قراءة.. ماذا سيغيّر اغتيال حسن نصرالله بالمنطقة؟
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
أعلنَ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، عن نصرٍ كبير بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الذي أمضى فترةً طويلة في قيادة الحزب، قائلاً إن عملية اغتياله ستغير "موازين القوى في المنطقة لسنوات قادمة".
مقتل نصر الله انتصار شخصي لنتانياهو
ومع ذلك، قد يكون تصريحه هذا مبالغاً فيه، حسب إيان بارميتر، باحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية، الجامعة الوطنية الأسترالية، مؤكداً أن مقتل نصر الله انتصار شخصي لنتانياهو الذي أمرَ بتنفيذ الضربة كي يتمكن من إعلان مسؤوليته المباشرة عن العملية، فيقطع بذلك شوطاً كبيراً نحو استعادة ثقة الجمهور الإسرائيلي به بوصفه ضامناً لأمن لإسرائيل.
حزب الله في أضعف حالاته
وأضاف الباحث في مقاله بموقع "ذي كونفرسيشن" أن "ثمة أسئلة كثيرة تتبع هذه العملية الآن. هل ستشن إسرائيل عملية برية ضد حزب الله في لبنان؟ وإن فعلت، فمن المؤكد أنها ستجد حزب الله في أضعف حالاته بسبب تدمير شبكة اتصالاته في الهجوم الإسرائيلي على أجهزة البيجر الخاصة به في وقت سابق من الشهر الجاري. وقتلت إسرائيل أيضاً ثمانية من كبار القادة العسكريين التسعة في حزب الله ونحو نصف مجلس قيادته".
وتابع الباحث: "لضمان أن يكون هذا انتصاراً دائماً، تحتاج إسرائيل حقاً إلى المضي قدماً بطريقةٍ ما. وعليها أن تغتنم فرصة الفوضى التي يعاني منها حزب الله لتدمير أكبر قدر ممكن من ترسانته المكونة من 150 ألف صاروخ وقذيفة وطائرة مسيرة".
#TheInterview | Killing Nasrallah Gives Netanyahu 'Upper Hand' but Hezbollah Will Regroup, Challenge Israel Again
'From Israel's point of view, it is a major, major victory,' @NavtejSarna tells Karan Thapar.
Watch Now: https://t.co/UmOElaW16R pic.twitter.com/bpMEvd1is1
وبالمنطق ذاته، من المؤكد أن حزب الله سيكون قادراً على إلحاق خسائر جسيمة بالقوات البرية الإسرائيلية إذا ما اقتحمت جنوب لبنان، لا سيما وأن التقارير تفيد بأن حزب الله يملك شبكة أنفاق عملاقة في المنطقة الحدودية.
إن حزب الله منظمة كبيرة تدّعي أن عدد مقاتليها يصل إلى 100 ألف مقاتل، رغم أن الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن عددهم ربما يتراوح بين 40 ألف و50 ألف مقاتل. ومع ذلك، فإن هذا عدد هائل من المقاتلين. ومع ذلك، لا يريد حزب الله التورط في مزيدٍ من الأعمال القتالية مع إسرائيل في هذه المرحلة، إذا كان بإمكانه تجنب ذلك. ومن المهم أن حزب الله، حتى بعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، لم يبادر إلى إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة يومياً على إسرائيل، وهو ما يُعتقَد أنه قادر عليه.
هل يستطيع حزب الله إعادة حشد قواته؟
وأكد الباحث أن هذه ضربة غير مسبوقة لقيادة حزب الله وللمنظمة نفسها. وأول ما تحتاج المنظمة إلى إنجازه هو إعادة ترسيخ قيادتها. وهناك اسمان مطروحان بالفعل على طاولة النقاش، ألا وهما هاشم صفي الدين، ابن خالة نصر الله، ونعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله.
A lot can be said in an image. Below is a famous shot of Nasrallah with a captured Israeli M4 type carbine. Below is Safi al-Din, mimicking this type of shot. Albeit, this time it's with an AK74U the Russians likely gave Leb. Hizballah during the Syria war. https://t.co/s1fEXprfhY pic.twitter.com/hz0UBcT0m9
— Phillip Smyth (@PhillipSmyth) September 29, 2024وبعد ذلك، تحتاج القيادة الجديدة إلى التحقيق في مدى اختراق المخابرات الإسرائيلية لحزب الله. ويوضح مقتل نصر الله وانفجار أجهزة البيجر أنَّ إسرائيل لديها معلومات استخباراتية قوية للغاية عن الأعمال الداخلية لحزب الله. وأخيراً، خسر حزب الله كثيراً من وجاهته في أعين الشعب اللبناني. فأولئك الذين يعارضون في لبنان مكانة حزب الله كدولة داخل الدولة سيعارضونه أكثر الآن لأنهم سيزعمون أنه ببساطة لا ينجز ما يدعيه، ألا وهو حماية لبنان من إسرائيل.
ولم يواجه حزب الله وضعاً حرجاً كهذا من قبل، يقول الباحث، ولهذا السبب سيكون أمام مَن سيتولى زمام الأمور مهمة جسيمة تتمثل في إعادة ترسيخ مصداقية الحزب بوصفه قوة مقاتلة. ولكن مع ذلك، فإن حزب الله لديه القدرة على إعادة ترسيخ أقدامه لأنه منظمة كبيرة وجزء كبير من المشهد السياسي اللبناني. فالتحالف الذي يقوده حزب الله لديه كتلة تضم أكثر من 60 مقعداً في البرلمان اللبناني. وهي ليست أغلبية، لكنها مهمة رغم ذلك. كما أنه يُقدِّم خدمات اجتماعية للسكان الفقراء في جنوب بيروت وجنوب لبنان.
والسؤال الرئيس الآخر يتعلق بما إذا كانت إيران، الداعم العسكري لحزب الله، ستقتص لمقتل نصر الله. وتُظهر ردود الفعل الأخيرة على مقتل هنية وقبله قاسم سليماني أنه ليس من مصلحة إيران أن تندلع حرب واسعة النطاق في الوقت الراهن.
منطقة الشرق الأوسط الآن... إلى أين؟
ومضى الباحث يقول: ليس لدى حزب الله أصدقاء كُثر في منطقة الشرق الأوسط، ويرجع ذلك أساساً إلى أنه فصيل متشددة من الأقلية.
باختصارٍ شديد، بعد حرب عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، كان نصر الله أكثر شعبية في العالم العربي، وفقاً لاستطلاعات الرأي. ولم تستمر شعبيته طويلاً، لكنه ظل مؤثراً في جميع أنحاء المنطقة. والجانب الآخر الذي من شأنه أن يجعل الدول والقادة العرب السَّنَّة مرتاحين لإزاحة نصر الله والفوضى (ولو مؤقتاً) التي يعاني منها حزب الله هو أن أعمال القتال كلها في منطقة الشرق الأوسط – بما في ذلك الحرب الدائرة في غزة والآن الصراع في لبنان – تثير غضباً شعبياً في دول مثل مصر والأردن وغيرها من دول المنطقة.
وفي هذه المرحلة، تقتصر العناصر التي قد تكون مستعدة لدعم حزب الله على المتمردين الحوثيين في اليمن والميليشيات المتمركزة في العراق. لكنهما طرفان بعيدان عن بعضهما بعضاً وغير قادرين على التأثير بشكلٍ جوهري على الصراع في المنطقة.
وفي ظل رفض إيران لاندلاع حرب شاملة في المنطقة، يستبعد الباحث أن يشجع قادتها هذه الجماعات الوكيلة على التورط في وضع قد يخرج عن السيطرة. لذلك هناك كثير من الأطراف المعنية التي تريد أن تعود الحياة إلى طبيعتها في المنطقة. ومن بين تلك الأطراف إدارة بايدن التي تخشى أن تؤدي الصراعات الجارية إلى تقسيم أصوات الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في نوفمبر (تشرين الثاني).
ويصبُّ ذلك في مصلحة نتانياهو، إذ أنه قادر على التصرف بشكلٍ مستقل عن المحاولات الأمريكية لكبح جماحه. ومهما فعل، فسيستمر في تلقي الدعم العسكري الأمريكي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله مقتل نصر الله فی المنطقة لحزب الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تواصل خرق وقف إطلاق النار في لبنان.. جرفت البيوت والأراضي الزراعية
قال أحمد سنجاب، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية»، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق اتفاقية وقف إطلاق النار التي دخلت حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي، موضحًا أن الخروقات الإسرائيلية تصاعدت بشكل ملحوظ في الساعات الأخيرة، لا سيما في البلدات التي يتواجد فيها جيش الاحتلال.
وأضاف «سنجاب» خلال تغطيته للقاهرة الإخبارية، أن هذه الخروقات شملت تنفيذ سلسلة من عمليات الهدم والتجريف لمنازل وأراض زراعية في بلدة الناقورة، الواقعة في القطاع الغربي للجنوب اللبناني.
يونيفيل تتابع الوضع عن كثبوأشار مراسل القاهرة الإخبارية، إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية، التي ينفذها تقع بالقرب من مقر قيادة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل»، التي تتولى مهمة تأمين المنطقة، متابعًا أن يونيفيل تتابع الوضع عن كثب، لاسيما أن الانسحاب الإسرائيلي من هذه المناطق كان من المفترض أن يتم مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، ولكن الخروقات المستمرة من قبل جيش الاحتلال تعرقل تنفيذ هذا الانسحاب، ما يزيد من حدة التوتر في المنطقة.