المصلحون: حكايات الارهاب والتعصب والكذب والخداع -البدايةً
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
ahmedsidahmed.contacts@gmail.com
د. احمد التيجاني سيد احمد
٢٣ يناير ٢٠٢٣ روما إيطاليا
@يقال في زمان قديم في بدايات القرن الماضي ان اجتمع سايق عربة كارو (عربجي) ومصلحً احذية (نقلتي) و صبي قهوة بلدية (جرسون) و قواد(م….) في احدي حارات الاحياء القديمة حيث تفو ح رائحة المجاري مختلطة بالتوابل و رايحة زيت الطعمية المحروق و صياح بائع الكشري و احتجاج راكب البص المركون المزحومً عندما وجد الذي يقف أمامه في حالة (استمتاع) فايق و (البتاع) بتاعه مغموس في ردف انثي سمينه وهي في حالة استجابة كاملة.
**أحتج الراكب الغلبان لفوات النعمة عليه و صار يطنطن و يكرر بصوت عالي: ""اعوز بالله خلق ما عندها ادب خلق ما بتختشيش يعني دي لو كانت أختك والا بنتك و الا امك ""… مما ازعج (المستمتع) فصاح فيه قائلا: و انت مالك؟ هو ربنا حطاه هنا. أعملوا ايه؟ اقطعلوً درجة اولي؟؟
@وًكان هذا السيرك البلدي امرا عاديا حيث تجتمع الشلة يوميا لاحتساء الشاي المنعنع وهمً يتصيدون الارداف وسحنات الغلمان وهم يهرولون لقضاء حوائجهم اليومية. وًربما تجد واحدا منهم خارجا بصعوبة من (زنقة الفيران) الضيق وهو يلعن الذين أغرقوا بلاد الفيران وملاوا الزنقة بمخلوقات لونها اسود وحالها اسود والعياذ بالله.
@كان هذا السيرك امرا عاديا للشلة لولا زيارات (المدرس) لابس الطربوش. وكالعادة يسلم على كل واحد فردا فردا ويشرب معهم الشاي و يصر علي دفع الحساب بالكامل للجميع.
**الفت الشلة كرمه وادبه الجم. وامتيازه على الجميع لأنه يغض البصر ولا ينطق عن الهوى.
**لكنه كان دائما ما يخلط هدوءه الجم بتعبيرات احتجاجية ناعمة:
- *بان الله سيجازي الجميع على الاثم الذي يرتكبه سفهاءهم.
- * وبان هذا الضلال وهذا السفه هو سبب الفقر والغلب وًالمرض.
- * وبان الله تعالي يعد العدة للانتقام من الفسدة الضالونً.
"" وان الصغيرين مالهم زنب!
""وان هدايتهم واجبة على كل عاقل صنديد!!
**توالت اجتماعات الشلة مع المدرس. قليلا قليلا أدخل في اذهانهم ان الله تعالي سوف يبعثهم مصلحين وما عليهم الا العمل الدؤوب لحمل الرسالة الإصلاحية. *اعترض الم….. وقال ان عمله اليومي مع البغايا وًما يجده شخصيا من متعة لا يمكنه من مفارقة مثل ذلك النعيم! لكن المدرس كان سريعا حيث قال له هذه الصرامة في السلوك غير مطلوبة من امثاله الدعاة لانهمً في حالة جهاد , حيث هنالك امتيازات متعددة تسع كل المجاهدين. هنالكً جهاد النكاح وجهاد الكذب وجهاد الاغتصاب.
يجازي الله المصلحين على هذه المجاهدات وكمان زيادة. **فهنالك فقه التحلل و الذي يمسح الخطايا كالاستيكة! **
**وما عليهم الا ان يكونوا تحت قيادته: “” اول مجلس ادارة للجماعة”” والتي اسماها : “”جماعة الاخوان المصلحون””.
** انتشى الجرسون سرورا عندما علم بانه يمكنه سن القوانين ومعاقبة كل ضلالي مسكين.
** وما كان من صاحب الكارو الا ان اخذ الجميع في رحلة في احياء المدينة العتيقة المكتظة بالملايين وهم يرددون وراء المدرس واجبات مجلس الادارة في احقاق الحق و (الدعوة) للإصلاح.
نتابع
د.احمد التيجاني سيد احمد
٢٣ يناير ٢٠٢٤ روما إيطاليا
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس| «عائلة الحاج متولى».. حينما أصبح تعدد الزوجات قضية الموسم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قبل أن تتحول الشاشة إلى ساحة سباق محموم، كان رمضان زمان يأتي ومعه سحر خاص، حيث كانت المسلسلات جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم، لا مجرد عروض تملأ الفراغ، كنا ننتظر دقات الساعة بعد الإفطار لنلتف حول التلفزيون، نتابع الحلقات بشغف، ونحفظ تترات المسلسلات عن ظهر قلب، كأنها نشيد مقدس يعلن بداية الحكاية.
