الحرة:
2025-05-01@10:03:18 GMT

حرب تتجاوز لبنان

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

حرب تتجاوز لبنان

بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية "محددة الهدف والدقة" في جنوب لبنان ضد مواقع حزب الله، وسط ترقب دولي حيال تصاعد المعركة التي يخشى كثيرون أن تتسع لحرب شاملة.

العملية، التي أطلق عليها اسم "سهام الشمال"، جاءت بتوجيهات المستوى السياسي الإسرائيلي وبإعداد مسبق من هيئة الأركان العامة، في إطار تصعيد مستمر على الحدود الشمالية.

وتشمل العملية هجمات منسقة بين القوات البرية وسلاح الجو الإسرائيلي، إضافة إلى قصف مدفعي يستهدف البنى التحتية التابعة لحزب الله، وذلك في محاولة لتقليص التهديدات الموجهة للبلدات الإسرائيلية في الشمال.

"سهام الشمال".. إسرائيل تدخل لبنان بريا بغطاء جوي ومدفعي بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية "محددة الهدف والدقة" ضد أهداف تابعة لحزب الله اللبناني في منطقة جنوب لبنان، وذلك بناء على قرار المستوى السياسي.

وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أكد في وقت سابق أن هذه الخطوة هي تمهيد لمرحلة تالية من دون الكشف عن تفاصيل محددة، بينما صادق المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر "الكابينيت" على توسيع الحملة، ما يشير إلى إمكانية توسع المعركة في المستقبل القريب.

وفي تحول لافت في الصراع، أعلنت إسرائيل السبت أنها قتلت زعيم حزب الله، حسن نصر الله، الجمعة في ضربة وصفت بأنها "نقلة نوعية".

هذا الاغتيال يشير إلى مرحلة جديدة من المواجهة الساخنة على الجبهة الشمالية، ويعكس تصعيدا استراتيجيا قد يعيد رسم خارطة النفوذ في المنطقة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لم يتوان عن إرسال رسائل تحذيرية إلى إيران، مشيرا إلى قدرة إسرائيل على الوصول إلى أهدافها في أي مكان في الشرق الأوسط، وهو ما يحمل تهديدا ضمنيا لطهران وحلفائها.

الليطاني.. قصة نهر يرسم حدود الحرب منذ 50 سنة لطالما شكّل نهر الليطاني في جنوب لبنان مرجعية جغرافية لتحديد أهداف عسكرية ولوجستية للجيش الإسرائيلي، على الأقلّ، منذ العام 1978.

اغتيال نصر الله لا يعد ضربة فقط لحزب الله، بل هو اختبار جدي لمحور المقاومة بقيادة إيران، خاصة في ظل الاغتيالات المتكررة لزعماء الحلفاء مثل قائد حركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران قبل أسابيع.

وتطرح هذه الأحداث تساؤلات حول مدى قدرة إيران على الرد، خصوصا وأنها تتعامل بحذر مع التوتر المتصاعد، وهو ما يجعل المنطقة بأكملها تعيش حالة من الترقب الحذر حيال ردود الفعل المحتملة.

وتعكس التحركات الإسرائيلية استراتيجية واضحة تهدف إلى فصل الجبهات والضغط على حزب الله للابتعاد عن الحدود الشمالية، ما قد يغير ميزان القوى في المنطقة لصالح إسرائيل.

الألوية التابعة للقيادة الشمالية تجري تدريبات منذ أشهر على عملية برية في لبنان. أرشيفية

في المقابل، يتمسك حزب الله بموقفه في عدم السماح بفصل جبهات "محور المقاومة"، معتبرا أن الجنوب اللبناني وغزة جبهتان موحدتان في مواجهة إسرائيل، وهو ما يشير إلى احتمالية تصعيد أوسع.

وفي ظل مقتل نائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني، عباس نيلفوروشان، في غارة استهدفت جنوب بيروت، يبدو أن المعركة باتت تقترب من لحظة حاسمة، مع تصاعد التصريحات والتعزيزات من كافة الأطراف.

ومع تأكيد وزير الدفاع الإسرائيلي أن اغتيال نصر الله لا يمثل نهاية الطريق، فإن المنطقة تقف على أعتاب مرحلة مليئة بالمفاجآت، وقد تتحول إلى ساحة صراع واسع النطاق يشمل أطرافا جديدة.

والأيام المقبلة ستكشف ما إذا كانت هذه العملية البرية مجرد خطوة محدودة لتأمين الحدود، أو أنها تمهيد لمواجهة شاملة، مع تزايد المخاوف من أن التصعيد الحالي قد يستدرج قوى أخرى إلى مسرح الصراع، ما يهدد باستمرار حالة عدم الاستقرار الإقليمي.

Search MBN News بحث Facebook Twitter YouTube Instagram RSS

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

عدوان لا يتوقف وسلاح لا يُسلم.. لبنان بين فكّي إسرائيل و»حزب الله»

البلاد- بيروت
فيما تواصل إسرائيل قصف الجنوب والضاحية والبقاع في محاولة لتفكيك البنية العسكرية لحزب الله، يراوغ الحزب في ملف تسليم السلاح، متمسكًا بشروطه، فيما تبذل الدولة اللبنانية جهودًا شاقة لبسط سيادتها دون الانزلاق إلى صدام داخلي أو استفزاز آلة القتل الإسرائيلية.
وفي أحدث تطور، زار رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز، بيروت، أمس (الأربعاء)، حيث التقى الرئيس اللبناني جوزيف عون بحضور السفيرة الأمريكية ليزا جونسون. اللقاء شهد تأكيدًا لبنانيًا على ضرورة تفعيل اللجنة والضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانسحابها من خمس تلال جنوبية لا تزال تحتلها، إضافة إلى إطلاق الأسرى اللبنانيين. كما قدم جيفرز خلفه، الجنرال مايكل جاي ليني، الذي سيتولى رئاسة اللجنة خلال المرحلة القادمة، وهو قائد قوة المهام في القيادة المركزية الأمريكية.
اللقاء جاء قبيل مغادرة عون إلى الإمارات برفقة وزير الخارجية يوسف رجّي، في زيارة رسمية تستمر يومين، تهدف إلى تعزيز العلاقات وجذب الدعم العربي لجهود الأمن والإصلاح وإعادة الإعمار، في ظل ظرف دقيق يتطلب دعمًا سياسيًا واقتصاديًا فوريًا.
بالتوازي، واصل الجيش اللبناني تنفيذ مهامه جنوب الليطاني، حيث أعلن الرئيس عون في لقاء مع وفد معهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن، الثلاثاء، أن الجيش يطبق القرار 1701 رغم العراقيل الميدانية المتمثلة ببقاء إسرائيل في خمس نقاط حدودية. وأكد أن “قرار حصرية السلاح لا رجوع عنه”، وأن عملية سحب السلاح ستتم بالحوار، تجنبًا لأي اضطرابات أمنية.
من جهته، اعتبر رئيس الحكومة فؤاد سلام أن الغارات الإسرائيلية على الضاحية وسواها تشكّل “خرقًا واضحًا لترتيبات وقف الأعمال العدائية”، مطالبًا بتفعيل آلية المراقبة الدولية. كما شدد خلال استقباله وفد نقابة الصحافة على أن لبنان ملتزم بالاتفاق وعلى إسرائيل أن تلتزم أيضًا، مضيفًا أن بقاء الدعم الأمريكي والفرنسي مهم لضمان ذلك.
ورغم إعلان حزب الله دعم الدولة، بدا موقفه أكثر تصلبًا في الخطاب الأخير لأمينه العام نعيم قاسم، الذي وضع ثلاثة شروط مسبقة قبل أي حوار حول السلاح: انسحاب إسرائيل، وعودة الأسرى، وبدء إعمار ما دمرته الحرب. وهو ما رآه مراقبون تناقضًا مع موقفَي رئيس الجمهورية والحكومة، وتراجعًا عن مضمون البيان الوزاري الذي نال ثقة “الحزب” نفسه.
السلطة الرسمية اللبنانية تراوح مكانها في ملف السلاح، متسلّحة بالتهدئة والحوار كسبيل لتفادي صدام داخلي، بينما يربط الحزب مصير سلاحه بتحولات الإقليم، خصوصًا في ضوء المفاوضات بين طهران وواشنطن. وعلى الأرض، لم تتوقف إسرائيل عن شن الغارات، متذرعة بعدم تفكيك قدرات الحزب، ومتمسكة بالبقاء في نقاط حدودية رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقّع برعاية أمريكية فرنسية أواخر نوفمبر الماضي.
وكان الاتفاق نص على وقف الأعمال العدائية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب، مقابل انسحاب الحزب من جنوب الليطاني، وتوسيع انتشار الجيش اللبناني وقوات “يونيفيل”، إلا أن التنفيذ تعثر وسط مماطلة إسرائيلية ومراوغات من حزب الله.
بين تصعيد إسرائيلي لا يهدأ، ومناورات حزب الله ومواقفه المتباينة حول حصر السلاح، تقف الدولة اللبنانية في مفترق طرق حرج. فالمضي نحو السيادة يتطلب مواجهة مزدوجة: مقاومة الضغوط الخارجية دون الخضوع لها، ومراكمة التوافق الداخلي دون الانفجار من الداخل.

 

مقالات مشابهة

  • لقاء نقابي في الهرمل بين حزب الله وحركة أمل
  • عدوان لا يتوقف وسلاح لا يُسلم.. لبنان بين فكّي إسرائيل و»حزب الله»
  • وزير الدفاع: سيطرة الجيش الإسرائيلي على بعض المواقع يعوق انتشار الجيش في جنوب الليطاني
  • بري: العدوان الإسرائيلي يهدد تعافي الدولة واستقرارها
  • حزب الله غير راض عن الحكومة: على المعنيين ردع إسرائيل
  • الجيش داهم أكثر من 500 موقع لـ الحزب.. في هذه المناطق
  • 3 رسائل عن قصف الضاحية.. ماذا تريد إسرائيل من لبنان؟
  • قائد الجيش في الجنوب وعون يفعّل قنوات التواصل والحوار مع الحزب
  • جنوب لبنان.. قصف إسرائيلي على بلدة عيترون
  • إسرائيل تشنّ غارة على ضاحية بيروت ولبنان يطلب "إجبارها"على وقف ضرباتها