قال وزير الدولة للشؤون الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ شخبوط نهيان آل نهيان، الإثنين، إن بناء مستقبل آمن ومزدهر يتطلب تحديث آليات العمل متعدد الأطراف لتمكينها من "مواكبة التحديات الجسيمة التي تحيط بنا والاضطلاع بأدوار مهمة في حل النزاعات والأزمات".

جاء ذلك خلال إلقاء كلمة الإمارات في مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها الـ79.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية والتعاون الدولي إن تحديث آليات العمل متعدد الأطراف يستدعي في المقام الأول إصلاح مجلس الأمن عبر جهد شامل يضم كافة أعضاء الأمم المتحدة بما يعيد للمجلس مصداقيته ويعينه على الوفاء بولايته في حفظ السلم والأمن الدوليين ويمكنه من مكافحة الإفلات من العقاب.

وأكد أهمية ألا نغفل عن جهود الوقاية من الأزمات، مشيرا إلى أن أخطر الحروب التي شهدها التاريخ لم تنشأ بين عشية وضحاها، بل كانت امتدادا لأعوام أو عقود من التطرف وخطاب الكراهية والتعصب.

وقال إن ذلك يستدعي اتخاذ خطوات ملموسة لإعلاء قيم التسامح والتعايش السلمي وتضافر الجهود الإقليمية والدولية لإخماد شرارة النزاعات قبل اشتعالها.

وأوضح الشيخ شخبوط أن بلاده ترى أن الدبلوماسية هي "خيارنا الأمثل فلا يمكن أن نطفئ النار بالنار وحين لا تجدي المناهج التقليدية نفعا فمن واجبنا تجديدها لنتمكن من التحرك في أحلك لحظات التاريخ".

في الشأن السوداني، دان الشيخ شخبوط، بأشد العبارات، ما وصفه بـ "الاعتداء السافر الذي شنته القوات المسلحة السودانية على مقر سكن سفير دولة الإمارات في الخرطوم"، في 29 سبتمبر الجاري، واصفا ذلك بأنه "خرق صارخ للمبدأ الأساسي المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية وللمواثيق والأعراف الدولية وفي مقدمتها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية".

ودعا الشيخ شخبوط الأطراف المتحاربة في السودان إلى وقف القتال بشكل فوري ودائم، والسماح بدخول المساعدات عبر الحدود وخطوط النزاع، بشكل مستدام دون عوائق.

ودعا الأطراف المتحاربة إلى الانخراط بشكل جاد في محادثات السلام، مشيدا بالمبادرات التي تهدف للتوصل إلى حل شامل لإنهاء الأزمة السودانية.

وشدد على ضرورة مواصلة العمل الجماعي مع الشركاء الإقليميين والدوليين لرفع المعاناة عن الشعب السوداني الشقيق.

غزة

وفي غزة، أكد الوزير الإماراتي ضرورة تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار وإدخال المساعدات، بشكل عاجل ودون عوائق وعلى نطاق واسع، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وقال إن بلاده لم تدخر جهدا في دعم الأبرياء المحاصرين في غزة "حيث عملنا على مدهم بالمساعدات العاجلة عبر البر والجو والبحر وسعينا لتوفير العلاج لأشقائنا الفلسطينيين من المرضى والمصابين عبر إنشاء مستشفى ميداني في رفح ومستشفى عائم في العريش، مع استمرارنا في إجلاء الجرحى والمرضى وذويهم من قطاع غزة لتلقي العلاج في مستشفيات دولة الإمارات وأغلبهم من الأطفال ومرضى السرطان".

وأضاف أن بلاده واصلت دعم وكالة الأونروا، وحيّا كافة الجهود التي يبذلها العاملون في المجال الإنساني، والتي قال إنها تمثل "الشعاع المضيء وسط نفق الحرب المظلم".

وشدد الشيخ شخبوط على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، استنادا إلى حل الدولتين والنظر في تشكيل بعثة دولية مؤقتة في القطاع، بدعوة رسمية من الحكومة الفلسطينية، بهدف معالجة الكارثة الإنسانية وإرساء دعائم الأمن وسيادة القانون.

لبنان

كما شدد الوزير الإماراتي على أهمية توخي الحكمة في معالجة التطورات الإقليمية المتسارعة المنذرة بالخطر في منطقتنا.

وأضاف: "يبدو أن ما كنا نحذر منه يتطور الآن بشكل قد يصبح غير قابل للسيطرة".

وأعرب عن الأسى إزاء امتداد الحرب إلى لبنان "في الوقت الذي كنا نتطلع فيه للإعلان عن التوصل لصفقة تنهي الحرب على غزة".

وقال إن رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أمر بتقديم مساعدات إغاثية عاجلة للشعب اللبناني الشقيق بقيمة 100 مليون دولار لمساندتهم في مواجهة التحديات الراهنة.

دعوة لإيران

في شأن آخر، جدد الشيخ شخبوط مطالبة بلاده لإيران بإنهاء احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى والتي قال إنها تعد جزءا لا يتجزأ من أراضي دولة الإمارات.

وحث إيران على الاستجابة لدعوات بلاده المتكررة لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى مـحكمة العدل الدولية.

العمل المشترك هو السبيل الوحيد

من ناحية أخرى، قال المسؤول الإماراتي إن العمل المشترك هو السبيل الوحيد لمواجهة المخاطر التي تهدد مستقبل البشرية والكوكب بما في ذلك التغير المناخي.

وقال إن مخرجات مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين للمناخ الذي استضافته بلاده أبرزت ما يمكن تحقيقه "إن عملنا معا خاصة بعد اعتماد 198 دولة لاتفاق الإمارات التاريخي" الذي قال إنه جسد توافقا دوليا لوضع مجموعة من التدابير لتفادي ارتفاع الحرارة في كوكب الأرض فوق مستوى درجة ونصف مئوية وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار لتعويض الدول الأكثر تضررا من تغير المناخ.

وقال إن بلاده ستواصل التعاون مع الجميع لدعم العمل المناخي والطاقة المتجددة والنظيفة، والمساعي الرامية للحد من أزمة ندرة المياه، معلنا أن بلاده ستستضيف مؤتمر المياه عام 2026 بالشراكة مع السنغال.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الإمارات وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ شخبوط القوات المسلحة السودانية دولة الإمارات الخرطوم الإمارات الأمم المتحدة الدبلوماسية الحلول الدبلوماسية الجهود الدبلوماسية البعثة الدبلوماسية الإمارات وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ شخبوط القوات المسلحة السودانية دولة الإمارات الخرطوم أخبار الإمارات دولة الإمارات الشیخ شخبوط وقال إن

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان تدعو لوقف القتال في المنطقة ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

دعا وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي إلى الوقف الفوري للقتال وإطلاق النار في قطاع غزة وفي لبنان، ومعالجة أسباب الصراع بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني على أساس حل الدولتين.


وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكد البوسعيدي، في كلمة سلطنة عُمان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن السلطنة قيادة وحكومة وشعبا، تؤمن باستخدام الوسائل المشروعة والسلمية لحل القضايا والصراعات، كما أكد ضرورة منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ووضع حد لسياسة الإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، ورفع المعاناة الإنسانية المفروضة عليه.
وقال بدر البوسعيدي: "إننا نؤمن بأهمية تكثيف العمل على احتواء التصعيد والتوتر وحقن الدماء عبر الاحتكام للحوار العاقل وقواعد القانون الدولي ومـيثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية، واحترام سيادة الدول ووحدتها ووحدة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية بما يكفل لسائر الأقطار والشعوب حق العيش في أمان وفي سلام وكرامة".
وأوضح وزير الخارجية العماني أن بلاده ماضية ببرامجها في مجال الحماية الاجتماعية، وتسعى بشكل متواصل لتطوير هذه البرامج بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية؛ ما يشير إلى مدى التقدم الذي حققته سلطنة عمان في مجال التنمية المستدامة.
وأكد دعم بلاده المتواصل للشباب، حيث تعدهم عماد المستقبل ومحور التنمية المستدامة، وقال: "نؤمن بأن الشباب هم القوة الدافعة للابتكار والبناء والتطور وخلق الفرص التي تمكنهم من توظيف مهاراتهم والمساهمة الفاعلة في بناء المستقبل".
وسلط البوسعيدي الضوء على أهمية تعزيز الاحترام والتعايش السلمي بين الشعوب، ودعا إلى مكافحة جميع أشكال التمييز والعنصرية والكراهية والعنف، وقال "إن بلاده تبذل جهودا كبيرة في مجال التعامل مع تحديات التغير المناخي والحد من الانبعاثات وتحفيز الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، انطلاقا من إيمانها بأهمية حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية".
ورحب وزير خارجية عُمان، باعتماد ميثاق المستقبل، وقال "إنه ثمن الجهود الدولية المشتركة التي أدت إلى تحقيق هذا الإنجاز الذي يضع خارطة الطريق للعالم نحو تعزيز التعاون الدولي ومواجهة التحديات العالمية بفعالية وتعاون"، ودعا جميع الدول الأعضاء إلى الالتزام بتنفيذ الميثاق والعمل على تحقيق رؤيته وأهدافه من خلال التعاون المثمر وتبادل المعرفة واتخاذه مسارا من مسارات بلوغ مستقبل أفضل وأكثر أمانا وازدهارا للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • الإمارات: الدبلوماسية الخيار الأمثل.. ولا تطفئُ النار بالنار
  • الإمارات تدعو إلى إعادة ضبط بوصلة العمل الدولي
  • شخبوط بن نهيان: يجب إعادة ضبط بوصلة العمل الدولي وتوحيد الموقف تجاه القضايا الشائكة
  • بيان عاجل لجيش السودان رد فيه على اتهامات وجهتها دولة الإمارات.. ماذا حدث؟
  • أمريكا تطالب بـ "الدبلوماسية" لتجنّب الحرب الشاملة
  • الرئيس المصري يحذر من اتساع رقعة الصراع في المنطقة
  • الشيخ فهد الصباح: نعتز بالعلاقات الثنائية الأخوية الوطيدة مع الإمارات
  • سلطنة عمان تدعو لوقف القتال في المنطقة ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع
  • رئيس الوزراء الصومالي يصف الإجراءات الإثيوبية بالتهديد الخطير لبلاده