رسالة إلى التجار وأصحاب تحويلات بنكك لا تقتلوا الضمير الإنساني مرتين!
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
موسى بشرى محمود
ظللنا نتابع ونراقب عن كثب الوضع الإنساني الكارثي الذي خلفه حرب الخامس عشر من أبريل 23 بين طرفي الحرب«القوات المسلحة وقوات الدعم السريع» وبعض المنظمات الثورية التي خرجت عن الحياد و إنحازت للقتال في صف الجيش وفق قرارات مؤسساتها التنظيمية الداخلية بالرغم من الرفض والإستهجان والتحفظ من بعض منسوبيها ما بين هنا وهناك وفريق آخر آثر الحياد ورفض الخروج عنه وفق قناعات مؤسساته الداخلية التي تحكم طبيعة قراراتها مما خلق طيف من الإنقسامات داخل أروقتها التنظيمية الي فريقين«مؤيد وغير مؤيد للحياد» وهلمجرا من الأحداث التي تتسارع والحرب ما زالت مستمرة وتقضي على الأخضر واليابس والأزمة الإنسانية في إستفحال وبلغت ذروتها من المعاناة ووصلت حد المرونة ولكن لا حياة لمن تنادي من رجاءات العقلاء والمنظمات الإنسانية الدولية العاملة في الحقل الإنساني ومنظمات المجتمع المدني بالتحكم لصوت العقل وعدم التقاتل والإقتتال لتقديم الأبرياء قربانا" لمحرقة الحرب والبحث عن آلية لايقاف الحرب عبر التفاوض في المنابر المطروحة حديثا" جنيف وقبلها جدة وبينهما المنامة «طاولة التفاوض السري» بالإضافة لمنابر التفاوض التي دعت إليها آليه إيغاد، الآلية الأفريقية برئاسة الدبلوماسي الغاني السابق السفير/محمد بن شمباز رئيس بعثة اليوناميد الأسبق ومدير مكتب الأمم المتحدة في غرب أفريقيا-السنغال سابقا"،الإتحاد الأفريقي،الأمم المتحدة وغيرها من المحاولات المستمرة المحلية،الإقليمية والدولية ولكن لم تجد هذه النداءات أذنا" صاغية ربما لأن بعض تجار الحروب ووكلائها سيفقدون تجارتهم الكاسدة التي تدر عليهم أرباحا" جمة عند إنتهاء الحرب لذلك لا يريدون لها أن تضع أوزارها وهو ما جعل الحرب لم يبارح مكانه بعد!.
قوات الدعم السريع بعد أن بسطت سيطرتها في«4» من ولايات دارفور الخمس تعمل بكل وسعها وطاقتها القصوى للسيطرة على الولاية الخامسة«ولاية شمال دارفور» وحاضرتها «الفاشر» التي إحتمى بها الناجين من كل صوب وحدب من نيران الولايات الأربعة وبعض من مواطني الخرطوم والولايات المتاخمة لشمال دارفور يضاف اليهم سكان مدينة الفاشر والنازحين بمعسكرات النزوح لأكثر من عقدين من الزمان جميعهم يفترشون الأرض ويلتحفون رحمة السماء ولا أعلم لماذا الفاشر بالتحديد؟
-لماذا كل هذا التجهيز والإعداد اللا منتناهي من الرتل العسكري عدة&عتادا"؟
-هل الفاشر أكثر أهمية من الخرطوم مثلا"؟
-هل يوجد بالفاشر قصر غردون باشا«القصر الجمهوري»؟ أم دائرة أو حاكورة للنخب المركزية الحاكمة أصحاب الإمتيازات التاريخية؟
-لماذا الإصرار على تدوين الفاشر وإحراق كل من فيها وعليها بالكامل؟
-لماذا تم ضرب حصار كامل على المدينه ومنع حتى المنظمات الإنسانية من دخول معسكرات زمزم وأب شوك والمعسكرات الأخرى لتقديم أدوية ومعدات طبية وإنسانية للمحتاجين؟
-لماذا منعت منظمة مثل« أطباء بلا حدود MSF من دخول معسكر زمزم؟
-لماذا توضع القيود ضد المنظمات الإنسانية الدولية؟
-هل هذه المنظمات الإنسانية طرف من أطراف الصراع؟
-ألا يستحق إنسان الفاشر أن يعيش مثله والاخرين ولو للحظة من عمره؟
-لماذا القصف والتدوين العشوائي ضد الأبرياء العزل؟
-هل هؤلاء المدنيين العزل داخل المدينة ومعسكرات النزوح هم الهدف المشروع في حربكم؟
إذا كانت الإجابة نعم فأنتم مخطئون وإذا كانت الإجابة لا فعند هذه الحالة يجب أن تتقيدوا بقواعد الحرب وفق معاهدة جنيف التي تنص على إحترام المدنيين الأبرياء وعدم التعرض لهم أو جعلهم وقود حرب أو دروع بشرية بل يجب منازلة ومقارعة الخصم وفق قواعد الإشتباك كما يحق للخصم الدفاع عن نفسه ورفع الضرر عن كاهله وفق تقديراته المتوفرة لديه وفي ذلك فليتنافس المتنافسون!
يجب إحترام المدنيين الأبرياء وعدم تعريض حياتهم وممتلكاتهم للخطر والباقي«أبو القدح بعرفي محل بعضي أخيو»!
رسالة للتجار وأصحاب تحويلات تطبيق بنككBOK
الكل عانى من الحرب بدرجات متفاوته فالبعض فقد أرواح أعز الناس إليه «أسرة بالكامل» والبعض الاخر فقد بيته،ممتلكاته،عمله ومنا من مات بفعل نقص الغذاء والدواء والبعض الاخر في فيافي الصحراء والغابات وسهولها هربا" من أجل البحث عن ملاذ امن وغالبية الشعب السوداني في الولايات التي أصابها الحرب أصبح متشرد بين نازح ولاجيء في البلاد المجاورة أو في بلاد العم سام وبعضهم إلتقمه الحوت في المتوسط فأصبح جزأ" من طعام التونة والساردين التي تباع في المطاعم والدكاكين والسوبرماركات وغيرها من الحالات التي لا يمكن سردها في المقال وشاهدنا في ذلك أن عاقبة الحرب هي من فعلت بنا و أوصلتنا إلى مهاوي الردى!
هناك ظاهرة«إستغلال مادي» لم تكن موجودة من قبل في أدبيات السودانيين ولكنها ظهرت بعد الحرب وقد تكون هذه ضمن الأقنعة المزيفة لدى الشعب السوداني المعروف ب«إغاثة الملهوف،الكرم،النبل....الخ» من الصفات السردية التي كشفها الحرب!
الملاحظ أن الكثير من التجار والذين يمتلكون الكاش ويتعاملون بتطبيق بنكك في حدود إقليم دارفور وخاصة الفاشر يستغلون أصحاب الحاجات إستغلال أقوى من الذي تحدثه آله الحرب ذاتها !
تؤكد الشواهد والمعاملات المالية في الأرض أن التجار يأخذون عمولة وقدرها«30%» لكل«100,000»ج يأخذون«30,000» ويعطوا صاحب الطلب مبلغ«70,000» وبعضهم يوعدك للحضور في اليوم التالي وعند حضورك يتعامل معك بإبتزاز رخيص حيث يطلب منك أن تأخذ ما تريد بمبلغك بضاعه من طرفه لأنه لا يملك كاشا" والإ عليك الإنتظار إلى أجل غير مسمى!
-هل يعلم هذا التاجر لأي الأغراض تم إرسال هذه الأموال؟
-هل يعلم إذا كان بغرض علاج لإنقاذ روح بني آدم يرقد على فراش الموت أم لغرض آخر؟
-لماذا يتعامل هؤلاء التجار هكذا؟
-ما الذي أصاب الأمة؟
صدقوني هذا المشهد يجري حاليا" في الفاشر وضواحيها من دون رحمة ولا تأنيب ضمير!
-قل لي بربك أليست حرب الإبتزاز هذه أشد إيلاما" من الأخرى؟
-كيف يمكن لإنسان يعيش أزمة حرب طاحنة لمدينة محصورة من كل الإتجاهات ويمتلك المال ويبتز من يشاء بحجة عدم وجود سيولة؟
-ألا يتوقع هذا المحتكر والمبتز أنه يمكن أن يفارق الدنيا في أقل من لمحة بصر بسبب طلقة طائشة وعندها لن تشفع له أمواله التي كنزها بغير حق؟
-أليس هذا قتل للضمير الإنساني؟
-لماذا هذا الإستغلال والإبتزاز المهين؟
-الا يعلم هؤلاء أن من يرسلون هذه الأموال يسهرون الليالي والنهار من أجل توفير هذه المبالغ لذويهم؟
-هل يعلم التجار أن أصحاب هذه الأموال يمرون بأكثر من عملية إبتزاز حتى تصل لهم عبر بنكك؟
قد لا يعلم الكثيرين من الناس ولكن شهادتي لله تتم إرسال هذه الأموال ب«اليورو» وبعض أصحاب التحويلات يتعاملون مع هذه المعاملة «الرأس بالرأس» أي «مئة يورو مقابل مئة دولار» والكل يعلم أن اليورو أعلى سعرا" من الدولار هذه محطة الإبتزاز الأولى.
المحطة الثانية تكمن في أن سعر الدولار أقل من رصفائهم في معاملات السوق السوداء من الدول الأخرى وهذا النموذج يتمثل في أوربا«منطقة اليورو».
المحطة الثالثة والأخيرة هى محطة إبتزاز التجار والمتعاملين بتحويلات بنككBOK ولك أن تتخيل درجات الإبتزاز ومراحلها المختلفة ولكن مع ذلك أرى المرحلة الثالثة أشد خطورة من «الأولى والثانية».
الجميع أمام تحدي صعب وفي مفترق طرق نحتاج أن نساعد بعضنا ونعين المحتاجين الذين لا ناقة ولا جمل لهم بالحرب وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها في أتونها ولا مناص من مد يد الإنسانية لهم.
على التجار والمتعاملين بتحويلات بنكك أن يعلموا أن هذا الأسلوب من التعامل إبتزاز وعمل ممحوق لا بركة فيه.
جاء في الأثر أن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه قاضيا" لحاجياته مضمدا" لجراحه لا مستغلا" لظروفه الإقتصادية القاهرة.
أرجو أن يعدل التجار عن قبضتهم ويوسعوا في التعامل ومد أياديهم بيضاء للمحتاجين في مثل هذه الظروف الهالكة حتى يوسع الله لهم من فضله اللامحدود.
«لنا لقاء»
musabushmusa@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المنظمات الإنسانیة هذه الأموال
إقرأ أيضاً:
القسام تعرض رسالة لأسرى الاحتلال في غزة.. ونتنياهو يعلق (شاهد)
نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم السبت، رسالة مصورة لأسرى الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وسط مطالبات بالمضي قدما في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.
وعرضت "القسام" في المقطع المصور مشاهد لأسيرين إسرائيليين شقيقين، الأول جرى الإفراج عنه ضمن صفقات تبادل الأسرى، والثاني لا يزال يقبع في الأسر، إلى جانب أسرى إسرائيليين آخرين.
وقال أحد أسرى الاحتلال: "أنا سعيد جدا أن أخي سيتحرر (..)، ولكن هذا غير منطقي بأي شكل من الأشكال، أن يفرقوا بين العائلات (..)، أخرجوا الجميع ولا تفرقوا بين العائلات (..)، لا تدمروا حياتنا جميعا (..)".
وتابع قائلا لشقيقه: "قل لأمي.. قل لأبي.. وقل للجميع أن يستمروا بالتظاهرات، ولا يتوقفوا وأن توقع هذه الحكومة على المرحلة الثانية من الصفقة، وأن يعيدونا إلى الديار، إفعل كل شيء".
#عاجل | قناة القسام عبر تلغرام تنشر مشاهد جديدة للجنود الأسرى.
أخرجوا الجميع ولا تفرقوا بين العائلات… لا تدمروا حياتنا جميعًا
Get everyone out and do not separate families. Do not destroy all our lives.
الوقت ينفد…
הזמן אוזל… pic.twitter.com/FlMoBxG0Dy
وطالب حكومة الاحتلال بالتوقيع على المرحلة الثانية والثالثة من الصفقة، ووقف الحرب والموت وتدمير حياة الآخرين، قائلا: "كفاية.. وقّع يا نتنياهو (..)، لو لديك قلب، والقليل من الضمير وقع اليوم".
وختمت "القسام" مشاهدها برسالة: "لن يعودوا إلا بصفقة.. الوقت ينفد".
تعليق نتنياهو
بدوره، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في بيان، إن "دعاية حماس لن ترهب إسرائيل"، مشيرا إلى أن "حماس نشرت هذا المساء مقطعا دعائيا قاسيا آخر، يجبر فيه رهائننا على ترديد رسائل حرب نفسية".
وشدد البيان الصادر عن مكتب نتنياهو أننا "سنواصل العمل بلا هوادة، لاستعادة كافة رهائننا وتحقيق كل أهداف الحرب".
وفي آخر مشاهد لتسليم الأسرى، بثت كتائب القسام فيديو يظهر كواليس تسليم 3 من أسرى الاحتلال في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة.
وقبيل التوجه إلى موقع التسليم وسط النصيرات، ذهب الأسرى الثلاثة إيليا ميمون إسحق كوهن، وعمر شيم توف، وعومر فنكرت، إلى أرض زراعية، حيث قال أحدهم مشيرا إلى جذع شجرة زيتون، إن عمرها أكبر من عمر دولة إسرائيل.
والمفاجأة في الفيديو تمثلت في جلب أسيرين آخرين لم يطلق سراحهما إلى موقع التسليم، حيث صدما حينما شاهدا رفاقهما بالأسر في لحظة التحرر.
وعبر الأسيران وهما أفيتار دافيد، وغي جلبوع، عن صدمتهما من المشهد، مناشدين حكومة الاحتلال بإطلاق سراحهما عبر صفقة تبادل.
وجاء الفيديو كوسيلة ضغط صادمة على حكومة الاحتلال من أجل التسريع في مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وناشد الأسيران نتنياهو بالتدخل السريع قبل استئناف الحرب التي تهدد حياتهما.