بعد إدراجها.. "سبيس 42" تصبح من أكبر شركات الفضاء المدرجة
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
بدأ اليوم، الثلاثاء، تداول أسهم شركة "سبيس 42"، الشركة الإماراتية الرائدة في مجال تكنولوجيا الفضاء المدعومة بالذكاء الاصطناعي، في سوق أبوظبي للأوراق المالية.
تتوج هذه الخطوة، الاندماج الناجح بين شركتي "بيانات"، وشركة الياه للاتصالات الفضائية "الياه سات".
وأصبحت "سبيس 42" مع بدء التداول على أسهمها، واحدة من أكبر شركات الفضاء المدرجة في أسواق المال على مستوى العالم، بما يشكل نقلة نوعية في قطاع تقنيات الفضاء والذكاء الاصطناعي في الإمارات والمنطقة.
ومن خلال دمج التحليلات الجيومكانية المتطورة (مجموعة من البيانات الرقمية الممثِّلة للمواقع على الأرض باستخدام برامج متخصصة وتخزينها في قواعد البيانات) من بيانات والاتصالات الفضائية الرائدة من "الياه سات" مع قدرات الذكاء الاصطناعي، ستتمكن "سبيس 42" من تلبية الاحتياجات المتطورة بشك ٍل متسارع لقطاع تكنولوجيا الفضاء العالمي.
وتُسهم هذه القدرات في توفير مجتمعة حلول ُمتقدمة في مجال ذكاء الأعمال للحكومات والشركات والمجتمعات.
وتضم الشركة وحدتي أعمال تجاريتين رئيسيتين هما: الياه سات للخدمات الفضائية، وبيانات للحلول الذكية.
وبينما تركز وحدة الياه سات للخدمات الفضائية، على حلول الأقمار الصناعية الثابتة والمتنقلة، تدمج وحدة بيانات للحلول الذكية، بين جمع ومعالجة البيانات الجيومكانية مع منصة gIQ المتعددة والمعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
ستستفيد "سبيس 42" من تكامل الخبرات المجّمعة لـ"بيانات" و"الياه سات" والتي ستساهم في تعزيز اتّخاذ القرارات، وتقييم الوضع الراهن، وتحسين الكفاءة التشغيلية.
تعليقا هذا الانجاز، قال منصور المنصوري، رئيس مجلس إدارة سبيس 42: "يمثل إطلاق "سبيس 42" قفزة نوعية، ليس لشركتنا فحسب، ولكن أيضا لرؤية دولة الإمارات وجهودها الرامية إلى ترسيخ مكانتها الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الفضاء على المستوى العالمي. يضع تكامل القدرات المتميزة لكل من "بيانات" و"الياه سات"، شركة "سبيس 42" في وضعية مثالية لاغتنام الفرص، وإعادة رسم ملامح مستقبل تكنولوجيا الفضاء. ونحن ندعو العالم للانضمام إلينا في هذه الرحلة لنستكشف معا آفاق الخيال والتعاون والابتكار والفرص اللامحدودة".
من جانبه، قال كريم ميشيل الصباغ، العضو المنتدب لشركة "سبيس 42": "تسعى "سبيس 42" إلى إحداث تحول جذري في قطاع تكنولوجيا الفضاء من خلال الاستفادة من نقاط القوة والتكامل بين شركتي "بيانات" و"الياه سات". وتعكس هذه الخطوة المهمة التوجه الاستباقي للإمارات عبر دمج الذكاء الاصطناعي مع
تكنولوجيا الفضاء بهدف ابتكار حلول تحدث تأثيًرا إيجابيًا على المجتمعات. ستوفر "سبيس 42" من خلال المزج بين قدرات الاتصالات الفضائية، والتحليلات الجيومكانية، والذكاء الاصطناعي، مجموعة فريدة من الحلول والخدمات المبتكرة والموثوقة وذات الفعالية العالية من حيث التكلفة، بما يلبي احتياجات قاعدة عملائنا المتنامية".
