برعاية أحمد بن محمد٬”دبي بودفِست 2024″ يجمع نخبة صُنّاع المحتوى الصوتي في العالم العربي لبحث مستجدات البودكاست وتأكيد فرص ازدهاره
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
نظّم نادي دبي للصحافة اليوم (الاثنين) الدورة الرابعة من “دبي بودفِست”، الحدث الأول من نوعه في المنطقة، وأكبر تجمع للبودكاسترز وصُنّاع المحتوى الصوتي العرب، لمناقشة مستقبل البودكاست العربي، والتأسيس لمرحلة جديدة من تطوره في ضوء مستجدات التقنيات والأدوات المستخدمة في صناعة المحتوى، وتسليط الضوء على التجارب الملهمة واكتشاف وتشجيع الكفاءات المبدعة في هذا المجال.
وتناولت هذه الدورة، التي استقطبت نخبة صُنّاع المحتوى الصوتي من داخل دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم العربي، مجموعة من الموضوعات المهمة في سياق العديد من المحاور المرتبطة بما وصلت صناعة المحتوى الصوتي من تقدم في العالم العربي، وأبرز العوامل المؤثرة في انتشار البودكاست في المنطقة وزيادة عدد ساعات الاستماع.
دور رائد
وفي هذه المناسبة، رحّبت سعادة منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام رئيس نادي دبي للصحافة بجميع المشاركين في “دبي بودفِست 2024″، وأكدت أن الحدث يواصل في دورته الرابعة هدفه المتمثل في رسم صورة واضحة لواقع ومستقبل قطاع إعلامي سرعان ما نجح في أن يفسح لنفسه مساحة معتبرة على خارطة الإعلام العربي، والتي صفتها بأنها آخذة في التمدد، بفضل ظهور العديد من التجارب الناجحة التي تمكنت من الاستحواذ على اهتمام ومتابعة قاعدة جماهيرية عريضة.
وقالت سعادتها: “نجح صُنّاع المحتوى الصوتي في إكساب هذا الشكل الإعلامي الذي لم يعد جديداً، مكانة جديرة بالتوقف عندها والنظر في المقومات التي أفضت إلى هذا النمو اللافت الذي نشهده للبودكاست في العالم العربي، وربما من أهم تلك المقومات نوعية المحتوى المُقدّم عبر مجموعة كبيرة من التجارب الناجحة والمتميزة والتي نجحت في إقصاء شبهة “السطحية” بالاهتمام بموضوعات حيوية تلامس حياة المجتمع، ما أسهم في إكساب هذا الشكل الإعلامي قبولاً سريعاً ونمواً قوياً محققاً أصداء إيجابية كبيرة لدى المتلقي العربي.. ولاشك في أن البودكاست إضافة مهمة للمشهد الإعلامي العربي ونحن حريصون على مواصلة العمل بشكل وثيق مع شركائنا في القطاع لدعم نموه وتعزيز مردوده الإيجابي في المجتمع”.
وأكدت سعادة منى المرّي أن مبادرة نادي دبي للصحافة لإطلاق “دبي بودفِست”، قبل سنوات كأول حدث من نوعه والأكبر على مستوى المنطقة لصناع المحتوى الصوتي، يعكس مكانة دبي الريادية في مجال العمل الإعلامي العربي، وسعيها المستمر لتحفيز الإبداع والاحتفاء بالمبدعين في شتى المجالات الإعلامية، لافتة إلى أن الحدث يضم في هذه الدورة، كما هو الحال في دوراته السابقة، مجموعة من أبرز وانجح التجارب العربية والمحلية في هذا المجال، لمزيد من تبادل الآراء والأفكار حول سبل الارتقاء بالبودكاست العربي وتأكيد فرص استدامته كساحة إعلامية جديدة كنافذة يطل منها الفكر المبدع على المتلقي العربي في كافة أنحاء العالم.
وقد أسهمت صناعة المحتوى الصوتي في توسيع تنوع وسائل الإعلام وإمكانية الوصول إليها وكانت سبباً في تقديم تجربة أكثر تخصيصة ومرونة وتركيزًا على المتلقّي، حيث من المتوقع أن يستمر تأثيرها على الأفق الإعلامي مع مواصلة النمو، خاصة مع دمج التقنيات الجديدة مثل الواقع المعزز، والتي ستنقل الإعلام إلى مرحلة جديدة أكثر تفاعلية.
حوار شامل
بدورها، أكدت، مريم المُلا، مديرة نادي دبي للصحافة بالإنابة، القيمة الكبيرة لاجتماع هذه النخبة من صُناع المحتوى الصوتي في دبي ضمن حوار شامل حول ما يمكن القيام به من أجل تعزيز مستقبل هذه الصناعة الإعلامية التي أشارت إلى تناميها في العالم العربي أسوة بالنمو الذي تشهده على الصعيد العالمي.
