جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-10@07:31:02 GMT

استعمار الـ"لا هوية"

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

استعمار الـ'لا هوية'

 

الطليعة الشحرية

"لا أوافق على أن الكلب في المعلف له الحق النهائي في العلف، حتى لو قبع هناك لزمنٍ طويل"، ونستون تشرشل.

"لا أُقر على سيبل المثال بأن ظلمًا كبيرًا قد وقع على الهنود الحمر في أمريكا أو ذوي البشرة السوداء في أستراليا، ولا أُقر بأن ظلمًا ارتُكب في حق هؤلاء النَّاس لأن عرقًا أقوى مكانة، وأوسع حكمة ومعرفة قد جاء واحتل مكانهم وبلادهم"، ونستون تشرشل.

لا يختلف الماضي العنصري الإمبريالي عن الواقع الرأسمالي الأحادي القطب والذي يتوسع كسرطان في عالمنا الذي نعيش فيه اليوم. بين الماضي والحاضر تختلف به الهوية والصبغة والأدوات.  الأمس أعطى المستعمر لقب "كلبٍ" لمن استحل مالهم وحالهم وأرضهم، بينما اليوم يسعى النظام العالمي الأحادي القطب إلى طمس الهويات والانتماءات ويسعى جاهدًا إلى فرض "الجندر" وخلق نظامٍ مسخ بلا هوية، هو عالم اللا شيء، وعالم اللاهوية.

(1)

الفرانكفونية

استولت فرنسا على غرب ووسط القارة السمراء في منتصف القرن التاسع عشر وتوسع التبادل التجاري قبل ذلك بقرنين وراجت تجارة العبيد والصمغ العربي ومختلف المواد الأولية. تمكنت فرنسا من السيطرة على أكثر من 35% من مساحة القارة السمراء واستمر حكمها ثلاثة قرون في عشرين دولة أفريقية. وتميز الاستعمار الفرنسي عن غيره كونه آيدولوجيًا ذا هوية ثقافية فرنسية، ولا نستغرب ذلك كون أن أول من استخدمه هو الفيلسوف "دي تراسي" في عصر التنوير الفرنسي. وحرص الاستعمار الفرنسي على صبغ الهويات الخاصة للشعوب بألوان المسيحية والفرانكفونية.

(2)

فرنسا الدموية

لقد كان الاستعمار الفرنسي دمويًا وحشيًا، خلّد لفرنسا في ذاكرتها التاريخية فصولًا سوداء في تجارة الرقيق، والمجازر البشرية التي راح ضحيتها عشرات الآلاف، زيادة على نهب الثروات، وتدمير المدن، وحرق المكتبات والمساجد. توزعت القارة بعد الاستقلال بين أنظمة فرنسية الصنع والهوى، وأخرى ثورية أو وطنية، سرعان ما تخلصت منها فرنسا، وأقامت وكلاء محليين يحافظون على مصالحها الخالدة.
بالرغم من انسحاب فرنسا العسكري ومزاعم الاستقلال المزيف احتلت فرنسا مناطق غرب ووسط أفريقيا قرونا عدة وأنشأت أشكالًا مباشرة للإدارة وفرضت لغتها وأنظمتها وقيمها وأنظمتها الثقافية. وفي سلسلة الانتفاضات الأخيرة التي طالت القارة السمراء وتهديد ووعيد صبي فرنسا المترئس وبروز لاعبين جُدد في ساحة النزاع بين من هم مرعوبين على مصالح أسيادهم وبين مؤيدين وداعمين للمنتفضين من الروس والإيرانيين والصينيين، في كل تلك الجعجعة هل حرب اصطفاف أحلاف للاستعداد لحرب أخرى حرب النظام العالمي الجديد وما علاقة الهوية بذلك.

(3)

النظام العالمي الجديد

يُشير مصطلح النظام العالمي الجديد "New World Order"، إلى حقبة من التاريخ تشهد تغيرات جذرية في الفكر السياسي العالمي وتوازن القوى. ويرتبط هذا المصطلح بمفهوم الأيديولوجي للحكم العالمي بمعني الجهود الجماعية الجديدة لتحديد وفهم ومعالجة المشكلات العالمية التي تتجاوز قدرة الدولة القومية وحدها. كتب هربرت جورج ولز كتابًا نُشر عام 1940 بعنوان "النظام العالمي الجديد". وتناول فكرة عالم خالٍ من الحرب حيث ينبثق القانون والنظام من هيئة تحكم العالم وبحثت مقترحات وأفكارا مختلفة.

