي بمباركة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي وتوجيهات فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، ومتابعة عضو السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور ورئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي ورئيس لجنة نصرة الأقصى العلامة محمد مفتاح.

وقال «نحن في المنطقة العربية نشكو ونعاني من التقسيم والتجزئة وآثار ونتائج ومخرجات مؤتمرات الاستكبار وعلى رأسها المؤتمر الصهيوني الذي عقد في بازل بسويسرا عام 1897م، ومؤتمر كامبل بينرمان الذي عقد خلال الفترة 1905 – 1907م، وكان من مخرجاته إنشاء الكيان الصهيوني في فلسطين».

ولفت إلى أن المؤتمر يهدف إلى التعريف بمظلومية الشعب الفلسطيني وكشف أساليب العدو الصهيوني في تعميق تلك المظلومية، مع بيان مخاطر التطبيع وأهمية المقاطعة وترسيخ الرؤية القرآنية تجاه طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني الغاصب، وفضح واقع ديمقراطية الغرب المزعومة من خلال تحليل انتفاضة الجامعات الأمريكية والأوروبية.

وأوضح أن المؤتمر يهدف إلى دراسة الأبعاد الاستراتيجية لعملية «طوفان الأقصى»، ودلالات معركة «الفتح الموعود والجهاد المقدس»، لإعادة البُعد الإنساني للقضية الفلسطينية، لأن قوى الاستكبار حاولت بكل الأساليب تجريدها من بُعدها الإنساني بالتدريج، حيث نُقلت إلى البُعد الإسلامي ثم البُعد العربي ثم البُعد الفلسطيني.

وأفاد نائب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، بأنه تم تقسيم المؤتمر إلى سبعة محاور رئيسية تصب جميعها في سبيل تحقيق هذه الأهداف.. مبينًا أن عدد الأبحاث المقدمة للمؤتمر بلغ 272 بحثًا تم قبول 173 بحثًا من 40 مؤسسة وجهة وجامعة من عدد من الدول منها الهند وليبيا وتونس ومصر ولبنان وماليزيا وفلسطين.

وذكر أن انعقاد المؤتمر في الوقت الراهن بمشاركة عربية وإسلامية ودولية، يؤكد للعالم أجمع أن فلسطين كانت وما تزال وستظل القضية المركزية والأولى للأمة لارتباطها التام بالعقيدة والإنسانية.. لافتًا إلى أن الشعوب العربية تعاني من قلة الوعي في ظل انبهارها بالثقافة الغربية، ما يتطلب التمسك بالهوية الإيمانية في أوساط الشعوب العربية والإسلامية.

من جهته أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في اليمن معاذ أبو شمالة، على حق المقاومة المشروع في الدفاع عن شعبها وأرضها ومقدساتها في وجه الاحتلال.. معتبرًا ذلك أمرًا لا يقبل النقاش وأن كل هذه الجرائم لن تقلب الحقائق وتبرئ الاحتلال من جرائمه.

وأوضح أن العدوان الهجمي على غزة وتجويع أهلها، هو شكل للحرب الصهيوني التي لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني في صموده والتفافه حول خيار المقاومة باعتباره السبيل الأنجح للتحرير واستعادة الحقوق الوطنية.

وأشار أبو شمالة، إلى أن استمرار هذه الجرائم يلقي بمسؤولية أخلاقية وسياسية على جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لوقف حرب الإبادة الجماعية في غزة.

وقال «الاتفاق الذي وقعته المقاومة في مايو 2024م، ثم اضطروا للعودة إليه والتوقيع عليه في يناير 2025م، والذي يحاول العدو الانقلاب عليه، لن يؤدي إلى النتيجة التي يريدها الأمريكي وهو إعلان المقاومة استسلامها، لذلك فخير للأمريكي والإسرائيلي العودة إلى رشدهم».

كما أكد أن حالة التوتر في المنطقة لن تفضي بحال من الأحوال إلى كسر إرادة المقاومة للشعب الفلسطيني ولن تكسر إرادته الحرة.. مبينًا أن الموقف اليمني المشرف بالمشاركة في نصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه قولًا وعملًا بالرغم من العدوان الأمريكي على البلاد، موقف مقدر ومشكور وفيه رسالة للأمة والمتخاذلين أن الأمة قادرة على إحداث فارق مهم في مواجهة العدو الصهيوني.

