انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر مجموعات تقاتل في صفوف الجيش تعلن بعد دخولها منطقة الحلفايا بالخرطوم بحري عن تصفية وقتل مدنيين خارج نطاق القانون، أظهرت المعلومات الأولية المتاحة حتى الآن حدوث قتل لمدنيين من خلال تنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القانون طالت عشرات المدنيين.
تدين تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" هذه الجريمة وتدعو إلى اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه مرتكبيها وتقديمهم إلى المحكمة والتعامل الجاد معها بعيدًا عن التسويف والمماطلة كما حدث في انتهاكات سابقة انتهت بوعود التحقيق دون وجود نتائج؛ وتعتبر في الوقت ذاته ما تم جريمة حرب مكتملة الأركان وستطال العدالة كل من ارتكبوها وحرضوا عليها في يوم من الأيام.


تجدد "تقدم" دعوتها لطرفي الحرب للالتزام بالقانون الدولي الإنساني والتوقف عن الاعتداء على المدنيين الموجودين في مناطق الحرب أو الفارين منها ووقف هذه الانتهاكات المستمرة لما يقارب العام والنصف.
تحذر "تقدم" من مخاطر تجريم العاملين في العمل الإنساني والقائمين على أمره بالتصنيف السياسي أو الاتهام بالانحياز لأي من طرفي الحرب، لأن ذلك يترتب عليه آثار وخيمة بإحجام المتطوعين عن العمل في خدمة المواطنين الموجودين في مناطق الحرب بعد فشل وعجز الجهات الرسمية عن تقديم أي خدمات لمواطنيها ممن يعانون الجوع والمرض، وانعدمت الخيارات أمام الملايين منهم فلم يجدوا خيارًا سوى البقاء في مناطقهم والتعايش مع واقع الحرب، فلم يجدوا ملاذًا سوى متطوعين ممن سدوا هذا العجز وبادروا بتقديم الخدمات لمواطني تلك المناطق.
في ذات السياق نجدد التحذير من تنامي قتل المدنيين خارج القانون أو استهدافهم بدوافع إثنية أو عرقية ومخاطر هذا المسلك ودفعه البلاد إلى أتون حرب أهلية شاملة لا تبقي ولا تذر يقتل فيها الناس بعضهم بعضًا على أساس العرق أو اللون أو طريقة الحديث؛ ومن يعتقدون أن دفعهم البلاد للحرب الأهلية الشاملة ستجعلهم في مأمن من شرورها وتمكنهم من حكم البلاد مجددًا بالحديد والنار يجهلون أنهم سيكونون ضحاياها عاجلًا أم آجلًا ويلاحقهم التاريخ بلعناته.
نجدد الدعوة لقيادة القوات المسلحة وقوات الدعم السريع باتخاذ القرار الصحيح والشجاع بوقف هذه الحرب والعودة للتفاوض وتحقيق الحل السلمي وإيقاف معاناة ملايين السودانيين والسودانيات ممن يتطلعون للعودة إلى ديارهم ومواصلة حياتهم بشكل اعتيادي في وطنهم وداخل بيوتهم.

د. بكري الجاك
الناطق الرسمي باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية.
الأول من أكتوبر ٢٠٢٤م.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

دستة وربع من ملاحظات حول شعار “لا للحرب”

* تبدو عورة شعار “اللحاربة” سافرة ولامعة ومخضبة بالحناء حين يأتي شعار “لا للحرب” فارغا من اي محتوي كمن شهد جريمة اغتصاب وطلب السلام بان تتعاون الضحية حتي ينتهي مشهد العنف.

*ولكن قبل فضح التدليس – والتدليس شرعا هو اخفاء عيوب السلعة المباعة وهي شعار “لا للحرب” – ثمة فرشة تاريخية لا بد منها منعا للتزيد ممن تاجر بالحروب وبالسلام.

