سودانايل:
2025-04-26@02:41:12 GMT

عن حرب الكذبة والفجار (لعنة الكيزان)!!

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

abdullahaliabdullah1424@gmail.com

بسم الله الرحمن الرحيم

ما يحدث من معارك دامية في الخرطوم، بعد تحول الجيش من الدفاع للهجوم، فتح الباب امام المعلومات المتضاربة من انصار كلا الجانبين. خاصة مع تحكم وسائل التواصل الاجتماعي في المشهد الاعلامي، وغياب مصادر محايدة وموثوقة، وصمت كلا الجانبين الرسميين عن الادلاء باي معلومات فيما يدور من معارك ضارية او سيطرة جديدة او خسائر مادية ناهيك عن البشرية، وكانهما يخجلان من حقيقة هذه الحرب القذرة.


والحال ان هذه الضبابية التي تحكم سير المعارك، وتضارُب المعلومات حول وجهتها، تندرج ضمن نهج شامل سابق علي الحرب، ويتصل بتغييب الحقائق ونشر الاكاذيب. اما ما جعل تغييب الحقائق في هذه الحرب يتعدي ما هو متعارف عليه في الحروب كجزء من استراتيجياتها وتكتيكاتها، ان كلاهما مجرد ادوات اجرامية. وعموما هنالك عدد من الاسباب جعلت هكذا نهجٍ ملتوٍ يتوهج في هذه الحرب حتي كاد يخسف بالابصار، ومنها:
اولا، ان الدافع الاساس لهذه الحرب هو السلطة العضوض وما تتيحه من فرص لاستباحة موارد البلاد، وقطع الطريق علي تطورها، عبر ضرب تماسكها الاجتماعي، وسحق وتشتيت طبقتها الوسطي وما تحمله من امكانات ادارية ومهنية وتنموية، وتشويه سمعة كياناتها السياسية كتمهيد لعسكرة السلطة.
ثانيا، قذارة الدوافع وتعارضها مع مصالح البلاد والعباد العليا، جعل من يدعمها من الخارج (الامارات) والداخل (الكيزان)، مجبرون علي التمويه ونشر الاكاذيب.
ثالثا، عدم الاكتراث لما يصيب المواطنون من هلاك والبنية التحية من دمار، بعد ان تحولا الي مجرد وسائل لاطماعٍ عمياء. وهو ما يحتاج لغطاءٍ كثيف من الاكاذيب والمغالطات لتبريرها! بل تعدي الامر للتضحية بالجنود البسطاء والضباط الصغار والحواضن الاجتماعية، الذين تنخفض قيمتهم بقدر تصاعد طموحات القادة، وشدة تمسكهم ودفاعهم عن مصالحهم الخاصة.
رابعا، وهو الاهم، صدور كلا الطرفين المتقاتلين من مرجعية واحدة، لا يصدف انها مأزومة ومتفسخة ومنحلة. والمقصود بالطبع المرجعية الاسلاموية الترابوية، التي تقدس السلطة والثروة ويستهويها التسلط والاستكبار، كمتلازمة لوهم التميُّز والسيادة. ومعلوم ان ذات المرجعية درجت علي اعتبار الاكاذيب وسيلة مشروعة لنيل كل المطالب غير المشروعة. وان رفع الشعارات العاطفية الفارغة ينوب عن طرح البرامج الموضوعية والاعمال الجادة والمثمرة علي الارض.
وذات الامر ينطبق علي معاملة السلطة كآلِه، تقدم لها كل القرابيين وتوظف لاجلها جل الموارد. مما يضفي علي اكاذيبها مسحة مقدسة، يؤثم كل من يشكك في ترهاتها او ينكر اباطيلها. اي كونها صادرة عن سلطة مقدسة فهي صادق حتما وان تبناها مسيلمة الكذاب! وذلك رغم ان السبب الاساس في تزويد السلطة بمخالب مسلحة وتسيجها بالارهاب وتبرير نهبها للاموال، ليس قداستها وانما غياب شرعيتها كواقعة فاقعة يصعب اخفاءها، ولو بضحكة مستهترة من ضحكات الترابي المعهودة، او بصناعة دولة ومؤسسات بالتزوير (قصر جمهوري وبرلمان وانتخابات وقضاء وجيش وجامعات وسفارات..الخ).
خامسا، مع انهيار مؤسسات الدولة والقيم والاعراف والنظم الضابطة لعملها، سادت الفوضي والسبهللية وتمرير المصالح الخاصة، كاسلوب عمل يتحكم في اداء تلك المؤسسات. وهذا الامر طال فيما طال اجهزة الاعلام والمؤسسة العسكرية، لنحصل علي اسماء من غير مسميات (مضمون). اي لها فضاءها الخاص الذي تشتغل فيه، ومظهرها العام الذي تتظاهر به امام العامة. وبصفة خاصة تلبية طلبات ما يطلبه الجمهور من دعاية وحماس و(نوم علي مخدات الطرب)! لتصبح دعاية وتطمينات وانجازات السلطة المستبدة، هي افيون الشعب وليس الدين كما نسب لماركس.
والمفارقة ان هذا الامر اكثر ما ينطبق علي الدكتاتور نفسه، وهو يلقي الكلام علي عواهنه ويهدد الخونة والعملاء ويشكو من الاستهداف الخارجي ..الخ من خطرفات. وبصفة عامة الحديث في كل شئ دون قول شئ نافع! وطالما رب الدولة للدف ضارب، فطبيعي ان تنسحب اكاذيبه علي مجمل اداء الدولة، لتتظاهر بعمل كل شئ دون ان تقوم بعمل صالح او تقدم ما ينفع الناس. وهذه المسافة ما بين الاقوال والوعود الكثيرة والانجازات القليلة، تشكل اخصب بيئة للاكاذيب والدعايات وبيع الاوهام في سوق المحرومين.
وعموما ليس هنالك ادل علي خواء الرتب والخبرة والعلم والمعرفة وكل ما يمت لدولة الكيزان بصلة، مما يسمي خبراء عسكريون! والذين احرجوا السودانيين في كل بقاع الارض، واثاروا سخرية المشاهدين في العالم العربي، من ضالحة تفكيرهم وعقم معرفتهم، واسلوبهم المتفرعن في الحديث، والعنجهية المعهودة تجاه المدنيين. والحال كذلك، لماذا لا يتصدر المشهد السلطوي الفاقد التربوي والمهني (حميدتي والبرهان)، ومن ثمَّ يتحكمون في مصير البلاد والعباد، وينحطون بهما الي اسفل سافلين، وبعد ذلك يطمعون في المزيد؟!
سادسا، مع كثرة الاكاذيب واستمراءها، تتحول الي نوع من الجرأة علي الانكار والمغالطات والتزييف، التي بمقدورها قلب الليل الي نهار وإخراج الشمس من مغربها! اي يتعدي الامر التعامل معها كحقائق لا ياتيها الباطل، الي اجبار الآخرين علي تصديقها، وإلا لهم الويل والثبور!
سابعا، ادت هذه الاكاذيب والمغالطات والتلاعب بالقيم، الي ابتذال كل ما هو حق وخير وجمال، بعد ان تطاول عليها هؤلاء الاقزام. لنشهد شفافية في الغموض والمرواغة، ووطنية هي الخيانة والعمالة عينها، واعمال خير تسغل للنهب والفساد..الخ من فعائل يستنكرها الشيطان. والاسوأ من ذلك تمارس في سياق آخر ولكنه موازٍ، جهود مضنية لتغبيش الوعي وامتهان الذاكرة الجمعية والتنصل من المسؤولية والافتئات علي الحقائق واتهام الآخرين بجرائم هم مرتكبوه! والحرب الدائرة الآن خير دليل وبرهان علي ذلك. فرغم ان الكيزان وقيادة الجيش هم من صنع مليشيا الجنجويد ورعاها وتستر علي جرائمها، يحاولون اليوم الصاق الجرم بالحرية والتغيير! وكذلك رغم ان الكيزان هم من يرفضون التفاوض والحلول السلمية، ويزايدون بالكرامة والوطنية، ويراهنون علي الحسم العسكري رغم انف ميزان القوي المختل، إلا انهم يصرون علي ان (تقدم) هي من يؤجج نيران الحرب بدعم المليشيا! بل وبعد ان سلم قادة الجيش بتواطؤ مع كامل المؤسسة، العاصمة برمزيتها السيادية ومركزيتها لكل البلاد، للمليشيا تسليم استسلام، ياتون وبعد عام ونصف من الحرب المدمرة لتحريرها كما يزعمون! وكذلك بعد انسحابهم المحير من ولاية الجزيرة وغيرها من الولايات والحاميات دون مسوغات واضحة، يتحدثون بكل بجاحة عن تخليص البلاد من دنس المليشيا ولو بعد مائة عام وفناء كامل الشعب! فمن يصدق كل هذه الاكاذيب والبلاهة ان لم يكن هو نفسه مغرر به وابله؟!
ثامنا، ونسبة للمكاسب المجانية التي تدرها الاكاذيب، في ظل سلطة كاذبة كسلطة الاسلامويين، تحوَّل الكذب الي نمط حياة طوال فترة حكم الانبياء الكذبة! لدرجة اصبح الحال هو كذب الكل للكل، الرئيس للجميع، ومن حول الرئيس للرئيس، ومن داخل الاسرة الي المجتمع ككل (سطوة المظاهر). ومن الانشطة المجتمعية لكل انشطة الدولة (سطوة الدعاية). بل يصح القول ان الدولة نفسها اصبحت اكبر مضخة لنشر لاكاذيب والاوهام والانجازات المضروبة. اما ان تصل الاكاذيب والتلاعب والاستهتار الي المساس بالامن القومي، لدرجة رعاية المليشيات ارضاء لاوهام واطماع القيادات، فهذه هي الحالقة التي الحقت البلاد ب(امات طه)!