من «ليالي الحلمية» إلى «بوابة الحلواني»، ومن «هند والدكتور نعمان» إلى «رحلة السيد أبو العلا البشري»، كانت الدراما تلمس قلوب المشاهدين، تحكي عنهم، تناقش همومهم، وتضيء واقعهم بصدق وبساطة. لم تكن مجرد مشاهد عابرة، بل كانت انعكاسًا لأحلام واحتياجات جمهور كان يبحث عن الدفء، عن الفن الذي يشبهه، عن قضايا تُروى بعمق دون صخب.
رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي، بل كان موعدًا مع الإبداع الأصيل، حيث اجتمع الكبار والصغار أمام الشاشة، ليشاهدوا فنًّا يحترم عقولهم، ويسافر بهم إلى عالم من المشاعر الحقيقية. واليوم، وسط زحام الإنتاجات الحديثة، يبقى الحنين لتلك الأيام حاضرًا، حيث كانت المسلسلات ليست مجرد أعمال درامية، بل ذكريات محفورة في الوجدان.
في رمضان 2001، ظهر مسلسل استطاع أن يجمع بين الكوميديا والدراما الاجتماعية، ليصبح حديث الشارع المصري والعربي، «عائلة الحاج متولي» لم يكن مجرد مسلسل، بل كان حالة فريدة أشعلت النقاشات حول الزواج، والعدل بين الزوجات، وطريقة إدارة العائلات الكبيرة.
دارت أحداث المسلسل حول الحاج متولي، الرجل العصامي الذي بدأ حياته من الصفر، حتى أصبح من كبار تجار الأقمشة. لكنه لم يكتفِ بنجاحه في العمل، بل قرر خوض تجربة الزواج المتعدد، حيث يتزوج أكثر من مرة، وتتصاعد الأحداث بين زوجاته وأبنائه في إطار يجمع بين الكوميديا والصراعات العائلية.
ما جعل القصة مثيرة أن الحاج متولي لم يكن ظالمًا أو شريرًا، بل كان نموذجًا لرجل يجتهد في تحقيق العدل بين زوجاته، رغم المشاكل التي لا تنتهي داخل القصر الكبير. المسلسل قدّم شخصية «متولي» بأسلوب جعل الجمهور ينقسم حوله، فهناك من تعاطف معه، ومن انتقده بشدة، مما جعل العمل أحد أكثر المسلسلات جدلًا في رمضان.
منذ عرض أولى حلقاته، أصبح «عائلة الحاج متولي» ظاهرة اجتماعية قبل أن يكون مجرد مسلسل، حيث بدأ الجمهور يتحدث عن الزواج المتعدد وكأنه حدث يومي، بل ظهرت في بعض الصحف حالات لرجال قرروا تقليد الحاج متولي حينها وحقق المسلسل نسبة مشاهدة قياسية، وأصبح حديث البيوت والمقاهي، لدرجة أن الجميع كان ينتظر الحلقات ليعرف كيف سيدير متولي خلافات زوجاته، وما هي خطوته القادمة. كما أن نهاية المسلسل ظلت واحدة من أكثر النهايات غير المتوقعة في تاريخ الدراما، حيث انقلبت الطاولة على الحاج متولي، مما جعل المشاهدين في حالة من الدهشة بعد 30 حلقة من الأحداث المتسارعة.
وفي تلك الفترة، كانت المسلسلات الرمضانية تترك أثرًا لا يُنسى، وكان «عائلة الحاج متولي» من الأعمال التي ظل تأثيرها ممتدًا لسنوات. فالجمهور لم يكن يتابع الحلقات فقط، بل كان يناقش القصة وكأنها واقعية، مما جعل المسلسل جزءًا من ذاكرة رمضان، حينما كانت الدراما قادرة على تحريك المجتمع وإثارة الجدل حول قضاياه.
رغم مرور أكثر من 20 عامًا على عرضه، لا يزال «عائلة الحاج متولي» حاضرًا في أذهان المشاهدين، كأحد أنجح الأعمال التي جمعت بين الترفيه والإثارة، وقدّمت نموذجًا دراميًا مختلفًا عن الشكل التقليدي لمسلسلات رمضان زمان.
والمسلسل كان تأليف مصطفى محرم، الذي أبدع في خلق حبكة اجتماعية مثيرة، وإخراج محمد النقلي، الذي قدّم العمل بإيقاع سريع ومشوّق، ومن بطولة نور الشريف، ماجدة زكي، غادة عبد الرازق، سمية الخشاب، مونيا، فادية عبد الغني، مصطفى شعبان.