واعتبر ممثل حركة حماس، اليمن الأنموذج الحي للأمة.. معبرًا عن الشكر للقائمين على المؤتمر الدولي الذي يوجه البوصلة نحو القضية الفلسطينية لتظل قضية الأمة المركزية، وأن العدو الصهيوني عدو الأمة جمعاء.

من جانبه حيا رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبد المهدي، دور اليمن في معركة فلسطين، سيما دور القائد المجاهد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وإدارته للمعركة في مختلف المجالات، وفي التصدي للهجمات والحملات على اليمن.

وأشار رئيس الوزراء العراقي الأسبق في كلمته في المؤتمر الثالث «فلسطين قضية الأمة المركزية» الذي انطلقت أعماله أمس في العاصمة صنعاء، إلى أن اليمن منذ معركة طوفان الأقصى في أكتوبر 2023م طوّر معادلة جديدة لم يسبقه أحد في تاريخ الصراع ضد الاحتلال الصهيوني تتمثل في المقاومة الرادعة.

وقال «منذ بدايات الاستيطان والاحتلال كانت الأمة تقدم التضحيات ورغم ذلك يزداد عدد المستوطنين وتتوسع المستوطنات، وكان الفهم العام أن تحرير فلسطين سيأتي عبر طريقين إما التسويات السياسية، أو تحريرها بالجيوش العربية».. لافتا إلى فشل طريق التسويات مع اوسلو ورفض الاسرائيليين لأية مشاركة أو مفهوم لدولة فلسطينية.

وأكد عبد المهدي أن معادلة المقاومة الرادعة جاءت بعد سقوط نظريتي المعركة الحاسمة، والمقاومة الدفاعية المجردة، وهذا ما قام به «طوفان الاقصى» ومعارك تحرير غزة ونصرة القدس ومعارك جبهات الإسناد قاطبة، وهو ما طوره يمن العزة.

وأوضح أنه «وكما ينفر الاستعمار العالمي لدعم ربيبته اسرائيل ويرسل حاملات الطائرات إلى بحارنا، ويقدم كل وسائل الدعم العسكري والسياسي والإعلامي بالمقابل، تستنفر الأمة قواها الحية متمثلة بمحور المقاومة وفي المقدمة اليمن».

وأكد رئيس الوزراء العراقي الأسبق، أن اليمن يتحمل اليوم عن الأمة تثبيت مبدأ أن زمن الاستفراد بفلسطين قد انتهى، وأن معارك البحر الأحمر وبحر العرب ومجيء الأساطيل الأمريكية والبريطانية وغيرها والعدوان المستمر عليه لم يخفه ولم يوقف تعطيله لمرور السفن المتوجهة إلى موانئ الكيان، بل زاد اليمن المجاهد تطوراً جديداً بقصفه الداخل الاسرائيلي وبأنه سيستمر في ذلك ما دام حصار غزة والحرب عليها مستمرة.

ولفت إلى أن اليمن القوي والصامد يصعّد كلما صعّد العدو الصهيوني الأمريكي، بالرغم من الحصار والعمليات الحربية العنيفة ضد الشعب اليمني.. مضيفًا «لم نجد في اليمن أي معنى للخوف أو التراجع، فاليمن يطور من قدراته بشكل غير مسبوق وعلى كافة الصعد، أما العدو، فمن أزمة إلى أخرى يستهلك من مخزوناته وطاقاته ومصادر قوته البشرية والمادية والمعنوية التي جمعها خلال العقود الماضية».

وبين عبدالمهدي، أن معادلة المقاومة الجديدة التي يرسّخها اليوم اليمن في مواجهة العدوان عليه، ونقل المعركة إلى قلب الكيان الصهيوني، ستكسر الحصار عن غزة، ولا تتذرع لا ببعد المسافة ولا بالتخويف من التهديدات.. مؤكدا أن هذه المعادلة تشجع من يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، بأن المقاومة دخلت عصراً جديداً متصاعداً وأن الكيان دخل أزمة وجودية قاتلة.

واعتبر معركة الإسناد التي يخوضها اليمن اليوم، عملًا مقاومًا يندرج في باب الدفاع وفي ذات الوقت عملًا فيه من المبادرة ما يجعل هجمات العدو مقيدة برد مؤلم ومكلف يتعرض له.. لافتا إلى أن يد العدو لن تكون طليقة في عدوانه بعد اليوم ومستوطنوه مضطرون للهجرة.

