أشاد عدد من زوار خريف ظفار بحملة مكافحة البعوض الموسمي "العارنوت" وبعوضة الزاعجة التي تنفذها بلدية ظفار بواسطة الرش الجوي بالطائرات المسيرة وباستخدام مبيدات عضوية متخصصة في مواقع وادي دربات، وعين رزات، وعين صحلنوت، وعين حرزيز، إذ أكد عدد من الزوار لـ"عمان" ظهور نتائج إيجابية للحملة بانخفاض معدلات انتشار البعوض في المواقع الأربعة عما كان عليه في مواسم الخريف السابقة.

وقال جاسم بن أبوبكر البلوشي: كنا ننزعج من البعوض في الأعوام الماضية خلال خريف ظفار وخاصة بالقرب من العيون، بسبب تجمع المياه ولكن حملة مكافحة "العارنوت" وبعوضة الزاعجة التي تنفذها بلدية ظفار بدأت تؤتي نتائجها الإيجابية مع قيام فرق البلدية باستخدام طائرات الدرون لرش أماكن تجمعات المياه بالمبيدات العضوية غير الضارة في ساعات الصبح الأولى وتركيب أجهزه تعمل بالطاقة الشمسية في عدة أماكن وخاصة العيون، إذ يلاحظ الزائر تراجع نسبة البعوض في العيون، ومن هنا يمكن القول بإمكانية الاستمتاع بخريف ظفار والطبيعة الجميلة اليوم بأريحية أكثر في المواقع السياحية.

وأكد عبدالسلام بن سعيد النهدي: زرنا خريف ظفار واستمتعنا بالمواقع السياحية ولم نشعر هذه المرة بوجود "العارنوت" مثلما كان في مواسم الخريف السابقة، وشاهدنا وجود بعض الأجهزة في المواقع السياحية التي قامت بلدية ظفار بتركيبها وكان لها دور في تراجع معدلات انتشار البعوض الموسمي "العارنوت" مما يعطي الزائر لخريف ظفار فرصة الاستمتاع بالطبيعة والمكوث أكثر في المواقع السياحية، رغم أن هذه الحملة تجريبية، إلا أننا نتمنى أن تعم مختلف المناطق في محافظة ظفار حتى يهنأ السياح والزوار بخريف ظفار.

وأوضح زايد بن محمد الشبيبي أن نسبة البعوض الموسمي "العارنوت" تراجعت في بعض المواقع السياحية بمحافظة ظفار ومنها وادي دربات وعين صحلنوت خلال زيارتنا مؤخرا لخريف ظفار رصدنا ذلك وقد شاهدنا وجود بعض الأجهزة التي تم تركيبها من قبل بلدية ظفار والتي لها دور في تراجع "العارنوت".. موضحا: أن حملة المكافحة لها تأثير إيجابي في إمكانية مكوث الزوار أكثر في المواقع السياحية بالمحافظة والاستمتاع بالأجواء الخريفية.

وأكدت بلدية ظفار أن برنامج المكافحة التجريبي للحد من انتشار بعوضة الزاعجة والبعوض الموسمي "العارنوت" يتضمن المسوحات الطيفية والتقصي الحشري باستخدام الطائرات المسيرة لتحديد البؤر المحتملة لتكاثر الحشرات المستهدفة، وتنفيذ برنامج الرش الجوي باستخدام الطائرات المسيرة ومبيدات عضوية حديثة ومتخصصة وآمنة على الإنسان والبيئة تستهدف الطورين اليرقي والبالغ للحشرة، إضافة إلى تركيب محطات كشف نشاط الحشرة لتحديد أوقات ذروة نشاط الحشرات خلال اليوم ومراقبة نشاطها وكثافتها، كما تقوم هذه المحطات بقراءة العوامل البيئية المؤثرة على نشاط الحشرة، وكذلك تركيب المصائد لمكافحة الحشرات المستهدفة باستخدام جواذب متخصصة لاصطياد إناث الحشرة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بلدیة ظفار

إقرأ أيضاً:

الوقف في ظفار

 

د. عبدالله باحجاج

يقف وراء فتحنا لهذا الملف ما علمناه عن حالات مُهددة بقطع خدمتي الكهرباء والمياه، واتصالنا بالأخ أحمد بن سالم كشوب رئيس فريق صلالة الخيري للاستفسار عن دور الفريق الخيري في مُساعدة مثل هذه الحالات، وكم تفاجأت بأنَّ لديهم قائمة من هذه الحالات لن يتمكنوا من تغطيتها كاملة.

قضيت ليلتي تلك، أحمل هَمَّ هذه القضية من حيث مآلاتها التراجيدية والبحث عن حلول مُستدامة لها من خارج التفكير الاعتيادي؛ إذ لا بُد من إيجاد حلول لتأمين مثل هذه الخدمات الأساسية. وقد أنصب تفكيرنا في البحث عن بديل من خارج دور الحكومة في التأمين، رغم ما قد يتحجج البعض بمسؤوليتها فيه، وهذا ليس مختلفاً عليه، لكن لا ينبغي أن نترك هذه الحالات في تراجيديتها لوحدها، ومن الضروري المسارعة إلى إيجاد حلول فورية.

اهتدى التفكير إلى الوقف؛ كحلٍ مُؤقَّتٍ ينبغي الرهان عليه، على الأقل حتى تنتهي المبررات التي تجعل الحكومة منذ عام 2020 تتخذ سياسات مالية مؤثرة على المجتمع لمواجهة العجز المالي للبلاد. وبمجرد أن أدرنا محرك البحث "جوجل" حتى عثرنا فورًا على تصريحات مسؤول كبير بشأن الوقف في ظفار، تجعلنا ندعم بها فكرة المقال الأساسية. في هذا التصريح وجدنا أنَّ هناك 315 وقفًا في صلالة مُتعدد الفئات، من عقارات ومبانٍ ومزارع ومحال تجارية (باستثناء المحال التجارية التابعة للمساجد) وأراضٍ بيضاء.

وتضمَّنت هذه التصريحات حجم إيرادات بعض مشاريع الوقف، مثلًا عن إيراد بنايتين، الأولى على مساحة 11 ألف متربع مربع، عائدها السنوي 12 ألف ريال، والأخرى على مساحة 1500 متر مربع عائدها في المرحلة الأولى 5 آلاف ريال، دون تحديد مدتها الزمنية، والمرحلة الأخيرة سيرتفع الإيراد إلى 33 ألف ريال؛ وهذه قفزة سعرية مكوكية. فيما علمت من الأخ أحمد كشوب عن إيراد بناية بعائد 65 ألف ريال. هذه مجرد 3 نماذج أو نموذجين فقط من إيرادات الأوقاف في ظفار، تُدلِّل على وجود مصادر محلية يُمكن أن يُحل بها الكثير من المشاكل الاجتماعية القديمة والجديدة، من بينها ضمانة خدمات أساسية كالكهرباء والمياه والتعليم.. إلخ.

فما نصيب المؤسسات الخيرية في صلالة من هذه الأموال؟ خاصة بعدما علمنا أن الوقف في حالات يكون مُقيدًا بأوجه إنفاق مُحدَّدة، كإحدى البنيات الكبيرة والتي قُيِّد توزيع ريعها بشرطين هما: توزيعه على الفقراء وطلاب الجامعات، وكذلك على من يثبُت عجزه عن دفع فاتورتي المياه والكهرباء، وأي أسرة لا تتمكن من تعليم أبنائها بعد الدبلوم العام هي كذلك. وبالتالي فإنَّ التفكير ينبغي أن يذهب نحو استفادة المؤسسات الخيرية من ريوع الوقف، وأن تكون هناك معايير حاكمة لها بإشراف اللجنة الاجتماعية التابعة لمكتب سعادة والي صلالة وشركاء الوقف في ظفار.

وما يستوجب التشديد عليه هنا أنَّ العائد الاستثماري لبعض المزارع والأراضي الوقفية تتحتم إعادة النظر فيه؛ فهي قد مُنِحَتْ منذ عقود وبسعر زهيد جدًا، ولم يطرأ عليها التعديل الذي يخدم أغراض الوقف في زمنه المعاصر واحتياجاته الاجتماعية المتزايدة. وكل من يطَّلع على بعضها ستصيبه الصدمة برسوم استثماراتها الضعيفة، وقد بدا وضعها وكأنها قد أصبحت بمثابة مُلك خاص لمستثمريها من أفراد ونخب وشركات؛ ولذلك أصبحت القضية الآن كيفية تعظيم موارد رسوم الاستثمار للأوقاف القديمة.

لقد عرفت بلادنا الوقف عبر تاريخها الطويل، منذ زمن الدولة الإسلامية، وُوظِّفَت لصالح المجتمع، وكانت هناك أوقاف عامة للفقراء، وأخرى نوعية مثل التعليم والاعتناء بالمؤسسات الدينية والمعالم التاريخية والبيئة وحتى إطعام الطيور. ومن هنا، نُراهِن على مستقبل الوقف وبيت المال في خدمة كل الاحتياجات الاجتماعية بعد التحولات البنيوية في دور الحكومة الجديد، وينبغي كذلك فتح النقاش حول مستقبل الوقف في كل محافظة، وظفار نموذجًا، بعد إنشاء مؤسسة وقفية وطنية تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي.

وهنا يتوَّلد تساؤلٌ توضيحي وهو: هل ستُدار هذه المؤسسة مركزيًا أم لا مركزيًا؟

إنَّ نظرتنا لهذه المؤسسة الوطنية أنها ينبغي أن تَصنع إطارًا تكافليًا مُستدامًا بين الحكومة والمجتمع، ومن منظور كل محافظة، وبتعاون شركاء إدارة الوقف الحكومية والرسمية؛ كالمؤسسات الوقفية ووكلاء الأوقاف ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية عبر مديرياتها في المحافظات.

وهذه اللامركزية هي التي ستُشجِّع على تدفق الأموال من المجتمعات المحلية واستثمارها، ومن ثم توزيعها، في إطار التراب لكل محافظة؛ لدواعي الأبعاد السيكولوجية لأصحاب العقارات والأموال السائلة، الذين تغلب عليهم ثقافة رؤية أموالهم تُنفَق أمام أبصارهم. والأهم هنا أن هناك أموالًا وقفية ينبغي التفكير في مدى انفتاحها على حل المشاكل الاجتماعية الجديدة وغير التقليدية واستثمارها في مشاريع إنتاجية، تُوفِّر فرص عمل ومن منظور اللامركزية وفي إطار التكاملية. ونقترح على مكتب الوالي الدعوة إلى تنظيم ملتقى لشركاء الوقف في ظفار، في ضوء توجهات الدولة لتحقيق الاستدامة المالية للأوقاف وبيت المال، ولدواعي انعكاساتها الاجتماعية المتعددة؛ بما فيها توفير فرص عمل دائمة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الموسمي: الولايات المتحدة تحقق في سقوط طائرة إف-18 بنيران صديقة
  • هل يمكن أن يوفر البعوض لقاحات ضد الملاريا؟
  • الوقف في ظفار
  • الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أمريكي بريطاني على اليمن
  • خبير يشرح الصيغة التي ستقلل معدل البطالة في تركيا
  • فنون السيرك تبهر زوار «مهرجان الشيخ زايد»
  • بسرعة جنونية.. سيارة تدهس زوارًا في سوق بألمانيا ومقتل وإصابة العشرات
  • عاجل. سيارة تدهس زوار سوق عيد الميلاد في ماغديبورغ الألمانية والشرطة تعتقل السائق
  • لحج.. أبناء مديرية القبيطة يؤكدون الثبات والاستنفار لمواجهة العدو الصهيوني
  • حرس الحدود يواصل استقبال زوار “واحة الأمن” بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بالصياهد