موقع النيلين:
2025-03-04@19:24:13 GMT

عادل الباز: لماذا فرحنا وبكينا؟

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

1 هل لأن الجيشين العظيمين في كرري وبحري التحما، أم لأننا قبل ذلك بيوم نفذ جيشنا عبور الجسور إلى داخل الخرطوم، أم لأن الفاشر صمدت وتتقدم الآن جحافل المشتركة إلى مليط ونيالا؟
لا وكلا، لا هذا ولا ذاك، وإن كانت كل هذه ا الانباء السارة هى بعض مما أفرحنا وجزء مما أسال دموعنا، وبسببها عمت هتافاتنا وامتدت من معسكرات اللاجئين في دارفور إلى شوارع حي فيصل في القاهرة (جيش واحد شعب واحد).


2
إذن لماذا تفجرت بمآقينا سيولاً من دموع؟ خلال عام كامل ونصف كنا ننام ونصحو يقلق مضاجعنا الخوف على الوطن، إذ كان في مهب الريح تماماً، كل يوم نسمع ونشاهد ما دمره الأوباش وما نهبوا واغتصبوا، فتنقبض قلوبنا بالحسرات وتمتلئ عيوننا بالدموع، نحس بالقهر والعجز، الذي يرزح الوطن تحتهما فجأة، كان وطناً آمناً وجميلاً ومتسامحاً أحاله الأوباش بين ليلة وضحاها إلى خرائب وحولوا شعبه إلى مشردين، وكل ذلك كان هيناً، كل ما كنا نأمله أن يعود إلينا الوطن، بأي حال ونعود الى حضنه، ولكن مر علينا زمن، طاف بخاطرنا أننا قد نفقده إلى الأبد.
3
كانت مخاوفنا تتعزز يومياً بأنباء الحصار والسقوط، كانت بعض مدننا مهددة ومعسكرات جيشنا محاصرة تحف بها الآلاف من جيوش الأوباش مدججة بكل الأسلحة، يتملكنا الخوف ليلاً فنهرع لأجهزتنا المحمولة، هل سقطت المدرعات وكيف هي المهندسين وسط الحصار؟ هل صمدت أم تداعت؟ كيف الأبيض وماذا فعل هجانتها الأشاوس؟ نصحو باكراً لنسأل الأصدقاء هل لازالت نيالا صامدة وكيف تصمد مدينة ستة أشهر بلا ماء ولا غذاء ولا سلاح؟. يوماً قالوا لنا إن قائد الفرقة اللواء بنيالا الشهيد ياسر فضل المولى حفر قبره وبعد أيام دفن فيه، فبدا لي كأنه حفر لنا قبوراً جماعية لندفن فيها ونحن أحياء كما دفن الأوباش المئات من أهلنا المساليت أحياء في حفرة حفرها الشهداء بأنفسهم.!!
4
حين غزت جيوش التتار الأوباش جزيرتنا الخضراء وفعلوا بأهلها مافعلوا مجتاحين حتى زهرة المدائن مدني، تملكنا اليأس وأكلتنا الشكوك، في إمكانية أن يعود الوطن إلينا بأي حال أو نعود إليه، وهل كُتب علينا التيه والغربة الأبدية عن سوداننا الحبيب؟. هذه التساؤلات لا تُحتمل فهي قاتلة ومزلزلة ولذا نسارع لمنازعتها ونفيها كأنها وسواس خناس، يوسوس في صدورنا فنستعيذ منه بالله، ولا ننفك نسأل متى نصر الله؟، فتطئمن قلوبنا حين نسمعه تعالى يجيبنا ألا إن نصر الله قريب.
5
غالبا ما يكسب اليأس المعارك؟.. كيف؟ كده.. زي ما حصل في الثلاثة أيام الماضية، بعد أن استبد بنا اليأس وضعفت نفوس مهترئة هرولت وراء سراب مفاوضات ذليلة، وكسر الخوف قلوب راجفة يئست من تحقق وعد الله ووعود قيادات الجيش بالنصر، حين تملك القلوب اليأس جاء نصر من الله ومعه فتح سريع، فعبرت جحافل قواتنا راجلة كل الكباري (الخميس الماضي) وكان ذلك حلماً لا يمكن تصور تحققه في ساعات، وفاض مقرن النيلين بمئات اللنشات تحمل على متنها مئات من الفدائيين، وظهرت تلك المراكب فجأة على سطح بحر أبيض كأنها نبعت من جوفه، وقبلها في جنح الدجى تسلل مئات الفدائيين و”أمن ياجن” ليحيدوا كل القناصة الذين احتشدوا في العمارات الشاهقة بالمنطقة وهم بالمئات، مما أتاح للآلاف من قوات المشاة الشباب أن يعبروا راجلين كل الجسور في جسارة لا تشبهها إلا جسارة جحافل جيوش المهدي وهي تعبر بحر أبيض رافعة راياتها في أعلى سرايات مراكبها لتعبر إلى قلب الدخيل.
6
الآن بدأت اسئلتنا تتغير، فبدلاً
ًمن السؤال حول سقوط الفاشر أم صمودها بدأنا نسأل هل وصلت القوات المشتركة لتخوم مليط ونيالا؟ ومن هل سقطت سنار إلى متى ستسترد مدنى التي تحاصرها الان وتكاد تطبق عليها المتحركات من كل الاتجاهات، بدلاً من سؤال إلى أين انسحب الجيش إلى أين هرب وعرد العدو؟. بدلاً من السؤال عن حصار ثكنات الجيش إلى رؤية جيش كررى يعانق جيش الكدور، بدلاً من دفاع وصبر إلى هجوم متصل على العدو في جحوره ونصر عليه. من تسقط أخبار السقوط والحصار إلى آفاق النصر والتقدم اليومي في كافة المحاور. الحمد لله والله أكبر..
7
هذه النقلة المهولة من براثن اليأس إلى أحضان الأمل ذلك هو ما أفرحنا وأبكانا، إضافة إلى إحساسنا العميق بأن الوطن عاد إلينا وبل هو أقرب إلينا الآن مما كنا نظن ونأمل، هذا هو السبب الذي شرح صدورنا وبه فاضت مآقينا، وغنينا وطربنا.. مع عميد الفن في دولة (56).. “ما أحلى ساعات اللقاء، أنا والحبيب في الملتقى.. فارقنا الشقاء وحياتنا بقت مشرقة….. قريباً بإذن الله.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