كما أكد رئيس الوزراء العراقي الأسبق، أن قضية فلسطين لها أبعادها الدينية والتاريخية، وجزء عضوي من معركة التحرر في العالم.

إلى ذلك أكد النائب الإيرلندي «ميك والاس وكلير»، أن اليمن يواجه الإمبريالية العالمية ولهذا وصفوا اليمنيين بالإرهابيين.

واعتبر النائب الإيرلندي في كلمته في المؤتمر الثالث «فلسطين قضية الأمة المركزية» بصنعاء الإمبريالية هي مصدر الإرهاب، وأن أكثر من 90 بالمائة من الإرهاب في العالم اليوم تنفذه القوى الاستعمارية الغربية وعملاؤها.. لافتا إلى أن الأوروبيين بدأوا يعرفون أكاذيب الإمبريالية الاستعمارية الغربية.

وأشار إلى أن ما نراه اليوم في غزة وحشية مفرطة صهيونية استعمارية وإمبريالية.. مؤكدا أن الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة.

ولفت النائب الإيرلندي إلى أن الاستعمارية الغربية لا زالت مستمرة وتجسدها إسرائيل.. مبينا أنهم يبررون جرائمهم بمواجهة ما يسمونها «البربرية».

وتساءل «هل من يرتكب المجازر في غزة متحضرون، وهل أمريكا والأوروبيون متحضرون وهم يرون كل هذه المجازر في غزة».. معتبرا أنهم عندما يرون المجازر ويصمتون فإنهم غير متحضرين.

وقال» اليمنيون قاموا في عمليات إسناد غزة بموقف مبهر، ولعدة سنوات وقف اليمن ضد الإمبريالية».. مضيفا أن على العالم أن يتعلم من اليمن الذي وقف بحزم أمام مجازر الإبادة الجماعية في غزة.

كما عبَّر البرلماني في جنوب افريقيا «زيولفين مانديلا» حفيد الزعيم نيلسون مانديلا، عن الفخر والاعتزاز بأهل اليمن وأن يكون ضمن المشاركين في المؤتمر الثالث «فلسطين قضية الأمة المركزية».

وقال زيولفين في كلمته أمس في المؤتمر الثالث «فلسطين قضية الأمة المركزية» إنه لشرف لي أن أكون في صنعاء، وأن أعرف معنى الإيمان الصحيح والقدرة التي لا تتوانى».

وأشار منديلا إلى أن هذا المؤتمر الدولي يناقش ركن مهم يتعلق بالقضية الفلسطينية.. مؤكدا أن واجب الجميع مواجهة الحرب الإعلامية للأعداء، وبناء تضامن دولي قوي وحشد الدعم لفلسطين.

كما أكد انه لا تهديد ولا تخويف سيجبر جنوب أفريقيا على سحب دعواها ضد كيان العدو الصهيوني في محكمة الجنايات الدولية.. داعيا الناشطين من جميع أنحاء العالم إلى تكثيف جهودهم من أجل فلسطين، وجعل الانتفاضة الإلكترونية أكثر فعالية.

ولفت مانديلا إلى أن أنصار الله وحزب الله يحاربون من أجل فلسطين.. مؤكدا أن العدوان والاحتلال لن يكسر الشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • هل قام النظام العربي الرسمي بما يجب لوقف الإبادة في غزة؟.. خبير يجيب
  • المولَّد يُكرم أعضاء الوفود العربية والإسلامية والأجنبية المشاركة في مؤتمر فلسطين بصنعاء
  • الرّينة.. بلدة التعايش والعنب والعيون والجذور العربية في فلسطين
  • كسوف الشمس يوم 29 مارس وما الدول العربية التي تراه
  • البرلمان العربي: الجامعة العربية ستظل بيت الأمة
  • كيف حوّلت الحيوانات الصراع مع إسرائيل إلى حرب رمزية على السوشيال ميديا؟
  • انطلاق أعمال المؤتمر الثالث «فلسطين قضية الأمة المركزية» بمشاركة محلية وعربية وإسلامية ودولية واسعة
  • العربي الأوروبي لحقوق الإنسان يُدين العدوان الإسرائيلي في غزة
  • رئيس الوزراء العراقي الأسبق يؤكد أن اليمن طور معادلة جديدة في تاريخ الصراع مع الاحتلال الصهيوني
  • انطلاق أعمال المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” بالعاصمة صنعاء