السعودية تعين سفيرا غير مقيم في الأراضي الفلسطينية
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
عينت السعودية السبت سفيرا لها غير مقيم في الأراضي الفلسطينية، سيتولى أيضا منصب القنصل العام في مدينة القدس، في منصب جديد يتم إعلانه في خضم حديث متزايد عن جهود لتحقيق التطبيع بين إسرائيل والمملكة.
وعهد بالمنصب إلى السفير السعودي الحالي في الأردن نايف السديري، بحسب منشور للسفارة السعودية في عمان على منصة إكس (تويتر سابقا)، الأمر الذي أكده مسؤول في الخارجية السعودية.
وقال السديري في تصريحات نقلتها قناة الإخبارية السعودية إن هذه "خطوة مهمة"، مشددا على رغبة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على "تعزيز العلاقات مع الأشقاء في دولة فلسطين... وإعطائها دفعة ذات طابع رسمي في كافة المجالات".
تقليديا، تتولى سفارة المملكة العربية السعودية في عمّان ملف الأراضي الفلسطينية.
لا تعترف السعودية بإسرائيل ولم تنضم إلى "اتفاقيات أبراهام" المبرمة عام 2020 بوساطة الولايات المتحدة والتي أرست بمقتضاها الدولة العبرية علاقات رسمية مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين.
لكن خلال جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط العام الماضي، أعلنت هيئة الطيران المدني السعودية فتح أجوائها "لجميع الناقلات الجوّية"، ما مهد الطريق للطائرات الإسرائيلية لاستخدام المجال الجوي السعودي.
ونفت المملكة حينها أن تكون الخطوة مقدمة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقالت الرياض مرارا إنها ستتمسك بموقف جامعة الدول العربية القائم منذ عقود والمتمثل في عدم إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل حتى يتم حل النزاع مع الفلسطينيين.
لكن في الأشهر الأخيرة، أجرت الرياض وواشنطن محادثات حول الشروط السعودية لإحراز تقدم نحو التطبيع، من بينها ضمانات أمنية ومساعدتها في إنشاء برنامج نووي مدني بقدرة تخصيب لليورانيوم، وفق مسؤولين مطلعين على فحوى الاجتماعات.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يفتتح سفارة جديدة في مولدوفيا رغم تدهور علاقاته السياسية حول العالم
في الوقت الذي تدهورت فيه علاقات الاحتلال مع العديد من الدول الأوروبية، وآخرها إيرلندا، فقد افتتح مؤخرا سفارة جديدة في مولدوفيا، وهي خطوة تعكس الاتجاهات الدبلوماسية المتغيرة، لأنها لا تنطوي على مسائل سياسية فحسب، بل على اعتبارات تاريخية وثقافية عميقة، في وقت بدأت فيه هذه الدولة الأوروبية الشرقية، تبرز على الساحة العالمية.
دانيال أرازي مراسل القناة 12 كشف أن "وزارة خارجية الاحتلال اتخذت الشهر الماضي قرارا استراتيجيا بفتح سفارة في كيشيناو، عاصمة مولدوفيا، في خطوة لا تحمل أهمية دبلوماسية فحسب، بل تاريخية أيضا، رغم تجاهلها في السياسة العالمية، لكنها تقع على الحدود مع أوكرانيا ورومانيا، وغالباً ما تظل في ظل جيرانها، وكانت سابقاً جزءًا من الاتحاد السوفييتي، لكنها استقلت في 1991، ومنذ ذلك الحين تسعى لتشكيل هويتها، متأرجحة بين الشرق والغرب في لعبة شد الحبل الجيو-سياسي".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "قرار الاحتلال بإنشاء سفارة في العاصمة كيشيناو يتزامن مع تزايد الضغوط عليه، وتسعى فيه الدولتان لتوسيع علاقاتهما الدبلوماسية، حيث حافظتا على علاقات ودية منذ إقامتها رسمياً في 1992، ورغم أنها لم تكن دائما محور الاهتمام، فقد ظلت مدعومة بمصالح مشتركة في مجالات مثل التجارة والزراعة والتبادل الثقافي، وأدرك الاحتلال أهميتها الاستراتيجية كجسر بين الشرق والغرب، خاصة نظرا لقربها من روسيا والاتحاد الأوروبي على حدّ سواء".
وأشار إلى "أن إسرائيل ومولدوفيا تمتعتا بالتعاون في مجالات الزراعة والتكنولوجيا والأمن السيبراني، وظهرت الخبرة الإسرائيلية في إدارة المياه وتقنيات الزراعة المتقدمة حاسمة في مساعدة مولدوفيا على تطوير قطاعها الزراعي، لكن السفارة التي تم الإعلان عنها مؤخرًا تفتح فرصًا جديدة لتعاونهما الدبلوماسي والاقتصادي، مما يشير إلى توجه الاحتلال لتعزيز التعاون الأعمق والاحترام المتبادل مع دولة كانت تاريخيا على هامش الجغرافيا السياسية الأوروبية".
وأوضح أنه "بعيداً عن الاعتراف الدبلوماسي، فإن علاقة الاحتلال ومولدوفيا تشكلت من خلال التاريخ المشترك للتراث اليهودي، حيث وصل اليهود الأوائل إليها في القرن الأول بجانب الجيوش الرومانية، وبحلول القرن الـ15 أصبحت مركز عبور للتجار اليهود، وبحلول القرن الـ18 تم إنشاء مجتمعات يهودية دائمة، ويُظهِر تعداد 1803 وجود اليهود في جميع المدن الـ24 في مولدوفيا، وبحلول بداية القرن الـ20، نما عددهم في مدنها بشكل كبير، نصف السكان، رغم ترافقه مع توترات متزايدة بين اليهود وسكان مولدوفيا على نطاق أوسع".
وأكد أن "عدد اليهود في مولدوفيا اليوم عشرة آلاف، معظمهم في كيشيناو، وتحافظ مولدوفيا على علاقات قوية مع إسرائيل، وهي العلاقات التي تدعمها العلاقات الدبلوماسية والتعاون مع المجتمعات اليهودية الدولية، ومع اقترابها من عضوية الاتحاد الأوروبي، تزداد مكانتها الدولية، مما يجعل من افتتاح سفارة الاحتلال الجديدة فيها جزءًا من جهد دبلوماسي أوسع نطاقًا لتعزيز العلاقات مع الدول ذات الأهمية السياسية والاقتصادية والثقافية، في ضوء تدهور علاقاتها على الصعيد الدولي".