الكوادر العمانية تستثمر في إدارة المواقع الأثرية .. حصن جبرين أنموذجا
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
ـ عبدالله العلوي لـ«عُمان»:
افتتاح مشروع «المول التراثي» الأول من نوعه في سلطنة عُمان نوفمبر المقبل مع بدء موسم السياحة الشتوي
حصن جبرين هو تحصين دفاعي أثري يقع في بلدة جبرين جنوب غرب مركز ولاية بهلا، ويمثل أولى تجارب الاستثمار للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في إدارة المواقع الأثرية في سلطنة عُمان، وقد جعلت تجربة شركة الثقة المتكاملة للاستثمار في إدارة موقع حصن جبرين منه مزارًا سياحيًا يجذب الزوار والسياح على حد سواء، حيث تجاوز إجمالي الزوار والسياح 72 ألفًا خلال 9 أشهر من العام الجاري، وتعتزم الشركة افتتاح مشروع «المول التراثي» الأول من نوعه في سلطنة عُمان في نوفمبر المقبل، مع بدء موسم السياحة الشتوي.
وقال المهندس عبدالله بن حمد العلوي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة الثقة المتكاملة للاستثمار: «إن حصن جبرين العريق بناه الإمام بلعرب بن سلطان بن سيف اليعربي، ثالث أئمة الدولة اليعربية، الذي شهد عهده الكثير من الإنجازات العظيمة، بينها طرد البرتغاليين من عُمان بشكل كامل وتوسيع رقعة الإمبراطورية العُمانية آنذاك، حيث بلغت قوة الدولة اليعربية أوجها في عهده».
وقد تم بناء الحصن على ثلاث مراحل استغرقت 12 عامًا، ويعتبر حصن جبرين العريق أول مدرسة «جامعة» نظامية في عُمان، وقد خرّج العديد من العلماء البارزين في التاريخ العُماني، وكذلك العديد من العلماء من خارج عُمان، وتحديدًا من الجزائر وبلاد المغرب العربي، في شتى مجالات العلوم المختلفة.
وأشارت إلى أن شركة الثقة المتكاملة للاستثمار حظيت بتوقيع أول عقد لاستثمار معلم تاريخي سياحي كأول شركة عُمانية مع وزارة التراث والسياحة في عام 2021، وقد أسهمت الشركة، المصنفة ضمن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في سلطنة عُمان، في تطوير وتشغيل المعلم بصورة جديدة، حيث إنها وظفت أبناء المجتمع المحلي من أبناء الولاية خاصة، والولايات الأخرى عامة، في مختلف المجالات والدرجات التعليمية، بما في ذلك الإرشاد السياحي بعدة لغات مختلفة، منها الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، مما أضاف قيمة محلية وعالمية للحصن وللقطاع السياحي بوجه عام.
وبيّن أن الشركة تعمل على إيجاد تجارب للزوار من خلال الصناعات الحرفية التقليدية والحديثة للحرفيين العُمانيين بالولاية، والأسر المنتجة، والفنون الشعبية المختلفة في سلطنة عُمان.
وأوضح أن الشركة استطاعت استقطاب المزيد من الزوار والسياح عن طريق تنفيذ تجارب فريدة من نوعها وفعاليات متنوعة، العامة منها والخاصة، من أبرزها مهرجان حصن جبرين الأول والثاني، ومهرجان الداخلية الأول، بالإضافة إلى كرنفال الخزف الخليجي، الذي كان الأول من نوعه على مستوى دول الخليج، وشارك فيه العديد من الخبراء والأساتذة من الخزافين والحرفيين من سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون الخليجي، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية العراق، مما أسهم ذلك في زيادة عدد الزوار والسياح، حيث بلغ عدد الزوار والسياح منذ بداية السنة وحتى نهاية سبتمبر المنصرم أكثر من 72 ألف زائر وسائح.
وأضاف: «تكمن أهمية استثمار المعالم التاريخية والسياحية في تعزيز الخدمات والإمكانيات في هذه المواقع للزوار كافة، وتنويع الفعاليات وزيادة الجذب السياحي لسلطنة عُمان عامة، في القطاع السياحي الواعد، وتقوم الشركة حاليًا بتنفيذ مشروع «المول التراثي» الأول من نوعه في سلطنة عُمان، والذي سيكون مقصدًا للزوار من خلال توفير مقهى ومطعم للمأكولات الشعبية، بالإضافة إلى منفذ مبيعات للصناعات الحرفية والتقليدية العُمانية محليًا وعالميًا بمختلف أنواعها، ومن المتوقع افتتاحه في نوفمبر المقبل، تزامنًا مع الموسم السياحي، حيث يُعد موسم الشتاء الأبرز للسياحة في محافظة الداخلية خاصة، وسلطنة عُمان عامة».
مضيفًا: «كان للتجارب الأخرى، سواء العُمانية أو الخارجية، في استثمار المواقع التاريخية دور كبير في الاستفادة والتطوير، وتعد تجربة الشركة العُمانية للتنمية السياحية «عُمران» في هذا النوع من الاستثمار التنموي مُعززة للقطاع السياحي في سلطنة عُمان، حيث أسهمت بشكل كبير في إيجاد فرص عمل، وإتاحة الفرص الاستثمارية والاقتصادية للباحثين عن عمل، والحرفيين، والأسر المنتجة، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والمجتمع المحلي بشكل عام».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الزوار والسیاح الأول من نوعه حصن جبرین الع مانیة ع مانیة
إقرأ أيضاً:
ختام مختبرات تعزيز الهُوية الوطنية العُمانية هُويتنا قيم ومسؤولية
العُمانية/ خُتم مساء اليوم بمركز الشباب بمحافظة مسقط مختبرات تعزيز الهُوية الوطنية العُمانية، وينظمه المركز بالتعاون مع البرنامج الوطني "هُويتنا قيم ومسؤولية"، بمشاركة عدد من الشباب في الفئة العمرية من (15-34) عامًا، بجميع محافظات سلطنة عُمان خلال شهر فبراير الجاري.
وركز المختبر على أهمية الهُوية الوطنية كركيزة للتنمية والانتماء، ومواجهة التحديات التي تعترضها من خلال حلول مبتكرة وبرامج عملية، كما يجمع المختبر نخبة من المختصين والمبدعين لتبادل الأفكار وصياغة مبادرات تسهم في تعزيز القيم العُمانية الأصيلة، والخروج بتوصيات وحلول ملموسة يمكن تطبيقها على أرض الواقع، بما يسهم في تعزيز الهوية الوطنية العُمانية في مختلف جوانب الحياة، بالإضافة لتطوير خطة شاملة من مختلف البرامج والأنشطة والمبادرات لتفعيل وتعزيز الهوية الوطنية العُمانية على المدى الطويل، بما يتماشى مع رؤية سلطنة عُمان في المستقبل.
كما ناقش المختبر ثلاثة محاور هي: محور الهوية الوطنية ، ويعكس قيم المجتمع العٌماني في الحفاظ على هويته ومبادئه وتاريخه وثقافته في ظل التغيرات المستمرة في العالم، والمحور الرقمي والتقني، ,ويعكس هذا المحور تأثير التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، الأمن السيبراني، والتقنيات المالية، في تحسين جودة الحياة، وتعزيز الاقتصاد الرقمي، وتسهيل العمليات اليومية، مع الحفاظ على الهوية الوطنية، أما المحور الثالث فتحدث عن الجانب الإعلامي والاجتماعي من حيث دور الإعلام في التأثير على المجتمع، وتشكيل الرأي العام، وتعزيز القيم الاجتماعية، ويشمل هذا المحور جميع الأنشطة والوسائل التي تسهم في التواصل بين الأفراد والمجتمعات من خلال الإعلام التقليدي مثل الصحف والإذاعة والتلفزيون، والإعلام الجديد مثل وسائل التواصل الاجتماعي والمحتوى الرقمي وأثره على الهوية الوطنية.
يذكر أن البرنامج الوطني "هُويتنا قيم ومسؤولية" قد انطلق في عام 2019، ويقوم بتنفيذ مجموعة من الأنشطة والبرامج الموجهة التي يشرف على متابعتها وتقييمها لجنة مركزية تضم مختلف مؤسسات الدولة ذات العلاقة؛ التي تتطلع إلى تعزيز القيم الإيجابية، وغرس المواطنة لدى أفراد المجتمع كافة؛ للإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتوجهات الاستراتيجية لسلطنة عُمان خلال المرحلة القادمة.