المسلة:
2025-02-22@22:13:42 GMT

حقّاً إنها خسارة كبرى للبشرية

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

حقّاً إنها خسارة كبرى للبشرية

12 أغسطس، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

د. رعدهادي جبارة

من عجائب الأمور التي توقفت عندها في حياة الرسول محمد (ﷺوآله) و عصر صدر الإسلام ما يمكن تسميته الإهمال المتعمد و المقصود لتراث الرسول الأكرم (ﷺ وآله) ،إذ إنه الإنسان الوحيد في الكون الذي قال عنه الله عزوجل ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ☆ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4]
فكل ما يقوله حق وصدق وهدى ورحمة للعالمين.

فلماذا يهمَل ولا يكتَب؟!

والنبي الأعظم ﷺوآله بإجماع المسلمين شيعةً و سنة بلّغ رسالته كلها بأمانة (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يعصمك من الناس) ولم يقصّر في ذلك مطلقاً،ولم يكن في كلامه شيء زائد يستحق أن يهمل.

هذا الرسول (ﷺوآله) عاش 10سنوات في مكة مضطهَداً متكتماً،ولكنه عندما هاجر إلى المدينة وإقام بها10أعوام كان مطاعاً مكرماً فاستطاع تأسيس [مسجد النبي ص]وإقامة صلاة الجمعة والجماعة، وكان يعقد صلاة الجمعة بإمامته (غالباً) مادام حيا كما ورد في سورة الجمعة {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ فَٱسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّه}

ونعرف أن في كل شهر 4جُمع وفي كل سنة 12شهراً ولو أردنا أن نعرف عدد أسابيع السنة الميلادية فهي52.177 وبما أن السنة الهجرية تقل عن أيام السنة الميلادية ب11يوما تقريبا فإن عدد أسابيع السنة الهجرية يبلغ واحداً و خمسين (51) أسبوعاً اي ثمة 51جمعة في كل عام هجري.

ولو تنزّلنا واعتبرنا العدد بلا كسور 50جمعة فإن المسلمين ائتموا بالنبي ﷺوآله 50جمعة في كل عام ،وفي كل صلاة جمعة خطبتان، فيكون عدد خطب النبي ﷺوآله في العام 100خطبة تقريبا، وخلال الأعوام العشرة لإقامة النبي بالمدينة يبلغ عددها 1000خطبة جمعة يضاف لها خطب العيدين[الفطر والاضحى] التي نطق بها لسان النبي الاكرم (ﷺوآله)؛هذا اللسان المنزّه الصادق الطاهر الناصح الهادي إلى سبيل الرشاد.

فلماذا لانكاد نجد في كتب الروايات والسِيَر النبوية والصحاح و الموسوعات وجوامع الحديث النبوي ولو نصف هذا العدد من خطب النبي ﷺوآله؟؟بل لانجد حتى عُشرها، لماذا؟وهو القائل (قَيّدوا العِلْمَ بالكتاب) رواه الخطيب في تاريخ بغداد.

هل يعقل أن ينهى شخص واحد كل المسلمين المعاصرين للرسول ﷺوآله عن تدوين رواياته و خطبه فيمتثلون له؟ و يخشون بطشه؟مهما كان هذا الشخص.

حقاً؛أليست هذه خسارة كبرى للعالم الإسلامي وأمة محمد (ﷺوآله) لأنهم لم يوثِّقوا ما قاله هذا المرشد الاكبر والمصلح الأعظم الذي بعثه الله {رَسُولࣰا مِّنۡهُمۡ یَتۡلُوا۟ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰاتِهِۦ وَیُزَكِّیهِمۡ وَ یُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَـٰابَ وَ ٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبۡلُ لَفِی ضَلَـٰالࣲ مُّبِینࣲ ۝٢﴾ [الجمعة/٢]؟بل هي خسارة كبرى للبشرية.

لا شك ولا ريب أننا خسرنا -بعدم وصول الألف خطبة نبوية إلينا- إضاءات النبي ﷺوآله و ارشاداته القيمة و تعاليمه السامية وعلومه النافعة ومكارم أخلاقه الفذة الواردة ضمن أكثر من 1000خطبة ؛لم تُكتَب، ولم تصلنا منها سوى خطبة الوداع و خطبة غدير خم (وربما كانتا خطبة واحدة).

أقولها بقوة وإصرار:
كان على الرجال والنساء حول الرسول (ﷺوآله) ومعاصريه أن يهتموا و يبذلوا كل ما في وسعهم وغاية ما في طاقتهم لكي يسجلوا للأجيال كلها كلام الرسول ﷺوآله الذي يستحق أن يُكتب بحروف من نور فيضيء للبشرية مسيرتها على مَرّ العصور ،و تَعاقُب الدهور، جيلاً بعد جيل.
وللحديث صلة،لاحقاً.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

خطبة الجمعة اليوم.. نوح العيسوي: الشريعة الإسلامية تميزت بالسهولة والتيسير.. والعمل التطوعي يقوي التماسك والترابط بين أفراد المجتمع.. فيديو

خطبة الجمعة اليوم
خطيب الأوقاف يؤكد:
سيرة النبي مليئة بالرفق والتيسير والإسلام برئ من التشدد
العمل التطوعي يقوي التماسك والترابط بين أفراد المجتمع
الشريعة الإسلامية تميزت بالسهولة والتيسير

قال الدكتور نوح العيسوي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الدين الإسلامي الحنيف، هو دين الوسطية والاعتدال، ومن أجل ما تميزت به الشريعة الإسلامية، هو الرفق والسهولة والتيسير، فلا ترى فيها حرجا ولا مشقة ولا عسر ولا شدة.

وأضاف نوح العيسوي، في خطبة الجمعة اليوم، من مسجد السلام بالسنطة محافظة الغربية، أن الله تعالى يقول في كتابه العزيز (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) ويقول تعالى (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).

كما يبين النبي الكريم، يسر الدين وسماحته وينهى عن التشدد والمبالغة فيه، فيقول النبي (إن الدين يسر ولن يشاد أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشئ من الدلجة).

وأشار إلى أن المشادة في الدين أن يضيق الإنسان واسعا أو أن يحرم الإنسان مباحا أو أن يوجب الإنسان ما ليس بواجب، فهذه هي المشادة في الدين.

وذكر خطيب الأوقاف، أن من يسر الإسلام وسماحته أن الله تعالى لم يكلف أحدا من عبادته فوق طاقته، فيقول تعالى ( فاتقوا الله ما استطعتم ) ويقول تعالى (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).

وأكد أن التيسير منهج رباني، حدد النبي معالمه وأرسى قواعده بعيدا عن التشدد والعنت والتكلف والتطرف، فقال النبي (إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق) أي إن هذا الدين قوي وشديد فسيروا فيه برفق ولين دون عنت أو تشدد أو تكلف أو تطرف أو غلو، ولا تحملوا أنفسكم مالا تطيقون فتعجزوا عن العبادة والعمل.

وقال الدكتور نوح العيسوي، من علماء وزارة الأوقاف، إنه لو تأملنا وتتبعنا سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- لوجدنا أنها مليئة بالتيسير والرفق لتؤكد أن الإسلام برئ من الغلو والتطرف والتشدد والتكلف في الدين.

وأضاف نوح العيسوي، في خطبة الجمعة اليوم، من مسجد السلام بالسنطة محافظة الغربية، أن النبي كانت دعوته دعوة التيسير والتخفيف، فعندما سمع أن رجلا يؤم الناس في صلاته، فأطال عليهم، غصب النبي غضبا شديدا وقال (إن منكم منفرين فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة).

وأشار إلى أن التيسير هو منهج الدين الإسلامي، ويدخل النبي المسجد فيجد حبلا ممدودا بين ساريتين (عمودين) فسأل النبي: ما هذا؟ قالوا: هذا حبل للسيدة زينب تصلي فإذا كسلت تعلقت بالحبل فأمسكت به، فقال النبي: لا، حلوه حلوه فليصلي أحدكم نشاطه فإذا كسل أو فتر فليقعد).

وتابع: الإنسان حينما يتعبد لربه فعليه أن يكون في نشاطه فإذا فتر نشاطه أو ضعيف فليستريح حتى يعود إلى نشاطه لأن الإسلام لا يريد من أبنائه أن يتكلفوا أو يغالوا في عبادتهم لله تعالى.

وأكد أن النبي يأمرنا بالأعمال التي نطيق الدوام عليها، ولا نغالي فيها حتى لا يحدث منا تفريط أو ترك للعبادات، فبعض الناس يجتهد في قيام الليل والنوافل، فإذا ما أراد أداء الفريضة شعر بالكسل، فليس هذا هو الدين.

وقال الدكتور نوح العيسوي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الدين الإسلامي الحنيف يحث على التعاون وبذل الخير للغير، بالمشاركة في أعمال الخير التي تدل على التماسك والترابط بين أفراد المجتمع.

وأضاف نوح العيسوي، في خطبة الجمعة اليوم، من مسجد السلام بالسنطة محافظة الغربية، أن المسلم دائما مفتاح للخير مسارع فيه، لقوله تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).

وأشار إلى أن العمل التطوعي هو واجب وطني ونبل أخلاقي وإنساني ومطلب شريف، ينشره المسلم سخي الأخلاق بين أبناء وطنه، حتى يتحقق قول النبي (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).

وأكد أن العمل التطوعي يسهم بقوة بالتماسك والترابط بين أفراد المجتمع، ولذلك جعله النبي من أفضل الأعمال إلى الله فقال النبي (أحب الأعمال إلى الله، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا، ولئن أمشى مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا).

وتابع: فما أجمل أن يشارك الإنسان في الأعمال التطوعية وأن يساهم فيها، التي تدل على الترابط والتماسك والتكافل بين جميع أفراد المجتمع.

مقالات مشابهة

  • الأوقاف:«يا باغي الخير أقبِل» موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • خطبة الجمعة اليوم.. نوح العيسوي: الشريعة الإسلامية تميزت بالسهولة والتيسير.. والعمل التطوعي يقوي التماسك والترابط بين أفراد المجتمع.. فيديو
  • موضوع خطبة الجمعة اليوم 21 فبراير 2025
  • موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد الأوقاف
  • دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة
  • برج الميزان| حظك اليوم الجمعة 21 فبراير 2025..خسارة الأموال
  • أهمية الاعتدال في الدين وتعزيز العمل التطوعي.. نص خطبة الجمعة 21 فبراير 2025
  • خالد الجندي: الأحاديث النبوية كتبت في عهد سيدنا النبي
  • خالد الجندي: الأحاديث النبوية كُتبت فى عهد الرسول
  • إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ برِفْقٍ.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 21 فبراير