سودانايل:
2024-11-08@00:59:54 GMT

خاتمة التواصي بالقتل

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

كتب د. محمد عبد الحميد

بخاطرٍ مِلحاح عُدتُ أقرأ كتاب أصداء السيرة الذاتية للأستاذ الفخيم نجيب محفوظ، وقد كان مبعث الخاطر ما تحتويه الأصداء من كنوز لا تَبذُل نفسها للفهم من القراءة الأولى. فأخذت اقرأ بتأمل وعقلي مثقل بأخبار الحرب واحتدام المعارك، وانقسام الخلق وحماسة المواطنين وحميتهم لمجريات الحرب كراً وفراً.

. فإذا بي أجد قصةً قصيرةً هزّت كياني بعنف، وطرقت على عقلي بآلة حادة، فأخذت أعيد قراءتها مرة بعد مرة، ثم إستغرقت في تأمل محزون، تعتصرني كآبة جعلتني أرفض رفضاً قاطعاً منطق القصة، ثم سبحت في التأملات، وأطلقت لتفكيري العنان في المغزى والمُراد من القصة. فأستدعيت قصة الخطيئة الأولى في الأرض تلك التي إنتهت بغير حساب ولا عقاب إلا من درس غراب بكيفية إهالة التراب.. فأخذت أقول لنفسي ربما كان الأستاذ محقاً إذ هكذا هم بني البشر إن كانوا في طور الطفولة أو تفتقت فيهم غُدد الفُتوّة والفحولة أو كانوا في سنين الكهولة تسري في مجرى دمهم نزعة مستكنة في مكونهم البدائي عندما تعالت بالإحتجاج أصواتُ الملائكة عند النفخة الأولى.. كانت قصة الأستاذ بعنوان (المعركة) نصها :(في عهد الصبا والصبر القليل نشبت خصومةٌ بيني وبين صديق، اكتسح طوفان الغضب المودة فدعاني متحدياً لمعركة في الخلاء حيث لا يُوجد من يُخلِّص بيننا، ذهبنا متحفزين. وسرعان ما إشتبكنا في معركة ضارية حتى سقطنا من الإعياء وجراحنا تنزف بغزارة. وكان لابد أن نرجع للمدينة قبل هبوط الظلام. ولم يتيسر لنا ذلك دون تعاون متبادل. لزم أن نتعاون لتدليك الكدمات. ولزم أن نتعاون على السير. وفي أثناء الخطو المتعثر، صفت القلوب ولعبت البسمات فوق الشفاه المتورمة، ثم لاح الغفران في الأفق.)
وضعت الكتاب جانباً. طافت في ذهني صورة لا أكاد أنساها، طلّت من غور السنين لرجلين يضحكان ملء شدقيهما، وقد تشابكت أكفهما كأنما كان أحدهما للآخر وليٌّ حميم، بعد أن وقعا اتفاقاً للسلام إثر خصومة مستفحلة في حرب بُتِرت فيها خارطة الوطن من الخاصرة، وراحت ضحيتها آلاف الأرواح من الشباب، ذهبوا هكذا مع تلك الضحكات السياسية الصفراء. قلتُ مُسائلاً نفسي أهكذا تكون خاتمة التواصي بالقتل والتواصي بالفتك؟! ألم تكن الملائكة على حق؟؟؟!.

د. محمد عبد الحميد

wadrajab222@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

شاهد.. ميناء غزة ينبض بالحياة رغم القصف والدمار

نشر صانع المحتوى الفلسطيني خالد طعيمة مقطع فيديو وثق فيه زيارته الأولى إلى ميناء مدينة غزة بعد استهدافه من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب.

ورصد طعيمة مشهد الحياة رغم الدمار الذي حل بالميناء والسفن الموجودة فيه وكذلك المباني والأبراج التي تضررت بشكل كبير من حوله.

وكتب طعيمة "هذه زيارتي الأولى لميناء غزة، وأحببت أن أوثقها وأخلّد هذه الذكرى، لتكون شاهدة وليراها كل مشتاق".

وأضاف "هذه القطعة نابعة من القلب بدون أي تكلف في ترتيبها أو مبالغة في مونتاجها ومكساجها، هكذا خرجت وهكذا أحببت أن يراها أهلها".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أميركي مطلق حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 145 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

مقالات مشابهة

  • المحترفون X أسبوع.. حصاد مميز لطيور مصر المهاجرة في مختلف ملاعب العالم.. عمر فايد يشارك للمرة الأولى في الدوري البلجيكي.. تريزيجيه وعبدالقادر يسجلان.. وعبد المنعم والنني وفتحي يظهرون بشكل جيد
  • بعد سلمان خان.. شاروخان يتلقى تهديدات بالقتل عبر الهاتف
  • خمسة رجال كانوا وراء هزيمة هاريس في الانتخابات الرئاسية.. تعرف عليهم؟
  • ملك بوليوود تحت التهديد.. 6 ملايين دولار تشعل أزمة أمنية في مومباي
  • اتهم بالقتل وعاش وحيدًا.. أسرار تنشر لأول مرة بحياة الفنان هيثم أحمد زكي
  • البابا تواضروس الثانى يلقى عظته الاسبوعية من كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بالظاهر
  • 22 لاعبًا في قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة حرس الحدود
  • اليوم.. البابا تواضروس يلقي عظته الأسبوعية من كنيسة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل
  • شاهد.. ميناء غزة ينبض بالحياة رغم القصف والدمار
  • رئيس الدائرة الأولى إرهاب: الخلية الإعلامية الإخوانية شيدوا البرامج لإشاعة الفتنة في مصر