استخدمت عبارات مشابهة لعبارة "النظام العالمي الجديد" في نهاية الحرب العالمية الأولى وذلك عندما دعا وودور ويلسون عصبة الأمم لمنع العدوان، أعيد استخدام عبارات مشابهة عند وضع خطط الأمم المتحدة ونظام "اتفاقية بريتون وودز"، وهي اتفاقية دولية بموجبها اعتمد الصرف بالدولار الذهبي، فتحول بذلك الدولار من عملة محلية إلى عملة دولية.

واستخدم المصطلح بعد ذلك بأثر رجعي على الترتيب الذي وضعه المنتصرون في الحرب العالمية الثانية باعتباره "نظامًا عالميًا جديدًا"، عند إنشاء مجموعة مؤسسات دولية وتحالفات أمنية أمريكية مثل الناتو و"نظام بريتون وودز" الخاص بصندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير. ومن الغريب أن يستخدمه ميخائيل غورباتشوف في نهاية الحرب الباردة وجورج بوش الأب في حرب الخليج: "بحثت مئات الأجيال عن هذا الطريق المراوغ إلى السلام، في حين اندلعت آلاف الحروب عبر نطاق المساعي البشرية. اليوم هذا العالم الجديد يكافح من أجل أن يولد عالم مختلف تمامًا عن الذي عرفناه".  هل لنا أن نعتبر أن حرب الخليج هي أول اختبار للنظام العالمي الجديد؟  وما هي الهيئة التي يتوجب عليها حُكم العالم وما هي الأفكار والمقترحات الجديدة؟

الأغرب من كل ذلك؟ هو استخدام عضو مجلس الشيوخ عن نيويورك روبرت إف. كندي" عبارة "المجتمع العالمي الجديد" في يوم خطاب التأكيد في جنوب إفريقيا في 6 يونيو 1966 وتم اغتياله في 6 يونيو 1968.

(4)

فرنسا دون أفريقيا؟

اعتمدت فرنسا في إدارتها لمستعمراتها في القارة السمراء على السياسية البريطانية الشهيرة "فرق تسد" لتسهل إدارتها وتضمن عدم حدوث تمرد كعادة المحتل.

تمكنت فرنسا من إيجاد تيار تابع لها يدافع عنها وعن احتلالها ويواجه مقاومي الفرنسة وعرف هذا التيار باسم (الأوْرَبة الأفريقية) وهو بداية لتذويب الثقافة والهوية الأفريقية وفرنستها. اضطرت فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية وبداية صعود الرأسمالية إلى الخروج العسكري من مستعمراتها، ومنحها استقلالًا شكليًا ومشروطًا وافق عليه معظم الزعماء الأفارقة. تدرك فرنسا أنها لا تساوي شيئًا بدون إفريقيا رغم خروجها المزيف إلا أن فرنسا لم تستطيع أن تمنع نفسها من التأكيد على احتياجها الشديد لأفريقيا.

فقد قال فرنسوا متيران عام 1956 وقبل أن يصبح رئيسًا لفرنسا: "دون أفريقيا فرنسا لن تملك أي تاريخ في القرن الواحد والعشرين"، وعادت ذات العبارة على لسان الرئيس جاك شيراك الذي كان أكثر وضوحًا ومباشرة في الأمر فقال في عام 2008: "دون أفريقيا فرنسا ستنزلق إلى مرتبة دول العالم الثالث".

(5)

