المسلة:
2025-01-19@05:00:36 GMT

حقّاً إنها خسارة كبرى للبشرية

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

حقّاً إنها خسارة كبرى للبشرية

12 أغسطس، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

د. رعدهادي جبارة

من عجائب الأمور التي توقفت عندها في حياة الرسول محمد (ﷺوآله) و عصر صدر الإسلام ما يمكن تسميته الإهمال المتعمد و المقصود لتراث الرسول الأكرم (ﷺ وآله) ،إذ إنه الإنسان الوحيد في الكون الذي قال عنه الله عزوجل ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ☆ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4]
فكل ما يقوله حق وصدق وهدى ورحمة للعالمين.

فلماذا يهمَل ولا يكتَب؟!

والنبي الأعظم ﷺوآله بإجماع المسلمين شيعةً و سنة بلّغ رسالته كلها بأمانة (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يعصمك من الناس) ولم يقصّر في ذلك مطلقاً،ولم يكن في كلامه شيء زائد يستحق أن يهمل.

هذا الرسول (ﷺوآله) عاش 10سنوات في مكة مضطهَداً متكتماً،ولكنه عندما هاجر إلى المدينة وإقام بها10أعوام كان مطاعاً مكرماً فاستطاع تأسيس [مسجد النبي ص]وإقامة صلاة الجمعة والجماعة، وكان يعقد صلاة الجمعة بإمامته (غالباً) مادام حيا كما ورد في سورة الجمعة {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ فَٱسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّه}

ونعرف أن في كل شهر 4جُمع وفي كل سنة 12شهراً ولو أردنا أن نعرف عدد أسابيع السنة الميلادية فهي52.177 وبما أن السنة الهجرية تقل عن أيام السنة الميلادية ب11يوما تقريبا فإن عدد أسابيع السنة الهجرية يبلغ واحداً و خمسين (51) أسبوعاً اي ثمة 51جمعة في كل عام هجري.

ولو تنزّلنا واعتبرنا العدد بلا كسور 50جمعة فإن المسلمين ائتموا بالنبي ﷺوآله 50جمعة في كل عام ،وفي كل صلاة جمعة خطبتان، فيكون عدد خطب النبي ﷺوآله في العام 100خطبة تقريبا، وخلال الأعوام العشرة لإقامة النبي بالمدينة يبلغ عددها 1000خطبة جمعة يضاف لها خطب العيدين[الفطر والاضحى] التي نطق بها لسان النبي الاكرم (ﷺوآله)؛هذا اللسان المنزّه الصادق الطاهر الناصح الهادي إلى سبيل الرشاد.

فلماذا لانكاد نجد في كتب الروايات والسِيَر النبوية والصحاح و الموسوعات وجوامع الحديث النبوي ولو نصف هذا العدد من خطب النبي ﷺوآله؟؟بل لانجد حتى عُشرها، لماذا؟وهو القائل (قَيّدوا العِلْمَ بالكتاب) رواه الخطيب في تاريخ بغداد.

هل يعقل أن ينهى شخص واحد كل المسلمين المعاصرين للرسول ﷺوآله عن تدوين رواياته و خطبه فيمتثلون له؟ و يخشون بطشه؟مهما كان هذا الشخص.

حقاً؛أليست هذه خسارة كبرى للعالم الإسلامي وأمة محمد (ﷺوآله) لأنهم لم يوثِّقوا ما قاله هذا المرشد الاكبر والمصلح الأعظم الذي بعثه الله {رَسُولࣰا مِّنۡهُمۡ یَتۡلُوا۟ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰاتِهِۦ وَیُزَكِّیهِمۡ وَ یُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَـٰابَ وَ ٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبۡلُ لَفِی ضَلَـٰالࣲ مُّبِینࣲ ۝٢﴾ [الجمعة/٢]؟بل هي خسارة كبرى للبشرية.

لا شك ولا ريب أننا خسرنا -بعدم وصول الألف خطبة نبوية إلينا- إضاءات النبي ﷺوآله و ارشاداته القيمة و تعاليمه السامية وعلومه النافعة ومكارم أخلاقه الفذة الواردة ضمن أكثر من 1000خطبة ؛لم تُكتَب، ولم تصلنا منها سوى خطبة الوداع و خطبة غدير خم (وربما كانتا خطبة واحدة).

أقولها بقوة وإصرار:
كان على الرجال والنساء حول الرسول (ﷺوآله) ومعاصريه أن يهتموا و يبذلوا كل ما في وسعهم وغاية ما في طاقتهم لكي يسجلوا للأجيال كلها كلام الرسول ﷺوآله الذي يستحق أن يُكتب بحروف من نور فيضيء للبشرية مسيرتها على مَرّ العصور ،و تَعاقُب الدهور، جيلاً بعد جيل.
وللحديث صلة،لاحقاً.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

كيف يقضي المسلم يوم الجمعة؟.. سنن مستحبة عن النبي

كيف يقضي المسلم يوم الجمعة؟.. يوم الجمعة هو يوم عظيم خاصة عند المسلمين لذا يجب اغتنام هذه اليوم منذ الاستيقاظ عن طريق اتباع سنن يوم الجمعة وليلة الجمعة، ويجب معرفة مستحبات يوم الجمعة، وماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة، وماذا نقول في يوم الجمعة، لعل الله هز وجل يستجيب منا هذا أفعالنا في هذا اليوم المبارك.

يوم الجمعة

يُعد يوم الجمعة يوماً مباركاً لدى المسلمين،فعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله قال: (خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة: فيه خُلِقَ آدم عليه السلام وفيه أُدْخِلَ الجنة وفيه أُخْرِجَ منها. ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة ). رواه مسلم وأبوداود والنسائي.

وقيل إن سبب تسمية يوم الجمعة بهذا الاسم في الإسلام لأنّ الله -سبحانه- جمع خلق آدم -عليه السلام- في ذلك اليوم، وقيل لاجتماع الناس للصلاة فيه في المسجد، فهو يومٌ جامعٌ لهم، وورد سوى ذلك فقيل لأنّ يوم الجمعة جُمعت فيه فضائل كثيرة، وقيل أيضًا أنّ الله جمع بين آدم وحوّاء في يوم الجمعة بعد ما نزلا إلى الأرض.

سنن يوم الجمعة

ويبدأ المسلم يوم الجمعة بالاستيقاظ مبكراً والاغتسال والتطيب، ويُكثر من الصلاة على النبيلقوله- تعالى-:﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾،[سورة الأحزاب: الآية 56]، عن الإمام علي بن ابي طالب رضى الله تعالى عنه قال: مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ ﷺ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِائَةَ مَرَّةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَى وَجْهِهِ مِنَ النُّورِ نُورٌ، يَقُولُ النَّاسُ: أَيُّ شَيْءٍ كَانَ يَعْمَلُ هَذَا.

ويحرص المسلم أيضاً على قراءة سورة الكهف لقول رسول الله - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ قَرَأَ الْعَشْر الْأَوَاخِر مِنْ سُورَة الْكَهْف عُصِمَ مِنْ فِتْنَة الدَّجَّال»، وقوله -صلى الله عليه وسلّم-: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء»، وعن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: مَن قَرَأَ سورةَ الكَهفِ يومَ الجُمُعةِ أضاءَ له من النورِ ما بَينَ الجُمُعتين.

ثم يرتدي المسلم ثياباً جميلاً وطاهرة ويبكر من الذهاب للمسجد، بالإضافة لحسن الاستماع لخطبة الجمعة والإنصات الجيد للخطيب، ويجب اتباع حسن السلوك أثناء التواجد بالمسجد، والالتزام بأخلاق الإسلام مع المصلين.

ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة؟

-قراءة سورة الكهف في ليلته أو في نهاره.

-قراءة سورة الدخان، ويس في الليل، من فعل ذلك غفر الله له ذنبه.

-قراءة سورة المنافقين أو الجمعة، أو الأعلى، أو الغاشية، أو ما تيسر منها أثناء الصلاة.

-الاغتسال وتقليم الأظافر، والتطيب، ولبس أفضل الثياب.

-الإكثار من الدعاء، سواء من الأدعية المأثورة في القرآن أو السنة.

-التبكير في الخروج للصلاة في المسجد.

سنة هجرها الكثير يوم الجمعة

التبكير الى صلاة الجمعة سنة مهجورة لا يعلم فضلها كثير من الناس حيث ورد الكثير من الأحاديث النبوية التي تؤكد عِظم أجرها وثوابها عند الله تعالى.

كشف دار الإفتاء المصرية، عن اختلاف العلماء في تحديد معنى الساعات المذكورة في حديث «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً"؛ ولكن هدف التبكير واضح.

وأضافت الإفتاء، أن هذا المعني سيتحقَّق للمصلي إذا ذهب قبل الصلاة بساعة أو أكثر أو أقل، لكن المهم جدًّا ألاَّ يتأخَّر حتى صعود الإمام إلى المنبر، وإلا راح الأجر كله.

واستشهدت بما رواه البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ المَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ».

مقالات مشابهة

  • رحلة النبي ﷺ.. من الأنبياء الذين التقى بهم الرسول في الإسراء والمعراج
  • بث مباشر.. مفتي الجمهورية يلقي خطبة الجمعة من مسجد مصر بالعاصمة الإدارية
  • خطورة التكفير.. نص خطبة الجمعة اليوم 17 يناير 2025
  • خير ما دعا به الرسول في يوم الجمعة لجلب البركة والرزق.. ردده دائما
  • موضوع خطبة الجمعة الموحدة اليوم على مساجد الأوقاف.. تعرف عليه
  • كيف يقضي المسلم يوم الجمعة؟.. سنن مستحبة عن النبي
  • موضوع خطبة الجمعة غدًا.. "التحذير من خطورة التكفير"
  • نص خطبة الجمعة غدًا 17 يناير 2025
  • الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان «التحذير من خطورة التكفير»
  • التحذير من خطورة التكفير.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 17 يناير