افتتاح معرض مؤقت عن التراث غير المادي بالمتحف المصري بالتحرير -تفاصيل
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
كتب- أحمد السعداوي:
افتتحت يمني البحار، نائب وزير السياحة والآثار، والدكتورة نوريا سانز مدير المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة، بمرافقة مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، والسفير خالد ثروت مستشار وزير السياحة والآثار للعلاقات الدولية والمشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة، والدكتور علي عبد الحليم مدير عام المتحف المصري بالتحرير، معرضاً للصور الفوتوغرافية للتراث غير المادي، وذلك بصالة المعارض المؤقتة بالمتحف المصري بالتحرير.
جاء ذلك تحت عنوان "التراث الثقافي غير المادي- جسر للحوار بين الثقافات"، وبالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار والمكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة.
حضر الافتتاح عدد من سفراء الدول الأجنبية بالقاهرة، ومديري المعاهد الأثرية الأجنبية بالقاهرة، وأساتذة الجامعات وعدد من قيادات المجلس الأعلى للآثار.
يقدم المعرض رؤية مميزة للزائرين حول التراث الحي الغني لمصر، عن طريق عرض مجموعة من الصور الفوتوغرافية والقطع الأثرية من مقتنيات المتحف المصري بالتحرير والتي تجسد الفنون والمهارات والممارسات في مصر القديمة والتي ما زالت مستمرة حتى الآن، مما يُظهر التفاعل بين الممارسات الثقافية غير المادية والرموز التاريخية القديمة، كما توضح بعض الصور المعروضة الخرائط الثقافية التي تربط التراث غير المادي المصري بالتقاليد المماثلة حول العالم.
يركز المعرض على ثمانية تقاليد مصرية أدرجتها اليونسكو ضمن اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، هي السيرة الهلالية، والتحطيب والأراجوز، وصناعة النسيج اليدوي في صعيد مصر، والخط العربي، ومعرفة ومهارات وتقاليد النخيل والصناعات المرتبطة بها، والفنون والمهارات المرتبطة بالنقش على المعادن (ذهب، فضة، نحاس)، والاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة. هذه التقاليد، التي انتقلت عبر الأجيال، تمثل جزءًا جوهريًّا من الهوية الثقافية لمصر وتظل متجددةً ومتكيفةً مع تطورات المجتمع؛ للحفاظ على استمراريتها وحيويتها.
ويسلط المعرض، من خلال مزج عرض الصور الحديثة إلى جانب القطع الأثرية، الضوءَ على الروابط بين الممارسات الثقافية المعاصرة وأصولها العريقة في حوار بين الماضي والحاضر؛ ليمنح الزائرين فرصة فريدة لاستكشاف التطور الديناميكي لهذه التقاليد وأهميتها المتواصلة.
ورحبت يمني البحار بالحضور، معربةً عن سعادتها بالوجود في المتحف المصري بالتحرير، واصفةً إياه بالصرح التاريخي العريق الذي يقف شاهداً على عظمة الحضارة المصرية، فهو من أوائل المتاحف في العالم الذي تم تصميمه وإنشاؤه منذ البداية ليكون متحفاً للآثار، مؤكدة أن مشروع تطوير المتحف يهدف إلى العمل على إعادة المتحف إلى حالته الأولى وقت افتتاحه عام 1902، وإن تطوير سيناريو العرض به سيعمل على إعادة اكتشاف الكنوز المعروضة به من خلال سيناريوهات عرض جديدة تبرز جمالها ليكون متحفاً للفن المصري القديم، لافتة إلى أن استضافة المتحف اليوم هذا المعرض يعد استكمالًا لرسالته العلمية والتعليمية والتوعوية ودوره الدائم في الحفاظ على إرث مصر الحضاري فهو قبلة الزائرين والدارسين من مختلف دول العالم.
وأشارت البحار إلى ما تتمتع به مصر من تراث مادي متنوع من فترات تاريخية مختلفة وغير مادي من ناتج الممارسات غير الملموسة التي نشأت وتطورت عبر التاريخ، لافتة إلى أن العديد من هذه الممارسات لا تزال حية حتى اليوم بين أفراد المجتمع المصري، مشيرة إلى ما بذلته الدولة المصرية من جهود لتسجيل ثمانية عناصر من هذه الممارسات على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، مؤكدة أن هذا المعرض يعمل على بناء جسر ثقافي بين الشعوب، حيث إنه يعرض الممارسات المصرية القديمة وما يماثلها من ممارسات ثقافية من بلدان مختلفة حول العالم في مزيج ثقافي فريد مما يعزز الروابط العميقة التي تربط بين حضارات الشعوب.
وأوضح مؤمن عثمان في كلمته أن افتتاح هذا المعرض يأتي في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي، مشيراً إلى أهمية اتباع مناهج وسياسات لدمج التراث في مختلف شؤون وجوانب المجتمع المصري، فهو جزء لا يتجزأ من تاريخ ومستقبل الدولة المصرية، لافتًا إلى المسؤولية الملقاة على عاتق المهنيين والعاملين في مجال حفظ التراث وإدارة المتاحف والمؤسسات المعنية في زيادة الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على هذا التراث الثقافي للأجيال المقبلة. كما أثنى على المجهود الكبير لفريق العمل القائم على المعرض، والذي يؤكد أن دور المتحف المصري تخطي كونه مكانًا لحفظ التراث المادي فقط والمتمثل في القطع الأثرية، وإنما أيضًا مكانًا للحفاظ على التراث اللا مادي وهو المفهوم الذي يعمل المتحف على تحقيقه خلال الفترة القادمة، موجها الشكر لمكتب اليونسكو بالقاهرة على التعاون المثمر والبناء في مجال الحفاظ على التراث الحضاري لمصر والمجالات ذات الصلة.
وأعربت الدكتورة نوريا سانز، في كلمتها، عن عميق امتنانها لوزارة السياحة والآثار وللمتحف المصري بالتحرير على التعاون الكبير في ما بينهما لإقامة هذا المعرض، مؤكدة أن المعرض يخلق حواراً فريداً بين الصور الفوتوغرافية والقطع الأثرية من مجموعة المتحف المصري بالتحرير، ويلقي الضوء على تفاصيل دقيقة قد يغفل عنها البعض وسط اهتمامه بالقطع الأثرية المعروضة، والتي على الرغم من صغرها فإنها تؤكد الأهمية الدائمة والمعنى المعاصر للممارسات الموضحة في الصور الفوتوغرافية التي يضمها المعرض، لافتةً إلى أنه تم إعداد كتيب عن المعرض مزود بكل المعلومات عن التراث غير المادي والقطع الأثرية والصور الفوتوغرافية التي يضمها المعرض.
وقال الدكتور علي عبد الحليم إن القطع الأثرية المعروضة بالمعرض هي من مقتنيات المتحف وترتبط ارتباطاً وثيقًا بالتراث غير المادي من بينها إفريزًا من الجبس من العصر الروماني يصور ثلاث لحظات رئيسية في حياة أوديب، البطل المأساوي في الأساطير اليونانية، بالإضافة إلى بعض القطع التي ترتبط بفكرة التحطيب والخط العربي حيث تضم نقش بارز من الحجر الجيري يوضح مسابقة لمجموعة الصيادين من الدولة القديمة، وتمثالين من النحاس لبيبي الأول من عصر الدولة القديمة للطرق على النحاس.
ونقش لمشاهد من الحياة اليومية في مصر القديمة يقدم لمحة عن ممارسات تشغيل المعادن في الحضارة المصرية القديمة؛ حيث يعرض مراحل مختلفة من عمل صناعة المعادن، بالإضافة إلى مجموعة من السلال المصرية قديمة.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: حسن نصر الله السوبر الأفريقي النزلات المعوية في أسوان سعر الدولار الطقس أسعار الذهب الانتخابات الرئاسية الأمريكية الدوري الإنجليزي محور فيلادلفيا التصالح في مخالفات البناء سعر الفائدة فانتازي المتحف المصري بالتحرير المتحف المصری بالتحریر الصور الفوتوغرافیة الثقافی غیر المادی التراث غیر المادی القطع الأثریة هذا المعرض
إقرأ أيضاً:
افتتاح الملتقى الإقليمي حول "حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في الوطن العربي" بمكتبة الإسكندرية
تنظم مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” الملتقى الإقليمي حول "حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في الوطن العربي"، وذلك غدًا الثلاثاء، في تمام الساعة العاشرة صباحًا بمركز مؤتمرات وذلك برعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
ويستمر الملتقى على مدار ثلاثة أيام خلال الفترة من 24 إلى 26 ديسمبر، ويهدف إلى استعراض أحدث الأنشطة والتطورات العلمية المرتبطة بتنفيذ اتفاقية اليونسكو لعام 2001 لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أبرز المستجدات في هذا المجال على مستوى الدول العربية.
ويؤكد الملتقى على الدور الريادي لمصر في حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه وتعزيز التعاون الإقليمي، ويشارك في الملتقى ممثلون من 11 دولة عربية، هي “تونس، المغرب، الأردن، العراق، سلطنة عمان، البحرين، قطر، الكويت، ليبيا، السودان، ومصر”، إلى جانب عدد من ممثلي الهيئات والمؤسسات المعنية.