تاسعا، بما ان مليشيا الجنجويد هم الثمرة السامة للكيزان، فهي تحتوي خلاصة اكاذيبهم ومغالطاتهم وشرورهم، وهذا ما ظهر جليا في شكل الخراب الذي الحقوه بالدولة والجرائم والنهب والانتهاكات التي اقترفوها في حق الابرياء من غير رحمة. بل بمجرد دخولها اي منطقة، تختفي مباشرة كل مظاهر الحياة المدنية، ويختفي مجرد وجود للحياة الطبيعية في ابسط مظاهرها، كتوفر الخدمات الاساسية وعلي راسها اكل العيش. ورغم ذلك يتحدثون بكل وقاحة عن الدولة المدنية والديمقراطية ودولة 56 والقضاء علي الفلول..الخ من الترهات والاكاذيب المفضوحة. والحال كذلك، الفارق بين الكيزان والجنجويد، ان الكيزان يجترحون الشعارات البراقة لخداع البسطاء كوسيلة للسيطرة عليهم ونهبهم برضاهم. اما الجنجويد كتجمع مرتزقة منبت الاصل والجذور اقلاه من جهة التقيد باعراف المجتمع، فانهم يسطون ككل الرباطة علي الشعارات والمقولات والاطروحات المطروحة في الساحة كيفما اتفق، للحصول علي هوية في المجتمع ودور في الدولة وموضع قدم في السياسة ومبرر للسيطرة علي السلطة من غير وجه حق.
المهم، واحدة من مآسي الحكم الديني كحكم الكيزان، هو حالة الانفصام والعيش في الاوهام التي تتلبس اصحابه، وتاليا العجز عن الفصل بين الواقع والممكن والمتاح، وبين التصورات والافكار المجردة، والصادرة غالبا عن الهذيان والعقد والشذوذ. والحال كذلك، تشكل الشطحات منطلق للقيادة، والرغبات مقود الافراد والدولة، والاستجابة لنداء الشهوة مقدم علي كل الفروض. لتتحول السلطة عمليا الي بلدوزر يسوي كل العقبات (نظم تشريعات مؤسسات لوائح قوانين اعراف مجتمعية) لجعل الارض مستوية، لافساح المجال لرفاه الاسلامويين وانصارهم، عبر تجيير موارد الدولة لصالحهم حصريا. اما عاقبة ذلك عمليا، فهو تحطيم الدولة وتدهور الخدمات وتردي حياة العامة.
وللاسف بعد ثلاثة عقود من الحكم الاعتباطي وحياة الدلال التي عاشها الاسلامويون، اصبح الفطام من هذه الحياة المترفة في حكم المستحيل. بل كل عقبة تقف امامهم يتوهمون القدرة علي التقلب عليها مهما كانت مستحيلة، وان قاد ذلك لاذاعة الاكاذيب والاحلام وتصديقها، وتقديم كل قطاعات الشعب وتماسك الدولة ككباش فداءٍ لها! وساعدهم علي ذلك عاملان، اولهما، استثمارهما في حماية نظامهما بكل السبل وبما فيها القذرة والغبية منها، مع توافر من هم علي استعداد لمشاركتهم حماية النظام نظير مكاسب مادية ومهنية واجتماعية. اما العامل الآخر فهو اكثر حساسية وجذرية، لصلته بالحديث باسم الإله، والذي عاجلا او آجلا يجعل من يتحدث باسمه ينتحل صفاته وقدراته. اي يطلق الاطلاق علي كل شئ، من السلطة المطلقة الي القدرة المطلقة وانتهاءً بالبقاء المطلق (الي الابد)، لذلك ليس مستغرب حديث نافع عن تسليمها للمسيح.
وعليه، يبدو ان الكيزان الذين تربوا في احضان تصورات مطلقة وشعارات مزيفة وقيم مهترئة واصرار علي المضي في هذا الطريق المهلك مهما كلف الامر. هو نفسه ما جعلهم يسيئون ادارة الدولة ويتآمرون علي الثورة، ويخوضون هذه الحرب بقدرات متدنية وتطلعات وطموحات بعيدة عن الواقع، غض النظر عن حجم الخسائر وما تعرضه من مخاطر علي سلامة الشعب وبقاء الدولة.
وما يحير ان الكيزان الذين يخوضون حرب عدمية من اجل السلطة، دامت لهم السلطة المطلقة لمدة ثلاثة عقود ويزيد، فماذا فعلوا بها غير اساءة استغلالها حتي يطالبوا بالمزيد؟! وكذلك توفرت لهم كل موارد الدولة، فماذا فعلوا بها سوي تجييش الجيوش ورعاية المليشيات واجهزة الامن والمخابرات، وحياة الترف والبهرجة، ولم يتركوا لبقية الشعب إلا الجوع والمسغبة. فلماذا بعد كل ذلك يطالبون بالمزيد؟!
ومعلوم ان الكيزان بدل الفرصة أُتيحت لهم العشرات من الفرص، لاجراء مراجعات عن تجربتهم والاعتذار عن الاخطاء وارجاع المنهوبات، ودفع ثمن ما اقترفوه من جرائم وانتهاكات في حق الشعب حتي تصح توبتهم نصوحا. ولكن المعضلة ان المراجعة او التوبة تمر بالتحلل من هذه المنظومة، اي لفظها بوصفها علة او مرض وليس وصفة علاجية.
لكل ذلك ليس هنالك من خطوة جادة لايقاف هذه المحرقة قبل ان تطال كل البلاد، غير تخلُص الكيزان من اوهامهم واطماعهم. وبما ان ذلك صعب صعوبة تخليهم عن مبررات وجودهم. فعليه، ليس هنالك من مخرج سوي فك الجيش الارتباط مع الكيزان، كخطوة اساسية لتخلي الجيش عن اوهامه واطماعه التي تعشش داخل هذه المؤسسة، ومن ثمَّ معاينة الواقع كما هو. اي اعادة تقييم لقدرة الجيش واداءه منذ اندلاع هذه الحرب، بل حتي ما قبلها، بل منذ تاسيسه. ومهما كانت نتيجة هذا التقييم فلابد من البحث الجاد عن كل الخيارات والفرص لايقاف هذه الحرب العدمية باي ثمن، اي بوصفها كارثة وخراب وخسائر يدفع ثمنها المواطنون والجنود والبلاد بصفة عامة.
اما اذا عجز الجيش عن القيام بهكذا واجب عاجل، لارتباطات متينة بالاسلامويين ومليشياتهم، فلا سبيل عندها من قبول الاسلامويين علي مضض، بل وتقديم حوافز تعينهم علي ايقاف هذه الحرب اللعينة التي تنذر بالقضاء علي كل شئ. اي اذا كان الامر مقايضة بين مشاركة الاسلامويين في السلطة وبقاء الدولة، او رفضهم وضياع الدولة، فمرحبا بمشاركتهم. ومن ثمَّ فرض الرقابة عليهم، مثل اي مدمن لا سبيل لضبطه الا باحكام الرقابة عليه.
وبطبيعة الحال، ما ينطبق علي الاسلامويين ينطبق علي المليشيا بصورة مضاعفة. اي كمجموعة عدمية، ضعيفة الانتماء للوطن وانسانه، ولذلك لا تستحي من عمالتها للخارج، كما انها لا تتقن شيئا سوي القتل والسلب والنهب والتخريب ونشر الفوضي. والحال كذلك، يظل مجرد وجودها تهديد لوجود الدولة باستمرار، وذلك للتناقض البنيوي والوظيفي بينهما. وهو ما يجعل مقاربة الوصول معها لاتفاق لايقاف الحرب في غاية الصعوبة، كما ان الالتزام بما يتم الاتفاق عليه، اذا ما كنا محظوظين وحدث اتفاق، فهو كذلك سيعاني صعاب ليس لها حصر. وكل هذا يقول شيئا محددا، وهو اننا نعيش معضلة وجودية مغلقة كالضمنة، بقدر ما تستنزف طاقة الدولة وارواح مواطنيها. وهو ما يجعل بدوره مطلب التدخل الخارجي (منظمة الامم المتحدة ووكالاتها) ليس ترف، وانما قلة حيلة من اوضاع يسيطر عليها السلاح المنفلت والقادة الجهلاء والدمار الشامل واطماع تحاصرنا من كل اتجاه. اما المضحك والمبكي في آن، فهو خوف البعض من التدخلات الخارجية، اكثر من الخوف علي البلاد وهي في طريقها للهاوية، هارسة لضلوع الاطفال ومريقة لدماء الضحايا.
آخر الكلام
ما يحدث لحماس وحزب الله يُظهر وكأن هنالك توجه للخلاص من كل المليشيات والكيانات الاسلاموية. واذا صح ذلك، ما المانع ان جزء من اغراض حربنا الكارثية المدعومة اقليميا، الخلاص من الاسلامويين، وعندها الجيش والشعب يروحان في الرجلين. خاصة وان سوء الحظ والتعاسة بقدر ما هي ملازمة لهذا الكيان المسمي السودان بشعبه الشقي، بقدر ما حسن الحظ وكل الظروف (التآمر) تخدم الانقلابيين والملعون حميدتي ومليشياته الهمجية. ولسان حالها يردد مع حميد (آخ من حظك يا الجابرية، سابع جامع وبالجبرية!). او (يا ام قلبا حار ينبر فينا، ما عدا صباح من ها المينا، كد الكداح شايلة سفينة، والناس عوجات تحرس ترجا، ترجعبوا سلاح وانوار زينة). تبا لكم كيزان دعامة بن زايد وكل شيطان رجيم يدعم هذه المقتلة. ودمتم في رعاية الله.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ان الکیزان هذه الحرب بعد ان

إقرأ أيضاً:

ما أسباب وتداعيات محاولات الانقلاب المتكررة في بوركينافاسو؟

جاءت محاولة الانقلاب الجديدة في بوركينافاسو، لتثير التساؤلات من جديد حول أسباب تعدد هذه المحاولات في فترة وجيزة والتداعيات المتوقعة في البلاد، بعدما وصف المجلس العسكري الحاكم المحاولة الانقلابية بأنها "مؤامرة كبرى قيد الإعداد وتهدف إلى نشر فوضى شاملة".

وقال وزير الأمن في الحكومة الانتقالية محمدو سانا في بيان عبر التلفزيون الرسمي: "العمل الدقيق الذي قامت به أجهزة الاستخبارات، كشف عن مؤامرة كبرى يجري الإعداد لها ضد البلاد والهدف منها هو زرع الفوضى الشاملة".

وأشار إلى أن العقول المدبرة للمحاولة الانقلابية توجد خارج البلاد، خصوصا في ساحل العاج" مضيفا أن هذه المحاولة الانقلابية كانت ستؤدي وفقا لخطة من سماه "الإرهابيين" إلى هجوم على رئاسة بوركينا فاسو، من قبل مجموعة من الجنود جندهم أعداء الأمة".



وعلى ضوء ذلك، شن المجلس العسكري الحاكم حملة اعتقالات طالت عددا من الضباط، فيما أقال آخرين، بتهمة أنهم على صلة بمخططي المحاولة الانقلابية الفاشلة.

ومن بين الضباط الكبار الذين تم اعتقالهم إثر محاولة الانقلاب، القائد السابق للقضاء العسكري العقيد فريديريك ويدراغو، الذي كان يحقق مع قيادات عسكرية متهمة بمحاولة الإطاحة بالنظام في عام 2023.

كما اعتقل أيضا النقيب إليزيه تاسيمبيدو قائد مجموعة المنطقة العسكرية الشمالية، حيث كان موجودا في العاصمة واغادوغو لحضور اجتماع أمني رفيع.

ووفق تقارير إعلامية فإنه ومنذ وصول إبراهيم تراوري إلى السلطة، زادت في بوركينافاسو عمليات الاعتقالات وبخاصة بحقّ مدنيّين يُعتبرون مناهضين للمجلس العسكري وجنود يتّهمهم النظام بالتآمر ضدّه.

محاولات انقلابية متعددة
ومنذ وصول النقيب إبراهيم تراوري إلى السلطة، إثر انقلاب عسكري في سبتمبر 2022، أعلن نظامه في مناسبات عدة عن إحباط محاولات انقلابية تستهدف الإطاحة به.

فقد عرفت البلاد منذ العام 2022 خمس محاولات انقلابية من بينها ثلاث محاولات انقلابية في العام 2024 حيث تعتبر بوركينافاسو من الدول الأفريقية الأكثر عرضة للانقلابات العسكرية نظرا لتنافس كبار الضباط في الوصول إلى السلطة عبر الانقلابات.

وفي هذا الإطار يرى عدد من المتابعين وخبراء الشأن الأفريقي أن كثرة المحاولات الانقلابية في هذا البلد الغرب افريقي باتت لافتة للانتباه، خصوصا أن مثل هذه المحاولات الانقلابية لم تحصل في مالي ولا في النيجر المجاورتين واللتين يحكمهما قادة عسكريون وصلوا السلطة بشكل مشابه لما حصل في بوركينافاسو.



ويرى الخبير المختص في الشأن الأفريقي، محفوظ ولد السالك، أن تكرار المحاولات الانقلابية في بوركينافاسو "يثير أسئلة حقيقية بشأن استهداف نظام تراوري دون غيره، وبشأن فشل جميع المحاولات كذلك".

وأضح ولد السالك في تصريح لـ"عربي21" أن هذا الأمر سبق أن شكك فيه السياسي المالي عيسى كاو نجيم في نوفمبر 2024، وتم اعتقاله بشكوى من سلطات بوركينا فاسو.

انقسامات بالمؤسسة العسكرية
وقال ولد السالك إن تكرار المحاولات الانقلابية وتمكن المجلس العسكري في الوقت نفسه من إحباطها بات يشي بأن المؤسسة العسكرية في بوركينا فاسو ربما تشهد انقسامات وخلافات بشأن استمرار تراوري في السلطة.

ورأى أن هناك أسبابا عديدة قد تكون وراء المحاولات الانقلابية، أولها "تمسك تراوري بالبقاء في السلطة، بعد أن وعد بأنه سيمكث فقط أشهرا قليلة، وهذا قد يكون مثار إزعاج لأصحاب الرتب العليا في الجيش، فبعد أن أمضى أزيد من عامين رئيسا تم تمديد رئاسته لخمس سنوات كذلك".

وأوضح ولد السالك أن العامل الثاني ربما يكون هو "كثرة خلق العداوات الإقليمية والدولية، الأمر الذي يكثر فرص عدم الاستقرار السياسي، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من عدم استقرار أمني منذ 10 سنوات، وهذا يجعل الرئيس الشاب الذي لا تجربة لديه في الحكم ولا في السياسة، يجد صعوبة في مسايرة وقع الأزمات خصوصا وأن رؤى وتصورات البناء لديه محصورة فقط في القطيعة مع الغرب، والعزف على وتر المظلومية من طرف الاستعمار السابق".

هل من دور للقوى الإقليمية والدولية؟
بالرغم من التوتر الحاصل في علاقات بلدان كونفدرالية الساحل بما فيها بوركينافاسو، مع بلدان المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" والغرب خصوصا فرنسا، إلا متابعين يستبعدون أن يكون هناك دعم مباشر للمحاولات الانقلابية ببوركينافاسو، فيما يرى البعض أنه لا يمكن فصل ما حدث عن الصراع الإقليمي والدولي الحاصل.

وفي هذا السياق استبعد الخبير في الشؤون الأفريقية محفوظ ولد السالك، في حديث لـ"عربي21" أن تكون هناك قوى إقليمية وراء مسعى الإطاحة بتراوري.

ولفت إلى أن السياق الإقليمي العام يتسم بالانفراج والتصالح مع الأنظمة العسكرية الحاكمة في بوركينا فاسو ومالي والنيجر، "إذ أنه لأول مرة منذ انسحاب البلدان الثلاثة من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، تحتضن أكرا قمة تجمع بين بلدان سيدياو (إيكواس) وتحالف الساحل الذي يضم الدول الثلاث، من أجل خفض التوتر وبحث فرص التعاون".



