أعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء عملية برية "محددة الهدف" تستهدف مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان. جاء هذا التوغل بعد تصاعد التوترات على الحدود بين البلدين، حيث توغلت وحدات الكوماندوز الإسرائيلية في المناطق الحدودية اللبنانية. وقد أفاد سكان بلدة عيتا الشعب الحدودية بوقوع قصف عنيف وظهور طائرات مروحية ومسيرة في الأجواء.

يأتي هذا الهجوم في إطار عملية موسعة تستهدف البنية التحتية لحزب الله، والتي تعتبرها إسرائيل مصدر تهديد مباشر لأمن حدودها الشمالية.

قصف عين الحلوة وتصاعد التوترات

شن الجيش الإسرائيلي غارة جوية على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، استهدفت منير مقدح، القيادي العسكري في حركة فتح. وفقًا لمصادر فلسطينية، أسفرت الغارة عن وقوع إصابات، لكن لم يتم التأكد بعد من وجود مقدح في المنزل المستهدف. تأتي هذه الغارة ضمن سلسلة هجمات إسرائيلية متزامنة مع العملية البرية على الحدود، حيث تعرضت مناطق أخرى مثل الضاحية الجنوبية لبيروت لقصف مكثف، مما أدى إلى وقوع خسائر مادية وبشرية كبيرة.

الأهداف والعمليات البرية الإسرائيلية

صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن العملية البرية في جنوب لبنان تهدف إلى استهداف مواقع حزب الله التي تشكل تهديدًا مباشرًا للمستوطنات الإسرائيلية الحدودية. تم الإعداد لهذه العملية لعدة أشهر، بمشاركة القوات البرية والمدفعية وسلاح الجو الإسرائيلي، وهي تستهدف تأمين المنطقة الحدودية من تهديدات حزب الله، بالتزامن مع العمليات الجارية في غزة. كما أوضح الجيش أن العملية تهدف إلى دفع حزب الله بعيدًا عن المناطق الحدودية، وتهيئة الظروف لاتفاق دبلوماسي يحل الأزمة.

ردود فعل إقليمية ودولية

حظيت العملية الإسرائيلية بتأييد من الولايات المتحدة، حيث أفاد مسؤولون أمريكيون بأن إدارة بايدن تتفهم الأهداف الإسرائيلية المتمثلة في تقليص التهديدات الحدودية. في المقابل، أبدت الحكومة اللبنانية قلقها الشديد إزاء تصاعد العنف واستهداف المناطق المدنية. على صعيد آخر، استمرت ردود الفعل الغاضبة في المنطقة، حيث أعلن حزب الله اللبناني استعداده لمواجهة أي توغل بري، مؤكدًا أن معركة طويلة قد تكون بانتظار إسرائيل.

استهدافات إضافية: دمشق وبغداد تحت النار

لم تقتصر الهجمات الإسرائيلية على لبنان، فقد شنت غارات على العاصمة السورية دمشق، استهدفت مواقع استراتيجية داخل المدينة ومحيطها. أسفرت هذه الهجمات عن مقتل عدد من المدنيين، من بينهم المذيعة صفاء أحمد، وإصابة آخرين بجروح خطيرة. بالإضافة إلى ذلك، تعرضت قاعدة عسكرية بالقرب من مطار بغداد لهجمات صاروخية، في مؤشر على اتساع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة.

التداعيات الإنسانية: خسائر وضحايا

تسببت الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان وضواحي بيروت في مقتل 95 شخصًا وإصابة 172 آخرين. كما تأثرت المناطق الحدودية اللبنانية بشكل كبير جراء القصف المدفعي المكثف، مع إعلان الجيش الإسرائيلي عدة مناطق كـ "مناطق عسكرية مغلقة". يأتي هذا في وقت تتواصل فيه الجهود الدولية لاحتواء الأزمة المتفاقمة، فيما تتزايد المخاوف من تصعيد عسكري أكبر في المنطقة.

جهود الإجلاء الدولية: بريطانيا وفرنسا تستعدان للطوارئ

بسبب تصاعد العنف، أعلنت بريطانيا استئجار طائرة لإجلاء رعاياها من لبنان، مشددة على أهمية مغادرة البلاد فورًا. كما أرسلت فرنسا سفينة عسكرية لتتمركز قبالة الساحل اللبناني، تحسبًا لأي طارئ يتطلب إجلاء رعاياها. تأتي هذه التحركات في إطار جهود دولية لحماية المدنيين في ظل تفاقم الأزمة.

تحذيرات حزب الله وتصاعد المعارك

أصدر حزب الله بيانًا أعلن فيه استهدافه تحركات للقوات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية، مؤكدًا استعداده للرد على أي توغل بري. ومع استمرار الاشتباكات، يتزايد التوتر في المنطقة الحدودية، وسط تحذيرات من تصعيد شامل قد يتسبب في مزيد من الخسائر والأضرار.

ختام الأحداث: استمرارية التوتر الإقليمي

لا تزال المنطقة على صفيح ساخن، حيث تتوالى الضربات الإسرائيلية على عدة جبهات، من جنوب لبنان إلى دمشق وبغداد. في حين تستعد الأطراف الإقليمية والدولية لمواجهة تداعيات الصراع المتصاعد، يبقى الحل الدبلوماسي هو الأمل الوحيد لتجنب المزيد من الكوارث الإنسانية والأمنية في المنطقة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الاجتياح البري طائرات مروحية سلسلة هجمات صاروخ على الحدود التوغل الإسرائيلي الجیش الإسرائیلی الإسرائیلیة على جنوب لبنان فی المنطقة حزب الله

إقرأ أيضاً:

وسائل إعلام لبنانية: إخلاء بعض المراكز الحدودية تمهيدًا للهجوم البري الإسرائيلي

ذكرت وسائل إعلام لبنانية ودولية، مساء اليوم الاثنين، بأنه طُلب من الجيش اللبناني إخلاء بعض المراكز الحدودية تمهيدا للهجوم البري الاسرائيلي المرتقب، وفقًا لـ"روسيا اليوم".

أمريكا: تل أبيب أبلغت واشنطن بشأن العمليات البرية في لبنان مقهور ومجروح .. طوني خليفة يعلق على تطورات الأوضاع في لبنان (فيديو)


وقالت محطة تلفزيون "الجديد" وصحيفة "النهار" إن الجيش اللبناني تلقى الطلب عبر قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
وأشارت إلى أن الإخلاء جرى منذ ساعات المساء الأولى.
وأفادت مصادر لصحيفة "النهار" بأن الجيش اللبناني غادر مركزه في أبو شنان قرب قطمون بمنطقة رميش ليقوم بإعادة تمركز قواته في عدة مناطق حدودية أخرى.
وصرح مصدر أمني لبناني لوكالة "رويترز" بأن القوات اللبنانية انسحبت لمسافة 5 كيلومترات على الأقل شمال حدودها الجنوبية مع إسرائيل.

وأكد سكان محليون ومصدر أمني لـ"رويترز" أنهم شاهدوا انسحاب الجيش اللبناني من عدة مواقع على الحدود الجنوبية مع إسرائيل.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد قال الاثنين خلال اجتماع لرؤساء المجالس المحلية في شمال إسرائيل، إن المرحلة التالية من الحرب على طول الحدود الجنوبية للبنان ستبدأ قريبا.

وصرح بأن المرحلة التالية ستساهم في تحقيق هدف الحرب المتمثل في إعادة السكان الذين تم إجلاؤهم من المنطقة إلى منازلهم.
 وذكرت صحيفتان أمريكيتان أن قوات خاصة ربما نفذت بالفعل عمليات توغل داخل مساحات محدودة، فيما نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدرين وصفتهما بالمطلعين قولهما إن القوات الخاصة الإسرائيلية نفذت عمليات تسلل داخل الأراضي اللبنانية في الأيام الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • التوغل البري الإسرائيلي في لبنان ليس الأول.. نظرة على تاريخ هذه العمليات
  • دول تتحرك لإجلاء رعاياها من لبنان مع بدء الاجتياح العسكري البري الإسرائيلي
  • التوغل البري الإسرائيلي في لبنان.. دول تتحرك لإنقاذ رعاياها
  • السنيورة: التوغل البري الإسرائيلي في لبنان سيطيل الحرب ويزيد المآسي
  • هل انسحب الجيش اللبناني من الحدود مع إسرائيل بعد إعلان التوغل البري؟
  • أكسيوس عن مصادر: التوغل البري الإسرائيلي في لبنان لن يكون على غرار 2006
  • وسائل إعلام لبنانية: إخلاء بعض المراكز الحدودية تمهيدًا للهجوم البري الإسرائيلي
  • أكسيوس يكشف أهداف الاجتياح البري الإسرائيلي لجنوب لبنان
  • مسؤول أمريكي: الاجتياح البري الإسرائيلي للبنان سيبدأ خلال ساعات