ما العلاقة بين حربي الشرق الأوسط وشرق أوروبا؟
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
تطرق المحلل السياسي جورج فريدمان إلى حربين رئيسيتين يشهدهما العالم في الوقت الحالي. الأولى بين أوكرانيا وروسيا وهي مشتعلة منذ أكثر من عامين ونصف العام، لكنها ظلت محصورة تقريباً في أوكرانيا. وتدور الثانية بين إسرائيل وحماس وهي مستمرة منذ ما يقرب من عام، لكنها تتوسع بشكل كبير إذ اشتدت المعارك مؤخراً نحو الشمال باتجاه لبنان.
روسيا منخرطة في صراع كبير
كتب فريدمان في موقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" أن التوسع هو من طبيعة الحرب. عندما تتصادم قوتان، غالباً ما تتحول الحرب الثابتة الى حرب مناورة حيث يسعى كل جانب الى تطويق العدو ومد دفاعاته حتى تصل إلى نقطة الانهيار. مع تقدم الحرب تصبح الهجمات الجانبية والهجمات الواسعة النطاق أكثر احتمالاً مما يزيد الطلب على الإمدادات.
ما يبدأ بصفته اشتباكاً محدوداً ينمو في كل من الحجم والتعريف. يترسخ منطق الحرب. تزداد المناورات وتطول خطوط الإمداد وتكشف عن نقاط الضعف وتتم إعادة رسم خرائط الصراع، مما يؤدي الى التوسع الجغرافي. كانت الحرب في أوكرانيا محصورة نسبياً حتى الآن ومحدودة الى حد كبير في المنطقة الواقعة بين هجوم روسيا والدفاع المتطور لأوكرانيا.
An Idiosyncratic View of Two Wars - Geopolitical Futures https://t.co/qPU5pLUadp
— ForensicPsyMD (@ForensicPsyMD) September 30, 2024لكن الحرب الثانية التي بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما هاجمت حماس إسرائيل، تحولت بفعل تحرك إسرائيل لمهاجمة حزب الله في لبنان. لن يكون هذا صراعاً تقليدياً بقيادة المشاة مع خطوط اشتباك محددة. سيستمر كما بدأ: تحاول إسرائيل تدمير البنية القيادية للعدو، في حين يحاول حزب الله وحماس تعريض السكان الإسرائيليين للخطر. في هذا الصراع، سيشجع السعي إلى تحقيق الميزة والمفاجأة على التوسع ــ وهو خطر حاد بشكل خاص بالنظر إلى قرب الحرب من أوكرانيا.
ما انعكاسات ذلك؟
من المرجح أن تتحرك الحرب الإسرائيلية مع حماس وحزب الله شمالاً وشرقاً نحو إيران وآسيا الوسطى. إذا حدث هذا فستحتاج روسيا إلى زيادة وجودها العسكري بشكل درامي لإدارة الخطر الذي يهددها، بخاصة بعد الهجوم الإرهابي الإسلاموي قبل أشهر عدة على مسرح في موسكو. لن تتمكن روسيا من الحفاظ على دفاع نشط ضد التحرك شمالاً.
وفي حين قد يكون لإسرائيل حليف في روسيا، من شأن عدم الاستقرار في الشمال أن يسمح لإيران بزيادة قوتها. ستتوخى إسرائيل الحذر في مثل هكذا سيناريو، متجنبة الصدام مع تركيا ولكن مع مشاركتها في قتال شديد الحدة. إن التوسع الشمالي سيمدد خطوط الجيش الإسرائيلي ويحد من قدرته على المناورة ويقلل من نفوذه على الصراع.
An Idiosyncratic View of Two Wars https://t.co/mIxepHnZvC @Geopolitical Futures aracılığıyla
— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) September 30, 2024أضاف الكاتب أن مصالح روسيا تمتد إلى ما هو أبعد من أوكرانيا، بما في ذلك القلق المتزايد من التهديدات على طول الحدود الجنوبية لروسيا. في الوقت نفسه، يحد حجم القوة الإسرائيلية الأصغر والتحديات اللوجستية من قدرتها على دعم العمليات البعيدة المدى. بدون تحييد التهديدات المباشرة، لا تستطيع إسرائيل أن تتحمل تشتيت قواتها شمالاً.
احتمال ضئيل؟
قد يبدو هذا بعيد الاحتمال، لكن ميل البشرية إلى المبالغة في تقدير قدرتها على السيطرة على العنف الجماعي موثق بشكل شامل. ليست تجربة الولايات المتحدة في أفغانستان سوى مثل واحد. نادراً ما تكون الحروب ثابتة، والجغرافيا وتوافر القوات في هذه الحالة يجعلان تطوراً ضئيل الاحتمال أكثر احتمالاً.
إن روسيا منخرطة في صراع كبير، لكن التحول شمالاً للحرب الإسرائيلية قد يدفع موسكو إلى اتخاذ خطوات لم تكن تتوقعها. هذا الأمر غير مرجح، بالتأكيد، لكن التحالف بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية كان غير مرجح أيضاً. أما الولايات المتحدة فقد وضعت استراتيجية وطنية لتسليح الحلفاء مع تجنب القتال المباشر. ولفت الكاتب إلى أن الولايات المتحدة أمضت وقتاً طويلاً في تعلم هذه القاعدة، ويبدو أنها ستواصل اتباعها، بغض النظر عن الانتخابات المقبلة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
ألمانيا تتحدى بوتين: سنواصل دعم أوكرانيا
أبدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أسفها بشأن استمرار النزاع حول تقديم مساعدات جديدة لأوكرانيا بالمليارات، مُحذرة من العواقب.
وقالت بيربوك، في تصريحات للمدونة الصوتية "برلين بلايبوك" التابع لمجلة "بوليتيكو" الإخبارية،: "لا ينظر إلى ألمانيا بوجه عام حالياً باعتبارها محركاً لسياسة السلام في أوروبا".
ورغم وجود أغلبية في البرلمان الألماني "بوندستاغ" مؤيدة لتقديم 3 مليارات يورو إضافية كمساعدات عسكرية لأوكرانيا، فإنه لا يوجد اتفاق حول كيفية تمويلها.
ويريد المستشار أولاف شولتس، وحزبه الاشتراكي الديمقراطي، الحصول على قروض جديدة، وتجاوز نظام كابح الديون، بينما يرفض ذلك التحالف المسيحي والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر، المنتمية إليه بيربوك.
وقالت بيربوك: "ما دام بوتين غير مستعد لإسكات أسلحته وسحب قواته، فإن توسيع الدعم لأوكرانيا سيستمر، إلى جانب عروض المحادثات".
German foreign minister Baerbock attacks Scholz over Ukraine aid https://t.co/lthBiOkX4J
— Financial Times (@FT) January 17, 2025وأعربت بيربوك عن شعورها بالألم لأن البعض يهتم في الحملة الانتخابية بالفوز بأصوات الناخبين في الانتخابات العامة المقبلة أكثر من الاهتمام بمسؤولية أوروبا عن السلام، مضيفة أن السياسة المسؤولة لا تعني بالنسبة لها السير مع التيار، بل الوقوف ضده إذا لزم الأمر حتى خلال الحملة الانتخابية.