وقالت المُلا خلال الكلمة الافتتاحية للدورة الرابعة لدبي بودفِست إن صناعة البودكاست في المنطقة العربية أصبحت بلا شك جزءً أساسياً من مستقبلها الإعلامي، مشيرة إلى أن التجربة العربية خلال السنوات الماضية ناجحة وينتظرها مزيد من الازدهار، فيما أثبتت تلك التجربة أكثر من متغير، بدءاً من ظهور ثقافة البودكاست سواء المصور أو المسموع وانتشاره السريع في المنطقة العربية، ما أكد أن الوسائط الإعلامية لا تموت وإنما تتحول وتتجدد، فيما تشكل المتغير الثاني في الانطباع العام حول انتشار الفيديوهات القصيرة وثقافة (الريلز) والمحتوى المصور ومدته دقيقة أو دقيقتين، حيث كان هذا الاتجاه حتى وقت قريب من ضمن تطلعات المتلقّي العربي، ولكن مع ظهور البودكاست انقلبت الاتجاهات وتغيرت رغبات الجمهور، لدرجة أننا أصبحنا نرى اتجاه المتابع للاستماع لحلقات البودكاست لمدة ساعة وأحياناً ثلاث ساعات، ما يمثل ظاهرة إعلامية لافتة.
وأضافت الملا: “كل هذه المتغيرات نضعها اليوم تحت المجهر لدراسة الاتجاهات الإعلامية الحديثة ومنها البودكاست على وجه التحديد.. مؤكدة حرص نادي دبي للصحافة على مواصلة جهوده لدعم إطلاق العديد من المنصات والمدونات الصوتية في دولة الإمارات والمنطقة العربية، تأكيداً على مكانة دبي كمركز رئيسي للتقنية والإبداع والابتكار…وترسيخاً لدورها الرائد ومكانتها المتنامية كوجهة أولى لتطوير الإعلام الرقمي في المنطقة.
وتشير الإحصاءات المنشورة على موقع “ستاتيستا” الإحصائي العالمي إلى أن صناعة البودكاست آخذة في النمو عالمياً، حيث من المتوقع أن يكون عدد المستمعين للمحتوى الصوتي حول العالم قد تخطى النصف مليار مستمع، بنهاية العام 2023، مع توقع استمرار مؤشرات النمو في الارتفاع لهذا القطاع خلال السنوات المقبلة. كما يشير الموقع ذاته، ويذكر الموقع أنه، وبشكل عام، فقد نجحت المدونات الصوتية في ترسيخ مكانتها في المشهد الإعلامي وتطورت لتصبح جزءاً أساسياً من صناعة الإعلام في السنوات الأخيرة، وبفضل تنوع محتواها وسهولة استخدامها، أصبحت المدونات الصوتية مكوناً مهماً من مكونات الإعلام المعاصر فيما تشير التوقعات إلى أن الأعداد المتنامية من مستمعي المحتوى الصوتي سيستمر في الازدياد مستقبلاً، خاصة إذا تمكنت الوسائط الإعلامية من الوصول إلى فئات جديدة في المجتمع.
جلسات متنوعة
واستعرض المشاركون في النسخة الرابعة من “بودفِست دبي” أوضاع ومستقبل المحتوى الصوتي العربي وذلك بمشاركة العديد من أهم وأبرز صناع البودكاست وبحضور عدد من ممثلي مؤسسات إقليمية متخصصة في صناعة البودكاست والتدوين الصوتي وجمع من الإعلاميين والمهتمين بهذه الصناعة في المنطقة.
وشهد الحدث الأول من نوعه في المنطقة المعني بقطاع البودكاست ونظم دورته الرابعة نادي دبي للصحافة بمقره في وان سنترال- مركز دبي التجاري العالمي، وعلى مدار يوم واحد، مناقشات معمقة تم خلالها فتح الباب لجميع المشاركين للإدلاء بأفكارهم وتصوراتهم حول واقع ومستقبل صناعة المحتوى الصوتي أو “البودكاست” في المنطقة العربية.
وأكد المشاركون في تلك الجلسات على ضرورة الاهتمام بهذه الصناعة من خلال توفير التمويل اللازم لها ورصد المقومات اللازمة لتحفيز نمو المحتوى الصوتي وتوسيع نطاق متابعيه بما يسهم في النهوض بهذا الشكل الإعلامي الجديد، فضلا عن ضرورة العمل على تعزيز التواجد العربي في مشهده العالمي من خلال محتوى رفيع الجودة وذي مردود إيجابي على المجتمعات العربية، وأهمية العمل على إيجاد مساحة أكبر لنمو هذه الصناعة في العالم العربي.
مستقبل البودكاست
واستضافت الجلسة الرئيسية لدبي بودفِست 2024، جيمس كريدلاند، رئيس تحرير موقع وبودكاست “بود نيوز دوت كوم” المتخصص في نشر الأخبار المعنية بصناعة المحتوى الصوتي والذي تأسس في العام 2017، وحملت الجلسة عنوان “مستقبل البودكاست – توجهات إبداعيّة وتقنيّة ترسم مسار القطاع”.
وقدّم كريدلاند خلال الجلسة عرضاً شاملاً تناول حال البودكاست على مدار عام مضى، وما آل إليه في الوقت الراهن، وقراءته لمستقبله في المرحلة المقبلة، في ضوء ظهور التقنيات الجديدة ومن أهمها تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحول البودكاست من الاعتماد فقط على المحتوى الصوتي إلى تضمين المحتوى المرئي، مقدماً أمثلة لهذا التحول من خلال تتبع عدد من المنصات الرقمية العالمية.
وقال المتحدث إن صناعة البودكاست مرت بعام وصفه بالصعب، مستشهداً ببعض الحالات التي أنهت فيها بعض المنصات تعقادتها مع عدد كبير من العاملين فيها، فيما تم توجيه الاتهام للبعض الآخر بعدم تسديد المستحقات المالية لصناع المحتوى، فضلا عن قيام شركة “أبل” بإجراء بعض التحديثات البسيطة على نظام تحميل المواد الإعلامية في نظام iOS17 ولكنها أدت إلى بعض التعقيدات في عمليات التحميل، عند محاولة الرجوع إلى محتوى أقدم على المنصة، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في عدد عمليات التحميل للمحتوى على “أبل”.
إلا أن كريدلاند رأى أن هذا الوضع لم يدم طويلاً مع بوادر مشجعة على تحول الأمور إلى الأفضل، مستشهداً بعدد من الأمثلة لمنصات عالمية كبرى تمكنت من تحقيق نمو مالي جيد، مشيراً إلى حقيقة أن المحتوى الصوتي المقدم عند الطلب (On demand) بات يتصدر المشهد متقدماً على المحتوى المُقدّم عبر أثير البث الحي.
واستعرض جيمس كريدلاند خلال الجلسة مجموعة من الإحصاءات التي تشير إلى مدى نمو صناعة المحتوى الصوتي، وقال إن عدد منصات البودكاست على “أبل بودكاستس” وصل إلى نحو /2,716,700/ بودكاست، مشيراً إلى أن تصنيفات البودكاست تتركز بصورة كبيرة في ما هو منها “تعليمي” وتأتي في المقدمة برصيد يزيد على 400 ألف بودكاست ومن ثم “المجتمعي والثقافي” ويليهم من حيث الانتشار “الاقتصادي” و”الفني”.
وحول الأجهزة التي يتم الاعتماد عليها بصورة واسعة في استقبال المحتوى، قال كريدلاند إن انتشار البودكاست يعتمد بصورة أساسية على أجهزة الهاتف النقال والتي تمثل نسبة 94 بالمئة من الأجهزة التي يتم من خلالها تلقي المحتوى الصوتي، ومن ثم جهاز الحاسوب بنسبة 4 بالمئة.
فن إخراج البودكاست
وشمل الحدث جلسة بعنوان “فن اخراج البودكاست” استضافت رامي إمام، المدير التنفيذي لشركة Think Big ، وراشد بوهزاع، الشريك المؤسس لمنصة “مساحة” ومقدم بودكاست “سطحي”، ونبال كرم، مؤسّسِة شركة “بروكاست ميديا”، و المُنتج والمُخرج الإبداعي عبدالله المالكي، ومحمد العوضي، مخرج بودكاست “ذا دايركشن”، وأدارت الجلسة آيتن زعربان، مقدمة بودكاست “دردشة بدون فلتر”.
وتناولت الجلسة أهمية المحتوى الصوتي المقدم للمتلقي والذي يقود بدوره مخرج البودكاست إلى اختيار الوسائل والأدوات المناسبة لإخراجه من مؤثرات سمعية وبصرية تساعد القائمين على العمل إلى الوصل إلى أكبر شريحة من المتابعين. وقال المشاركون إن الصوت هو عنصر أساسي في عالم البودكاست رغم تطوره وميل البعض إلى المزج بين الصوت والصورة لتوسيع دائرة انتشار المحتوى، ما دفع أحياناً إلى رصد ميزانيات ضخمة لإنتاج حلقة واحدة نظراً لما قد تكلفه من معدات وأدوات تسهم جميعها في جذب المتلقي.
وعن دور المخرج في عالم البودكاست، أكد الحضور أن تواجده مرتبط بطبيعة المحتوى، وما قد يحتاجه من مؤثرات سمعية وبصرية عالية الجودة، ما يعني ضرورة وجود مخرج متمرس ومتمكن من التعامل مع الكاميرات والتقنيات الحديثة بما فيها تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة بشكل كبير في عالم الإنتاج الصوتي والمرئي.
البودكاست في عصر الذكاء الاصطناعي
وأفرد دبي بودفِست 2024 جلسة لمناقشة تطور البودكاست في ضوء التطور التكنولوجي السريع وما أثمره من تقنيات بالغة التأثير وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، وشارك في الجلسة التي أدارتها لمى عثمان، مقدمة بودكاست “ينيوكورن بالعربي”، كل من: ستيفانو فلاحة، المؤسس والمدير التنفيذي لمنصة “بوديو”، وكلاوديوس بولر، الرئيس التنفيذي للأعمال في “نيكست برودكاست ميديا”، و لوكا علام، الشريك المؤسس في مجموعة “موضوع” ومقدم بودكاست “ذا إنسايت تراك” وإبراهيم جبري، مقدم بودكاست “بيلو ذا فولد”، وتمارا زوبيتي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة “باروميتر” العالمية.
وناقش المشاركون الكيفية التي يسهم بها الذكاء الاصطناعي في تحويل صناعة البودكاست من خلال تمكين صُنّاع المحتوى والمساعدة في توسيع نطاق المنصات بطرق مختلفة. وتطرق المتحدثون إلى تقديم الذكاء الاصطناعي لإمكانات هائلة من خلال إنشاء التسميات التوضيحية وأداة التعليق الصوتي بالإضافة إلى المساعدة في إنشاء المحتوى وجذب الإعلانات من خلال الفهرسة المحسنة للغاية وضمان ملاءمة العلامة التجارية والسياق مع المتلقين والمعلنين.
ونبّه المتحدثون إلى ضرورة توخي صُنّاع المحتوى الحذر فيما يتعلق برغبات وتطلعات الجهات المُعلِنة، والتدقيق في ما يقدمونه من موضوعات مع تجنب الانزلاق إلى فخ اعتماد الموضوعات المثيرة للجدل سعياً وراء تحقيق الانتشار ومزيد من المتابعين. واتفق المشاركون على أن التكنولوجيا سيكون لها أثرها الواضح في تمكين قطاع البودكاست من تحقيق مزيد من النمو.
المرأة وعالم البودكاست
وتضمنت أجندة الحدث جلسة نقاشية ركزت على دور برامج البودكاست في تناول قضايا المرأة باعتبار أن هذه البرامج باتت محفزا رئيسيا على الإبداع والتغيير الإيجابي على مستوى الأسرة والمجتمع، حيث أجمعت المشاركات في الجلسة على أن برامج البودكاست تسهم في تغيير حياة النساء إلى الأفضل، أو ربما حياة أسر بأكملها، حسب العديد من الأبحاث والدراسات الحديثة.
شاركت في الجلسة د. أمل المالكي، مقدمة بودكاست WME، وصفية الشحي مقدمة بودكاست “ثلاث أرباع”، وبثينة مجاربي، مقدمة بودكاست “بثينة”، ونورة حمود، المدير التنفيذي لمنصة “بودكاستي”، وسهام زعلاني، مقدمة بودكاست، وأدارها مقدم البودكاست حكمت وهبي.
وتطرقت الجلسة إلى أهمية حصول المرأة على وسائل الدعم التي تعينها على الدخول بقوة في عالم البودكاست بما في ذلك الدعم المادي والمعنوي، من القطاعين العام والخاص باعتبار أن برامج البودكاست يتوقع لها أن تكون مستقبل الإعلام على مستوى العالم، كونه أتاح المجال لشريحة واسعة من أصحاب القصص الملهمة والناجحات للظهور ومشاركة تجاربهن الإنسانية.
وثمّنت المشاركات المبادرات الفريدة والدور الرائد الذي يقوم به نادي دبي للصحافة لدعم مقدمي البودكاست على مستوى العالم العربي، وأعربن عن أملهن في إنشاء مراكز متخصصة لتدريب مقدمي البودكاست لصقل مواهبهم.
حوار مشترك
واستضاف الحدث الأكبر على مستوي المنطقة في مجال المحتوى الصوتي، حواراً مشتركاً جمع أنس بوخش، مقدم بودكاست ABtalks، و عبد الرحمن أبومالح، المؤسس والرئيس التنفيذي “ثمانية” ومؤسس ومقدم بودكاست “فنجان”، حيث تناول الحوار قصص النجاح التي حقاها والتحديات التي تواجه صناعة المحتوى الصوتي على صعيد المصداقية والتمويل والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المتابعين.
وأشار عبد الرحمن أبومالح إلى أن انطلاق “ثمانية” كان في الأساس بهدف إثراء المحتوى العربي، وصناعة محتوى جيد يتحلى بالمصداقية ويعبر عن شريحة كبيرة من المتلقين، لكنه تحول بعد سنوات إلى منصة لجذب المعلنين وتقديم الخدمات. وأكد أبومالح أن استمرارية الإنتاج تعتمد على عدة عوامل أبرزها جودة المحتوى ومهارة مقدم البودكاست، ومدى أهمية الضيف.
من جانبه أكد أنس بوخش أن هدف برنامج ABtalks هو كشف شخصية الإنسان بعيداً عن الألقاب، وإظهاره على طبيعته الشخصية دون تكلف، مشيراً أن المحتوى الجيد يفرض نفسه ويفتح المجال واسعاً أمام انتشاره وشهرته. ولفت بوخش إلى أن التحدي الذي يواجه الكثيرين من مقدمي البودكاست العربي، هو استدامة إنتاج محتوى صوتي قوي يمكنهم من الاستمرارية وهو ما يعتمد توفير مؤسسات تؤمن لهم استدامة الإنتاج بنفس المستوى.
وذكر بوخش قصته مع منصة “نتفلكس” التي راسلها في بداياته لينشر محتواه من خلالها، بينما رفضت المنصة في بادئ الأمر، لكن الحال سرعان ما تبدل بعد عامين من العمل، وأرسلت له المنصة أنها على استعداد للعمل معه لثلاثة مواسم واختاروا الحلقات التي سيتم بثها على المنصة الأشهر عالمياً في بث المحتوى.
سر النجاح
وفي جلسة نقاشية مفتوحة عقدت بعنوان “سر نجاح البودكاست: تجارب عربية” بهدف تسليط الضوء على تجارب منطقة الخليج العربي والمشرق والمغرب العربي في صناعة البودكاست. وتحدث خلال الجلسة التي ادراها الإعلامي محمد سالم مدير البرامج في شبكة الاذاعة العربية، استطلعت الجلسة آراء الحضور حول تجارب الدول العربية في صناعة البودكاست، والتي تتسم بالعفوية والسرد التلقائي للأفكار، واختيار المحتوى الرصين كخطوة أساسية لإنتاج محتوى صوتي ومرئي عبر مختلف المنصات.
كما عرض الحضور التطور المتزايد الذي تشهده صناعة المحتوى الصوتي والمرئي في العالم العربي، كتطور طبيعي تحرص مختلف المنصات الإعلامية التقليدية على مواكبته والتواجد بقوة لنشر محتواها بأسلوب يتناسب مع متطلبات الجمهور بمختلف فئاته.
كما دعا الحضور خلال الجلسة إلى ضرورة مواجهة التحديات المرتبطة بالاستثمار في صناعة البودكاست العربي وكيفية الاستفادة من الخبرات التسويقية والترويجية المتوفرة في العالم لتحقيق إيرادات ربحية من هذه الصناعة، وكذلك العمل على توفير التسهيلات والمزايا المقدمة لصناع البودكاست العرب، لاسيما وأن البودكاست في العالم العربي يعتمد أساساً على جهود فردية، ومشاريع شبابية، ومستهلكين ومنتجين من جيل الشباب.
وفي محاولة لدراسة موقع البودكاست على خارطة الإعلام في المنطقة العربية، قدم الحضور في الجلسة النقاشية المفتوحة مقاربة بين صناعة المحتوى الصوتي والبودكاست وقنوات البث المصورة، ومدى تكامل كل منهما مع الاخر، ومميزات التي ترجح كفة كل منهما لدى الجمهور.
الكوميديا في عالم البودكاست
واستعرض صانع المحتوى الكوميدي صالح النواوي ضمن جلسة نقاشية تجربته في عالم تقديم المحتوى الكوميدي في برنامجه “محتوى صالح للاستخدام”، والتحديات التي يواجهها في تقديم عروضه الكوميدية المختلفة، مشيراً إلى أن أبرز هذه التحديات يتمثل في تناول الموضوعات التي تصنف ضمن المحرمات المجتمعية” أو ما يعرف باسم “التابوهات” غير المقبولة اجتماعياً.
وفي جلسة بودكاست تفاعلية مباشرة تحت عنوان “يا مسافر وحدك.. يا بختك”، استعرض كل من ريم نبيل، وبولا صاموئيل، مقدمي بودكاست “كبرني”، تجربة السفر والمواقف الكوميدية المختلفة التي يتعرض لها المسافر عندما يكون برفقة صديق بسبب اختلاف الطباع والعادات والتقاليد. وشهدت الجلسة نقاشا تفاعليا مفتوحا تباينت فيه آراء الحاضرين حول “هل السفر وحيدا يعتبر فكرة جيدة”.
اتجاهات مستقبلية
وشارك كل من رمزي تسدل، المدير التنفيذي في شركة “صوت”، وروثي قادان، مدير الاستراتيجية والعمليات في “سبوتفاي” بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، وشيراغ ديساي، المدير التنفيذي في شركة “آميا”، وهبة حسن، مدير الاتصال المرئي في كلية هندسة الصوت “SAE”، في جلسة أدارت النقاش فيها نهيلة مقدم، مقدمة بودكاست “نو توكس” حول اتجاهات البودكاست وعلاقتها باهتمامات الجمهور في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في ضوء التطور العالمي لصناعة المحتوى الصوتي.
تحديات انتاج البودكاست
واستضافت جلسة حملت عنوان “خلف كواليس البودكاست” كلاً من عبدالله الثامر، الشريك المؤسس لشركة “غمزة” ومنتج بودكاست أريكة، وأيمن الحمادي، منتج بودكاست فنجان، ومنيرة الشريفي، منتجة بودكاست بدون ورق، وميديا عزوري، منتجة بودكاست “سردة بعد العشاء”، وإسلام عادل، المدير التنفيذي لشركة ذا بوتكاست برودكشن، وادارها نور الدين اليوسف، مقدم بودكاست مع نورالدين. وأكد المشاركون في الجلسة بحضور صناع البودكاست والمحترفين من شركات وبرامج عالمية المعنية بتبادل الخبرات وتنمية المهارات، أن صناعة البودكاست صناعة لها مقامها وأصولها في نمو سوق صاعد بقوة في منطقة الشرق الأوسط.
كما أكد المتحدثون في الجلسة، على ضرورة تحويل الخبرات العامة إلى إبداعات متخصِصة في المنطقة، والعمل على إلهام الشباب للتعلم من النجاحات والإخفاقات لبناء مسيرة لافتة مع الحفاظ على الثقافة العربية. معربين عن تفاؤلهم في توسع القطاع تدريجياً بناءً على تطوير البيانات وبالاعتماد على وجود كفاءات عربية قادرة على تحقيق المنافسة عالمياً في قطاع البودكاست.
فعاليات مبتكرة
وتضمنت النسخة الرابعة من “بودفِست دبي” العديد من الفعاليات المصاحبة والتي مكنت المشاركين من توسيع دائرة النقاش واستعراض المزيد من التجارب الملهمة من جانب عدد كبير من أصحاب مشاريع البودكاست العربي الناجحة والتي تمكنت من بناء قاعدة جماهيرية عريضة، كما تضمن الحدث عدداً من ورش العمل التفاعلية التي كانت بمثابة فرصة نوعية للاقتراب أكثر من تفاصيل تتعلق بكيفية الحفاظ على استدامة البودكاست وتنمية الموارد التي تمكنه من الاستمرارية والنمو.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
لحظة بلحظة.. هكذا تمكن مقاومو نخبة القسام من قتل وأسر كل جنود وضباط “ناحل عوز”
#سواليف
أكمل #جيش_الاحتلال الإسرائيلي التحقيق العملياتي بشأن #الهجوم و #المعركة التي وقعت في قاعدة ” #ناحل_عوز ” العسكرية، وجرى عرضه أمام #عائلات_الجنود القتلى، والجنود الذين كانوا في القاعدة خلال الهجوم. التحقيق، الذي أشرف عليه رئيس أركان #جيش_الاحتلال هليفي، قُدّم أيضًا إلى وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي، إسرائيل #كاتس.
وأسفر الهجوم عن مقتل 53 جنديًا وضابطًا، فيما أسر 10 آخرون إلى قطاع #غزة، ولا يزال ثلاثة منهم في قبضة حركة ” #حماس “. وأظهر التحقيق أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فشل في حماية القاعدة بشكل مناسب، ما كشف عن ثغرات كبيرة في استعدادات الجيش لمواجهة هجوم بري واسع النطاق، لا سيما في ظل القصف الصاروخي الكثيف.