حكايات رمضان.. عادل طعيمة يكشف اهتمامه بالأعمال الخيرية فى رمضان وحبه لـ«القطايف والكنافة»

في شهر رمضان الكريم، يكون هناك عادات وتقاليد خاصة فيما يتعلق بالاستعداد لشهر الخير، فإن معظم نجوم الرياضة يعتمدون على هذه الطقوس والتقاليد.

وحرصت بوابة «الأسبوع» على معرفة طقوس أبطالنا الرياضين في مختلف الألعاب خلال الشهر المعظم.

اليوم يحكى كابتن عادل طعيمة نجم النادى الأهلي ومنتخب مصر السابق، عن استعداداته وتفاصيل يومه خلال شهر رمضان الكريم.

تفاصيل يومك سواء قبل الإفطار أو بعده؟

بنتسحر بدرى ونقرأ قرأن ونصلي التهجد وصلاة الفجر وأنام وأستيقظ ثم الذهاب للعمل ومن بعده إداء فريضة العصر، وكعادتي اختم القرآن مرة ونصف تقريبا بحيث قبل ليلة القدر اخر ١٠ أيام أكون انتهيت وختمت القرآن.

هل تهتم بالأعمال الرمضانية أم لا؟

بالطبع اهتم بالأعمال الخيرية في رمضان وأسعى أن أفطر أي شخص صائم، وهذا عن طريق الوجبات اللى الحمد الله هما متعودين عليها كل سنة سواء لو حد من الاقارب محتاج او من الجيران وربنا يثبتنا بأمر الله، وبالنسبة للمسلسلات والبرامج اكيد بتابع مع الاسرة.

ما هي الأكلات التي تفضلها فى رمضان؟

أفطر على تمر وبعد ذلك أى نوع من أنواع الشوربة مع السلطة ومكرونة أو أرز مع خضار وفراخ أو لحمه ولو رمضان في الصيف لا يكون في قابلية للأكل، وأحب ورق العنب والقطايف.

ما المواقف التي لا تنسى ودائما فى ذاكرتك فى شهر رمضان؟

ذات مرة كنا نلاعب الاتحاد السوفييتي مع النادى الأهلى وكان الكابتن عبده صالح هو المدير الفنى وكنا نلعب في الوقت ده الساعة ٣ قبل الفطار والكابتن عبده وقتها قال أن في رخصة أننا ممكن نفطر من أجل أن نلعب المباراة فبالطبع كنت أنا والشيخ طه وعصام عبد المنعم رفضنا نفطر ومثلنا أننا نأكل مع الفريق لكن حافظنا على صيامنا مش اقتنعنا أننا نخسر صيامنا علشان ماتش كرة ويشاء ربنا إننا نلعب ونكون افضل ٣ لاعيبة فى المباراة والمرة الثانية كنا يوم الوقفة مسافرين السودان وطبعا فطرنا في الطيارة المدفع ضرب علينا واحنا فى المطار تاني يوم هو أول يوم العيد كان ماتش مع المريخ السوداني في السحور كنا أكلنا سبحان الله تانى يوم كان عندنا إسهال ومغص تقريبا الأكل كان فيه حاجة أو مش متعودين عليه، فكان الكابتن عبده من أجل أن يحفزنا قال لو كسبتوا المباراة كل واحد سيحصل على ٥ جنيه إسترليني طبعا كل واحد فينا نسى التعب والحمد الله كسبنا الماتش ٠/١ وطبعا الملاعب في السودان بتكون مقفولة بالجماهير وعملنا مباراة كبير جدًا.

ما النصيحة التي توجهها للشباب في شهر رمضان؟

حاليا الشباب اللى موجود بشوف فيه حاجة مبشرة للخير الشباب بيروح يصلى الجمعة وباقي الصلاوات في المسجد وهو شيء مشرف ونصيحتى ليهم التمسك بالإسلام والدين والصلاة والأخلاق والشغل والجهد ولا يعتمد على اى حد.

هل طقوسك فى الماضى وأنت لاعب تغيرت عن الوضع الحالى أم لا؟

لا طقوسي لم تتغير

ما هي المباراة التي ترتبط في ذهنك دائما بشهر رمضان الكريم ولا تنساها؟

مباراة الأهلي والمريخ السوداني وفوزنا بها ٠/١.

مقالات مشابهة

  • زكاة الفطر لماذا نخرجها نقودا والنبي لم يفعل ذلك؟.. الإفتاء توضح
  • المجتمع البشري في عهد النبي إبراهيم عليه السلام.. (لماذا حظر الطغاة ذكر الله وسمحوا باتخاذ آلهة غيره؟)
  • لماذا يصعق الناس من الشيخ عندما يضل الطريق؟!
  • لماذا البكاء اليوم يا حزب الامة، وقد حذرناكم كثيرا
  • لماذا فرض الله صيام رمضان؟.. احذر إفطار هذا اليوم يعرضك لوعيد شديد
  • مختار جمعة: الصيام عبادة خالصة لله.. وفضائله تُعادل أجر الحج
  • لماذا فضل الله شهر رمضان على باقي الشهور.. فيديو
  • حكايات رمضان.. عادل طعيمة يكشف اهتمامه بالأعمال الخيرية فى رمضان وحبه لـ«القطايف والكنافة»
  • الصليب الأحمر يحذر من عودة "دوامة اليأس" إلى غزة
  • ** إيه الصورة دي ؟؟؟؟؟ جبروت في الأرض .. شقيقة آية عادل: مش هسيب حقها