اختبار كبير.. أذرع إيران بالمنطقة تترنح أمام هجمات إسرائيل
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
كانت الفكرة بسيطة: عندما تندلع حرب كبرى مع إسرائيل، فإن كل الأعضاء في شبكة الميليشيات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط المعروفة بـ"محور المقاومة"، ستنضم إلى القتال في اندفاعة منسقة للإسهام في تحقيق الهدف المشترك، ألا وهو تدمير إسرائيل.
كان ما يسمى بمحور المقاومة منذ بدايته مجرد خيال دعائي
وفي هذا الإطار، كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن إيران وضعت هذه الاستراتيجية، ووظفت مصادر هائلة لبناء قدرات كل مجموعة من هذه المجموعات ووصلها ببعضها البعض.
لكن رد فعل المحور على قيام إسرائيل بضرب حزب الله في لبنان في الأسابيع الأخيرة – مما أسفر عن مقتل الكثير من قادته واغتيال الأمين العام للحزب– كان ضعيفاً حتى الآن، مما يشير إلى أن المحور أضعف، وأكثر انقساماً مما توقعه الكثيرون في المنطقة، وأن إيران تخشى أن يؤدي توسيع الحرب إلى قيام إسرائيل بتحويل قوتها النارية نحو طهران.
Facing a Big Test, Iran’s ‘Axis of Resistance’ Flails https://t.co/0vcNepUh8D
— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) October 1, 2024وقال الزميل البارز في معهد دول الخليج العربية في واشنطن علي الفونه: "كان ما يسمى بمحور المقاومة منذ بدايته مجرد خيال دعائي، تم إنشاؤه لتعزيز هيبة إيران".
لعبة مختلفةوفي السنوات الأخيرة، حقق أعضاء الشبكة بحسب ألفونة بعض الانتصارات العسكرية الصغيرة "ولكن عندما يتعلق الأمر بخصوم أكثر خطورة، أو جهة فاعلة مثل إسرائيل، فإن الأمر يتعلق بلعبة مختلفة".
شكلت إيران المحور من الجماعات المسلحة التي تشترك في الكراهية حيال إسرائيل والولايات المتحدة، ولكنها حتى ذلك الحين كانت تخوض المزيد من المعارك المحلية. وتصنف الولايات المتحدة معظم هذه المنظمات على أنها منظمات إرهابية.
وكانت حماس، التي يتألف غالبية أعضائها من اللاجئين الفلسطينيين أو أحفادهم، تقاتل إسرائيل بشكل مباشر لعقود من الزمن، وكان آخرها في غزة.
وفي سوريا – حافظت حكومة الرئيس بشار الأسد على حالة حرب رسمية مع إسرائيل، لكنها أبقت حدودها المتنازع عليها، هادئة.
كما دعمت إيران الميليشيات المناهضة لإسرائيل في سوريا والعراق، حيث أعد الإيرانيون بعض الفصائل التي قاتلت الولايات المتحدة بعد غزوها عام 2003 وقاتلت تنظيم داعش لاحقاً. وعندما اكتسبت هذه الجماعات السلطة السياسية، أعطت إيران حصة في السياسة الداخلية للعراق.
I add “The logical Iranian conclusion is that the ‘axis’ forward defence strategy is a failure and that the most important task is to move as quickly as possible towards nuclear weapon status as the only real deterrent and key to regime survival,” holds https://t.co/Vsp8mPcbAw
— Hussein Ibish (@Ibishblog) September 30, 2024ولكن حزب الله، الذي تأسس في لبنان بتوجيه إيراني مباشر في أوائل الثمانينيات، هو الذي كان لفترة طويلة العضو البارز في المحور، وكان زعيمه الذي اغتيل مؤخراً حسن نصر الله، هو العمود الفقري الذي ساعد في الحفاظ على تماسك المحور. وبسبب تاريخه الطويل وعلاقاته الحميمة بإيران، حيث تلقى العديد من قادته التدريب، يتمتع حزب الله بمهارات قتالية تكتيكية أفضل وأسلحة متفوقة مثل الصواريخ الموجهة.
وعلى عكس الإيرانيين، يتحدث المقاتلون اللبنانيون العربية، مما يسمح لحزب الله بإرسال خبرائه لتبادل المهارات مع الجماعات الأخرى، مما عزز قدرة حماس على بناء الأنفاق، على سبيل المثال، وقدرات العراقيين والحوثيين في مجال الصواريخ والمسيّرات. كما أقام نصر الله علاقات شخصية مع قادة الجماعات الأخرى، حيث عمل كمستشار ونموذج يحتذى به.
ولهذا السبب، فإن سلسلة الهجمات الإسرائيلية السريعة على حزب الله خلال الأسبوعين الأخيرين – حيث فجرت الآلاف من أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية التابعة له، وقتلت العديد من كبار قادته واغتالت نصر الله بقنابل ضخمة جنوب بيروت – هزت أعضاء حزب الله الآخرين. ويبدو أنهم لم يكونوا مستعدين لاحتمال تعرض حزب الله لمثل هذه الخسائر الفادحة.
ويبقى من غير الواضح لماذا لم يهب الآخرون لمساعدة حزب الله في الأسابيع التي صعدت فيها إسرائيل هجومها، أو في الأيام التي تلت مقتل نصرالله، لكن يبدو أن هناك اعتقاداً عميقاً بينهم مفاده أن حزب الله قادر على الصمود لوحده في مواجهة إسرائيل. كما أن تردد إيران في شأن رد فوري-حتى الآن- يجعلهم في حالة ارباك حيال الخطوات العسكرية المقبلة.
انتظر الأسد في سوريا يومين بعد وفاة نصر الله ليصدر بياناً ينعيه، على رغم أن حزب الله أرسل آلاف المقاتلين لهزيمة المتمردين، الذين كانوا يهددون حكومته قبل بضع سنوات فقط.
كما أن حماس ليست قادرة على فعل الكثير، بعد نحو عام على الحرب الإسرائيلية في غزة.
كما أن الحوثيين في اليمن والميليشيات في سوريا والعراق، قد شنوا هجمات على إسرائيل أو على القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، لكن كل ذلك تم صده إلى حد كبير.
وحتى إيران نفسها، التي أسست المحور، لم تتخذ حتى الآن عملاً واضحاً لإنقاذ حزب الله أو الانضمام إلى القتال. وأبلغ الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، قادة العالم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، أن حكومته تريد خفض التوترات مع الغرب. واقترح المرشد الإيراني علي خامنئي أنه يتعين على حزب الله رسم خطه الخاص للمضي قدماً. وقال: "كل قوى المقاومة تقف إلى جانب حزب الله...وسيكون حزب الله، على رأس قوى المقاومة، التي ستحدد مصير المنطقة".
وتبدو إيران ممزقة بين الرغبة في الانتقام من إسرائيل والخوف من أنها إذا فعلت ذلك، فقد تجر إسرائيل إلى مهاجمتها مباشرة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل حزب الله فی سوریا نصر الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعترض مُسيّرة أُطلقت من اليمن وتستعد لعملية رد "كبيرة"
أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الإثنين، اعتراض طائرة مُسيّرة أطلقت من اليمن، حيث تم اعترضاها خارج المجال الجوي الإسرائيلي.
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي في بيان مقتضب إن "سفينة صواريخ تابعة لسلاح البحرية اعترضت في منطقة البحر الأبيض المتوسط مسيرة معادية أطلقت من اليمن.
وأضاف أن عملية الاعتراض تمّت قبل أن تخترق المسيرة الأجواء الإسرائيلية، بحسب ما جاء في البيان.
ومن جانبها، قالت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، "في إسرائيل، بدأوا يفقدون صبرهم تجاه الهجمات المستمرة من قبل الحوثيين من اليمن".
ووفق الصحيفة، يُقدّر الجيش الإسرائيلي أن تصاعد هجمات الحوثيين في الأيام الأخيرة يعود جزئيًا إلى الضربات القاسية التي تعرض لها "محور إيران" بالكامل، ومحاولة الحوثيين تعزيز موقعهم في تنفيذ هجمات ضد إسرائيل.
وأضافت، "في المنظومة الأمنية، تزداد القناعة بأن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر على هذا النحو، وتدرس إسرائيل إمكانية تنفيذ عملية كبيرة إضافية، هي الثالثة من نوعها، ضد الحوثيين في اليمن".
المصدر : وكالة سوا