#خسائر_فادحة وواقع صادم
مقالات ذات صلة أردوغان: لن نسمح بتقسيم آخر لسوريا وسنكون بجانبها دائما 2025/03/03أشار التحقيق إلى أن حماس بدأت تنظيم القادة وبعض المقاومين لعملية السابع من أكتوبر يوم الجمعة في الساعة 18:30، ولم يتم رصده من قبل أي جهة استخباراتية إسرائيلية، لا من قبل وحدة 8200، ولا الشاباك، ولا فرقة غزة المسؤولة عن جمع المعلومات في الكيلومتر أو الكيلومترين القريبين من الحدود.
وكانت عملية حماس سريعة ومنسقة، حيث كان العشرات من المسلحين في القوة الأولى في مركباتهم على أهبة الاستعداد مقابل الحدود حوالي الساعة 6:00، منتظرين الإشارة الخضراء – وابل منسق من 960 صاروخًا وقذائف هاون أُطلق في الساعة 6:29 باتجاه مواقع جيش الاحتلال في غلاف غزة، بهدف شلّها.
وبحسب التحقيق فإن إطلاق الصواريخ كان الإشارة لمقاتلي حماس لاقتحام السياج الأمني، الذي تم اختراقه في المنطقة المقابلة لكيبوتس “كفار عزة” عبر ثلاثة مواقع تسلل في الساعة 6:35، 6:41 و6:43. بالتزامن، أنزلت حماس ستة من عناصر وحدة النخبة داخل الكيبوتس باستخدام المظلات.
وفوجئ ضباط جيش الاحتلال بحجم الهجوم وشدته، وأدى مقتل العديد منهم في الدقائق الأولى إلى خلل في منظومة القيادة، ما ترك الوحدات تقاتل دون تنسيق أو توجيه واضح.
وأوصى التحقيق بمراجعة جذرية لاستعدادات جيش الاحتلال لمواجهة سيناريوهات اقتحام بري، لتعزيز قدرة الوحدات على حماية المواقع الأمامية.
وأكد التحقيق أن حماس سيطرت على منطقة “كفار عزة” بغلاف غزة في السابع من أكتوبر خلال ساعة واحدة بينما استغرق إعادة السيطرة عليها من الجيش الإسرائيلي 3 أيام.
وكشف التحقيق أن القاعدة لم تكن مجهّزة للتصدي لهجوم بري بهذا الحجم، إذ صُمّمت التحصينات لمواجهة الصواريخ وليس تسلل المقاتلين. كما أن نظام الإنذار لم يرصد التحركات المشبوهة بشكل كافٍ، ولم تكن هناك خطط دفاعية فعالة لحماية الجنود غير المقاتلين، مثل المراقِبات اللواتي كنّ عرضة للخطر المباشر.
تفاصيل الهجوم: لحظات حاسمة
بدأ الهجوم الساعة 06:29 صباحًا بإطلاق مكثف للصواريخ فيما نجحت مجموعات من المقاومة باختراق السياج الفاصل عبر عشرات المحاور، مستخدمة سيارات، ودراجات نارية، وأحيانًا سيرًا على الأقدام. في غضون دقائق، وُجد الجنود في معركة شرسة، يواجهون قوة منظمة تفوقهم عددًا وتسليحًا.
المرحلة الأولى: اقتحام القاعدة (06:29 – 08:20)
06:29: رصدت المجندات المراقِبات اقتراب عناصر المقاومة من السياج، وأُعلن عن “حدث معقد”.
06:45: وصلت مجموعات المقاومة إلى القاعدة، واندلعت اشتباكات عنيفة.
07:05: تمكن المقاومون من اختراق القاعدة، فيما أصدر قائد فصيل أوامر بالقتال المباشر.
07:30: سقطت نقطة الحراسة الرئيسية بعد معركة قُتل فيها جميع الجنود المتمركزين.
08:04: ساعدت غارة جوية في إنقاذ حياة 11 مجندة كنّ محاصرات في أحد الملاجئ.
المرحلة الثانية: استمرار المعركة (08:20 – 12:00)
09:00: دبابة تصدّت لموجة جديدة من المقاومين قبل أن تُصاب بصاروخ مضاد للدروع.
10:00: بدأ أسر الجنود، بينهم ثلاثة من طاقم دبابة أُعطبت في المعركة.
10:20: أسر سبع مجندات ونقلهن إلى غزة.
12:00: أشعل المقاومون غرفة القيادة بعد محاصرتها، ما دفع بعض الجنود للهرب تحت النيران.
المرحلة الثالثة: وصول قوات الإنقاذ (12:00 – 20:00)
12:00: وصلت تعزيزات من وحدة المظليين ووحدات النخبة في جيش الاحتلال.
17:00: أُعلن عن إعادة سيطرة جيش الاحتلال على القاعدة بعد معارك ضارية شارك فيها سلاح الجو.
فشل استخباراتي وقرارات “غبية”
عثر الجيش خلال حربه البرية على غزة على كتيب يتضمن أمر حماس لمقاتليها بمهاجمة قاعدة “ناحال عوز” يوم السابع من أكتوبر، لافتًا إلى أن المعركة في “ناحل عوز” تعبر عن فشل منهجي خطير ومؤلم يمسّ جوهر قيم حيش الاحتلال، فقدت فيه مبادئ أساسية في الدفاع، وكان هناك أيضاً جنود وقادة لم يسعوا إلى القتال وهربوا.
وبحسب مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي، فإن هذا الملف لا يقل عن ملف عملياتي لوحدة النخبة في جيش الاحتلال، وهو يفصل جميع نقاط الضعف وخصائص القاعدة: الثغرات في السياج التي اخترقها 60 مقاومًا من النخبة القسامية في الموجة الأولى، واجتاحوا المكان فعلياً في غضون نصف ساعة؛ والثغرات في الجدار الغربي التي كانت بمثابة فتحات للمقاومين لإطلاق النار على الجنود في الداخل.
وأضاف أن حماس حصلت على معلومات عن إجراء متهور من جانب جيش الاحتلال وافق على تقليص حوالي نصف القوة المقاتلة في عطلات نهاية الأسبوع حتى يتمكن الجنود من الاستمتاع بالإجازة في منازلهم.
وأكد أن حماس كانت تعلم الموقع الدقيق لكل غرفة ومركز قيادة ومكاتب ومبنى داخل أسوار المعسكر؛ الحياة اليومية داخله؛ عدد الأسلحة؛ الموقع الدقيق للمستودعات، وأين تقع غرفة الطعام، وأي جزء من الطرق الزراعية المؤدية من السياج إلى القاعدة يمكن أن يؤخرها، واشترطت في الخطة أن تقوم النخبة القسامية التي اقتحمت القاعدة بذلك خلال 15 دقيقة كشرط لضمان السيطرة عليها.
لقد توصلت حماس إلى نتيجة مفادها أن وصول دبابة مجاورة إلى “ناحال عوز” سيستغرق 15 دقيقة في حال وقوع حادث، وقد راقبت حماس مسبقًا التدريبات لمعرفة المدة التي قد تستغرقها القوات المجاورة لتعزيز صفوفها.
وأدركت حماس أنها لابد وأن تعمل على تحييد موقع “بيجا” القريب، لأنه كان يحتوي على موقع هاون للجنود في اتجاه ناحال عوز، وقد نجحت في ذلك.
ووفق التحقيق، ففي صباح يوم 7 أكتوبر، كان في “ناحل عوز” 162 جنديًا -حوالي نصف العدد في أيام الأسبوع- وفقًا للإجراءات التي بدأت هيئة الأركان العامة في تنفيذها قبل خمس سنوات لإرضاء الجنود وعلى افتراض أن المقاومين الفلسطينيين سيضربون فقط في أيام الأسبوع.
ولقد وصلت قوة حماس مجهزة تجهيزا جيدا، وبالإضافة إلى الميزة البشرية والعددية، فقد تمتعت أيضا بقدرة أكثر فتكاً: ففي حين لم يجد الجيش الإسرائيلي ضرورة لتوزيع القنابل اليدوية بشكل روتيني على جنوده، وكانت المدافع الرشاشة مقفلة في المستودعات، وصلت حماس ومعها عدد كبير من صواريخ آر بي جي، وأنواع مختلفة من القنابل المتفجرة.
وقال التحقيق إن جيش الاحتلال أجرى قبل السابع من أكتوبر تدريبات شملت عدة سيناريوهات، بما في ذلك غارة للنخبة القسامية على موقع بيجا المجاور، وهجوم على مجموعة قتالية بواسطة طائرة بدون طيار تابعة لحماس. ولكن ما لم يتم التدرب عليه على الإطلاق، حتى من قبل الكتائب السابقة في “ناحال عوز”، هو سيناريو الهجوم على المعسكر، رغم أنه يقع، على مسافة 15 دقيقة سيراً على الأقدام من حي الشجاعية.
وقال التحقيق إن جيش الاحتلال توصل إلى بعض المصادر التي استقت منها حماس معلوماتها عن موقع “ناحل عوز”، ولم تكن هذه فقط طائرات بدون طيار أطلقتها في الهواء بشكل دوري، بل أيضا مئات الصور ومقاطع الفيديو التي رفعها الجنود على الإنترنت من داخل القاعدة نفسها، ومنشورات بادر بها الجيش الإسرائيلي في وسائل الإعلام حول التغييرات المتكررة في مفاهيم الدفاع في القطاع.