هل أفريقيا مهمة؟

تعد أفريقيا محط صراع الأقطاب القوى الدولية باعتبار أن أفريقيا من الدول الكبرى مخزون استراتيجي للطاقة والموارد الطبيعية ومعدنية والمواد الخام المهمة في صناعات النووي، كل ذلك كجعلها محطة صراع نفوذ وطموحات استراتيجية بين القوى العالمية كالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وإسرائيل وتركيا والصين وروسيا وإيران من جهة أخرى. تتحكم القارة السمراء في احتياطات الغاز والبترول بما يقارب 124 مليار إلى 100 مليار برميل في انتظار الاكتشاف. وتتركز الثروة النفطية بالقارة في دول نيجيريا والجزائر ومصر وأنجولا وليبيا والسودان وغينيا الاستوائية والكونغو والجابون وجنوب أفريقيا. يصدر إجمالي 23% من إجمالي إنتاج النفط إلى أمريكيا و14% إلى الصين و25% إلى الاتحاد الأوروبي. وتمتلك أفريقيا احتياطي 500 تريليون متر مكعب من الغاز العالمي. ناهيك عن اليورانيوم، الذي تنتج أفريقيا منه ما يقارب 18% من إجمالي اليورانيوم وتحتفظ بأكثر من ثلث إجمالي احتياطات العالم منه. ويمثل احتياطي الذهب 25% من إجمالي إنتاج العالم، وذلك عبر جنوب أفريقيا وغانا، وغينيا، ومالي، وتنزانيا. وتنتج أفريقيا ما يقارب 40% من إجمالي الألماس. هذا غير معدن الحديد والكوبالت والبلاتين وأضف على كل ذلك القارة السمراء أرض زراعية خصبة، كل تلك الثروات ودول أفريقيا تقع تحت خط الفقر.

(6)

أقطاب الصراع

يتصارع الأمريكيون والصينيون على الموارد الطبيعة الخاصة بالطاقة النووية والنفط؛ حيث تعتبر الصين ثاني مستهلك للنفط في العالم، بينما تعد الولايات المتحدة أكبر مورد للنفط للاتحاد الأوروبي. ومن المهم لأمريكا أن لا يتزعزع عرش القوة الأحادية، لذا ترصد أمريكا كل تحركات أي منافسة لها في القارة السمراء. وفي المقابل يتجلى الصراع الروسي الأمريكي في قطبين الطاقة والسلاح.

تَعتبِر روسيا أفريقيا أكبر سوق مستهلك للأسلحة. وتُعتبر القارة الأفريقية أحد أكبر المناطق التي تشهد نزاعاً مسلحًا على مستوى العالم. فقد تضاعفت صفقات السلاح الروسي بنسبة 200% خلال العقد الأخير، بالتأكيد صفقة مربحة لاستعادة نفوذ روسيا في المنطقة الأفريقية، وهو أمر يهدد الهيمنة الأمريكي. في الجهة المقابلة يحاول الاتحاد الأوروبي اختراق الصراع والثبات في أفريقيا عبر مشاريع وأجندات مثل مشروع (التمييز الأمني والأوروبي" ومشروع توحيد (السلوك الخارجي الأوروبي) وجعله منسجما مع دول أفريقيا وربطة بالتنمية والأمن. ناهيك عن التوغل المذهبي وتوغل القوى الصاعدة.

(7)

ماذا بعد العالم الجديد؟

تكالبت كل تلك الصراعات واختلفت الأدوات منذ بداية رحلة الاستعمال في القارة الأفريقية منذ قرون استعمار أو لنسميه هامشيا استحمار، أدواته تطوير ثقافة جديدة لغة جديدة صبغة جديدة تمسيح وتبشير جديد، كل ذلك لخلق ثقب أسود في الهوية لا تتناسب مع الحداثة والتطور والعصر لا تصلح لعالم جديد.

ويعاد الصراع ذاته بعد قرون باصطفاف جديد ووعودٍ جديدة، حرية جديدة، وتبشير بتشيع جديد. انتفاضة القارة السمراء في ظاهرها انتفاضة على الطغيان والوحشية الفرنسية، وفي باطنه انتفاضة قومية ترفض حل هويتها تحت ضغط دولي التنمية مقابل المثيلة (الشذوذ الجنسي)، التطور مُقابل فرض "الجندر".

الصراع لبناء نظام عالمي جديد، والذي تسعى أمريكا وحلفاؤها لبنائه وفرض السيطرة والهيمنة فيه بمركزية أحادية لن يتوقف. وقد يخف الصراع مستقبلًا بعد نشر جائحة عالمية جديدة أو نشر أزمة غذائية بدعوى قلة الموارد، وقد يتم إخضاع الجميع بإذابة اللغات وتشويه الهوية والانتماء؛ وخلق هويات جديدة.

كل تلك الصراعات لُبها النظام العالمي الأحادي الفريد؛ قوامه الانتماء لهوية واحدة وهي اللا هوية.. إنه نظام العبودية الجديد تحت شعار "لا هوية.. لا شيء"!!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

صحف العالم.. ترامب يطبق قراراته بمضاعفة الجمارك على الصين بنسبة خرافية.. ومخاوف كبيرة من تهاوي الاقتصاد العالمي

صحف العالم.. ترامب يطبق قراراته بمضاعفة الجمارك على الصين بنسبة خرافية أكبر من 100%.. ومخاوف كبيرة من تهاوي الاقتصاد العالمي
دخلت الرسوم الجمركية الجديدة الشاملة  حيز التنفيذ اليوم فرض معدل ضريبة متوسط ​​قدره 29% على البضائع القادمة من عشرات الدول
 


تناولت صحف ومنصات إخبارية أمريكية قضية الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب على دول العالم، علاوة على قضايا أخرى لا يغيب عنها أمر المجازر الوحشية بحق العزل في غزة.

قالت شبكة إن بي سي الأمريكية، دخلت الرسوم الجمركية غير المسبوقة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الواردات العالمية إلى الولايات المتحدة حيز التنفيذ يوم الأربعاء، مما أدى إلى إعادة ترتيب النظام الاقتصادي العالمي الذي صمد إلى حد كبير لأجيال. 
سيتم الآن فرض معدل ضريبة متوسط ​​قدره 29% على البضائع القادمة من عشرات الدول.

الرسوم الجمركية 

أثار مجرد الإعلان عن الرسوم الجمركية الأسبوع الماضي صدمةً في الأسواق العالمية، وتسبب في خسائر ورقية بتريليونات الدولارات. الآن، سيبدأ المستهلكون والمستثمرون على حد سواء بتقييم الأثر الفعلي على الاقتصاد الأمريكي مع بدء تدفق تكلفة ضرائب الاستيراد عبر سلاسل التوريد إلى ميزانيات الشركات والأسر.

انهيار سقف ملهى ليلي في الدومينيكان.. ابن وزير وحاكمة مقاطعة بين الضحاياأول تعليق من حماس على مجزرة الشجاعيةلبنان.. نواف سلام يطالب قوات الاحتلال بالانسحاب الكامل من النقاط الخمسارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة لـ50,846 شهيدا و115,729 إصابةصحة غزة : قوات الاحتلال تقصف حي الشجاعية بصواريخ ضخمة


يبلغ متوسط ​​الرسوم الجمركية التي تواجهها عشرات الدول التي استهدفها ترامب 29%، وقد يصل بعضها إلى 40%.

نشر البيت الأبيض القائمة الكاملة وستحمل الواردات الصينية معدلًا تراكميًا قدره 104% بسبب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب هذا العام، بالإضافة إلى الرسوم التي سبق أن فرضها خلال ولايته الأولى، والتي دخلت حيز التنفيذ في وقت متأخر من يوم الثلاثاء.

إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي 

يسعى ترامب إلى إعادة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي من خلال تقليل اعتماد أمريكا على الواردات الأجنبية. 

ووسط الجدل حول كيفية حساب الرسوم الجمركية لكل دولة على حدة، أقرّ ترامب بأن هدفه منذ البداية كان محو العجز التجاري الأمريكي، أو حتى عكس مساره ، وهو ما يراه معظم الاقتصاديين بلا جدوى، ومن المرجح أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وربما تباطؤ النمو الاقتصادي.


من جانبها، قالت شبكة سي بي إس نيوز، دخلت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب على واردات عشرات الدول حيز التنفيذ يوم الأربعاء، بما في ذلك 104% على البضائع الصينية، مما يُنذر بحرب تجارية عالمية محتملة. 
ودخلت الرسوم حيز التنفيذ الساعة 12:01 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في إفادة صحفية يوم الثلاثاء إن الرسوم الجمركية تهدف إلى فتح مفاوضات مع شركاء الولايات المتحدة التجاريين.

قال ليفيت عن ترامب: "إلى دول العالم، قدّموا لنا أفضل عروضكم، وسيُنصت إليكم". 
وأضاف: "لن تُعقد الصفقات إلا إذا كانت تعود بالنفع على العمال الأمريكيين".

وقال كبير مسؤولي التجارة في إدارته، جيميسون جرير، للجنة في مجلس الشيوخ إن الأرجنتين وفيتنام وإسرائيل كانت من بين الدول التي عرضت خفض تعريفاتها الجمركية.

لكن بكين لم تظهر أي علامات على التراجع، وتعهدت بخوض حرب تجارية "حتى النهاية" وأعلنت وتعهدت باتخاذ تدابير مضادة للدفاع عن مصالحها.

قالت وزارة التجارة الصينية يوم الأربعاء إن البلاد لديها "إرادة قوية ووسائل وفيرة" لخوض حرب تجارية مع الولايات المتحدة، مضيفة أن بكين "ستتخذ تدابير مضادة بحزم"، حسبما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن الوزارة.

ومع ذلك، فإن الكتاب الأبيض الذي نشرته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) يوم الأربعاء اتخذ لهجة أكثر تصالحية، حيث جاء فيه: "يمكن للصين والولايات المتحدة حل الخلافات في المجالات الاقتصادية والتجارية من خلال الحوار المتساوي والتعاون المتبادل المنفعة".

وكان ترامب قد كشف في البداية عن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على السلع الصينية.

ولكن بعد أن ردت الصين بفرض تعريفات جمركية مماثلة على المنتجات الأميركية، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ يوم الخميس، أضاف الرئيس رسوما جمركية أخرى بنسبة 50%.

وإذا احتسبنا الرسوم الجمركية الحالية المفروضة في شهري فبراير/ ومارس، فإن هذا يرفع الزيادة التراكمية في التعريفات الجمركية على السلع الصينية خلال رئاسة ترامب الثانية إلى 104%.

وأكد أن الكرة في ملعب الصين، قائلا إن بكين "تريد التوصل إلى اتفاق بشدة، لكنها لا تعرف كيف تبدأ ذلك".

الاتحاد الأوروبي والتهدئة

وذكرت شبكة بي بي سي، سعى الاتحاد الأوروبي إلى تهدئة التوترات، حيث حذرت رئيسة الاتحاد أورسولا فون دير لاين من تفاقم الصراع التجاري في مكالمة مع رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ.

وأكدت على أهمية استقرار الاقتصاد العالمي، إلى جانب "الحاجة إلى تجنب المزيد من التصعيد"، بحسب بيان صادر عن الاتحاد الأوروبي.

وقال رئيس الوزراء الصيني لفون دير لاين إن بلاده قادرة على تجاوز العاصفة، مضيفا أنها "واثقة تماما من الحفاظ على التنمية الاقتصادية المستدامة والصحية".

قد يكشف الاتحاد الأوروبي ــ الذي انتقده ترامب بسبب نظامه الجمركي ــ عن رده الأسبوع المقبل على الرسوم الجديدة البالغة 20% التي يواجهها.

الأميركيين الذين "يرفضون" 

في هذا السياق، قالت صحيفة يو إس إيه الأمريكية، أظهرت نتائج استطلاع رأي أن عدد الأميركيين الذين "يرفضون" أكثر من عدد الذين "يوافقون" على قرار ترامب بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية (45% مقابل 35%)، والانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ لعام 2016 (46% مقابل 32%)، وإنهاء معظم برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) (52% مقابل 32%).


لا يعتقد الكثير من الأمريكيين أن ترامب يتبع نهجًا "متوازنًا" في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا في إطار الجهود المبذولة لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.

ووفقًا لاستطلاع مركز بيو، تعتقد أغلبية (43% مقابل 31%) أن ترامب "يميل إلى روسيا أكثر من اللازم"، بينما قال 22% إنهم غير متأكدين.

مقالات مشابهة

  • هل يصبح الرئيس الفرنسي ماكرون الزعيم الجديد لقارة أوروبا؟
  • صحف العالم.. ترامب يطبق قراراته بمضاعفة الجمارك على الصين بنسبة خرافية.. ومخاوف كبيرة من تهاوي الاقتصاد العالمي
  • الأمن السيبراني وكأس العالم 2030: درع رقمي لحماية الحدث العالمي
  • جمهور الخشبة السمراء بصوت واحد ينادون «شلوني القمر»..
  • الأغذية العالمي: قلقون إزاء وقف الولايات المتحدة تمويل المساعدات الغذائية الطارئة
  • إبراهيم شعبان يكتب.. الرسوم الجمركية.. ترامب يلقي قنبلة نووية على الاقتصاد العالمي
  • التفاوض.. الخيار الوحيد لحماية الاقتصاد العالمي
  • بحضور شخبوط بن نهيان .. مشاورات إماراتية – تركية بشأن أفريقيا
  • بحضور شخبوط بن نهيان.. مشاورات إماراتية - تركية بشأن أفريقيا
  • التجمع يؤيد الإضراب العالمي للتضامن مع غزة.. ويدعو لمواصلة الضغط على الكيان الصهيوني