ذنوب لا يغفرها الله سبحانه وتعالى لعباده إلا بشروط.. أحدها شائع بين الناس
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
لا شكّ أنّ اقتراف الذنوب والوقوع في المعاصي ليس ببعيد عن الطبيعة الإنسانية؛ فكل إنسان مُعرض لشيء من ذلك قل أو كثُر، ولكن الله سبحانه وتعالى واسع المغفرة، وقد قضى سبحانه وتعالى أن تسع رحمته جميع الأشياء، وأن يشمل لطفُه خلقه وعبادَه، ولكن يظل هناك بعض الذنوب التي لا يغفرها الله سبحانه وتعالى إلا بشروط حددها الشرع.
ووفقًا لدار الإفتاء المصرية، فإنّ العبد إذا تاب إلى ربه ورجع، قبِل الله تبارك وتعالى توبته حتى لو ارتكب أشنع الخبائث لأن رحمته وسعت كل شيء في الأرض وفي السماء؛ قال تعالى: «وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ»، أما إذا تعلَّق الذنب بحقوق العباد فلا بد من التحلل من المظلمة لأن الله تعالى قد يغفر ما كان من الذنوب متعلقًا بحقه، ولا يغفر ما كان متعلقًا بحقوق العباد، إلا إذا تحلَّل الظالم من المظلوم فسامحه.
واسْتُدِل على ذلك بما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ».
ومن بين الذنوب التي لا يغفرها الله سبحانه وتعالى هي الشرك بالله، لقوله عز وجل في الآية الكريمة: «إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا»، وفي الصحيحين عن ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ».
والمقصود بالكافر أو المشرك الذي لا يغفر الله له بحسب دار الإفتاء، هو الذي يُصر على كفره حتى يقبض الله روحه ويموت على الكُفر، أما إذا تاب الكافر إلى ربه وأسلم، ويقبل الله توبته؛ قال تعالى: «قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ».
شروط التوبة من الكبائروأشارت دار الإفتاء المصرية أنّ المسلم حتى إذا ارتكب الكبائر أو غيرها ثم تاب إلى ربه قبله الحق تباركت أسماؤه، وباب التوبة مفتوح لن يُغلق أبدًا إلا بعد أن تصل الروح إلى الحلقوم، ولكن عليه أن يتحدث بها وقد سترها الله عليه، وإلَّا كان من المجاهرين، وعليه أن يبادر بالتوبة إلى الله؛ بالندم الشديد على ما فعل، والعزم الصادق على ألَّا يرجع إلى المعصية، وليُكثر من الاستغفار وقراءة القرآن والصلاة وعمل الخير أملًا في رحمة الله ومغفرته ورضوانه؛ فقد ورد أن هذه الأمور تكفِّر الذنوب وتمحو الخطايا؛ قال تعالى: «إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا»، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الكبائر الذنوب التوبة التوبة من الذنوب التوبة من الكبائر
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى بـ«الإفتاء»: الابتلاءات تطهير من الذنوب ورفع للدرجات
أكد الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الله عز وجل خلق الموت والحياة ليبتلي الإنسان، كما جاء في قوله تعالى: «تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا»، موضحًا أن الحياة مليئة بالسراء والضراء، وهي بمثابة اختبار من الله ليمتحن إيمان وصبر عباده.
الابتلاء تطهير ورفع درجاتوأوضح هشام، خلال حديثه ببرنامج «مع الناس» المذاع على قناة الناس، أن الابتلاءات التي يواجهها الإنسان قد تكون في الصحة والمال أو غيرهما، والحكمة الإلهية في الابتلاء تهدف إلى تطهير النفس من الذنوب ورفع درجات المؤمن، مضيفًا أن البعض يتساءل: «لماذا أنا؟»، مشيرًا إلى أن هذه التساؤلات تعكس عدم فهم الحكمة من الابتلاء، والله يبتلي من يشاء من عباده لتطهيرهم من الخطايا وتهذيب أرواحهم.
الابتلاء سبيل للتكفير عن الذنوبواستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، حتى الشوكه يشاكها، إلا كفر الله به من خطاياه»، مبيّنًا أن كل ما يصيب المسلم من ألم أو هم هو وسيلة للتكفير عن الذنوب التي قد لا يستطيع الإنسان محوها بالأعمال العادية.
الصبر مفتاح الفرجوشدد على أن الصبر هو السلاح الأقوى لمواجهة البلاء، والمسلم يجب أن يثق في حكمة الله وعدله، مؤكدًا أن الصبر على المصائب ليس فقط سببًا للتكفير عن السيئات، ولكنه أيضًا وسيلة لرفع الدرجات عند الله؛ إذ يُعد الابتلاء في بعض الأحيان علامة على محبة الله لعبده، إذ يختصه بابتلاءات تهدف لتهذيب نفسه وزيادة قربه من الله.