وقال عبدالله سالم النعيمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية: "الابتكار هو المحرك الرئيسي للتقدم والتنمية المستدامة. إن اندماج شركتين رائدتين لغرض تأسيس شركة "سبيس 42" والتي أدرجت اليوم في سوق أبوظبي للأوراق المالية، يمثل إنجاًزا رئيسيًا ليس فقط لدولة الإمارات العربية المتحدة ولكن أيًضا لقطاعي تكنولوجيا الفضاء والذكاء الاصطناعي العالميين. يفخر سوق أبوظبي للأوراق المالية بدعم نجاحات شركتي "بيانات" و"الياه سات"، ونحن الآن متحمسون لدعم "سبيس 42" وهي تنطلق في رحلتها كشركة حديثة التكوين ومدعومة بالذكاء الاصطناعي. يجلب هذا الادراج فرص استثمارية جديدة وإمكانات نمو كبيرة من شأنها أن تدعم طموحات أبوظبي في مجال الفضاء، بالإضافة إلى مساهمتها في دعم الاستراتيجية الاقتصادية لدولة الإمارات. نرحب بشركة "سبيس 42" كأحدث شركة مدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، ونظل ملتزمين بدعم جميع الشركات المدرجة لدينا خلال مراحل نموها وتطورها".
وبدوره قال حسن الحوسني، الرئيس التنفيذي لشركة بيانات للحلول الذكية: "يمثّل إطلاق "سبيس 42" لحظة فارقة في مجال تكنولوجيا الفضاء، حيث يجمع بين "بيانات" و"الياه سات" لفتح آفاق جديدة في الابتكار. ومن خلال الدمج ما بين رؤية الإمارات الإستراتيجية في مجالي الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الفضاء، فنحن على أتم الاستعداد لتقديم حلول لا تلبي فقط الاحتياجات المتطورة للقطاع على مستوى العالم، بل تتجاوزها. تسعى "سبيس 42" من خلال توظيفها للقدرات التكنولوجية واستكشاف آفاق التطوير في هذا القطاع إلى تحقيق الانجازات التي من شأنها أن تدعم التقدم وتدفع نحو التغيير الإيجابي على نطاق عالمي. ونؤكد من خلال مهمتنا على تسخير إمكانيات الفضاء والذكاء الاصطناعي لتمكين مستقبل أكثر إشراقا، وتعزيز مكانة الدولة كمنارة للتميز والريادة في اقتصاد الفضاء العالمي".
كما قال علي الهاشمي، الرئيس التنفيذي لشركة "الياه سات" للخدمات الفضائية: "سيكون الفصل القادم لـ"سبيس 42" حافًلا بأحدث الابتكارات بما يحقق نقلات نوعية في قطاع تكنولوجيا الفضاء. ستقدم "سبيس 42" حلولا وخدمات فريدة تُسهم في تعزيز أداء القطاع بشكل ملحوظ، وستسهم الجهود المشتركة لِفَرقنا في تعزيز مسيرة الابتكار ووضع معايير جديدة للتميز في قطاع تكنولوجيا الفضاء مع الاستفادة من بنيتنا التحتية المتقدمة للأقمار الصناعية التي تغطي %80 من سكان العالم. ونحن فخورون بأن نكون جزءا من هذه المحطة الفاصلة لدولة الإمارات والقطاع بشكل عام، حيث نرتقي إلى مستوى التحدي ونساهم بدورنا في إحداث تغيير إيجابي".
وسوف تضطلع "سبيس 42" بدور رئيسي في سياق جهود الإمارات الحثيثة لتوطيد مكانتها بقطاعي الذكاء الاصطناعي والفضاء، بما يرسخ مكانة الدولة الرائدة إقليمي̒ا وعالميًا.
ويواكب إطلاق سبيس 42 الجهود المتسارعة لدولة الإمارات لتحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للفضاء 2030 وإستراتيجية الذكاء الاصطناعي 2031.
وتلتزم الشركة بالعمل على التوسع في مجال التصنيع المحلي، مما يضع الدولة في المقدمة كمزود رئيسي عبر سلسلة القيمة بقطاع الفضاء.
ويعّزز هذا الالتزام القدرات الوطنية ويدعم الجهود الرامية للارتقاء بمهارات الأجيال الجديدة من المهندسين والخبراء في مجالات الفضاء والذكاء الاصطناعي سريعة التطّور.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات بيانات الياه سات سبيس 42 الجيومكانية منصور المنصوري عبدالله سالم النعيمي علي الهاشمي سبيس 42 سوق أبوظبي سوق أبوظبي المالي سوق أبوظبي للأوراق بيانات شركة بيانات الياه سات شركة الياه سات بيانات الياه سات سبيس 42 الجيومكانية منصور المنصوري عبدالله سالم النعيمي علي الهاشمي أخبار الإمارات سوق أبوظبی للأوراق المالیة الفضاء والذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی لدولة الإمارات الیاه سات فی مجال فی قطاع من خلال سبیس 42
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟
مؤيد الزعبي
من الأسئلة التي أجد بأنها جوهرية في وقتنا الحالي، هل الذكاء الاصطناعي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟ وأنا اسأل هذا التساؤل عزيزي القارئ بعد تجربتنا الإنسانية مع التكنولوجيا المتمثلة بوسائل التواصل الاجتماعي التي جعلتنا أتعس للأسف رغم أنها وفرت لنا حاجة إنسانية مهمة متمثلة بالتواصل، إلّا أنها جعلت البشر أكثر تعاسة.
أطرح هذا التساؤل في وقت بتنا ندرك أنه بحلول عام 2030 من المتوقع أن يكون مرض الاكتئاب هو المرض الأول من حيث أعداد المصابين عالميًا، واليوم مع دخولنا عصر الذكاء الاصطناعي فهل هذه التكنولوجيا هي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟، قبل أن تشرع في قراءة هذا الطرح أطلب منك عزيزي القارئ أن تأخذ نفسًا عميقًا وتجيب بنفسك على تساؤلي ها هنا، هل أجبت نفسك إذن حان الوقت لنشرع معًا في إكمال هذا الطرح.
ومنذ قدم البشرية ونحن نبحث كبشر عن السعادة ومصادرها وتعريفاتها، ورغم ما وصلنا له من تقدم في فهم الإنسان البشري، إلا أنه ما زال محيرًا أن نفهم السعادة وما هي دروبها، فهناك شخص يجدها في صحته الجسدية وشخص آخر يجدها في صحته النفسية، وشخص يجدها في إنجازاته ومخزونه العلمي والعقلي وآخر يجدها في مخزون جيبته وأرصدة حساباته البنكية، وشخص يجدها بالرضا وقبول القدر وآخر يجدها في تحدي الواقع وتغييره، إشكالية عميقة لا يمكن فهمها أو تحديدها بشكل دقيق. ولهذا أجد في محاولتنا لاستنجاد الذكاء الاصطناعي ليبحث لنا عن معنى السعادة في كل ما كُتب في تاريخنا الإنساني ليجد لنا تعريفًا محددًا، وهذه طريقة أجدها مناسبة جدًا لنجد تعريفًا محددًا للسعادة نقارنه بتعريف أرسطو الذي كان يجد السعادة بأنها الهدف الأسمى للحياة.
هناك اتجاه آخر قد يخدمنا لنفهم السعادة وندركها أنه الآن ومع انتشار الساعات الذكية التي باتت تقيس لك نبضات قلبك ونسبة الاوكسجين في الدم ونسبة نشاطك وتقيس تحركاتك وخطواتك ولحظات سكونك وحتى نومك أجد بأننا يمكن استخدامها لتقيس لنا درجة سعادتنا أو تعاستنا بناء على معلومات دقيقة حول أجسامنا والتي هي انعكاس لأحاسيسنا أو حتى لحالتنا النفسية، وقد قام خبراء من شركة هيتاشي بتطوير تجربة مماثلة تقوم بقياس حركة الإنسان ومدى نشاطه وسرعة تحركاته ولحظات توقفه وبناء على تحليلات الذكاء الاصطناعي تقوم بقياس مدى سعادتك أو تعاستك في هذه اللحظة، صحيح أن الشركات المصنعة للساعات باتت تختبر مثل هذه المميزات في أن تقيس لك درجة توترك بناء على قراءاتك الحيوية إلا أن التجربة تحتاج سنوات من التطوير لنصل لطريقة مثلى تكشف لنا حقيقة فيما إذا كنا سعداء أم تعساء.
الأمر الأهم الذي يوعز له الكثيرون بأنه سيعالج الكثير من مشاكلنا النفسية يتمثل بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي والتي ستكون حلًا لكل فاقدي التواصل وستساعدهم في التحدث والتخاطر، ولكن ما قولنا أن سابق تجربتنا كبشر مع وسائل وجدت لنتواصل وأقصد وسائل التواصل الاجتماعي بأنها أصبحت سببًا لتعاستنا فكيف سيكون حالنا ونحن نخاطب نماذ ذكاء اصطناعي توليدي وليس بشر حقيقيون، وكيف سيكون حالنا لو انعزلنا عن محيطنا وانخرطنا لنتحدث مع روبوتات الدردشة أو الروبوتات التي ستتمثل على هيئة بشر في قادم الأيام، كيف سيكون حالنا عندما نصبح نُعبر عن أحاسيسنا ومشاعرنا لنماذج إلكترونية نجدها أقرب لنا من بشر مثلنا مثلهم، هل سنصل للسعادة؟، هذا هو جوهر التساؤل الحقيقي عزيزي القارئ والذي حتى الآن لا يستطيع أي شخص أن يجيبك عليه لأن تجربتنا مازالت ناقصة فلا نحن طورنا نماذج ذكاء اصطناعي بديلة عن البشر في التواصل ولا نحن اختبرناها واختبرنا طريقة تعاطيها مع الأمور.
تخيل أن يدفعنا الذكاء الاصطناعي من خلال برمجته لأن ننتحر مثلًا، ربما ليس مقصودًا أن يُبرمج ليجعلك تنتحر ولكن لكي يختصر عليك الألم، فيكون حله أن تُقدم على هذا الأمر الشنيع، وفي المقابل ربما تكون هذه الأنظمة هي الكاشفة والمكتشفة للكثير من مشاكلنا النفسية والمتنبئة بها قبل أن تصبح مشكلة أكبر وتحاول مساعدتنا لتخطيها أو تجاوزها أو حتى علاجها؛ إذن الصورة ليست كاملة حتى الآن والأمر لا يعتمد على الذكاء الاصطناعي لوحده بل يعتمد على تعامنا معه نحن البشر.
الخلاصة- عزيزي القارئ- أننا لو انخرطنا بالذكاء الاصطناعي وتجهلنا تعريف أهم من السعادة وهو تعريف الإنسان نفسه لنفسه فحينها سنخلق لنا مشكلة أكبر بأن نفقد بوصلتنا مرة أخرى فبدلًا من أن نصنع نظامًا يمكنه أن يجعل حياتنا أفضل وأسهل وأسرع فسنحوله لأداة تجلب لنا السعادة، ولكن إذا أدركنا أن كل ما نصنعه ونطوره يجب أن يخضع لمقياس واحد هو أن يجعل حياتنا "كبشر" أكثر سعادة وصحة ويسر وأنا اقولها كبشر لا كحومات ولا كشركات ولا كأنظمة إذا صنعناه للشر فحينها سيكون الذكاء الاصطناعي دربنا لحياة سعيدة فهو سيقدم لنا الحلول والتحليلات ولكن بشرط أن نُحسن استخدامه، إما إذا اسئنا استخدامه فسنعيد التجربة مرة أخرى ونجعل ما صنعناه ليطورنا يصبح أداة تهدمنا.
رابط مختصر