لا شكّ أنّ اقتراف الذنوب والوقوع في المعاصي ليس ببعيد عن الطبيعة الإنسانية؛ فكل إنسان مُعرض لشيء من ذلك قل أو كثُر، ولكن الله سبحانه وتعالى واسع المغفرة، وقد قضى سبحانه وتعالى أن تسع رحمته جميع الأشياء، وأن يشمل لطفُه خلقه وعبادَه، ولكن يظل هناك بعض الذنوب التي لا يغفرها الله سبحانه وتعالى إلا بشروط حددها الشرع.

ذنوب لا يغفرها الله سبحانه وتعالى

ووفقًا لدار الإفتاء المصرية، فإنّ العبد إذا تاب إلى ربه ورجع، قبِل الله تبارك وتعالى توبته حتى لو ارتكب أشنع الخبائث لأن رحمته وسعت كل شيء في الأرض وفي السماء؛ قال تعالى: «وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ»، أما إذا تعلَّق الذنب بحقوق العباد فلا بد من التحلل من المظلمة لأن الله تعالى قد يغفر ما كان من الذنوب متعلقًا بحقه، ولا يغفر ما كان متعلقًا بحقوق العباد، إلا إذا تحلَّل الظالم من المظلوم فسامحه.

واسْتُدِل على ذلك بما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ».

ومن بين الذنوب التي لا يغفرها الله سبحانه وتعالى هي الشرك بالله، لقوله عز وجل في الآية الكريمة: «إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا»، وفي الصحيحين عن ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ».

والمقصود بالكافر أو المشرك الذي لا يغفر الله له بحسب دار الإفتاء، هو الذي يُصر على كفره حتى يقبض الله روحه ويموت على الكُفر، أما إذا تاب الكافر إلى ربه وأسلم، ويقبل الله توبته؛ قال تعالى: «قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ».

شروط التوبة من الكبائر

وأشارت دار الإفتاء المصرية أنّ المسلم حتى إذا ارتكب الكبائر أو غيرها ثم تاب إلى ربه قبله الحق تباركت أسماؤه، وباب التوبة مفتوح لن يُغلق أبدًا إلا بعد أن تصل الروح إلى الحلقوم، ولكن عليه أن يتحدث بها وقد سترها الله عليه، وإلَّا كان من المجاهرين، وعليه أن يبادر بالتوبة إلى الله؛ بالندم الشديد على ما فعل، والعزم الصادق على ألَّا يرجع إلى المعصية، وليُكثر من الاستغفار وقراءة القرآن والصلاة وعمل الخير أملًا في رحمة الله ومغفرته ورضوانه؛ فقد ورد أن هذه الأمور تكفِّر الذنوب وتمحو الخطايا؛ قال تعالى: «إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا»، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الكبائر الذنوب التوبة التوبة من الذنوب التوبة من الكبائر

إقرأ أيضاً:

والدة مدير الإعلام بأمارة المنطقة الشرقية في ذمّة الله

انتقلت إلى رحمة الله تعالى والدة مدير الإعلام بأمارة المنطقة الشرقية على فيصل الشهري.
وكتب الشهري: "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره
أخبار متعلقة طقس المساء.. أمطار خفيفة إلى متوسطة على أجزاء من الشرقيةالقبض على شخص لترويجه مادة الحشيش المخدر في الشرقيةانتقلت إلى رحمة الله تعالى والدتي الغالية اليوم الأحد.
أسأل الله أن يغفر لها ويرحمها ويتجاوز عنها، ويسكنها فسيح جناته، وأن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة، ويجمعنا بها في مستقر رحمته.
وسيصلى عليها بعد صلاة ظهر غد الاثنين في جامع الملك سلمان بمدينة خميس مشيط .
و(اليوم) التي آلمها الخبر، تتقدم بأحر التعازي إلى أسرة الفقيدة، "إنا لله وإنا إليه راجعون".

مقالات مشابهة

  • والدة مدير الإعلام بأمارة المنطقة الشرقية في ذمّة الله
  • علي جمعة: الطاعة أن تعبد الله كما يريد بعيدا عن العقل والهوى
  • احمد هارون: عارفين الفرق بيننا وبين الملائكة؟ – فيديو
  • دعاء لطلب العفو والغفران.. 7 كلمات مستجابة ولو ارتكبت الكبائر
  • علي جمعة يعدد مواطن النفحات الإلهية المخفية خارج شهر رمضان
  • معنى حديث «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا»، ونفي تحريضه على فعل الذنوب
  • 8 أمور أخفاها الله من يدركها ضمن الجنة واستجابة الدعاء.. علي جمعة يكشف عنها
  • داعية يحذر من العودة إلى الذنوب بعد رمضان
  • 8 أمور أخفاها الله عن عباده.. اعرف الحكمة الإلهية
  • حكم صلاة الجمعة لمن أدرك الإمام في التشهد.. دار الإفتاء توضح