مؤشرات تنفيذ اسرائيل الغزو البرّي تتصاعد.. وغارات جوية مكثفة على الضاحية ليلا
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
تصاعدت المؤشرات بسرعة إلى احتمال تنفيذ إسرائيل تهديداتها بغزو بري للجنوب إذ راحت وسائل الإعلام الإسرائيلية تؤكد تباعاً مساء أمس أن العملية البرية في جنوب لبنان ستبدأ "خلال ساعات".وليلا استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت بالغارات الاسرائيلية المكثفة بعد تحذيرات اسرائيلية للاهالي في حارة حريك والمريجة والليلكي باخلائها فورا.
واوضح مصدر عسكري ان لا صحة للمعلومات عن انسحاب الجيش الى مسافة خمسة كيلومترات انما اعادة تمركز للعناصر المنتشرة عند نقاط حدودية الى مراكز اكبر.
وفي تطور لافت تم استهداف منزل المسؤول الفلسطيني منير المقدح في مخيم عين الحلوة بغارة لكنه لم يكن موجودا وقت الغارة.
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أن "العد التنازلي لعملية برية في جنوب لبنان تحرك أسرع مما كان متوقعًا". بل إن محطة "سي إن إن" الأميركية نقلت عن مسؤولين أميركيين أن إسرائيل نفذت عمليات خاصة داخل الأراضي اللبنانية قرب الحدود. وأفادت أن المسؤولين الأميركيين قلقون من أن ما قد يبدأ توغل محدود قد يتحول إلى عملية اكبر. كما نقلت شبكة "سي بي اس" عن مسؤول أميركي أن "إسرائيل أبلغت واشنطن أن العملية البرية التي ستشنها على جنوب لبنان وشيكة وقد تبدأ الليلة (أمس)". وقال مسؤول أميركي رفيع "أن إسرائيل ستدخل لتدمير البنية التحتية لـ"حزب الله" قرب الحدود ثم تنسحب".
ولفتت مصادر مقربة في حزب الله ل"الديار" الى ان التصريحات في هذا الوقت الدقيق لا تقدم او تؤخر، وستكون الكلمة للميدان في الساعات والايام المقبلة، وحينها النتائج ستتكلم عن نفسها، وفق الخطط التي صادق عليها السيد الشهيد حسن نصرالله. وهو ما اكد عليه النائب حسن فضل الله الذي اكد ان المقاومة بكامل جهوزيتها لمواجهة قوات الاحتلال. اما عضو المكتب السياسي الحاج محمود قماطي فقد اكد ان «الحلفاء سيتدخلون اذا ما توسعت المعركة».
واعتبرت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان سلسلة اتصالات يفترض ان تشق طريقها من أجل العمل على حل يقي لبنان ويوقف العدوان الإسرائيلي عليه ووقف إطلاق النار وأشارت إلى أن المطلوب ترجمة الألتزام بالقرارات الدولية ولاسيما القرار ١٧٠١ وقالت إن صورة سوداوية ترتسم اثر بدء التوغل البري الأسرائيلي والذي لا يمكن التكهن عما قد يجر معه.
إلى ذلك أكدت أن الحل الديبلوماسي يجب أن تشترك به الدول المعنية، وأفادت أنه يعمل في الوقت نفسه على تحصين الجبهة الداخلية والتعاطي بحكمة ومسؤولية .
وكتبت" الاخبار": تقدّم العدوّ خطوة إضافية في حربه المفتوحة ضدّ لبنان. وكل المؤشرات التي وردت عبر مصادر عربية (مؤيدة ضمناً لما تفعله إسرائيل)، تفيد بأن العدوّ يتصرف على أنه في «مسار انتصاري»، وأنه ينوي القيام بكل شيء من أجل تحقيق هدف جوهري يتعلّق بالقضاء على حزب الله، وأن الهدف التالي لإسرائيل هو ضرب ما تسمّيه «أذرع إيران» في سوريا والعراق واليمن، وصولاً الى استدراج إيران الى احتكاك يسمح لها بفتح حرب ضدها بمشاركة الولايات المتحدة ودول غربية.ليل أمس، ضجّ الإعلام الإسرائيلي بالحديث عن القرار بشنّ عملية برية في لبنان. وقد حرص الأميركيون، كما جهات إسرائيلية، على إشاعة أجواء بأن العملية البرية ستكون سريعة ومحدودة المساحة والزمن. لكن المصادر العربية تقول بأن «كل ما يشاع لا صلة له بحقيقة ما تنوي إسرائيل القيام به». ونقل عن هذه المصادر قولها «إن على اللبنانيين توقّع حربٍ قاسية جداً، وإن إسرائيل لن توفّر أي هدف مدني أو يخص الدولة اللبنانية في سياق تحقيق هدفها، وخصوصاً أنها تريد تغييراً سياسياً واسعاً في لبنان يواكب أيّ حلّ يقوم بعد الحرب».
وبحسب معلومات هذه المصادر، فإن العدوّ سيلجأ الى «عمليات خاصة، ومفاجئة، تستهدف إحباط خطط المقاومة لصدّ الهجوم البري، وإن مسرح العمليات المتوقعة من قبل جيش الاحتلال قد لا يكون جوهره في المناطق الحدودية، بل يتعدّاه الى مناطق في عمق لبنان، وسط مؤشرات بسعي العدوّ للوصول الى مناطق بقاعية على الحدود مع سوريا، وإنه يريد قطع الطرقات ومنع التواصل بين المناطق، وإن القصف العنيف سيتيح لقواته التحرك من دون اللجوء الى سلاح المدرعات، وإن الهدف المركزي الأول للعملية البرية هو الوصول الى منشآت تقول بأن حزب الله أقامها تحت الأرض ولا يمكن تدميرها إلا من خلال الوصول إليها.
وقالت المصادر إن إسرائيل «تعتقد بقوة أن حزب الله في وضع عسكري وسياسي وقيادي صعب، ولن يكون بمقدوره القيام بأمور كثيرة». وتضيف بأن الأمر الآن صار رهن نتائج الوضع على الأرض، وخصوصاً أن الجهات الخارجية تسأل عمّا بإمكان المقاومة أن تفعله في مواجهة الحرب القائمة.
من جانبها، دخلت قيادة حزب الله «مرحلة الصمت» الذي يمنع أي تحليلات أو نشر معطيات لا صلة لها بما تفكّر فيه. بينما واصل الإعلام الحربي توزيع بيانات حول العمليات التي يقوم بها في الجنوب. وليلاً، وزع شريط فيديو بعنوان «الرضوان بانتظاركم» يعرض فيه مشاهد لمقاومين من قوات الرضوان التي يقول العدوّ إنه عطّل قدراتها القيادية، علماً أن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم كان قد أكد، في أول كلمة له بعد استشهاد السيد حسن نصر الله، أن المقاومة صامدة والوضع التنظيمي والجهادي في حالة جيدة، وأن المقاومة تنتظر العدوّ لمواجهته في كل الميادين.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
دور السردية في استنهاض الوعي وتغييبه
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
وَظَّفَ الكيان الصهيوني ورعاته، في حربه الوجودية مع الوطن العربي، السرديةَ كوسيلةٍ من وسائل الحرب النفسية، في إطار استراتيجية طويلة ومُتجددة، ومتعددة الروايات والأساليب، بقصد تمرير اختراق العقل العربي المعاصر المأزوم والمُثقل بحلقات متتالية من الحروب والمؤامرات المتلاحقة، وبالنتيجة تسبب في تحريف الحقائق وتشويه الواقع، وإحلال أكاذيب انطلت على الكثير من عرب زماننا، والذين أصبحوا مُنتجين نجباء لسرديات مثيلة، تُكرِّس الهزيمة فِينا، والقوة في العدو؛ كقضاءٍ وقدرٍ!
لهذا لا نجد لدى عرب زماننا سردية واحدة موحَّدة في توصيف احتلال العدو لفلسطين، ولا توصيفاً واحدًا مُوحَّدًا لتعريف الكيان الصهيوني. وعندما غابت السردية العربية المُوحَّدة لتعريف الكيان الصهيوني، تشتت عرب زماننا في نظرتهم وتوصيفهم ومنسوب قناعتهم بالقضية الفلسطينية وعدالتها، وبماهية الكيان الصهيوني ووظيفته في قلب الأمة؛ فرأينا الخلط الفاضح بين اليهودية كديانةٍ سماويةٍ، والصهيونية كحركةٍ وضعيةٍ دنيويةٍ؛ هدفها الاستراتيجي قضم الأمة العربية قُطرًا قُطرًا؛ بدءًا من فلسطين وانطلاقًا منها، ولهذا قويت شوكة العدو وانتصر علينا بسردياته أولًا، ثم بالعُدة والعتاد ثانيًا.
من نِعَمِ الله على الأُمَّة أن العدو لم يتمكن من تطويع كامل فلسطين منذ سبعة عقود ونيف، كما لم يهنأ بالاستقرار من دول الطوق بالنسبة والتناسب عبر تاريخ احتلاله وزاده "طوفان الأقصى" طامّة كبرى اليوم، حين واجه حربًا شاملة من جغرافيات مختلفة، طالت جميع مُدنه وبلداته ومرافقه الحيوية، وشلَّت أوجه الحياة فيه، وأخرجت جيشه ووحداته وأسلحته الحرجة من الخدمة.
مُشكلة الكيان اليوم أنه يواجه فصائل تحمل ارادة شعبية عربية واسعة حطَّمت سردياته، وواجهت صلفه وجرائمه النِد للنِد، فعجَّلت بفنائه ورفعت من منسوب النضال وثقافة المقاومة وجدواها لتحرير الأرض وصون العرض.
لم يستنزف "طوفان الأقصى" العدو في ميدان المعركة فحسب؛ بل وضع وجوده على المحك، وبات مرهونًا بزمن قصير وواضح المؤشرات، وأعفى النظام الرسمي العربي من المواجهة، وكشف له حقيقة الكيان ووظيفته لمن استُشكِل عليه ذلك، وبقي أسير سرديات عفا عليها الطوفان.
لم يدخر العدو سلاحًا ولا تكتيكًا ولا حيلة طيلة أكثر من عامٍ ونصف العام، وبهذا أسقط جميع أوراقه دفعة واحدة وأحرقها، حلمًا منه في تحقيق نصر استراتيجي واحد يُلوِّحُ به في وجه المقاومة ويعيد تموضعه على الأرض مجددًا.. ففشل!
سحب العدو فرقه العسكرية من غزة وجنوب لبنان بعد الضربات النوعية التي تلقاها والخسائر الكبيرة التي مُني بها، واليوم فشل في إعادة أي منها الى قلب المعركة، بسبب الرفض والتمرد في صفوف قواته، فلجأ الى المزيد من الدمار في البُنى التحتية وقتل المدنيين لرفع منسوب الخسائر والألم؛ كي يُفقد المقاومة حاضنتها الشعبية، ويعلم ما تُعده لمواجهات الغد؛ لأن العدو يعلم أن المواجهة القادمة مع فصائل المقاومة لن تكون كسابقاتها؛ بل ستنطلق من حيث انتهى طوفان الأقصى.
ولهذا يُسوِّق العدو ورعاته اليوم لثقافة العلف في غزة ولبنان في حال تسليم المقاومة لسلاحها وتخليها عن شرف النضال والتحرر، ويُردِّد خلفهم جوقة التطبيع والمُتصهيِنِين سردية "المغامرة غير المحسوبة" لفصائل المقاومة، لتسويق انبطاحهم وخنوعهم على أنه عقلانية وواقعية، ولبرهنة أن الشعوب يُمكنها العيش بلا شرف أو كرامة.
قبل اللقاء.. ما يزال العقل العربي المُعاصر أسيرًا ومُنقسمًا حول رواية من قتل الصحابي عمَّار بن ياسر!! كما لا يزال أسيرًا لتوصيف كفار قريش للنبي الأكرم عليه الصلاة والسلام، قبل الرسالة وبعدها؛ حيث كان يُلقَّب بالصادق الأمين قبل الرسالة، ثم بالساحر والكذاب والمجنون بعد الرسالة!!
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصر