سودانايل:
2025-04-11@02:15:41 GMT

خاتمة التواصي بالقتل

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

كتب د. محمد عبد الحميد

بخاطرٍ مِلحاح عُدتُ أقرأ كتاب أصداء السيرة الذاتية للأستاذ الفخيم نجيب محفوظ، وقد كان مبعث الخاطر ما تحتويه الأصداء من كنوز لا تَبذُل نفسها للفهم من القراءة الأولى. فأخذت اقرأ بتأمل وعقلي مثقل بأخبار الحرب واحتدام المعارك، وانقسام الخلق وحماسة المواطنين وحميتهم لمجريات الحرب كراً وفراً.

. فإذا بي أجد قصةً قصيرةً هزّت كياني بعنف، وطرقت على عقلي بآلة حادة، فأخذت أعيد قراءتها مرة بعد مرة، ثم إستغرقت في تأمل محزون، تعتصرني كآبة جعلتني أرفض رفضاً قاطعاً منطق القصة، ثم سبحت في التأملات، وأطلقت لتفكيري العنان في المغزى والمُراد من القصة. فأستدعيت قصة الخطيئة الأولى في الأرض تلك التي إنتهت بغير حساب ولا عقاب إلا من درس غراب بكيفية إهالة التراب.. فأخذت أقول لنفسي ربما كان الأستاذ محقاً إذ هكذا هم بني البشر إن كانوا في طور الطفولة أو تفتقت فيهم غُدد الفُتوّة والفحولة أو كانوا في سنين الكهولة تسري في مجرى دمهم نزعة مستكنة في مكونهم البدائي عندما تعالت بالإحتجاج أصواتُ الملائكة عند النفخة الأولى.. كانت قصة الأستاذ بعنوان (المعركة) نصها :(في عهد الصبا والصبر القليل نشبت خصومةٌ بيني وبين صديق، اكتسح طوفان الغضب المودة فدعاني متحدياً لمعركة في الخلاء حيث لا يُوجد من يُخلِّص بيننا، ذهبنا متحفزين. وسرعان ما إشتبكنا في معركة ضارية حتى سقطنا من الإعياء وجراحنا تنزف بغزارة. وكان لابد أن نرجع للمدينة قبل هبوط الظلام. ولم يتيسر لنا ذلك دون تعاون متبادل. لزم أن نتعاون لتدليك الكدمات. ولزم أن نتعاون على السير. وفي أثناء الخطو المتعثر، صفت القلوب ولعبت البسمات فوق الشفاه المتورمة، ثم لاح الغفران في الأفق.)
وضعت الكتاب جانباً. طافت في ذهني صورة لا أكاد أنساها، طلّت من غور السنين لرجلين يضحكان ملء شدقيهما، وقد تشابكت أكفهما كأنما كان أحدهما للآخر وليٌّ حميم، بعد أن وقعا اتفاقاً للسلام إثر خصومة مستفحلة في حرب بُتِرت فيها خارطة الوطن من الخاصرة، وراحت ضحيتها آلاف الأرواح من الشباب، ذهبوا هكذا مع تلك الضحكات السياسية الصفراء. قلتُ مُسائلاً نفسي أهكذا تكون خاتمة التواصي بالقتل والتواصي بالفتك؟! ألم تكن الملائكة على حق؟؟؟!.

د. محمد عبد الحميد

wadrajab222@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

محمد اليمني: اتصال ترامب بنتنياهو أثناء زيارة ماكرون لمصر يحمل رسائل استراتيجية

أكد الدكتور محمد اليمني، رئيس قسم الشؤون العربية والدولية بمركز سعود الزيد للحضارات من القاهرة، أن توقيت اتصال ترامب بنتنياهو، سواء قبل أو أثناء زيارة ماكرون، يحمل في طياته رسائل استراتيجية من الإدارة الأمريكية، الملف الفلسطيني يظل حاضراً بقوة في هذه التحركات، خاصة مع التحديات التي تواجه قطاع غزة.

محمد اليمني: مخطط الشرق الأوسط الجديد بدأ بالفعل.. ولولا الدعم الأمريكي لإسرائيل لسقطتاليمني: الرئيس السيسي قطع الطريق على إسرائيل وأمريكا في قضية التهجير

وقال محمد اليمني، خلال لقاء له لبرنامج “حقائق وأسرار”، عبر فضائية “صدى البلد”، تقديم الإعلامي مصطفى بكري"، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال زياره الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى مصر بعث عده رسائل سواء للداخل المصري وسواء أيضا للولايات المتحدة الأمريكية، فالرسالة الأولى، هي مصر تتمتع بأمن وأمان هذه الرسالة الأولى، والرسالة الثانية بأن مصر أيضا تمتلك من الأدوات والاستراتيجيات في تعدد التحالفات أيضا مع الجانب الفرنسي.

المساعي المصرية

وتابع  رئيس قسم الشؤون العربية والدولية بمركز سعود الزيد للحضارات من القاهرة، أن الاتصال الثلاثي الأخير بين الرئيس السيسي والرئيس ترامب والعاهل الأردني اكتسب أهمية خاصة في ظل المساعي المصرية الحثيثة لدفع مبادرة تعمير غزة.

مقالات مشابهة

  • كيف يأمر الله نبيه في سورة الكهف بقتل بني آدم تعمداً..علي جمعة يجيب
  • محمد اليمني: اتصال ترامب بنتنياهو أثناء زيارة ماكرون لمصر يحمل رسائل استراتيجية
  • مصطفى محمد: أحلم بالفوز بكأس العالم.. ومحظوظ بمزاملة صلاح
  • مليشيا الحوثي تغتال حياة 3 أطفال كانوا يلعبون في فناء منزلهم.. تفاصيل جريمة مروعة ارتكبت في الحديدة (صور)
  • المصري مصطفى محمد: طموحي الفوز بلقب المونديال!
  • برئاسة أسقف الإيبارشية... أول قداس في كنيسة رئيس الملائكة إخميم
  • مقـ.تل شخصين بسبب خصومة ثأرية.. والنيابة العامة للمحكمة: كم من جرائم ترتكب باسم الثأر
  • الحرس الثوري يوقف ناقلة نفط في الخليج مع 6 كانوا على متنها
  • القادسية يتوج بـ 3 ذهبيات في بطولة دبي الدولية للألعاب المائية
  • الكنيسة القبطية تحتفل بتذكار رئيس الملائكة جبرائيل.. اليوم