ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "القيادة الإيرانية أصدرت بيانات مدروسة بعناية في أعقاب اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، حيث انقسم المحافظون والمعتدلون بشدة حول كيفية الرد على العملية. وترددت موجات الصدمة من الضربة الجوية التي اغتالت نصر الله يوم الجمعة في كل أنحاء إيران على مدار عطلة نهاية الأسبوع، حيث يخشى الإيرانيون العاديون من اندلاع حرب شاملة بين الحزب وإسرائيل والتي قد تشمل الجمهورية الإسلامية.

في البداية، كانت المواقع الإخبارية الإيرانية مترددة في الإعلان عن الاغتيال. ثم، في وقت مبكر من يوم السبت، أكد حزب الله أن زعيمه القوي وصاحب الخدمة الطويلة اغتيل في الضربات التي شنتها إسرائيل على بيروت يوم الجمعة".
وبحسب الموقع، "أصدر كل من المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والرئيس مسعود بزشكيان بيانات صيغت بعناية بشأن عملية الاغتيال، ولم يشر أي منهما إلى ما إذا كانت طهران ستتورط بشكل مباشر في الصراع. من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي إنه يستعد لاحتلال محتمل لجنوب لبنان، وأرسل لواءين إلى شمال إسرائيل للتدريب على غزو بري محتمل. وفي رسالة نشرت على موقعه الرسمي، بعد ساعات من إعلان إسرائيل عن اغتيال نصر الله، قال خامنئي: "إن الضربات من جبهة المقاومة ضد الجسد المنهك والمتدهور للنظام الصهيوني، بمساعدة وقوة الله، ستكون أكثر سحقا". وأضاف خامنئي "من واجب جميع المسلمين دعم الشعب اللبناني وحزب الله الغيور بإمكانياتهم ومساعدتهم في مواجهة النظام الغاصب والظالم والخبيث". وقد ردد بزشكيان هذا الرأي قائلاً: "لقد تعلمنا أن الأمر لله، وأن الطريق الإلهي لا يخلو أبدًا من قائد وزعيم، وهذه الأرض سوف يرثها عباد الله الصالحون"."
وتابع الموقع، "قال علي ذو العلم، وهو مسؤول كبير في مكتب القيادة الإيرانية، إن الجزء الأخير من بيان المرشد الأعلى كان بمثابة حكم إسلامي عام موجود عبر التاريخ، وليس بيانا جديدا واضحا يشير إلى مرحلة جديدة في الحرب. وأضاف ذو العلم أن أغلبية علماء المسلمين أكدوا أنه إذا تعرضت أي شريحة من المجتمع الإسلامي للظلم فإن من واجب المسلمين الآخرين الدفاع عنها ودعمها بكل ما في وسعهم. وتابع قائلاً: "إن هذا الالتزام كبير بما يكفي لخلق تأثير رادع. وما دامت هذه الهجمات الخبيثة والوحشية مستمرة، فمن المؤكد أن من الواجب الديني على جميع الأفراد القادرين أن يعبروا ويعلنوا دعمهم من خلال وسائل مختلفة". وأضاف أنه "يبدو أنه لا يوجد أي غموض في تصريحات القائد بهذا الخصوص، وبالتالي فإن المسلم الحقيقي والمجتمع الإسلامي الأصيل سيكونان بالتأكيد حساسين تجاه هذه القضايا"."
المحافظون يلقون باللوم على الإصلاحيين
بحسب الموقع، "منذ استشهاد نصر الله، يبدو أن إيران شهدت استقطاباً سياسياً شديداً، حيث ألقى بعض المتشددين باللوم على الرئيس الإصلاحي وإدارته في تصعيد الصراع. وقد زعم كثيرون أن بزشكيان أظهر ضعفاً خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع في نيويورك، الأمر الذي شجع إسرائيل على ما يبدو على اغتيال نصر الله. وتحدث بزشكيان بلهجة معتدلة خلال أول خطاب له أمام المنظمة الدولية، قائلا إن إيران تريد إجراء المزيد من المحادثات مع الغرب والقوى العالمية الأخرى بشأن برنامجها النووي والعقوبات الأميركية".
