سودانايل:
2024-12-25@07:41:27 GMT

خاتمة التواصي بالقتل

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

كتب د. محمد عبد الحميد

بخاطرٍ مِلحاح عُدتُ أقرأ كتاب أصداء السيرة الذاتية للأستاذ الفخيم نجيب محفوظ، وقد كان مبعث الخاطر ما تحتويه الأصداء من كنوز لا تَبذُل نفسها للفهم من القراءة الأولى. فأخذت اقرأ بتأمل وعقلي مثقل بأخبار الحرب واحتدام المعارك، وانقسام الخلق وحماسة المواطنين وحميتهم لمجريات الحرب كراً وفراً.

. فإذا بي أجد قصةً قصيرةً هزّت كياني بعنف، وطرقت على عقلي بآلة حادة، فأخذت أعيد قراءتها مرة بعد مرة، ثم إستغرقت في تأمل محزون، تعتصرني كآبة جعلتني أرفض رفضاً قاطعاً منطق القصة، ثم سبحت في التأملات، وأطلقت لتفكيري العنان في المغزى والمُراد من القصة. فأستدعيت قصة الخطيئة الأولى في الأرض تلك التي إنتهت بغير حساب ولا عقاب إلا من درس غراب بكيفية إهالة التراب.. فأخذت أقول لنفسي ربما كان الأستاذ محقاً إذ هكذا هم بني البشر إن كانوا في طور الطفولة أو تفتقت فيهم غُدد الفُتوّة والفحولة أو كانوا في سنين الكهولة تسري في مجرى دمهم نزعة مستكنة في مكونهم البدائي عندما تعالت بالإحتجاج أصواتُ الملائكة عند النفخة الأولى.. كانت قصة الأستاذ بعنوان (المعركة) نصها :(في عهد الصبا والصبر القليل نشبت خصومةٌ بيني وبين صديق، اكتسح طوفان الغضب المودة فدعاني متحدياً لمعركة في الخلاء حيث لا يُوجد من يُخلِّص بيننا، ذهبنا متحفزين. وسرعان ما إشتبكنا في معركة ضارية حتى سقطنا من الإعياء وجراحنا تنزف بغزارة. وكان لابد أن نرجع للمدينة قبل هبوط الظلام. ولم يتيسر لنا ذلك دون تعاون متبادل. لزم أن نتعاون لتدليك الكدمات. ولزم أن نتعاون على السير. وفي أثناء الخطو المتعثر، صفت القلوب ولعبت البسمات فوق الشفاه المتورمة، ثم لاح الغفران في الأفق.)
وضعت الكتاب جانباً. طافت في ذهني صورة لا أكاد أنساها، طلّت من غور السنين لرجلين يضحكان ملء شدقيهما، وقد تشابكت أكفهما كأنما كان أحدهما للآخر وليٌّ حميم، بعد أن وقعا اتفاقاً للسلام إثر خصومة مستفحلة في حرب بُتِرت فيها خارطة الوطن من الخاصرة، وراحت ضحيتها آلاف الأرواح من الشباب، ذهبوا هكذا مع تلك الضحكات السياسية الصفراء. قلتُ مُسائلاً نفسي أهكذا تكون خاتمة التواصي بالقتل والتواصي بالفتك؟! ألم تكن الملائكة على حق؟؟؟!.

د. محمد عبد الحميد

wadrajab222@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

قبل عودة ترامب..بايدن يُلغي إعدام 37 مداناً بالقتل

ألغى الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين، أحكام إعدام ضد 37 سجيناً فدرالياً من أصل 40، قبل أقل من شهر من عودة دونالد ترامب المؤيد لهذه العقوبة، إلى البيت الأبيض.

وجميع المنتفعين بهذا الإجراء مدانون أمام المحكمة الفدرالية، وهي هيئة مختلفة عن محاكم الولايات.
وفي مطلع ديسمبر (كانون الأول)، ذكّرت أكثر من 130 منظمة جو بايدن بالتزامه خلال حملته الانتخابية  في 2020 ضد عقوبة الإعدام مشيدة بوقف تنفيذ أحكام الإعدام الذي أقر بمرسوم من  حكومته في مايو (أيار) 2021. وأعربت المنظمات عن خشيتها من "موجة إعدامات" بعد تولي ترامب منصبه.
وقال بايدن في بيان: "أخفف الأحكام الصادرة ضد 37 من أصل 40 حكم عليهم بالإعدام على المستوى الفدرالي إلى أحكام بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط".
وأوضح الرئيس الأمريكي أن القرار "يتوافق مع وقف التنفيذ الذي تطبقه حكومته لأحكام الإعدام الفدرالية في قضايا أخرى غير الإرهاب، والقتل الجماعي بدافع الكراهية".
ومن بين المشمولين بالقرار 9 أدينوا بقتل سجناء آخرين، في حين ارتكب 4 آخرون جريمة قتل خلال سطو على مصارف، وقتل آخر حارس سجن.
وأضاف بايدن "لا يخطئنّ أحد، أنا أدين هؤلاء القتلة، وأحزن على ضحايا أعمالهم الدنيئة وأشعر بألم جميع العائلات التي عانت خسارة لا يمكن تعويضها. لكنني مقتنع أكثر من أي وقت مضى بأن علينا وقف عقوبة الإعدام على المستوى الفدرالي".
وفي الولايات المتحدة، ينتظر حوالى 2300 سجين إعدامهم، بينهم 40 فقط مدانين من المحكمة الفدرالية.
ويعود آخر إعدام فدرالي إلى نهاية رئاسة ترامب. وبعدما توقّف 17 عاماً، أعدم 13 مداناً بين 14 يوليو (تموز) 2020، و16 يناير (كانون الثاني) 2021، وهو أكبر عدد إعدامات فدرالية في عهد رئيس أمريكي، منذ نحو 120 عاماً.
وألغيت عقوبة الإعدام في 23 ولاية من الولايات الأمريكية الخمسين. كما يسري وقف اختياري للعقوبة في6 ولايات أخرى هي أريزونا، وكاليفورنيا، وأوهايو، وأوريغن، وبنسلفانيا، وتينيسي.

مقالات مشابهة

  • احتفال عيد الميلاد بكنيسة العذراء مريم ورئيس الملائكة ميخائيل بالعاشر من رمضان
  • ضبط متهم بالقتل في مديرية ضوران آنس بذمار
  • دراسة تكشف طبيعة حياة سكان أمريكا الجنوبية الأصليين.. لما كانوا يقسدون البط؟
  • قوى الأمن اشتبهت بـفان للركاب يقوده لبنانيّ... وهؤلاء كانوا في داخله (صورة)
  • إحالة أوراق متهمين بقتل شخص بسبب خصومة ثأرية فى سوهاج إلى المفتى
  • تعز.. مسلحون يهددون امرأة مسنة بالقتل في جبل حبشي
  • كانوا في قبضة الجيش الإسرائيلي..حماس تؤكد تحرير فلسطينيين في غزة
  • قبل عودة ترامب..بايدن يُلغي إعدام 37 مداناً بالقتل
  • مدرب شباب بلوزداد: لاعبينا كانوا خارج الخدمة أمام الأهلي
  • علي الحاج: قادة الجيش والدعم السريع من أشعلوا الحرب ورئيس المؤتمر الوطني ونائبه ممن كانوا معي في السجن قالا ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة