الشاعر محمد المكي ينعي نفسه ويرثي وطنه في هذه القصيدة
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
حيث السعادة أغمق لوناً و أجمل
شعر: محمد المكي إبراهيم
اختيار: خالد محمد فرح
ترجمة إلى الإنجليزية: سيف الدين عبد الحميد
قال عصفورُ قلبي:
سنرتحلُ الآنَ
عن هذه الدوحة المقفرة
سوف نترك أشلاء من قتلوا
وسلاسلَ من وقعوا في الإسارْ
سوف نتركُ فوجَ الصبايا
وأعشاشنا في ضواحي النهار
سوف نتركُ للبربر المنتصر
ما تبقى على ساحة المجزرة
الخواتيمُ والإسورة
والبخور اليساري والجثث المنذرة
للبرابرة الظافرين
سنتركُ أجداث أحبابنا
ومفاتيح أبوابنا
ثُفل قهوتنا
ومعالمنا الداثرة
للبرابرة الظافرين
نتنازل عن كل شيء
سوى هده الدوحة المقفرة
إنني آخر الذاهبين
انشرُ الآن أجنحتي ذاهبا عن بلادي
وأشياء قلبي
وأبناء سربي
وقافيتي المزهرة
إنني ذاهب فاهنأوا أيها الظافرون
في الفراغ تجلجلُ حكمتكم
وتروجُ حوانيتكم
أنتمو العارفون
أنتمو – ليس غيركمُ – المؤمنون
فانظروا ما فعلتم بنا
وبأنفسكم
والإله الرحيم
إن صقرا عجوزا مليئا بحكمته
وغبارات أيامه يذهبُ
في نهايات أيامه يتغرب
عن حبه الأبدي
ويخرج من غابة الطلح
حيث تنوح القماري
ومن ربع عزة
حيث السعادة أغمق لونا
وأجمل
*Where Happiness is Deeply-Coloured and more Beautiful*
By: Muhammed El Mekki Ibrahim
My heart’s sparrow said:
We shall soon depart this barren grove.
We shall leave behind us the body parts of those massacred and the chains of those who fell captive.
We shall leave the hordes of virgins and our nests in Suburbia, leaving for the Victorian barbarians what remained in the battlefield:
Rings, bracelets, the leftist incense and the foreboding corpses for the victorious barbarians.
We shall leave our beloved’s graves, our coffee dregs and our defunct landmarks for the victor barbarians.
We concede everything other than this arid grove.
I am the last one of the departers, now I am flapping my wings and leaving my country, my heart’s belongings, my swarm’s sons and my flowering rhyme.
I am going away, may you, the triumphant, get pleased!
Where in emptiness, your wisdom jingles and your shops get popular.
You are the know-all.
You, no other than you, are the believers!
See what you have done with us, with yourselves and the Merciful God!
An old falcon, full of his wisdom and experiences of days, is departing.
At the end of his days, he has become estranged with his eternal love and gotten out of the acacia forest where turtle doves bewail and out of Azza’s landscapes where happiness is deeply-coloured and more beautiful.
Translated into English by Saifeddine Abdulhameed,
Muscat, Sultanate of Oman,
27, July, 2024
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
برعاية وحضور عبدالله بن زايد.. انطلاق احتفالية مئوية سلطان العويس في أوبرا دبي
انطلقت، برعاية وحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، فعاليات «مئوية الشاعر الراحل سلطان العويس»، حيث نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بهذه المناسبة حفلاً موسيقياً ضخماً أقيم في «أوبرا دبي».
حضر الحفل إلى جانب سموه، معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، ومعالي عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، وأعضاء مجلس أمناء المؤسسة، وعدد من الشخصيات العامة.
وقال الدكتور سليمان موسى الجاسم، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، في كلمته خلال الحفل: «يشرفنا أن تشاركونا هذا الحفل الأوركسترالي الذي يقام إيذانًا بانطلاق أنشطة مئوية سلطان العويسِ، هذا الشاعر الذي لم يدخر جهدا أو مالًا أو وقتًا في دعمِ الثقافةِ والمثقفينَ، وسَخَّرَ حياتَهُ لخدمةِ الفكرِ والإبداعِ».
وأكد الجاسم: «يزداد هذا الحدث شرفًا بحضور سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، قائدِ الدبلوماسيةِ الإماراتيةِ والداعم للفكر والثقافة والفنون، ورمز الاهتمام بتعزيز الهوية الإماراتية في المحافل المختلفة».
وأضاف: «حضوركم بينَنا اليوم يعبّر عنْ رؤية قيادتِنا الرشيدةِ في دعمِ الإبداع بأشكاله كافة، بما يرَسخ مكانة دولة الإمارات كحاضنة للثقافة وملتقى للمبدعين منْ أنحاء العالمِ المختلفة».
وأشار إلى أن هذه الفعالية، ليست مجرد حفل موسيقي، بلْ هي رسالة تعبر عن عمق الروابطِ بين الفنون المختلفة، وتظْهِرُ كيف يمكن للإبداع أن يكونَ جسرًا للحوارِ والتواصلِ بينَ الثقافاتِ".
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، اعتمدت العام 2025 عاماً للاحتفاء بمئوية الشاعر سلطان العويس (1925 2025).
وبدأ الحفل الموسيقي الذي قدمته الفرقة السمفونية التراثية التي ضمت أكثر من 60 عازفا ومغنيا بقيادة المايسترو محمد القحوم، بمجموعة من المقطوعات التراثية الخليجية تخللتها مقاطع مغناة من قصائد للشاعر سلطان العويس، كما قدمت الفرقة ألوانا من التراث الموسيقي الخليجي بطريقة معاصرة، بينما ردد الجمهور، وعلى إيقاع التراثيات الموسيقية، أغنيات عالقة في الذاكرة من الوجدان الثقافي للمنطقة.
وفي ختام الحفل قدم الدكتور سليمان موسى الجاسم، درع مؤسسة العويس التذكارية للمايسترو محمد القحوم وفرقته وشكرهم على ما قدموه من فن أصيل وتمنى لهم التوفيق في جهودهم للحفاظ على هوية فنية مليئة بالطاقة الثقافية للأنغام المبدعة.
حضر الحفل أكثر من 1800 متفرج من المشارب الثقافية المختلفة، نظراً لما يمثله الشاعر سلطان العويس الذي يعد أحد أبرز وألمع شعراء دولة الإمارات من قيمة ثقافية كبيرة، وما يمثله الموسيقار محمد القحوم من حضور إبداعي على الساحة الفنية.