تكثفت لقاءات وزير الدفاع في الحكومة اليمنية الفريق الركن محسن الداعري مؤخرا، بشكل لافت، وتمثل ذلك في سلسلة لقاءات أجراها مع سفراء عرب وأجانب، وصلت إلى نحو عشرة لقاءات، خلال أقل من شهر، أغلبها في العاصمة السعودية الرياض، والتي نجملها في البيانات المختصرة نهاية هذه المادة.

 

خلفيات المشهد

 

وبدا واضحا كثافة هذه اللقاءات في الوقت الذي يشهد فيه اليمن تطورات عديدة، أبرزها الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن، مستهدفة السفن المحسوبة على إسرائيل، أو المتجهة إلى موانئها، على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ نحو عام.

 

وسبق للوزير الداعري إجراء ذات اللقاءات قبل أشهر، مع بدء الحملة العسكرية الجوية للولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا في اليمن ضد جماعة الحوثي، لكنها تعود الآن من جديد، في ظل استمرار تلك الهجمات، ودخول إسرائيل المعركة في اليمن منذ يوليو الماضي، وشنها هجومين منفصلين على ميناء الحديدة.

 

تتزامن هذه اللقاءات مع بدء الاهتمام الخارجي بالحكومة اليمنية، والذي ينبع من تعقيدات العلاقة مع جماعة الحوثي، التي أظهرت مؤخرا تحشيدا عسكريا لافتا، من خلال هجماتها البحرية والجوية، وتمسكها بالخيار العسكري، وهو ما أدى لتعثر خيار السلام، ودفع بالخيار العسكري إلى الواجهة.

 

اقرأ أيضا: ما انعكاس اغتيال حسن نصر الله على اليمن ودلالات عودة هجمات إسرائيل؟

 

كما يأتي مع ملامح الإخفاق للقوات الخارجية – الأمريكية والبريطانية – في الحد من هجمات الحوثيين، وإضعاف قدراتهم، وانحصار عملياتهم العسكرية على استهداف مواقع الحوثيين بعمليات جوية، ولم تتمكن من وقف هجماتهم، بشكل كلي، بل واصل الحوثيون عملياتهم من وقت لآخر.

 

ترافق هذا أيضا مع خطاب لمجلس القيادة الرئاسي على المستوى المحلي والخارجي للمطالبة بدعم القوات التابعة له لحسم المعركة مع الحوثيين، معتبرا أن العمليات الجوية وحدها لا تكفي، وأن الدعم المقدم للجيش التابع له من شأنه التعجيل بحسم المعركة.

 

طبيعة الدول

 

تشير لقاءات وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري مع السفراء العرب والأجانب المنشورة في الإعلام الرسمي، إلى العديد من جوانب الاهتمام والقضايا المطروحة للنقاش.

 

فمن حيث طبيعة تلك الدول تبدو اللقاءات مرتبطة بأبرز الدول المتصلة بالتطورات الراهنة في اليمن، خاصة في الجانب العسكري البحري، كلقاءاته مع سفراء الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، والهند، والصين، وروسيا، وهي الدول التي لها حضور عسكري في البحر الأحمر وخليج عدن.

 

وهناك أيضا دول التقى الداعري مسؤولين فيها، وترتبط باليمن من ناحية التعاون الأقرب، والملفات المفتوحة منذ سنوات، كالسعودية، والإمارات وسلطنة عمان، وهي الدول المتصلة بشكل رئيس في ملف اليمن منذ أكثر من عقد، سواء ملفات الحرب أو السلام.

 

ملفات المباحثات

 

ومن خلال العودة لما كشفه الإعلام الرسمي التابع للحكومة اليمنية عن الملفات التي جرى مناقشتها مع كل سفير، تتضح العديد من القضايا بين الجانبين، وتتباين من دولة لأخرى، لكنها في مجملها لا تخف وجود اهتمام ملفت بما يجري في اليمن.

 

ولعل الدول الأبرز في هذا الحضور هما بريطانيا وفرنسا، إذ التقى الوزير في الثالث والعشرين من سبتمبر بالملحقين العسكريين لدى الدولتين، وناقش معهم التعاون العسكري والأمني، ومكافحة الإرهاب، واستمرار هجمات الحوثيين على السفن التجارية، وخطوط الملاحة الدولية، وطالب الوزير بضرورة دعم قدرات القوات المسلحة اليمنية بما يمكنها من اداء مهامها ومسؤولياتها كشريك فاعل في تحقيق الأمن البحري ومكافحة الإرهاب.

 

اقرأ أيضا: كيف احتفل اليمن واليمنيون بثورة 26 سبتمبر هذا العام وما الدلالات والرسائل؟

 

مهد ذلك اللقاء على مستوى الملحقين العسكريين لعقد اجتماع بالوزير مع سفراء الدولتين في التاسع والعشرين من ذات الشهر، حيث التقى السفيرة البريطانية لدى اليمن عبدة شريف، والسفيرة الفرنسية لدى اليمن كاترين كمون، وتمحورت النقاشات حول تعزيز التعاون الامني والعسكري ومكافحة الإرهاب والأمن البحري، وهجمات جماعة الحوثي، وجدد الوزير المطالبة بدعم القوات اليمنية في مواجهة التهديدات البحرية للحوثيين.

 

المطالبة بدعم القوات اليمنية بدت هي الأخرى كأحد المطالب التي طرحها الوزير وناقشها في لقاءات منفصلة في الثامن والعشرين من سبتمبر مع كلا من القائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن تشاو تشنغ، والملحق العسكري الياباني لدى اليمن سوشيرو شيمامورا، بالإضافة لمناقشة ملف البحر الأحمر، وتهديدات جماعة الحوثي.

 

وفي لقائه مع السفير الأمريكي ستيفن فاجن عاد وزير الدفاع من جديد لمناقشة ما وصفه بالتساهل مع تهديدات الحوثيين البحرية، معتبرا وقف قدراتها يتمثل في استكمال تحرير اليمن منها، ودعم الجيش التابع للحكومة اليمنية، قائلا أن جميع التشكيلات المسلحة التابعة لوزارته تعمل وفق مستوى عالي لإنهاء انقلاب الحوثيين.

 

بالنسبة للهند فقد ناقش لقاء وزير الدفاع مع السفير الهندي لدى اليمن سهيل خان والملحق العسكري سارابجيت سينغ اهتمامات مشتركة، في مقدمتها التعاون الطبي والأكاديمي، وللتذكير هنا فالهند هي الدولة التي تحضر بقوة في المياه الدولية القريبة من اليمن، وتلعب مؤخرا دورا في ملف الهجمات البحرية.

 

ملفات أخرى بحثها الوزير كالتنسيق العسكري والدفاعي، والتعاون المشترك، والملفات الراهنة، وأجراها مع كل من روسيا، والإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، والصين، وجميعها لا تنفصل عن المشهد في اليمن.

 

دلالات وأبعاد

 

هذا التحرك المكثف لوزير الدفاع جاء أيضا في ظل اهتمام ملفت بالقوات المسلحة اليمنية، وتبين هذا من خلال اللقاء الذي جمع عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ مارب سلطان العراد، ورئيس الحكومة أحمد بن مبارك، ورئيس هيئة الأركان صغير بن عزيز في مارب، وكرس لمناقشة احتياجات القوات المسلحة، وآليات رفع مستوى أدائها وسبل تحسين أوضاع منتسبيها في كافة المجالات، وخرج اللقاء بأهمية توفير الاحتياجات اللازمة للقوات المسلحة في كافة الجوانب المالية والإدارية واللوجستية لتعزيز أدائها وتمكينها من القيام بواجباتها القانونية والدستورية على أكمل وجه.

 

وسبق هذا اللقاء مع قيادات وزارة الدفاع ودوائرها في مارب لقاء آخر موسع برئاسة وزير الدفاع محسن الداعري في عدن في التاسع والعشرين من سبتمبر الماضي، تطرق لقضايا عديدة، وجاء قبيل توجه الداعري إلى الرياض لعقد تلك اللقاءات بالسفراء العرب والأجانب.

 

اقرأ أيضا: عقد على سقوط صنعاء.. تحولات الخارطة في اليمن.. تبدلت الوجوه والانقلاب قائم

 

ويمكن الاستنتاج من مجمل لقاءات الوزير اليمني وجود مؤشرات توحي بخيار عسكري قادم في اليمن، وهو ما يمكن استنباطه من طبيعة الدول المتصلة بملف الأحداث في اليمن كما أسلفنا، والمتزامن مع زخم دولي بات يرى في تهديدات الحوثيين تحديا حقيقيا للملاحة الدولية، والسلام في اليمن، مستفيدا أيضا من الحملة الإسرائيلية المدعومة دوليا ضد الجماعات المحسوبة على إيران في المنطقة، كحزب الله في لبنان، وجماعة الحوثي في اليمن.

 

ويبدو واضحا أن أغلب تلك اللقاءات التي أجراها الوزير انعقدت في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، وهذا يعني وجود تسهيل وتنسيق من قبل السعودية لهذه التحركات، ويبرز الدور الأكبر لها في التحضيرات القادمة، التي لاتزال حتى اللحظة غير بارزة في ملامحها، لكنها تعكس وجود تطورات قادمة.

 

أبرز لقاءات وزير الدفاع في عدن مع سفراء عرب وأجانب:

 

15 أغسطس

لقاء مع نائب وزير الدفاع الروسي تعزيز التعاون الدفاعي

ملفات النقاش: دعم الحكومة وقواتها المسلحة لإنهاء الانقلاب

 

5 سبتمبر

لقاء مع وزير الدولة لشؤون الدفاع الإماراتي

ملفات النقاش: التعاون الدفاعي والشراكة الاستراتيجية

 

23 سبتمبر

لقاء مع السفير الهندي

ملفات النقاش: التعاون في التدريب والتأهيل والجوانب الطبية

 

23 سبتمبر

لقاء مع الملحقين البريطاني والفرنسي

ملفات النقاش: التعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب

 

24 سبتمبر

لقاء قائد القوات المشتركة السعودي

ملفات النقاش: دعم القوات المسلحة لتحقيق الأمن والاستقرار

 

26 سبتمبر

لقاء مع السفير الأمريكي

ملفات النقاش: تهديدات الملاحة البحرية ودعم القوات اليمنية

 

28 سبتمبر

لقاء مع القائم بالأعمال الصيني والملحق العسكري الياباني

ملفات النقاش: استهداف السفن وطرق الملاحة الدولية البحرية

 

29 سبتمبر

لقاء مع سفيرتي بريطانيا وفرنسا

ملفات النقاش: تعزيز التعاون الامني والعسكري ومكافحة الإرهاب والأمن البحري

 

30 سبتمبر

لقاء مع سفير سلطنة عمان

ملفات النقاش: تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية والتعاون المشترك

 

30 سبتمبر

لقاء مع السفير السعودي

ملفات النقاش: تدخلات برنامج الإعمار


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: وزير الدفاع اليمني وزارة الدفاع اليمنية هجمات جماعة الحوثي هجمات إسرائيل الحكومة اليمنية ومکافحة الإرهاب القوات المسلحة جماعة الحوثی والعشرین من وزیر الدفاع لدى الیمن مع السفیر مع سفراء فی الیمن

إقرأ أيضاً:

وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا

قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت إن القوات الروسية سيطرت على قريتي ماكاريفكا وخريخوريفكا في منطقة دونيتسك الأوكرانية.

وتقع ماكاريفكا إلى الجنوب من فيليكا نوفوسيلكا بينما تقع خريخوريفكا، التي تطلق عليها موسكو اسمها السابق ليننسكوي، إلى الغرب من بلدة سيليدوف التي سيطرت عليها روسيا الشهر الماضي.

ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من التطورات على أرض المعركة في الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

و شنت روسيا هجوما جويا واسعا على أوديسا جنوبي أوكرانيا، وفي حين أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو) مواصلته دعم كييف، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تفاؤله بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لإنهاء سريع للصراع المستمر بين الجارتين منذ نحو 3 أعوام.

وقتل شخص واحد على الأقل في هجوم روسي جوي “واسع” خلال الليلة الماضية في أوديسا جنوبي أوكرانيا، حسبما أفادت به أجهزة الطوارئ الأوكرانية صباح أمس الجمعة.

وقالت أجهزة الطوارئ -عبر تطبيق تلغرام- إن “أوديسا تعرضت مرة أخرى لهجوم واسع النطاق من العدو (…). وفق البيانات الأولية، لقي شخص واحد حتفه” وأصيب 10 آخرون بجروح، بينهم طفلان.

وأوضح غينادي تروخانوف، رئيس بلدية هذه المدينة الساحلية الرئيسية على البحر الأسود، عبر تلغرام، أن الضحية “امرأة تبلغ من العمر 35 عاما”.

وقال حاكم المنطقة أوليغ كيبر إن “مبنى سكنيا وسط أوديسا دُمّر، واشتعلت النيران في شقق سكنية، وتضررت أبراج ونحو 30 سيارة” نتيجة الهجوم.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: “إن حرب روسيا على بلاده ستنتهي على نحو أسرع بعد تولي إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب”.

وأضاف لإذاعة سوسبيلن الأوكرانية “ستنتهي الحرب، لكن لا يوجد تاريخ محدد (لنهايتها). بالطبع، مع سياسة هذا الفريق الذي سيقود البيت الأبيض الآن، ستنتهي الحرب على نحو أسرع”.

وأضاف أن “السلام العادل” أمر هام للغاية بالنسبة لأوكرانيا

 

مقالات مشابهة

  • القوات اليمنية تكشف تفاصيل العملية النوعية ضد اهداف عسكرية حيوية في عمق فلسطين المحتلة
  • جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تستضيف لقاء علمياً لوزير الأوقاف المصري
  • خبير عسكري أردني:التصعيد قادم في اليمن وأمريكا قررت اتباع استراتيجية الاغتيالات التي تمس قيادات الحوثيين
  • القوات المسلحة اليمنية تنفذ عملية عسكرية نوعية ضد أهداف حيوية للعدو الإسرائيلي في يافا وعسقلان
  • رئيس مجلس الوزراء بالإنابة يبحث مع عدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة تعزيز التعاون المشترك
  • الأسد لوزير الدفاع الإيراني: القضاء على الإرهاب مسؤولية إقليمية ودولية
  • إستونيا تعلن دعم أوكرانيا بمساعدات عسكرية إضافية
  • القوات المسلحة اليمنية: نفذنا عملية عسكرية ناجحة ضد هدف حيوي في أم الرشراش المحتلة
  • وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا
  • وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يبحثان تطورات غزة ولبنان