وتابع الموقع، "في هجوم مباشر على الرئيس، اتهم أمير حسين صابتي، وهو عضو متشدد في البرلمان، بزشكيان بأنه "مخدوع من قبل أميركا"، وادعى أن الرئيس سهّل اغتيال نصر الله من خلال عصيان أوامر المرشد الأعلى ووقف خطة الانتقام بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. وقال محلل محافظ تابع لمؤسسات مؤثرة، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن "أولئك الذين نصحوا بعدم الانجرار إلى الحرب يجب أن يواجهوا الآن سؤالاً بالغ الأهمية: أين حدود العدوان الإسرائيلي؟". وأضاف: "إذا استمرت إسرائيل في حملة الاغتيالات، فإلى أي مدى ستذهب؟ لقد أصيب الجميع بالذهول من اغتيال نصرالله، وهذا النهج أصبح الآن تحت التدقيق. حتى أنا كنت في السابق ضد التدخل العسكري، ولكن من المرجح أن يكون رد إيران جادًا بالتأكيد"."
وأضاف الموقع، "قال دبلوماسي محافظ سابق في المنطقة للموقع شريطة عدم الكشف عن هويته: "بعد رسالة المرشد الأعلى التي دعت إلى دعم المقاتلين الفلسطينيين، أصبح الطريق إلى الأمام محدداً بوضوح. ولا شك أن إيران سترد وفقاً لهذه التوجيهات، وسوف يتضح شكل هذا الرد في الأيام المقبلة". وأضاف المصدر أن "هذه حرب معقدة وهجينة، وإيران ستتعامل معها باستراتيجيات دقيقة وذكية". وقال نائب محافظ سابق، تحدث إلى الموقع بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب الحساسيات المحيطة بالقضية، إن "إسرائيل أصبحت كلبًا مسعورًا يجب السيطرة عليه". وأضاف المسؤول السابق "إذا كان لإيران أن ترد على إسرائيل، فيتعين عليها أن تفكر في امتلاك القنبلة الذرية. وإذا كانت إيران وإسرائيل ترغبان في إشعال المنطقة، فيتعين على إيران أن تعمل على تطوير قدراتها النووية"."
إيران "تعيد تقييم نهجها"
بحسب الموقع، "حثت أصوات أخرى إيران على اتخاذ رد صارم في أعقاب عملية الاغتيال. فقد أعلن آية الله حسن أختري، السفير الإيراني السابق في سوريا، أن التسجيل لإرسال قوات تطوعية إلى لبنان سيبدأ في الأيام المقبلة. وقال: "إن النظام الصهيوني والولايات المتحدة يحاولان خلق انقسام بين قوى المقاومة وإيران، بزعم أن إيران لا تدعمهم". وأضاف أن "هذه الفرصة متاحة الآن، خاصة وأن الوصول إلى لبنان ومنطقة الجولان في سوريا أصبح مؤمنا، مما يسمح بنشر القوات". وقال محلل سياسي للموقع إن هذه الاغتيالات لو حدثت قبل عقد من الزمان، لكان من شأنها أن تثير غضبًا واسع النطاق بين الإيرانيين. وأشار إلى أن حكومة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي انخرطت في حملات قمع اجتماعي، وأذلت مواطنيها ونسائها، وانخرطت في القمع السياسي، كما أدت العزلة الاقتصادية للبلاد إلى توسيع الانقسامات داخل المجتمع. ومع ذلك، قال إن حزب الله احتفظ بقاعدة دعم قوية في طهران".
وتابع الموقع، "على النقيض من ذلك، قال محلل معتدل في السياسة الخارجية للموقع إن "إيران تحاول إحياء حزب الله، ولكن حتى الآن، لم تكن هناك أي مؤشرات على رد عسكري". وقال المحلل: "إن تجارب اغتيال هنية في طهران وحسن نصر الله تظهر أن إيران تعيد تقييم نهجها". وأضاف: "إن إعادة التقييم هذه لا تعني التخلي الكامل عن الخيار العسكري، بل إنها تشير إلى إدراك متزايد للحاجة إلى منظور أكثر شمولاً للردع". وقال محلل معتدل آخر للسياسة الخارجية للموقع إنه "على الرغم من الضغوط الكبيرة من المتطرفين، بما في ذلك التلفزيون الحكومي والأصوليين، على القيادة الإيرانية للرد بقوة على إسرائيل، فإنني أتوقع أن يصبح سلوك إيران أكثر حسابية، وهذا يمثل فرصة لتحسين ظروفها الاقتصادية".
وأضاف: "في ظل سياسات الحكومة الحالية، هناك أمل في حدوث تحولات نموذجية، وإعطاء الأولوية لتنمية إيران. إن الصراعات المطولة تسبب الضرر الأكبر لتنمية إيران. وبدون التقدم، فإن موقف إيران سوف يضعف في المستقبل"." المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: اغتیال نصر الله المرشد الأعلى قال محلل أن إیران

إقرأ أيضاً:

تقرير لـThe Guardian: هل احدث اغتيال إسرائيل لنصرالله تأثيراً كبيراً على الحزب؟

ذكرت صحيفة "The Guardian" البريطانية أنه "في عام 1992، احتفلت وسائل الإعلام الإسرائيلية باغتيال عباس الموسوي، الأمين العام لحزب الله، الذي قصفت موكبه طائرات هليكوبتر إسرائيلية.وكما هي الحال الآن، تكهن المحللون الإسرائيليون بأن وفاة الموسوي قد تنذر بنهاية حزب الله، الذي تأسس قبل عشر سنوات بعد غزو إسرائيل للبنان. ولكن ما حدث كان عكس ذلك تماماً، فقد خلف الموسوي تلميذه حسن نصرالله الذي كان يبلغ من العمر 31 عاماً، والذي استمر في قيادة حزب الله وبنائه لمدة ثلاثة عقود من الزمان، حتى اغتياله على يد إسرائيل يوم الجمعة".
وبحسب الصحيفة، "لقد سلط اغتيال نصرالله الضوء بشكل حتمي على سؤالين: ما إذا كانت سياسة الاغتيالات التي تنتهجها إسرائيل على المدى الطويل فعالة، وما يعنيه اغتيال نصر الله وغيره من كبار قادة حزب الله بالنسبة للحزب. وتبقى مسألة فعالية الاغتيالات نقطة خلافية، حتى داخل المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية التي ناقشت هذه القضية لفترة طويلة، بما في ذلك بعض الوزراء الحاليين الذين ورد أنهم عارضوا اغتيال نصرالله. لقد اغتالت إسرائيل أيضاً أعضاء بارزين في حماس في الماضي، كالمؤسسين الرئيسيين الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، وكلاهما في عام 2004، ولم يحقق أي منهما أي ميزة استراتيجية طويلة الأجل".
وتابعت الصحيفة، "في الواقع، قد يستغرق الأمر شهوراً لمعرفة ما إذا كانت حملة اغتيال قادة حزب الله قد أحدثت أي تأثير كبير على الحزب، وخاصة بسبب الجهود التي بذلها نصرالله على مدى عقود من الزمان لدمجها في المجتمع الشيعي اللبناني كمزود اجتماعي فضلاً عن كونها قوة مسلحة. في حين يرى الخبراء أن حزب الله تضرر بشكل كبير من الأحداث الأخيرة، فإن كثيرين غير متأكدين مما إذا كانت هذه ضربة قاتلة أم أن الميزة التي تعود على إسرائيل ربما تكون فيها مبالغة، على الأرض ومن حيث التداعيات الدبلوماسية".
وأضافت الصحيفة، "كتبت سنام فاكيل، رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز تشاتام هاوس للأبحاث، على موقع "اكس": "حزب الله منهك عسكريا وعملانيا، ويعلم أن أي تصعيد سيؤدي إلى صراع لا يمكنه الفوز به. ولكن إذا لم يستجب، فإن معنوياته وشرعيته سوف تضعف أكثر". وأضافت: "لكن ما ينبغي أن ننتبه إليه هو أن حزب الله وحماس، رغم ضعفهما، ليسا خارج المعركة بالتأكيد. ولا شك أن استمرار القتال من شأنه أن يحشد جيلاً آخر من المقاتلين، إن لم يكن يزرع فيهم التطرف". وفي مقال كتبه في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، تساءل الصحافي المخضرم جاك خوري عما إذا كانت الاغتيالات الأخيرة ستصب في مصلحة إسرائيل، وقال: "هذه ليست أول عملية قتل مستهدفة لزعيم حزب الله تنفذها إسرائيل... فقد تبين بسرعة أن خلفاءهم لم يظهروا موقفاً أكثر اعتدالاً أو أقل تشدداً"."
وبحسب الصحيفة، "على المدى القريب، من الواضح أيضاً أن اغتيال نصر الله والضربات الثقيلة التي تعرضت لها إسرائيل في الأيام الأخيرة لم توقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، حتى وإن كانت قد تراجعت إلى حد ما في الوقت الحالي. والحقيقة أن تأثير حزب الله على إسرائيل، منذ بداية الحرب في الثامن من تشرين الأول تحقق إلى حد كبير من خلال تدخل صغير النطاق نسبياً، وليس باستخدام ترسانة حزب الله الصاروخية الثقيلة. في الواقع، فإن معظم النزوح الأولي جاء في أعقاب هجمات متفرقة صغيرة وأخف وزناً بأسلحة مضادة للدبابات عبر الحدود، قبل ظهور استخدام أسلحة أكثر تطوراً مثل الطائرات من دون طيار الانتحارية، وهو النمط الذي واجهت إسرائيل صعوبة في مواجهته".
وتابعت الصحيفة، "رغم اغتيال نصرالله فمن غير الواضح ما إذا كان أولئك الذين سيحلون محله سوف يتبنون نفس النهج في محاولة إدارة الصراع تحت عتبة الحرب الشاملة. ورغم أن نصر الله فشل في نهاية المطاف في تحقيق هذا الطموح، ولا سيما من خلال التقليل بشكل قاتل من شأن الحسابات في إسرائيل، فإنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان قرار إسرائيل باغتياله، على المدى الأبعد، أكثر صحة بالضرورة. لقد بات من الواضح بالفعل أن أحد جوانب الرد الإيراني يتلخص في الإسراع إلى تجسيد فكرة نصر الله باعتباره "شهيداً" لا غنى عنه و"سيداً للمقاومة" يستطيع أن يظل رمزاً للحركة. ويرى خبراء آخرون أن حزب الله أكثر قدرة على الصمود مما قد تشير إليه خسائره الأخيرة". المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • تقرير: إيران تحاول نقل آلاف المسلحين إلى مناطق حدودية بين سوريا ولبنان
  • تقرير لـThe Guardian: هل احدث اغتيال إسرائيل لنصرالله تأثيراً كبيراً على الحزب؟
  • كيف سترد فصائل المقاومة العراقية على اغتيال نصر الله؟
  • هاليفي: إسرائيل مستمرة في محاصرة إيران
  • تقرير لـMiddle East Eye: الحرب الإسرائيلية على لبنان.. تكتيكات قاتلة بلا نهاية
  • الاحتلال يطلب من واشنطن ردع إيران بعد اغتيال نصر الله
  • بعد اغتيال نصر الله.. أوستن: سنحمي إسرائيل من إيران والفصائل
  • تقرير: هكذا خططت ونفذت (إسرائيل) اغتيال نصر الله
  • تقرير: هكذا خططت ونفذت إسرائيل اغتيال نصر الله