طوت الجمعية العامة للأمم المتحدة دورتها التاسعة والسبعين على هامش الأحداث الساخنة في العالم، وكأنها لم تنعقد، وتبارى الزعماء وكبار المسؤولين في إلقاء الخطابات والبيانات، التي وصفت جميعها ما يدور من أزمات وتحديات، وفق وجهة نظر كل دولة، وغاب الإجماع والتوافق على حل القضايا المصيرية والملفات المستعصية.
الحديث عن ضرورة إيجاد سبل سلمية لمواجهة الأزمات كان حاضراً بالدعوة إلى احترام الميثاق الأممي وسيادة الدول وحقوق الإنسان في الأمن والحياة والكرامة والعدالة الاجتماعية، لكن المشكلة الكبرى أن هذه الأمنيات اصطدمت بحسابات القوى الكبرى ومصالحها، وهو ما جرى في السنوات الأخيرة، وربما كان هذا العام أكثر وضوحاً، في غياب زعيمي أقوى دولتين بعد الولايات المتحدة، وهما الصين وروسيا، وإن كان البلدان ممثلين بوفود رفيعة، لكن حضور الرؤساء يمنح موقف الدولة وجاهة سياسية ودبلوماسية، ويؤشر إلى انفتاح على الشراكة والحوار مع الشركاء والخصوم.
ضمن الاجتماعات التمهيدية لهذه الدورة، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة «ميثاق المستقبل» الذي وضع خريطة طريق لإصلاح الأوضاع العالمية على مسار أفضل يعود بالخير على الجميع في كل مكان، لكن روسيا رفضت هذا الميثاق واعتبرته نصاً يخدم المصالح الغربية، ولن يفضي إلى تعددية حقيقية، وهو ما أكده ريتشارد غوان من مجموعة الأزمات الدولية بقوله، إنّه حتى لو كانت هناك بعض «الأفكار الجيّدة، فهذه ليست وثيقة ثورية لإصلاح التعددية بشكل كامل بناء على ما كان قد دعا إليه أنطونيو غوتيريش»، لكن الأمين العام للأمم المتحدة امتدح مصادقة أغلبية الدول الأعضاء على الميثاق المستقبلي، معتبراً الخطوة «فرصة فريدة» لتغيير مسار تاريخ البشرية.
كما أنها إنجاز يأتي بعد أن عانى العالم سنوات من كساد مالي واقتصادي وتوترات غير مسبوقة بسبب عوامل وتأثيرات مختلفة، أبرزها تداعيات جائحة «كورونا»، فضلاً عن الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من ثلاثين شهراً، وصولاً إلى العدوان الإسرائيلي على غزة الذي يتوسع بعد عام تقريباً إلى لبنان، من دون أن يلوح أفق يسمح بتوقع إلى أين تتجه كرة اللهب الملغومة بالإجرام والكراهية، وكم سيكون عدد الضحايا وحجم الدمار الذي ستعرفه منطقة الشرق الأوسط في المقبل من الأيام والأشهر والسنوات.
النتيجة السنوية التي تعقب كل دورة للجمعية العامة للأمم المتحدة هي تكريس الاختلافات وغياب التضامن الفعال، ونتيجة هذا العام كانت أكثر مرارة من السابق، فمع انعقادها أصبحت منطقة الشرق الأوسط على حافة الهاوية، وامتدت نيران الحرب الإسرائيلية من غزة إلى لبنان وسوريا واليمن، والأزمة في السودان ازدادت عنفاً واحتداماً، والصراع في أوكرانيا تخيّم عليه الأسلحة النووية.
وإزاء كل هذا تقف منظمة الأمم المتحدة غير متحدة على شيء، وعاجزة عن فعل ما يجب للحفاظ على سمعتها ودورها، وحتى من ينادون بإصلاحها وتوسيع العضوية الدائمة في مجلس الأمن، لم يتحدوا على موقف، ولا يبدو أنهم سيتفقون يوماً
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله للأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الامين العام لوزراة الدفاع يلتقي وكيل الامين العام للامم المتحدة لشؤون السلامة والامن
إلتقى الأمين العام لوزارة الدفاع اللواء ركن احمد صالح عبود بالسيد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن جيليز ميشو بمكتبه اليوم و ثمن سيادته جهود الأمم المتحدة لتقديم العون للسودان وأوضح أن القوات المسلحة السودانية جاهزة لتأمين كل المطلوبات الضرورية لسلامة عمل المنظمات الدولية والإقليمية ومنتسبيها من خلال التنسيق مع جهات الاختصاص.وأكد وكيل الأمين العام على دور الأمم المتحدة في تسهيل إنسياب المساعدات الإنسانية وتنسيق عمل المنظمات المعنية بالشؤون الإنسانية.كما أشار إلى أهمية تأمين سلامة موظفي الأمم المتحدة وضمان استمرارية عملهم، وشكر حسن التعاون مع وزارة الدفاع.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب