المسلة:
2024-09-28@05:38:19 GMT

حقّاً إنها خسارة كبرى للبشرية

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

حقّاً إنها خسارة كبرى للبشرية

12 أغسطس، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

د. رعدهادي جبارة

من عجائب الأمور التي توقفت عندها في حياة الرسول محمد (ﷺوآله) و عصر صدر الإسلام ما يمكن تسميته الإهمال المتعمد و المقصود لتراث الرسول الأكرم (ﷺ وآله) ،إذ إنه الإنسان الوحيد في الكون الذي قال عنه الله عزوجل ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ☆ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4]
فكل ما يقوله حق وصدق وهدى ورحمة للعالمين.

فلماذا يهمَل ولا يكتَب؟!

والنبي الأعظم ﷺوآله بإجماع المسلمين شيعةً و سنة بلّغ رسالته كلها بأمانة (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يعصمك من الناس) ولم يقصّر في ذلك مطلقاً،ولم يكن في كلامه شيء زائد يستحق أن يهمل.

هذا الرسول (ﷺوآله) عاش 10سنوات في مكة مضطهَداً متكتماً،ولكنه عندما هاجر إلى المدينة وإقام بها10أعوام كان مطاعاً مكرماً فاستطاع تأسيس [مسجد النبي ص]وإقامة صلاة الجمعة والجماعة، وكان يعقد صلاة الجمعة بإمامته (غالباً) مادام حيا كما ورد في سورة الجمعة {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ فَٱسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّه}

ونعرف أن في كل شهر 4جُمع وفي كل سنة 12شهراً ولو أردنا أن نعرف عدد أسابيع السنة الميلادية فهي52.177 وبما أن السنة الهجرية تقل عن أيام السنة الميلادية ب11يوما تقريبا فإن عدد أسابيع السنة الهجرية يبلغ واحداً و خمسين (51) أسبوعاً اي ثمة 51جمعة في كل عام هجري.

ولو تنزّلنا واعتبرنا العدد بلا كسور 50جمعة فإن المسلمين ائتموا بالنبي ﷺوآله 50جمعة في كل عام ،وفي كل صلاة جمعة خطبتان، فيكون عدد خطب النبي ﷺوآله في العام 100خطبة تقريبا، وخلال الأعوام العشرة لإقامة النبي بالمدينة يبلغ عددها 1000خطبة جمعة يضاف لها خطب العيدين[الفطر والاضحى] التي نطق بها لسان النبي الاكرم (ﷺوآله)؛هذا اللسان المنزّه الصادق الطاهر الناصح الهادي إلى سبيل الرشاد.

فلماذا لانكاد نجد في كتب الروايات والسِيَر النبوية والصحاح و الموسوعات وجوامع الحديث النبوي ولو نصف هذا العدد من خطب النبي ﷺوآله؟؟بل لانجد حتى عُشرها، لماذا؟وهو القائل (قَيّدوا العِلْمَ بالكتاب) رواه الخطيب في تاريخ بغداد.

هل يعقل أن ينهى شخص واحد كل المسلمين المعاصرين للرسول ﷺوآله عن تدوين رواياته و خطبه فيمتثلون له؟ و يخشون بطشه؟مهما كان هذا الشخص.

حقاً؛أليست هذه خسارة كبرى للعالم الإسلامي وأمة محمد (ﷺوآله) لأنهم لم يوثِّقوا ما قاله هذا المرشد الاكبر والمصلح الأعظم الذي بعثه الله {رَسُولࣰا مِّنۡهُمۡ یَتۡلُوا۟ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰاتِهِۦ وَیُزَكِّیهِمۡ وَ یُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَـٰابَ وَ ٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبۡلُ لَفِی ضَلَـٰالࣲ مُّبِینࣲ ۝٢﴾ [الجمعة/٢]؟بل هي خسارة كبرى للبشرية.

لا شك ولا ريب أننا خسرنا -بعدم وصول الألف خطبة نبوية إلينا- إضاءات النبي ﷺوآله و ارشاداته القيمة و تعاليمه السامية وعلومه النافعة ومكارم أخلاقه الفذة الواردة ضمن أكثر من 1000خطبة ؛لم تُكتَب، ولم تصلنا منها سوى خطبة الوداع و خطبة غدير خم (وربما كانتا خطبة واحدة).

أقولها بقوة وإصرار:
كان على الرجال والنساء حول الرسول (ﷺوآله) ومعاصريه أن يهتموا و يبذلوا كل ما في وسعهم وغاية ما في طاقتهم لكي يسجلوا للأجيال كلها كلام الرسول ﷺوآله الذي يستحق أن يُكتب بحروف من نور فيضيء للبشرية مسيرتها على مَرّ العصور ،و تَعاقُب الدهور، جيلاً بعد جيل.
وللحديث صلة،لاحقاً.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

«الأوقاف» تخصص خطب شهر أكتوبر لدعم مبادرة بداية

خصصت وزارة الأوقاف خطب الجمعة في شهر أكتوبر المقبل، لدعم إطلاق الدولة المصرية لمبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان وانتصارات أكتوبر، وتحقيق استراتيجية الدولة المصرية والأوقاف.

عنوان خطبة الجمعة

وجاء عنوان خطبة الجمعة الأولى من شهر أكتوبر بعنوان: “وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ”، لتوضح أن الهدف منها توجيه وعي جمهور المسجد إلى نعمة الله العظيمة التي أنعم الله بها حينما نصر جيش مصر العظيم في حرب أكتوبر وأننا نريد التحلي بروح نصر أكتوبر في كل أوقاتنا من الثبات والوفاء وحب الوطن، وتعد تلك الخطبة ضمن المحور الاستراتيجي الثالث من لوزارة الأوقاف وهو محور بناء الإنسان.

بناء الإنسان

أما خطبة الجمعة الثانية من شهر أكتوبر، جاءت بعنوان "رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا"، بهدف سهولة التعامل وتحويل البيع والشراء إلى مدخل للود والصلة وليس للتسلط والمناعة.

أما خطبة الجمعة الثالثة من شهر أكتوبر جاءت بعنوان: “لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ”، بهدف تعظيم حرمة الإنسان وعدم التنمر به أو التسلط عليه أو إلحاق الأذى به أو معايرته بعيب فيه، لتدعم محور استراتيجية محاربة التطرف اللاديني.

توعية الإنسان 

أما خطبة الجمعة الرابعة من شهر أكتوبر جاءت بعنوان: “وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا”، بهدف توعية الإنسان أن يخاطب الناس جميعًا بأحسن القول وأجمل الكلام وأن يطهر لسانه من الكذب وفحش القول مع الإشارة إلى أن نقول للناس حسنا في عالم الواقع أو في العالم الافتراضي السوشيال ميديا.

مقالات مشابهة

  • انتصارات أكتوبر.. الأوقاف: وما النصر إلا من عند الله موضوع خطبة الجمعة المقبلة
  • العواري خطيبًا.. نقل شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر
  • سورتان كان الرسول يقرؤهما في صلاة الجمعة.. عبادة عظيمة
  • حديث الصلاة على النبي يوم الجمعة.. وردت 10 مرات في السنة لتأكيد فضلها
  • موضوع خطبة الجمعة اليوم 27 سبتمبر 2024
  • «الأوقاف» تخصص خطب شهر أكتوبر لدعم مبادرة بداية
  • طلب العلم.. نقل شعائر صلاة الجمعة غدا من الجامع الأزهر
  • الأوقاف: تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة بعنوان «يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ»
  • الجامع الأزهر ينظم احتفالية كبرى بمناسبة ذكرى ميلاد النبي محمد غدا
  • الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة