◄ "حزب الله" مُستعد لـ"الالتحام المباشر" وصد التوغل الإسرائيلي "الوشيك"
◄ غالنت: المرحلة المقبلة في الحرب ضد حزب الله ستبدأ قريبا
◄ إسرائيل تبلغ أمريكا بالتخطيط لشن عملية برية "محدودة"
◄ حزب الله: رغم اغتيال القادة لم تتمكن إسرائيل من المساس بقدرتنا العسكرية
◄ نعيم قاسم: جاهزون للالتحام البري والعدو لن يُحقق أهدافه وسنخرج منتصرين
◄ محللون: التوغل البري لن يحقق النصر الكامل للاحتلال
الرؤية- غرفة الأخبار
يهدد جيش الاحتلال الإسرائيلي بشن عملية عسكرية برية في لبنان، وذلك بعد الضربات القوية التي ألحقها بحزب الله اللبناني واغتيال قادته في ضربات متتالية، أملاً في تحقيق هدفه بالقضاء على الحزب بشكل كامل وإعادة المستوطنين إلى شمال الأراضي المحتلة.
ويرى محللون أن التوغل البري في لبنان لن يُحقق النصر الذي تنشده إسرائيل، مستشهدين بالوضع في قطاع غزة، إذ توغلت دبابات الاحتلال وآلياته في مختلف مناطق القطاع دون أن تحقق أي أهداف عسكرية، في حين تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تنفيذ الكمائن لقوات الاحتلال، وآخرها كمين خان يونس بالأمس.
وبالأمس، ألمح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى اعتزام الجيش الإسرائيلي تنفيذ اجتياح بري لجنوب لبنان، قائلاً -خلال لقاء رؤساء السلطات المحلية في الشمال- إن المرحلة المقبلة في الحرب ضد حزب الله ستبدأ قريبا.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الجيش الإسرائيلي يمارس ضغوطا على المستوى السياسي للتصديق على عملية برية في لبنان.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول أمريكي، الإثنين، قوله إن إسرائيل أبلغت واشنطن بأنها تخطط لشن عملية برية محدودة في لبنان قد تبدأ قريبا.
وأضاف المسؤول الأميركي أن الحملة التي تخطط لها إسرائيل ستكون أصغر من حربها الأخيرة ضد حزب الله عام 2006، وستركز على "تطهير" البنية التحتية لحزب الله لإزالة أي تهديد على الحدود الشمالية.
وأشار إلى أن خطط إسرائيل للعملية البرية المحدودة متوافقة مع الولايات المتحدة، وأن واشنطن وتل أبيب تفاهمتا على عدم تكرار ما حدث بغزة في لبنان.
ونوه المسؤول الأميركي إلى أن إسرائيل قلصت خططها لغزو بري واسع لتركز على عملية تشمل فقط تدمير منصات إطلاق الصواريخ.
من جهتها، نقلت "سي بي إس" عن مسؤول أميركي أن إسرائيل أبلغت واشنطن بأن العملية البرية التي ستشنها جنوب لبنان وشيكة.
وذكر مسؤول إسرائيلي للصحيفة أن تل أبيب أكدت للولايات المتحدة أنها ستشن "عمليات محدودة" في عدد من القرى على طول الحدود مع لبنان.
وفي المقابل، قال نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني- في أول ظهور لمسؤول من الحزب بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله- إن "الحزب يتابع القيادة والسيطرة وفق هيكليته" وهناك بدائل لكل "قائد حين يصاب"، مؤكدا أن الحزب سيختار أميناً عاماً بأقرب فرصة.
ونفى قاسم الرواية الإسرائيلية التي تحدثت عن أن نصر الله كان مجتمعا بـ20 قياديا من الحزب، وأشار إلى أن نصر الله كان برفقة القائد العسكري بالحزب علي كركي وعباس نيلفوروشان، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، كما كان برفقته طاقم الحراسة.
وذكر في كلمته التي استمرت 20 دقيقة، أنه وفقاً لهيكلية الحزب فإنه "يوجد نواب للقادة وبدائل احتياط جاهزة عندما يصاب القائد في أي موقع كان".
وللتأكيد على قوة الحزب وتماسكه، قال قاسم إنه بعد اغتيال نصر الله استمرت عمليات المقاومة بالوتيرة نفسها وأكثر "وضربنا معاليه أدوميم وحيفا ونواصل المقاومة".
وفي إشارة إلى أن الحزب سيستمر في سياسة وحدة الساحات، قال قاسم "لن نتزحزح قيد أنملة عن مواقف السيد نصر الله".
وعلى الصعيد العسكري، شدد نائب الأمين العام لحزب الله أنه "رغم اغتيال الكوادر لم تتمكن إسرائيل من المساس بقدرتنا"، مشيرا إلى أن "العدو يجن لعدم تمكنه من تقويضنا".
وأوضح أنهم يتابعون الخطط البديلة التي وضعها نصر الله للأفراد والقادة البدلاء والجميع حاضر في الميدان.
وفي رسالة تحد لإسرائيل، قال قاسم "الخيارات مفتوحة وسنواجه أي احتمال في حال دخل الإسرائيلي بريا"، مؤكدا أن قوات المقاومة جاهزة للالتحام البري.
وذكر قاسم أن ما يقوم به الحزب من مجهود حربي حاليا هو "الحد الأدنى" كجزء من خطة مُتابعة المعركة "وبحسب تقديرنا والخطط المرسومة وما يتطلبه الميدان"، موضحًا أنَّ المعركة طويلة، مؤكدا أن "العدو الإسرائيلي لن يُحقق أهدافه وسنخرج منتصرين".
وخاطب جمهور المُقاومة والشعب اللبناني بالقول "هذا الشعب العظيم الذي وقف في مهمات صعبة وقف الآن وسنفوز كما فزنا عام 2006 على العدو الإسرائيلي".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: فی لبنان حزب الله نصر الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
حديث إسرائيلي عن قرب نهاية الحرب في لبنان.. هل حقق الاحتلال أهدافه؟
مع احتدام المعارك في جنوب لبنان، وتخطي حزب الله عتبة "الانهيار" التي كان الاحتلال يعول عليها بعد استهداف قيادته، يجري حديث إسرائيلي عن قرب انتهاء المعركة في الجبهة الشمالية.
ووضع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عدة أهداف للحرب على لبنان على رأسها إعادة سكان الشمال الدين هجرهم قصف حزب الله المستمر منذ أكثر من عام.
أسباب عدة
وحول وقف العملية البرية في جنوب لبنان، تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن عدة أسباب.
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية، إن "إسرائيل تدرس إمكانية وقف إطلاق النار بالجبهة الشمالية لتجنب أي قرار من مجلس الأمن الدولي ضدها".
وأوضحت القناة، أن إدارة بايدن تمارس ضغوطا شديدة على إسرائيل لإنهاء القتال على الجبهة الجنوبية.
من جانبها، ذكرت القناة 13 العبرية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقترب من إعلان انتهاء العملية البرية في جنوب لبنان بعد أكثر من شهر على بدايتها.
وأوضحت القناة أن التقديرات تشير إلى أن أكثر من 90 بالمئة من العمليات البرية للجيش في لبنان انتهت، كما تشير تلك التقديرات إلى أن الجيش لن يعلن انتهاء العملية البرية في لبنان قبل التوصل إلى اتفاق سياسي.
والأسبوع الماضي، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة في الجيش قولها، إن البرية حققت "إنجازات، أبرزها اكتشاف بنى تحتية تابعة لحزب الله وتدمير مخابئ أسلحة وأسر عناصر من الحزب يوفرون معلومات استخباراتية"، وفق زعما.
وأشارت إلى بدء تسريح الآلاف من القوات النظامية والاحتياطية لاستراحة مؤقتة، مع بدء التخطيط لإعادة انتشار القوات على طول الحدود اللبنانية.
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي قال في وقت سابق إنه بات بالإمكان إنهاء الحرب على جبهة لبنان، لأنه تم القضاء على القيادة العليا لحزب الله.
مزاعم عن تقدم في المفاوضات
انفرد إعلام الاحتلال بالحديث عن تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار في لبنان، إذ نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مسؤول سياسي إسرائيلي أن هناك تقدما ملموسا في المحادثات بخصوص الجبهة الشمالية.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن الحديث يدور حول اتفاق جيد جدا لإسرائيل يلبي مصالحها بشكل أمثل، فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن هناك تقدما حقيقيا في الاتصالات بخصوص الجبهة الشمالية.
هل حقق الاحتلال أهدافه؟
حتى الآن لا يبدو أن الاحتلال استطاع تحقيق شيء من أهدافه في لبنان على الرغم من نجاحه باغتيال قيادة حزب الله، إلا أن الهدف الأساس "عودة المستوطنين" لم يتحقق بعد.
ما يحدث يشير إلى العكس تماما، فحزب الله يخوض معارك ضارية في الجنوب ويكبد الاحتلال خسائر جسيمة.
كما وتيرة الصواريخ آخذة بالتصاعد حتى شملت أهدافا في حيفا و "تل أبيب الكبرى".
وتيرة قصف متصاعدة
وأعلن الحزب، في وقت مبكر اليوم الأحد، أنه قصف بالصواريخ تجمعا لقوات إسرائيلية قرب بوابة حسن في محيط بلدة شعبا اللبنانية.
كما قال الحزب إنه استهدف تجمعا آخر للجيش الإسرائيلي في مستوطنة هغوشريم برشقة صاروخية.
وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، في وقت مبكر اليوم الأحد، إن صفارات إنذار دوت في مستوطنتي كريات شمونة ومرغليوت بإصبع الجليل للتحذير من تسلل طائرة مسيرة من لبنان.
وأشار الحزب في بيان إلى تنفيذ 27 عملية السبت كان أبرزها إعلانه أنه هاجم للمرة الأولى قاعدة عين خوزلوت جنوبي بحيرة طبريا، كما أعلن أنه هاجم للمرة الأولى أيضا مصنع ملام العسكري جنوبي مدينة تل أبيب، لافتا إلى أن هذا المصنع يبعد عن حدود لبنان نحو 132 كلم.
كما قصف الحزب 3 قواعد في حيفا والجليل الأعلى وتجمعات لجنود إسرائيليين في الشمال، وشن هجوما صاروخيا على قاعدتي ميرون في الجليل وزوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا، ومدينة صفد، ومستوطنتي برعام وكريات شمونة.
وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعا مصورا يوثق إطلاق حزب الله صواريخ من مواقع قريبة من الحدود على الرغم من التوغل البري الإسرائيلي المستمر منذ أسابيع، الذي يهدف لإبعاد مقاتلي الحزب عن الحدود.
???? مصادر عبرية: توثيق لحظة إطلاق حزب الله لصواريخ من على الحدود رغم العملية البرية لجيش الاحتلال في بلدات جنوبي لبنان pic.twitter.com/RPY7Vl7FWX — ساحات - عاجل ???????? (@Sa7atPlBreaking) November 9, 2024
في المقابل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه رصد إطلاق 70 صاروخا من لبنان منذ صباح السبت، وإن الاستهداف شمل مناطق في عكا وخليج حيفا والجليل.
وأجبرت هجمات حزب الله الجمعة، على دخول نحو مليوني إسرائيلي إلى الملاجئ، فيما أعلنت الجبهة الداخلية تفعيل صفارات الإنذار في عكا وبلدات عدة في محيطها.
الخسائر تتفاقم
ومع تواصل المعارك في جنوب لبنان وشمال غزة، يفرض جيش الاحتلال رقابة صارمة على إعلان خسائره بشكل كامل.
والخميس الماضي، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل خمسة جنود وإصابة 16 آخرين في معارك بالجنوب اللبناني خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وكان الموقع الإلكتروني لجيش الاحتلال كشف الجمعة عن إصابة 10 جنود خلال 24 ساعة، ثمانية منهم أصيبوا بمعارك لبنان و2 في قطاع غزة..
ووفق الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي، فقد بلغ عدد الجرحى في غزة والضفة ولبنان 5292 عسكريا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في تقرير للكاتب السياسي بن كاسبيت٬ أن الاحتلال الإسرائيلي يخوض منذ أكثر من عام حربًا إقليمية على سبع جبهات، تكبد فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر تقدر بحوالي فرقتين من الجنود، في وقت يعاني فيه من نقص حاد في أعداد الجنود، حتى قبل احتساب القتلى والجرحى.
هذه الإجراءات، بحسب بن كاسبيت، تؤدي إلى استنزاف القوات المسلحة وارتفاع مستوى السخط بسبب زيادة العبء على القلة التي تخدم في الاحتياط، بينما يظل الجنود النظاميون يعانون من الضغط المستمر.
وأوضح التقرير أن "إسرائيل" تواجه أزمات متشابكة ومتتالية على الجبهة الداخلية، سواء كانت سياسية أو اقتصادية، في وقت تخوض فيه حربًا إقليمية، معتبراً أن السبب الرئيسي لهذه الأزمات هو "استمرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في منصبه".
حزب الله استوعب الصدمة
مرارا يؤكد أن حزب الله أنه تجاوز اغتيال قادته، وهذا ما تؤكده، المعطيات الميدانية ووتيرة القصف تجاه الأراضي المحتلة.
والأسبوع الماضي، قال الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، إنه لا مكان في "إسرائيل" ممنوع على طائرات وصواريخ حزب الله، مهددا بجعلها تستجدي وقف إطلاق النار، وتسعى إليه.
وأكد قاسم أن "حزب الله" منذ الحرب مع إسرائيل 2006 "وهو يستعد بكل أشكال الاستعداد" لهذا اليوم؛ لأنه كان يتوقع أن "تحصل الحرب في يوم من الأيام".
وأضاف الأمين العام: "نحن الآن في حالة دفاعية لمواجهة هذا العدوان الإسرائيلي والأهداف التوسعية التي أرادها" نتنياهو.
وبشأن موعد توقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، قال: "قناعتنا أنّ أمرا واحدا فقط هو الذي يوقف هذه الحرب العدوانية وهو الميدان"، في إشارة إلى صمود المقاومين في التصدي للعدوان.
وأوضح أن "الميدان يشمل قسمين: الحدود ومواجهة المقاومين لجيش الاحتلال على الحدود، والثاني هو الجبهة الداخلية وأن تصل إليها الصواريخ والطائرات حتى تدفع ثمنا حقيقيا، وتعلم أنّ هذه الحرب ليست حربا قابلة لأن ينجح فيها الإسرائيلي".
وفي هذا الصدد تحدثت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها أواخر الشهر الماضي، أن حزب الله نجح في تعيين قادة سريين بدلًا من الذين اغتالتهم إسرائيل ولكنها قيادة سرية ليس لدى الاحتلال أي معلومات عنهم، وفقا لمسؤول إسرائيلي تحدث للصحيفة.
وأضاف المسؤول، أن الحزب عين مقاتلين في مستويات منخفضة في القيادة العليا، ما مكنهم من تنظيم صفوفهم سريعا.
وأشارت إلى أن حزب الله تلقى سلسلة من الضربات القاسية في سبتمبر الماضي، وتسببت في خسائر كبرى، انتهت باغتيال حسن نصرالله الأمين العام للحزب، ولكن يبدو أن هذه الخسائر لم يكن لها تأثير فوري على العمليات العسكرية، حيث حقق حزب الله نجاحات غير عادية ضد إسرائيل في جنوب لبنان.