قد يتساءل شخص لماذا لم يتقدم الجيش هذه التقدمات منذ بداية الحرب ؟
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
قد يتساءل شخص لماذا لم يتقدم الجيش هذه التقدمات منذ بداية الحرب ؟
أولا لازم نعرف انو يا أخوانا الحرب دي مرت بمراحل
في بداية الحرب أول اسبوعين تقريبا الحرب دي كان اتحسمت لصالح الجيش فعليا
و لو بتتذكرو كان في كمية من حالات الهروب لمن تبقى من الجنجا و كان الاشتباكات والضرب شبه اتوقف وفعلا ياسر العطا لمن قال أسبوع أسبوعين كان الباقي تشاطيب بس
و ذلك أن الجيش دمر معسكرات الجنجا كلها قدر يقطع سبل التواصل بين العدو
وقدر يدمر القوة الصلبة التي جمعت للهجوم على القيادة بفضل الله عزوجل يوم ١٥ أبريل
بعداك العدو غير خطتو طوالي
وللأسف أدخل المواطن في الحسابات العسكرية
المعركة التي كانت بين الجيش والدعم اتحسمت في أول أيامها لصالح الجيش لكن العدو استخدم خطة خبيثة بإشراك المواطن في المعركة مما زادها تعقيدا
أدخل المواطن بأن تم نهب كل العربات التي قد تصلح لتكون عربات قتالية وغيرها لتعويض الخسارة الكبيرة في العربات القتالية
تم طرد المواطنين الذين يسكنون في بيوت عالية وتصلح للقناص
دخلوا في الأحياء واختلطوا مع المواطنين لجعل المواطن درعا بشريا لهم
ثم بعد ذلك عوضوا معسكراتهم بالانتشار في بيوت المواطنين وتحويل المرافق المدنية لثكنات عسكرية كالمستشفيات و الأندية و الشركات و المؤسسات
و عوضوا التموين بالمصانع و البقالات وممتلكات المواطنين
وعوضوا الخسارة البشرية الكبيرة التي حصلت لهم في أول أيام بالمساجين و أصحاب السجل الإجرامي وضعفاء النفوس
و ساعدهم أكثر في ذلك و مما جعل الحرب تزيد تعقيدا موضوع الهدن التي تمت بمنبر جدة
وهنا ظهر الدعم السخي لدويلة الشر للميليشيا ودخول المسيرات و الصواريخ و الأسلحة المختلفة
وظهر موضوع الاستنفار بصورة أكبر فهناك دعم غير محدود من الدويلة بالأموال و بكل شيء مما جعل موضوع الاستنفار لضعفاء النفوس مغريا للقتال في صفوف الميليشيا
وبدأوا بالهجوم على المواقع العسكرية غير ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى
كالدفاع الجوي في ٦١ و ما كان إلا عبارة عن مكاتب إدارية و كذلك اليرموك وغيرهم
و الجيش كان يدرك تماما أن الدخول في معركة مفتوحة مع هؤلاء المرتزقة يعني فناء الجيش و فناء الدولة السودانية
لأنك ستواجه عدوا هو أكثر منك عددا بمراحل و بفارق كبير و هو أفضل تسليحا منك
فما كان من الجيش إلا أن تحصن في بعض المعسكرات ذات الأهمية الاستراتيجية الكبري زي المدرعات سلاح الاشارة سلاح المهندسين وسلاح الأسلحة (الكدرو) و حطاب ومعسكر سركاب ومن قبل القيادة العامة
وتلقى الجيش مئات الهجمات بآلاف الآلف من المرتزقة
وبفضل الله تعالى تصدى لها بكل قوة
وفي قاعدة معروفة عند العساكر
أن المهاجم في رحمة المدافع
وقد آتت هذه القاعدة ثمارها فعشرات الآلف من الهلكى كانوا على أسوار هذه المعسكرات
ومع ذلك كان الجيش يهجم بالطيران و المدفعية الثقيلة و المسيرات مراكز القوة عند العدو
ومع ذلك كان الجيش كل يوم يخرج الدفعات الجديدة من الضباط والعساكر و المستنفرين وتهيئتهم لساعة الصفر لكل محور
مع ترتيب الصفوف وتوحيد الجبهة الداخلية
وهنا الشكر واجب لقيادة الجيش إذ كان لها فضل كبير في توحيد الجبهة الداخلية بعد فضل الله عزوجل
فالحركات المسلحة و الإسلاميين وغيرهم من الشرفاء كلهم توحدوا تحت راية القوات المسلحة و قبل ذلك الحفاظ على الجيش من التفكفك و الانهيار
كانت هذه خطة الجيش
خطة استنزافية للعدو
بصد هجماته المتتابعة التي في كل مرة يموت فيها المئات من العدو
مع الاستهداف المستمر للكتلة الصلبة للعدو
و بالطبع لن ننكر أن الجيش تعرض لبعض الهزائم في بعض المحاور لكن بالعموم غالب المعسكرات وغالب المدن هي في يد الجيش بفضل الله و مع ذلك الخطة التي وضعها الجيش لنفسه كل يوم تزهر و تثمر
وكلما ضعف محور للعدو خرج الجيش وهجم كما حدث في أمدرمان وتحرير الجزء الأكبر منها بفضل الله عزوجل
بعد صد عشرات الهجمات على السلاح الطبي و سلاح المهندسين خرج الجيش بفضل الله منتشرا منتصرا
وكما حدث في هذه الأيام في محور بحري و محور المقرن ومحور المدرعات
وقريبا كل المحاور ستنهار فيها قوات الميليشيا و سيخرج الجيش للتنظيف و القضاء على الجيوب المتمردة المتبقية
في الأبيض وبابنوسة و الفاشر و الجزيرة و من ثم فرض السيطرة الكاملة بإذن الله
نصر من الله وفتح قريب
مصطفى ميرغني
إنضم لقناة النيلين على واتساب.
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: بفضل الله
إقرأ أيضاً:
لماذا نسبح الله آناء الليل وأطراف النهار ؟
التسبيح ذكر رسل الله تعالى وأنبيائه، وهو عند الشدائد مفزعهم، فنبي الله موسى عليه السلام، يدعو ربه بأن يجعل معه أخاه هارون وزيرًا؛ ليعينه على التسبيح كثيرًا، وقال الله تعالى: « وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا »، وأثبت الله تعالى لنفسه الأسماء الحسنى والصفات العلى، وقرن ذلك بالتسبيح له، فقال تعالى: « هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ » ، فالتسبيح متضمن لتنزيه الرب، عن كل ما لا يليق بكماله وجلاله، فالله جل جلاله وتقدست أسماؤه، متصف بالكمال في ذاته وأسمائه وصفاته، متنزه عن العيوب والنقائص، وما لا يليق بجلاله.
أن الله سبحانه سبوح قدوس، رب الملائكة والروح، يحب أن يسبحه عباده، فالملائكة مع ما وكل إليهم من الأعمال العظيمة الجليلة، مستشهدًا بما قال تعالى : « يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ »، وهم بتسبيحهم لربهم، يشرفون ويفخرون « وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ »، وفي صحيح مسلم: إذا قضى الله أمرا سبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا »، أي: تنزيها له سبحانه، وتعظيما لأمره، وخضوعا وقبولا وطاعة له جل جلاله.
ونبينا – صلى الله عليه وسلم –، حياته كلها تسبيح، فإذا قرأ القرآن، ومر بآية فيها تنزيه للرحمن سبح، وإذا قام من الليل، أطال التسبيح في ركوعه وسجوده، وإذا ركب دابته قال « سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا »، وإذا نزل واديا سبح، وإذا رأى الأمر الذي يتعجب منه سبح، وإذا أوى إلى فراشه سبح ثلاثا وثلاثين، وحين اشتد أذى المشركين له، فأحاط به الهم، وضاق به الصدر، أمره ربه بكثرة التسبيح له، لينشرح صدره، ويذهب عنه همه وغمه.
يُعد ذكر الله تعالى عمومًا من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه سبحانه، وورد في فضل الذكر أحاديث، منها قول الرسول -صلى الله عليه وسلّم-: «ألا أنبِّئُكُم بخيرِ أعمالِكُم، وأزكاها عندَ مليكِكُم، وأرفعِها في درجاتِكُم وخيرٌ لَكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ، وخيرٌ لَكُم من أن تلقَوا عدوَّكُم فتضرِبوا أعناقَهُم ويضربوا أعناقَكُم؟ قالوا: بلَى، قالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعالى قالَ معاذُ بنُ جبلٍ: ما شَيءٌ أنجى مِن عذابِ اللَّهِ من ذِكْرِ اللَّهِ» فهذا شيءٌ من فضل الذّكر عمومًا.
لماذا التسبيح قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل وأطراف النهار؟
يقول القشيري في لطائفه: “قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ: أي فى صدر النهار ليبارك لك فى نهارك، وينعم صباحك.
«وَقَبْلَ غُرُوبِها: أي عند نقصان النهار ليطيب ليلك، وينعم رواحك. وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ: أي فى ساعات الليل فإن كمال الصفوة فى ذكر الله فى حال الخلوة.
«وَأَطْرافَ النَّهارِ» أي استدم ذكر الله فى جميع أحوالك.”
وهي أن أفضل الذكر ما كان بالليل، لاجتماع القلب وهدو الرجل والخلو بالله. وقال الله عز وجل:” إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا”، وقال: ” أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً”
ولأنّ الليل وقت السكون والراحة، فإذا صرف إلى العبادة كانت على النفس أشد وأشق، وللبدن أتعب وأنصب، فكانت أدخل في معنى التكليف وأفضل عند الله. … أى: اذكر الله في هذه الأوقات، طمعا ورجاء أن تنال عند الله ما به ترضى نفسك ويسر قلبك.
وفى تفسير الشيخ الشعراوي رحمه الله حول هذه الآية فذكر هنا مالم يسبق إليه ولا يمكن الاستغناء عن إيراده بعبارته هو مع تصرف يسير إذ يقول: ” أي: سبح تسبيحاً دائماً مُتوالياً، كما أنّ نعمَ الله عليك متوالية لا تنتهي، فكلُّ حركة من حركاتك نعمة، النوم نعمة، والاستيقاظ نعمة، الأكل نعمة، والشرب نعمة، البصر والسمع، كل حركة من حركات الأحداث نعمة تستحق الحمد، وكل نعمة من هذه ينطوي تحتها نِعَم.
خُذْ مثلاً حركة اليد التي تبطش بها، وتأمّل كم هي مرِنة مِطْواعة لك كما شئت دون تفكير منك، أصابعك تتجمع وتمسك الأشياء دون أن تشعر أنت بحركة العضلات وتوافقها، وربما لا يلتفت الإنسان إلى قدرة الله في حركة يده، إلا إذا أصابها شلل والعياذ بالله، ساعتها يعرف أنها عملية صعبة، ولا يقدر عليها إلا الخالق عَزَّ وَجَلَّ.
لذلك؛ فالحق سبحانه وتعالى يعطينا زمن التسبيح، فنعيشه في كل الوقت {قَبْلَ طُلُوعِ الشمس وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَآءِ الليل فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النهار} [طه: 130] .
ما سر الإطلاق في آناء الليل والتقييد بأطراف النهار؟
قالوا: لأن النهار عادة يكون محلاً للعمل والسَّعْي، فربما شغلك التسبيح عن عملك، وربنا يأمرنا أن نضربَ في الأرض ونُسهِم في حركة الحياة، والعمل يُعين على التسبيح، ويُعين على الطاعة، ويُعينك أنْ تلبي نداء: الله أكبر…
أمّا في الليل فأنت مستريح، يمكنك التفرغ فيه لتسبيح الله في أيِّ وقت من أوقاته.