أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية

في كلمته بالدورة (48) لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية المنعقدة في القاهرة اليوم، أنه لا يمكن الفصل بين التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجه العالم، وبين تزايد المخاطر الأمنية في بيئة دولية مضطربة ومتوترة تنذر بعودة الصراعات بين الدول الكبرى، بما ينعكس حتماً على الآفاق المستقبلية للاقتصاد العالمي.

وفي مستهل كلمته أعرب عن امنياته بأن تخرج هذه الدوره بخلاصات تعزز من سبل التعاون والتنسيق بين أعضاء الجمعية العمومية في ضوء التطورات السريعة والمتلاحقة التي يشهدها العالم على كافة الأصعدة، وبصفة خاصة الصعيد الاقتصادي.

واعرب عن تقيره لجهود صندوق النقد العربي والدور الحيوي الذي يقوم به باعتباره شريكاً هاماً للحكومات العربية في تعزيز مسيرة الاستقرار والتطوير الاقتصادي والمالي والنقدي.

ووجه الشكر للبنك المركزي المصري على استضافة أعمال هذه الدورة متمنياً لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربي النجاح، وأن تسهم نتائج الدورة في تحقيق المزيد من التعاون والتنسيق بين الدول العربية في مواجهة التحديات الماثلة أمام القطاع المصرفي، وبما يحقق مصالحها المشتركة.

وأضاف أبو الغيط أن العالم يمر بمرحلة دقيقة من التحولات الاقتصادية، فبعض مظاهر العولمة تتراجع، والاعتماد الزائد على شبكات التوريد ثبت أنه يحتاج لمراجعة، والتضخم مشكلة تعاني منها دول كثيرة، بما يستلزم إدارة حكيمة لأسعار الفائدة تحافظ على النمو، أما مشكلة الديون فقد صارت مجدداً أزمة عالمية تحتاج إلى علاج شامل.

ولا يمكن الفصل بين هذه التحديات الاقتصادية الكبيرة، وبين تزايد المخاطر الأمنية في بيئة دولية مضطربة ومتوترة تنذر بعودة الصراعات بين الدول الكبرى، بما ينعكس حتماً على الآفاق المستقبلية للاقتصاد العالمي.

ولا شك أن المصارف المركزية تتحمل مسئولية كبيرة في إدارة السياسات النقدية في هذه المرحلة المضطربة سياسياً واقتصادياً.. .وتعمل المصارف في بيئة متغيرة، متداخلة المشكلات، وتتطور أدواتها باستمرار.. .خاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيا المالية.. .وتذبذب الأسواق العالمية، وزيادة منسوب انعدام اليقين.

وأعرب عن ثقته في قدرة المصارف العربية، وفي إمكانياتها وخبرات كادرها البشري، على إدارة هذه المرحلة الصعبة بكل ما تقتضيه من يقظة ومرونة في الحركة، وقدرة على التكيف والتعامل مع الصدمات الطارئة.

وقال: لا شك أن المجلس ومؤسسات النقد العربية تقع على عاتقها مسئولية كبيرة ليس فقط في مواجهة التحديات الحاضرة والمستجدة، وإنما أيضاً في تعزيز التعاون والعمل المشترك على المستوى العربي، فهذه الأزمات والتحديات يمكن مواجهتها بصورة أفضل وعلى نحو أكثر فعالية من خلال التبادل المستمر للمعلومات وتنسيق السياسات، بهدف تشبيك الاقتصاد العربي واستنفار إمكانياته وطاقاته لتحقيق الاستفادة القصوى منها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط التحديات الاقتصادية العالمية سلاسل الإمداد إجتماع المصارف المركزية العربية المصارف المرکزیة النقد العربی

إقرأ أيضاً:

سفير عمان بالقاهرة: تعزيز التعاون العربي الأفريقي خطوة محورية لمواجهة التحديات الراهنة

أكد السفير عبد الله الرحبي سفير سلطنة عمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية أن تعزيز التعاون بين العالمين العربي والأفريقي يمكن أن يكون خطوة محورية لمواجهة التحديات التي تواجه الطرفين.
وقال الرحبي في تصريحات صحفية على هامش أعمال مؤتمر "السلام والتنمية في الإطار العربي الأفريقي" الذي استضافته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم الأحد  إن تنظيم مثل هذا المؤتمر يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة العربية أزمات عميقة تهدد هويتها واستقرارها، نتيجة لانهيار القيم الأخلاقية واستبدال قوة السلاح بمنظومة العدالة والقوانين الدولية، وهو ما يتنافى مع أهداف ومبادئ الأمم المتحدة.

وأضاف سفير سلطنة عمان بالقاهرة أن ما نشهده من دمار في مناطق مثل غزة ولبنان يدعو إلى القلق العميق، متابعا: "واليوم، ونحن نتحدث عن العلاقات التاريخية بين العالم العربي وأفريقيا، لا يمكننا تجاهل تحديين أساسيين يؤثران بشكل مباشر على الأمن القومي العربي وهما، الأزمة السودانية وسد النهضة الإثيوبي، الذي يشكل تهديدًا للأمن المائي". 
ونوه إلى أن هذه التحديات تستدعي تعزيز التضامن الحقيقي والصادق لمواجهتها، إذ أصبحت تلك التحديات حجر عثرة أمام مسيرتنا نحو اللحاق بركب التقدم الذي يشهده العالم. 

وأكد أن العلاقات العربية الأفريقية ليست وليدة اليوم، بل هي علاقات ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، فهناك دول عربية تقع في قلب هذا الفضاء الجغرافي، وظلت تلك العلاقات قوية ومتينة لفترات طويلة.

وأوضح السفير الرحبي أن انكفاء العالم العربي في فترات سابقة بسبب التحديات المتزايدة أدى إلى دخول أطراف أخرى إلى الساحة، مما فاقم الأوضاع وتسبب في خلق سرديات جديدة للصراعات لم تكن موجودة تاريخيًا، مستطردا: "لقد كانت شعوب المنطقة، على اختلاف أعراقها ومذاهبها، تعيش في سلام ووئام، وكان هذا التعايش هو مفتاح تقدم مجتمعاتنا في تلك الفترات".

مقالات مشابهة

  • مدبولي يفتتح الدورة 48 لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية
  • كلمة «أبوالغيط» بالدورة الـ 48 لمجلس محافظي المصارف المركزية
  • «صندوق النقد العربي»: المصارف المركزية تبذل جهودا كبيرة لاحتواء ضغوط التضخم
  • أبو الغيط: صندوق النقد العربي شريكا مهما للحكومات العربية في تعزيز الاستقرار
  • بالفيديو.. أبو الغيط: المصارف العربية قادرة على التكيف مع الصدمات الطارئة
  • رئيس «محافظي المصارف المركزية»: صندوق النقد يرسي مبادئ إرشادية للدول العربية
  • اجتماع الدورة الـ 48 لمجلس محافظي المصارف المركزية العربية: أبعاد اقتصادية ورؤى مستقبلية
  • بعد قليل.. اجتماع مجلسي محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية
  • سفير عمان بالقاهرة: تعزيز التعاون العربي الأفريقي خطوة محورية لمواجهة التحديات الراهنة