وأضاف: "كل ما في الأمر بالنسبة لي أن حدود بوركينافاسو مع كوت ديفوار(ساحل العاج) ليست مستقرة أمنيا، وبالرغم من أن موقف البلاد لم يتصالح بعد مع الانقلابات العسكرية إلا أنه لم يعد بذلك التشدد والصرامة، وبالتالي لا أعتقد أن ثمة دعم للمحاولات الانقلابية هذه".

في المقابل يرى المحلل السياسي المتابع للشأن الأفريقي، الولي سيدي سيدي هيبه، أنه لا يمكن فصل هذه المحاولة الانقلابية عن الصراع الإقليمي والدولي في منطقة الساحل الافريقي.

وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "منطقة الساحل بشكل عام تعيش حالة استثنائية وتعتبر منطقة صراع دولي وإقليمي، وبالتالي لا يمكن فهم تكرر المحاولات الانقلابية في بوركينافاسو خارج السياق الحالي في الساحل وهو سياق صراع الهيمنة الروسي الغربي".

واعتبر أن بوركينافاسو، ستكون على موعد مع محاولات انقلابية أخرى ما دامت الظروف الحالية قائمة، مضيفا أن روسيا بدأت تكسب نفوذا في المنطقة على حساب فرنسا والأوروبيين.

وفي الوقت الذي يعرف فيه نفوذ فرنسا في الساحل الأفريقي ما يشبه انتكاسة، استغلت روسيا الوضع من خلال حضور عسكري واقتصادي لافت.

تداعيات متوقعة
ويرى متابعون للشأن الأفريقي أن هذه المحاولة الانقلابية ستكون لها تداعيات من بينها "استغلال الجماعات المسلحة لهذه الأوضاع وتكثيف هجماتها ضد الجيش والمدنيين.

وأشار ولد السالك إلى أن أجواء عدم الاستقرار السياسي ومحاولات الإطاحة بالأنظمة الحاكمة، تؤثر على البلدان التي تشهدها وعلى المنطقة بشكل عام.

ولفت إلى أنه على الصعيد الداخلي "تستغل الجماعات المسلحة الفرصة لتعزيز حضورها والسعي للسيطرة على المزيد من المناطق، وتكثيف الهجمات ضد الجيش والمدنيين، بحيث تشكل عامل ضغط مساعدا على التجييش الداخلي ضد النظام، وإظهار أنه غير قادر على مواجهة التحديات المحدقة بالبلاد".

وأضاف أنه على الصعيد الإقليمي "قد يدفع الأمر بعسكريين آخرين لتنفيذ محاولات أخرى ضد أنظمة سياسية مدنية، كما سبق أن حصل في السنوات الماضية ببعض دول القارة، فضلا عن توتير العلاقات بين الدول جراء تبادل الاتهامات".

وشهدت القارة الأفريقية منذ العام 2012 نحو 46 انقلابا أو محاولة انقلابية على السلطة، وذلك بمعدل 4 انقلابات أو محاولة انقلابية في العام تقريبا، فيما تشير بعض الإحصاءات على أن الانقلابات في أفريقيا شكلت ما يقرب من 36% من جميع الانقلابات على مستوى العالم، وغالبية هذه الانقلابات في بلدان منطقة غرب افريقيا التي تضم، بوركينافاسو ومالي والنيجر، وبنين، والرأس الأخضر وغامبيا وغانا وغينيا وغينيا بيساو وساحل العاج وليبيريا ونيجيريا وموريتانيا والسنغال وسيراليون وتوغو.

مقالات مشابهة

  • ???? الحقيقة التي يعلمها هذا التائه أن معركة الكيزان ليست مع أشباه الرجال !!
  • ما هي الإمتيازات التي كانت تدافع عنها د. هنادي شهيدة معسكر زمزم
  • ترامب يصف أول 100 يوم من ولايته.. وطريقة استخدام السلطة
  • الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
  • عبد الله علي إبراهيم: من الثورة إلى الحرب: الطريق الوعر لبناء الدولة السودانية (دار الموسوعة الصغيرة، 2025)
  • محمود عباس.. أي سقوط؟!
  • الرئيس الفلسطيني يطالب حماس بتسليم سلاحها إلى السلطة الوطنية
  • سراب التحليل الطبقي في الحرب السودانية وشياطين أخري
  • ما أسباب وتداعيات محاولات الانقلاب المتكررة في بوركينافاسو؟
  • التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات