توقع خبيران عسكريان أن يشن جيش الاحتلال هجوما بريا على 3 محاور مع لبنان، وقالا إن الرهان يكمن في قدرة حزب الله على استغلال قدراته القتالية، لأنها مواجهة غير تقليدية ومختلفة تماما عن حرب 2006.

وقال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن كل المؤشرات تقول إن العملية البرية الإسرائيلية قد بدأت فعليا لأنه ليس ضروريا أن تتجاوز القوات الخط الأزرق الحدودي، مؤكدا أن القصف المدفعي العنيف وإعلان منطقة عسكرية مغلقة ودخول قوات الهندسة كلها مقدمات حتمية للتوغل البري.

وأشار الدويري إلى أن جيش الاحتلال حشد ما يزيد عن 6 فرق وأعلن انفتاح 5 ألوية (أكثر من فرقة كاملة)، وتوقع أن يشن هجوما على شمال ووسط وجنوب الحدود.

وقال إن قوات حزب الله لن تكون قادرة على الدفاع بطول الحدود البالغة 105 كيلومترات وإنما ستحاول التركيز على المناطق الأكثر أهمية بالنسبة لها، مؤكدا أن الخطة الدفاعية -تماسكا وشمولية- سيكون لها دور حاسم في المعركة.

ولفت الخبير العسكري إلى الفيديو الذي عرضه الحزب قبل أسابيع لنفق كانت تتحرك بداخله شاحنة كبيرة، وقال إن استغلال هذه البنية التحتية سيكون جزءا مهما من المواجهات.

حرب مختلفة وغير تقليدية

وأضاف الدويري "نحن نتحدث عن حرب غير تقليدية بين جيش يمتلك قوة جوية وبرية ومدرعة كبيرة إلى جانب دعم دولي مفتوح أمام جماعة مسلحة توصف بأنها من بين أقوى الجماعات المسلحة في العالم لكنها ليست جيشا في النهاية"، مرجحا أن يضحّي حزب الله بعمق معين على الأرض لجر قوات الاحتلال للدخول.

وأكد الخبير العسكري أن حزب الله لن يتبنى فكرة المعركة الحاسمة  منذ البداية التي تجعله عرضة لخسارة كبيرة بسبب سلاحي الجو والمدفعية، الكبيرين اللذين يمتلكهما الاحتلال ورجح أن يلجأ الحزب لحرب العصابات "حتى لو تراجع لما وراء نهر الليطاني فإنه سيترك قوات لمباغتة العدو".

واستبعد الدويري أن تكون العملية الإسرائيلية المرتقبة محدودة كما تقول الولايات المتحدة والمسؤولون الإسرائيليون "لأن عقيدة جيش الاحتلال تقوم على استثمار النجاحات على الأرض بمعنى أنه لو حقق نجاحا في عيتا الشعب سيندفع لما وراء نهر الليطاني".

وأشار الدويري إلى أن النقطة الشديدة الخطورة تكمن في المسافة بين النبطية ونهر الليطاني، وقال إنها لو خضعت لسيطرة الاحتلال فستعزل قوة "نصر" التابعة لحزب الله بشكل كامل، لكنه توقع أن تشهد هذه المنطقة عُقدا قتالية عنيفة جدا. وقال إن توظيف صواريخ "م د" سيكون حاسما في هذه المواجهة البرية.

حرب مختلفة تماما

واتفق العميد إلياس حنا مع حديث الدويري عن خطورة المنطقة بين النبطية والليطاني، لكنه قال إن الاحتلال يستهدف القيادة والسيطرة والبنية التحتية والحاضنة الشعبية لحزب الله مرة واحدة وبالتالي "لا نعرف ما وضْع صواريخ الحزب النوعية حتى الآن".

وأكد حنا أن المعركة الحالية مختلفة بشكل كامل عن معركة 2006، "لأن كلا الطرفين تعلّم الدرس وزاد من قوته ودفاعاته، حيث أنفقت إسرائيل أكثر من 100 مليار دولار على تأمين الحدود، بينما تمكّن حزب الله من تجنيد عشرات آلاف الشباب وزاد من تسليحه حتى تحوّل إلى ما يشبه جيوش المنطقة".

وعن مؤشرات الحرب، قال حنا إن تقديم المدفعية إلى الحدود وتوزيع الدبابات والقصف الجاري حاليا كلها مؤشرات تكتيكية على قرب هجوم بري، مشيرا إلى أن إسرائيل حاولت إفراغ منظومة قيادة حزب الله من الداخل وبالتالي ستكون الخطوة التالية هي التوغل البري.

وختم بالقول إن حزب الله سيقاتل بطريقة هجينة -أي حرب العصابات والجيوش النظامية حسب الظرف- لأنه لا يسعى للحرب الفاصلة وإنما للقتال من المسافة صفر لأنه يمنحه تفوقا على العدو.

وقال إن جيش الاحتلال يطبق حرب المناورة هربا من الاشتباكات المباشرة ومن ثم فإنه قد يذهب لمنطقة إصبع الجليل لعزل منطقة البقاع ثم ضرب قوتي نصر وعزيز من الخلف، مشيرا إلى أن هذا النوع هو أشد أنواع الضربات.

وكان نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قد أكد في أول ظهور له بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله أن مقاتلي الحزب جاهزون للالتحام مع القوات الإسرائيلية حال توغلها وشدد على أن دخول لبنان لن يكون نزهة.

كما أكد أن منظومة القيادة والسيطرة في الحزب لم تتهاو بعد عمليات الاغتيال التي طالت مجموعة من قادته خلال الأيام الماضية وأن كل قائد بدأ تنفيذ الترتيبات الموضوعة مسبقا لمثل هذه الظروف.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جیش الاحتلال حزب الله وقال إن إلى أن

إقرأ أيضاً:

حزب الله يواصل استهداف مواقع العدو الصهيوني بعمليات نوعية داخل الأراضي المحتلة

يمانيون../
صعّد حزب الله اللبناني عملياته العسكرية النوعية ضد مواقع وقوات الاحتلال الصهيوني في الأراضي المحتلة، في إطار دعمه للمقاومة الفلسطينية وتعزيز جبهة المواجهة مع العدو.

العمليات التي نفذها الحزب اليوم الاثنين استهدفت تجمعات للعدو ومواقع استراتيجية، مكبّدة الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

وأعلن حزب الله أن مجاهديه استهدفوا تجمعات عسكرية للعدو في مستوطنات ديشون ومارون الراس وشتولا بصلية صاروخية وصواريخ موجهة، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى. كما شنّ الحزب هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة رغفيم العسكرية، التي تقع على بعد 65 كيلومتراً من الحدود اللبنانية وتضم معسكرات تدريب لواء غولاني، محققاً إصابات دقيقة في الأهداف.

في وقت لاحق من مساء اليوم، قصف الحزب منطقة الكريوت شمال حيفا بصلية صاروخية، واستهدف قاعدة شراغا شمال عكا للمرة الثانية، مؤكداً إصابة الأهداف بدقة. بالإضافة إلى ذلك، هاجم تجمعاً لقوات الاحتلال غرب بلدة علما الشعب مستخدماً المسيّرات الانقضاضية، مما زاد من خسائر العدو الميدانية.

وأكد الحزب في بياناته أن هذه العمليات تأتي في إطار الرد على جرائم الاحتلال في فلسطين، ودعماً لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة، وحرصاً على حماية السيادة اللبنانية من التهديدات المستمرة. كما شدد على أن المقاومة لن تتراجع عن أداء واجبها في الدفاع عن القضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة.

تصعيد حزب الله في عملياته يعكس تنسيقاً متقدماً مع فصائل المقاومة الفلسطينية، في ظل استمرار العدو الصهيوني بتوسيع عدوانه. وأظهرت هذه العمليات قدرة المقاومة على ضرب أهداف استراتيجية داخل العمق الصهيوني، مما يفاقم من أزمات الاحتلال على المستويين الأمني والعسكري.

مقالات مشابهة

  • متشائم.. سمير فرج: خلال الـ1000 يوم من الحرب الروسية الأوكرانية كانت تقليدية
  • الحرب الحالية.. هل ستكون آخر جولات المقاومة أم بداية التحرير؟
  • خبير عسكري: إسرائيل تريد قطع طرق الإمداد على «حزب الله» في لبنان
  • في ظل الضغوط الدولية والداخلية.. هل يتخلى حزب الله عن دعم المقاومة لتبريد الجبهة اللبنانية؟
  • الدويري: مقاومة غزة تكيفت مع تغيرات المعركة
  • القنابل العنقودية الإسرائيلية كارثة متجددة في الجنوب
  • حزب الله يواصل استهداف مواقع العدو الصهيوني بعمليات نوعية داخل الأراضي المحتلة
  • آصف ملحم: الحرب العالمية الثالثة ستكون نووية
  • الدويري: اغتيالات بيروت تفاوض بالنار ولهذه الأسباب تركز إسرائيل على بلدة شمع
  • بعد إعلان «الاحتلال الإسرائيلي» اغتياله.. من هو محمد عفيف مستشار حسن نصر الله؟