أثبتت الأزمة المناخية العالمية عمق تأثيرها وخطورة تداعياتها في جميع أنحاء العالم، وتؤكد الظروف المناخية المتطرفة التي طالت مختلف دول العالم وتركت آثارها السلبية على معظم القطاعات الحاجة الملحَّة لإرساء دعائم التعاون الدولي وتسريع تطوير الحلول المبتكرة لدعم جهود التكيُّف والتخفيف. انطلاقاً من ذلك، تسعى الدورة العاشرة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر إلى البناء على مخرجات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) ومواصلة جهود وإنجازات دولة الإمارات في العمل المناخي ودفع عجلة الاقتصاد الأخضر.

وتعقد القمة هذا العام تحت شعار “تمكين الجهود العالمية: تهيئة الفرص ودفع عجلة التطور”، وتتيح منصةً مهمة للتباحث في سبل تطوير وتنفيذ استراتيجيات فعَّالة من أجل مستقبل مستدام ومنخفض الكربون.
أثمر مؤتمر الأطراف COP28، الذي استضافته دولة الإمارات في دبي عام 2023، عن مجموعة من النتائج الهامة التي شكَّلت دافعاً محورياً للجهود المناخية العالمية، لعلَّ أبرزها تفعيل عمل وآليات تمويل صندوق عالمي يختص بالمناخ ومعالجة تداعياته لدعم الدول الأكثر تضرُّراً. علاوةً على ذلك، أفرد المؤتمر مساحةً خاصةً للتباحث في قضية إزالة الكربون، والتي تُخصِّص لها القمة العالمية للاقتصاد الأخضر محوراً أساسياً هذا العام في ظلِّ الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة التي شهدناه العام الماضي. وفي هذا الإطار، تركز القمة على الحاجة إلى استراتيجيات فعالة لالتقاط الكربون وتخزينه وتستكمل الحوار الذي استهلَّه مؤتمر الأطراف حول أهمية تطوير حلول مبتكرة للحد من البصمة الكربونية.
من ناحية أخرى، تسلِّط القمة العالمية للاقتصاد الأخضر الضوء على أحدث التطورات في مجال الطاقة النظيفة، في محورٍ يعكس تركيز مؤتمر الأطراف (COP28) على أهمية تعزيز تبني مصادر الطاقة المتجددة، حيث تسعى القمة إلى استكشاف آفاق الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر، وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة التي تشكل دعامةً أساسية لتحقيق الأهداف المناخية العالمية. وستتطرَّق القمة كذلك إلى موضوع أنظمة تخزين الطاقة والشبكات الذكية، ودورها في تمكين الانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة على نطاقٍ واسع.
ويكتسب محور التمويل المناخي أهمية خاصةً في القمة هذا العام، استكمالاً للإنجازات التي حقَّقها مؤتمر الأطراف COP28، ولاسيَّما إطلاق صندوق “ألتيرا” برأس مال أساسي قدره 110 مليارات درهم (30 مليار دولار)، والذي يعتبر أكبر صندوق استثماري يركز على مواجهة تغير المناخ في العالم، ويستهدف جمع وتحفيز نحو 920 مليار درهم (250 مليار دولار) من الاستثمارات بحلول عام 2030 لبناء اقتصاد مناخي عالمي جديد. ستركز الدورة العاشرة من القمة على منهجيات التمويل المختلفة اللازمة لردم الفجوة بين البلدان المتقدمة والنامية ودعم المرونة المناخية وجهود التكيف.
علاوةً على ذلك، تحمل القمة العالمية للاقتصاد الأخضر راية تمكين الشباب من مؤتمر الأطراف COP28، والذي استحدث دور رائد الشباب للمناخ ونجح في ترسيخ هذا الدور ضمن فرق رئاسة مؤتمرات الأطراف المستقبلية. وتسعى القمة إلى متابعة هذا الزخم ودعم إسهامات الشباب في العمل المناخي العالمي، إيماناً منها بأهمية ردم الفجوة بين الأجيال فيما يخصُّ حلول المناخ وإعلاء أصوات قادة المستقبل.
تأتي الدورة العاشرة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر صلةَ وصلٍ بين مؤتمري الأطراف COP28 وCOP29، تسهم في مواصلة الزخم واستكمال الجهود العالمية في مجالات الاستدامة والعمل المناخي، لضمان استمرارية الحراك في وجه التحديات الملحَّة التي نواجهها اليوم. وتهدف القمة إلى تمكين التعاون الدولي وتعزيز الابتكار والعمل المشترك للوصول إلى الاقتصاد الأخضر المستدام.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

وزير الاستثمار يلتقي مسؤولي ReNew Power لبحث مشروعات الهيدروجين الأخضر

التقى المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية  فيكرام كيبور، رئيس تطوير الأعمال ورئيس الأعمال الدولية لشركة ReNew Power الهندية، لبحث آفاق التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والاستثمارات الخضراء، بما يساهم في دعم استراتيجية مصر للتحول نحو الاقتصاد المستدام، وذلك في إطار زيارته الحالية لدولة الهند.

المشاط: التحول الرقمي عامل رئيسي لتطوير منظومة التخطيط المصريةجولد بيليون: توترات الشرق الأوسط تزيد توقعات وصول الذهب لـ 3200 دولار

وقال الوزير إن زيارته لدولة الهند تعكس حرص الحكومة المصرية على تعزيز الشراكات الاقتصادية مع الدول الصديقة، وبما يسهم في زيادة معدلات التجارة البينية والاستثمارات المشتركة بين البلدين.

وأكد «الخطيب» أن اللقاء ناقش إمكانيات تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر، والتي ستجعلها مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة في المنطقة، مشيدا بجهود شركة ReNew Power في دعم استثمارات الطاقة المتجددة في مصر حيث إن التعاون بين مصر والهند في هذا المجال يعزز التنمية المستدامة، ويخلق فرص عمل جديدة.

ونوه الوزير إلى أن أن توقيع الاتفاقية الإطارية بين الحكومة المصرية وشركة وReNew Power خلال مؤتمر المناخ COP27 يمثل خطوة هامة نحو جذب مزيد من الاستثمارات في قطاع الطاقة الخضراء.

وأوضح «الخطيب» أن مشروع إنتاج الأمونيا الخضراء في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس باستثمارات 8 مليارات دولار يعكس الثقة المتزايدة للمستثمرين الأجانب في الاقتصاد المصري.

وأعرب الوزير عن تقديره للجهود الهندية في مجال الطاقة المتجددة، مؤكداً أن مصر تسعى للاستفادة من الخبرات الهندية في تطوير مشروعات الطاقة المستدامة.

وأكد «الخطيب» أن الحكومة المصرية مستمرة في تقديم الحوافز والتسهيلات للمستثمرين في قطاع الطاقة النظيفة، مما يعزز من جاذبية مصر كوجهة استثمارية.

وأشاد الوزير بالدور الذي تلعبه شركة ReNew Power في تطوير تقنيات الهيدروجين الأخضر، مؤكداً أن التعاون مع الشركة يمثل فرصة كبيرة لنقل التكنولوجيا وتعزيز الإنتاج المحلي.

ونوه «الخطيب» إلى أن العلاقات المصرية الهندية تشهد نمواً متسارعًا، مشيراً إلى نجاح انعقاد الدورة السادسة للجنة التجارية المشتركة في نيودلهي لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

ومن جانبه أوضح السيد فيكرام كيبور رئيس تطوير الأعمال ورئيس الأعمال الدولية لشركة ReNew Power إن الشركة ملتزمة بتنفيذ استثماراتها في مصر وفق أعلى المعايير العالمية، معربًا عن تفاؤله بمستقبل الشراكة بين الجانبين في قطاع الطاقة المتجددة.

مقالات مشابهة

  • إيدلمان تثير شبهة تضارب مصالح بمؤتمر المناخ المقبل بالبرازيل
  • وزير الاستثمار يلتقي مسؤولي ReNew Power لبحث مشروعات الهيدروجين الأخضر
  • أونكتاد: التجارة العالمية تسجل رقما قياسيا عند 33 تريليون دولار في 2024
  • الاستثمار تلتقي «OCIOR Energy» لاستعراض فرص ومقومات مجال الطاقة في مصر
  • الإمارات تشارك في مؤتمر دولي لمناقشة أزمة المياه العالمية
  • الخارجية تشارك في مؤتمر دولي للتأكيد على قيادة مستدامة بشأن أزمة المياه العالمية
  • الإمارات تشارك في مؤتمر للتأكيد على قيادة مستدامة بشأن أزمة المياه العالمية
  • سلطان الجابر: قطاع الطاقة كان ولا يزال ركيزة أساسية للاقتصاد العالمي
  • وزير الصناعة الإماراتي: الطاقة هي العمود الفقري للاقتصاد العالمي
  • الجابر: الطاقة هي العمود الفقري للاقتصاد العالمي وحان الوقت لتقدير دورها الاستثنائي