* تبني التجمع الوطني الذي ضم جل احزاب المعارضة لنظام البشير للعمل المسلح حوالي منتصف تسعينات القرن الماضى. حينها وفورا وقفت ضد الفكرة وكنت وحيدا تقريبا – بالمعني الاحصائي – في رفض دكتاتورية نظام الانقاذ ورفض مقاومته بالسلاح. ولم نخش وحشة طريق الوحدة الذي لا سر بشيرا ولا معارضا.

* ولم نحتفل بأي بندقية ولم نقبل خلفية سلاح مهما نصعت صفحة مبرراته بما في ذلك سلاح الحركة الشعبية وهي الاكثر محترمية في تاريخ حروب السودان وارشدها قيادة علي يد القائد المتميز جون قرنق – عليه شآبيب رحمة الله والكجور والرب والمسيح والدهر.

*ورغم عشرات المقالات ضد العمل المسلح وادانات متكررة لانتهاكات الحركة الشعبية ظل احد ابرز قادتها العسكريين – ياسر جعفر – صديق عمري الاقرب ولم يفسد اختلاف التقدير للود قضية ما دام حول الوسيلة وليس الغاية المشتركة. وما زرت السودان عقب نيفاشا الا وكان في انتظاري في المطار ولم يدع لي خيار سوي الإقامة في داره العامرة بالشباب. وحينها كان اللواء قائد القوات المشتركة الذي جرت تحت اياديه ملايين الدولارات وكامل الوصول للسلطة ولكنه مات حسرة علي الانفصال وذهب فقيرا كعامل بناء في جوبا رغم ان بعضا من رفاقه الادني في الحركة اثروا ثراء فاحشا بالملايين وما زالوا يلوثون الفضاء بإسم نضال الشعب السوداني.

*وكان موقفي الثابت هو تأييد كامل لكل شعارات ومطالب الحركة الشعبية مع رفض العمل المسلح الذي قلت انه الوسيلة التي تهزم الغاية. وقد كان.

* فبدلا من ولادة سودان جديد موحد – كمقدمة لتوحيد أفريقيا من الاسكندرية الي كيب تاون راس الرجاء الصالح – كما وعدت الشعبية تمزق السودان شمالا وجنوبا بمساهمتها وتحت قيادتها ولم يصبه سلام ولا ديمقراطية ولا مساواة عرقية او طبقية او جندرية لا في شماله ولا في جنوبه.

*واعادت جمهورية الجنوب كل امراض السودان القديم وزادت من كتاب الجنوب الخاص ولم يتعاف سودان الشمال بذهاب نصفه الحلو المغاضب.

*ولكن علي كل حال نتمنى لاهلنا في الجنوب النمو وتجاوز الام التسنين التي استطال أمدها فالبدايات دائما مفخخة والاقلاع اصعب لحظات الرحلة الجوية واكثرها تعقيدا وثقلا وما زال بامكانهم تجويد الاداء وهم قادرون ولو طال السفر.

*وقد تبنت معظم شخصيات واحزاب جماعة تقدم الحالية العمل المسلح لاسقاط النظام البشيري وشاركت بالفعل فيه من اراضي إثيوبيا وارتريا ومن لم يشارك بيده شارك بالدعم السياسي والاعلامي.

*وقد بينت اسباب رفضي لعسكرة السياسة حينها ولكنها لم ترق لاحزاب التجمع ولا لشخصياته “الوطنية”. ومن نافلة القول ان الداعين للحرب لم يهمهم الرد على النقاط التي اثرتها واكتفوا بإطلاق النعوت السالبة المعروفة ولكن درجة الوقاحة والجرأة علي الحق لم تكن حينها عشر ما هي عليه الان.

* محاربو الامس هؤلاء هم نفس جماعة “لا الحرب” في يومنا هذا. وبعد هذه الفرشة اللازمةاحب ان اذكرهم بالاتي:

1. من العار المزايدة علي الآخرين الان ودمغ كل مخالف لضلالهم الوطني والسياسي بانه داعية حرب.
2. ليس كل من خالفهم داعية حرب.

3. من دافع عن وطنه وعرضه وماله ضد غزو اجنبي او ميلشيا مجرمة استباحت حرماته لا يسمى داعية حرب الا من قبل متعاطف او متواطئ مع الغزو الهمجي.

4. داعية الحرب هو من يستبيح بلدات المدنيين العزل ويقتل منهم وينهب مالهم الحلال ويغتصب نسائهم من بلغت الثامنة من العمر ومن دار عليها ثمانية وسبعون حولا. وما زال “يقاتل بشرف” بعد اغتصاب الطفلة والشيخة.

5. داعية الحرب من وفر الدعم الخفي او الصريح للغزاة بالمناورة السياسية والاعلامية والدبلوماسية.
6. داعية الحرب من مول الميليشيا وسلحها ووفر لها الحماية الدولية.
7. داعية الحرب من تواطأ مع او سكت عن مصادر تمويل وتسليح الميليشيا المغتصبة.

8. داعية الحرب من مارس محو الفرق بين ضحية تدافع عن نفسها ومعتد اثيم وصورهما “طرفي نزاع” يتساويان وكأنهما في شجار عابر فى ملجة وليسا في صراع في تخوم وطن وفي غرف نوم ضحية تدافع عن شرفها وحقها في الوجود.

9. داعية الحرب من مارسها ودعا اليها او تواطأ معها في التسعينات لانها خدمت مصالحه والان اعاد التموقع في السوق واختار التجارة في بضاعة جديدة وصار كانسان زوربا الذي انتظر حتي سقطت أسنانه ليصيح “من العار عليكم ان تعضوا يا رفاق”.

10. داعية الحرب من دنس مفهوم السلام وحوله الي تجارة ودعاية وخدعة هدفها ضمان وجود ميليشيا همجية توفر له حماية ومقعدا في بيت السلطة القادم علي سنابك الغزاة وصرخات المغتصبات.

11. داعية الحرب من استقوي بالاجنبي وتوكأ علي عصا الدقالوة واسكرته نشوة السلطة فانتفخ كديك رائع وعوعا في المكرفونات وفي شاشات التلفاز اما ان تنطونا الاطاري الذي نريد او هي الحرب التي تنتذعه زندية. وحتى لو كانت هذه نبوءة وليس تهديدا كما يزعمون فان المنطق يقول الحرب يشعلها من فشل في الحصول علي غايته وهي الاطاري وهذه قرينة اخري ترجح ان الحرب اشعلها الحلف الجنجويدى بعد ان فشل في نيل مبتغاه الاطاري الذي دعا الي وجود مستقل لجيش الجنجا اثنين وعشرون عاما او نصفها بما يكفي لابتلاعه ما تبقي من الدولة السودانية ورشوة من لم يرتش بعد وارهاب من لم يرعوي بعد رافضا التسبيح باسم الجنجويد ونسختهم من مدنية الخلا المدججة بالكرفتات والشهادات الاكاديمية الغربية والشرقية. داعيى الحرب من هدد بها او منها باساتسهال منزوع الرعب به شبق لا يخفي ولمن بقا ليهو بمبي قال “لا للحرب”.

12. داعية الحرب من دغمس وطلس بتجارة “لا للحرب” شعارا فارغا من اي محتوي وذهل عمدا مع سبق الاصرار والترصد عن ان كيفية وشروط انهاء الحرب بأهمية انهائها حتي لا تعود أشد ضراما في رمشة عين. اذ ان تاريخنا القريب يقول بان العشرات من اتفاقات السلام الني لم تلد الا حروبا اشد اوارا.

13. داعية الحرب من ادعي ان الحرب اشعلها ويخوضها كيزان ولم يأت بدليل ثم اقسم بكل مقدس الا يشارك كيزان في مفاوضات ونسي ان السلام يتم بالتفاوض مع العدو المحارب لا مع الاصدقاء. داعية الحرب من تجاهل عمدا التناقض الفاضح بين اتهام الكيزان بشن الحرب والدعوة للسلام وعزل الكيزان في نفس الوقت رغم انهم الطرف المحارب وعدم. فهذا ثالوث مستحيل اذا استقام طرفان منه سقط الثالث بالضرورة. فاذا كان الكيزان هم اركان الحرب فان الدعوة للسلام تعني الجلوس معهم بحثا عن حل. وهذه الصفحة لا تعطي اي جهة حق ان تمنح او تمنع اسوأ او احسن الآخرين حق العمل السياسي فذلك من عدة شغل الدكتاتوريات لا المثقف المدنى.

14. داعية الحرب من اقتسم كيكة السلطة مع الجنرالات وقال انهم انحازوا الي ثورة الشعب وسماها شراكة مثالية متناغمة لا شبيه لها ولما خسر السلطة ادعي ان الجنرالات كيزان وان كل من رفض الغزو الاجنبي دفاعا عن الدولة السودانية مجرد كوز وبوق للجنرالات الذين كانوا مهعم في شراكة لم يجف قبرها بعد. فهم جنرالات وطنيون لو اعطوهم فتات سلطة وكيزان لو منعوهم.

15. داعية الحرب من يذهل عمدا عن ان التواطوء مع اي وجود للجنجويد بعد اي اتفاق لانهاء الحرب يتناقض جذريا مع مفهوم السلام وشعار “لا للحرب”. وجود الجنجويد ينسف اي امكانية سلام واعادة اعمار وعودة الي حياة مدنية طبيعية.

* يظل موقفي في خواتيم 2024 ما كان عليه منتصف تسعينات القرن الماضي: لا الحرب ونعم للسلام كقيمة سامية . ولكن موقفنا لا يدلس بالهروب من التفاصيل التي يكمن فيها الشيطان. السلام الذي ندعو اليه هو سلام وطن لا وجود عسكري او سياسي فيه لميليشيا عميلة روعت المواطن الاعزل وما عدا ذلك تفاصيل يمكن التفاوض حولها وتقديم التنازلات المتبادلة. وهذا الموقف يختلف جذريا عن التجارة بشعار “لا للحرب” الذي يأتي خاليا من المحتوي كخدعة لإنقاذ الميليشيا وضمان استمرار وجودها الحامي.

* ختاما نقول ان من اكتشف فضيلة السلام بعد أن انتحرت ميليشياه المفضلة عليه ان يظهر قليلا من الاحترام لمن عرف الفضيلة قبله بثلاثين عاما ولم يقبض ثمن فذلك اكرم من كوزنته بالافك.

*ومن غوي وتابع الهوي الجنجا نقل له الا لا يزايدن احد علينا تبضع بين حرب وسلام حسب تقلبات السوق السياسي ولا يجهلن احد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا.

معتصم أقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مطالب دولية بحماية المدنيين مع تزايد انتهاكات “حرب السودان”
  • دستة وربع من ملاحظات حول شعار “لا للحرب”
  • جامعة سيمبيوسيس الدولية تقدم 35% خصماً لحملة بطاقة “إسعاد”
  • فنان شهير يهاجم “توو ليت” بعد حصوله على تصريح بالغناء
  • مطالب دولية بحماية المدنيين مع تزايد انتهاكات "حرب السودان"
  • سلطنة عمان .. “العمل” تُصدر قرارين لتنظيم حماية الأجور وانتقال القوى العاملة غير العمانية
  • “المؤتمر السوداني” يدين استهداف المدنيين في الفاشر والكومة
  • “تقدم” – العمياء التي لا ترى ما حولها.!!
  • افتتاح “سوق الأولين” و”دونز أوف آريبيا” ضمن فعاليات موسم الرياض 2024
  • مقتل 6 مدنيين بانفجار لغم من مخلفات الحرب في ريف حماة