إعلان دير القديسة تيريزيا الطفل يسوع في سهيلة مزارًا وطنيًا
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بطريرك المارونين عشية عيد القديسة تيريزيا الطفل يسوع، أن الدير الذي يحمل أسمها في سهيلة سيصبح مزارًا وطنيًا.
وذلك خلال قداس احتفالي ترأسه مساء الاثنين ٣٠ سبتمبر في كنيسة الدير، وقد عاونه المطران حنا علوان النائب البطريركي العام، والرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الأباتي إدمون رزق، ورئيس الدير الأباتي سمعان أبو عبدو ووكيل الدير الأب أنطوان الخويري والآباء المدبرين العامين، وأمين السر العام، والوكيل العام
ولفيف من أبناء الرهبانية والكهنة الأبرشيين، وجمهور غفير من المؤمنين والزائرين والحجاج.
وخدمت الذبيحة الإلهية جوقة الإخوة الدارسين المريميين والأخوة المبتدئين بقيادة الأب خليل رحمة المريمي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس
إقرأ أيضاً:
المقامات الدينية الدرزية تستعيد نفوذها في السويداء مع تصاعد الاهتمام بالروحانيات
السويداء – استعادت المقامات الدينية لدى دروز السويداء بعضا من نفوذها داخل الفضاء الاجتماعي العام خلال سنوات الثورة ضد نظام بشار الأسد، وبصورة متنامية خلال الأعوام الخمسة الماضية، ويبرر الشيخ فاضل تقي الدين ذلك بأنه مَنوط باحتدام الأفكار المرتبطة بنهاية الزمان والملحمة الكبرى، والتي تحدثت عنها "مجروية القيامة" أحد النصوص الدينية لدى الدروز.
ويعتقد كثير من سكان المنطقة بأن التقرّب من المقامات الدينية خلال السنوات الماضية كان يعيدهم إلى الهداية والصواب، وبحسب تقي الدين فإن ارتفاع نسبة التديّن في السويداء يعود إلى الاعتقاد السائد باقتراب القيامة والحساب، ويقول للجزيرة نت "هذا انعكس على ارتفاع أعداد من يقصدون المقامات الدينية في السويداء، وهي بالعشرات، وتنتشر في غالبية القرى، وحتى في مركز المدينة نفسه".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حسن جلبي.. تألق فن الخط العربي في العصر الحديثlist 2 of 2الشيخ الحصري.. مسيرة حياة كرست لخدمة القرآن الكريمend of listويحظى مقام عين الزمان وسط السويداء بأهمية كبيرة لدى الدروز، وبرأي محمد طرابيه رئيس جمعية العاديات فرع السويداء، فإن هذا المقام هو الأهم على الإطلاق، ويقول للجزيرة نت "إن مقام عين الزمان كان يحمل اسم "دير سنان" ويعود إلى الفترة البيزنطيّة، وكان قبل ذلك معبدا وثنيا، وأيضا كان المقام فيما مضى مدرسة خرّجت العديد من المعلمين المعروفين حاليا في المحافظة".
ويؤكد الشيخ تيسير رجب، رئيس الديوان في المقام، أن الزيارات لم تنقطع يوما إلى هناك، وهي زيارات طقسيّة مثل تأدية النذر، وزيارة العروس، وزيارة التبرّك الاعتيادية.
ويضيف رئيس الديوان في المقام للجزيرة نت "ارتياد المزار في الوعي الاجتماعي للدروز لم يتضاءل حتى خلال عصر الإنترنت، أما فيما يخصّ صرف التبرعات المالية في هذا المقام، فإنها تكون للمحتاجين بالمقام الأول، وللقسم الصحي ما أمكن، حيث يتعدى عين الزمان كونه مزارا دينيا للدروز، فهو أيضا مركز صحيّ فيه قسم طبي كامل ، يتضمن صيدلية، وعيادة سِنيّة، وعيادة عينية، وعيادة بوليّة، وعيادة قلبية، وعيادة عصبية تخصصية، وعيادةَ تغذية، وعيادة الطب النووي، بالإضافة إلى جهاز تخطيط سمع، وجميعها تقدم خدماتها ضمن البرنامج الصحي، ووفق مواعيد محددة، بالإضافة إلى المساعدات النقدية لتغطية تكاليف بعض العمليات الجراحية".
ومع بداية الثورة السورية ضد نظام الأسد، شَهدت التلّة التي يقع عليها مقام "شيحان" في مدينة شهبا ارتفاع علم الثورة، لفترة قصيرة قبل أن تهرع القوات الأمنية إلى التلّة وتزيل العلم، ويعود تاريخ هذا المقام إلى زمن القرامطة كما يذكر الشيخ أبو حسن سليم الغصيني من قرية المتونة حيث كان يقطن في تلك المنطقة شيخان أحدهما يرجح أنه "السيد القرشي"، وكانا يسكنان المغارة في رأس التل صيفا، وفي الشتاء ينزلان إلى قرية السويمرة حيث المقام الموجود حاليا في قرية السويمرة.
وفي الزمن الراهن، لا يزال المقام قادرا على جذب الزوار إليه بكفاءة عالية، هذا ما يوضحه للجزيرة نت الشيخ كمال الخطيب المسؤول عن المقام.
إعلانويضيف الشيخ الخطيب "مع أول كل شهر هجري، وفي ليلة الجمعة المباركة يتم إحياء سهرة دينية عامة يقصدها مشايخنا من كافة قرى الجبل (جبل حوران)، وفيما يخصّ الرّيع المادي الذي يقدمه وقف المقام، فلدينا لجنة مؤلفة من 7 أشخاص من مدينة شهبا وقريتي أم الزيتون وصلاخد مكلفون بذلك من قبل مشيخة العقل، وهم القائمون على كل ما يخص المقام من خدمة وأعمال صيانة وتوزيع ما هو مقرر، حيث يوزع كل شهر 7 ملايين و250 ألف ليرة سورية على كل من قرى اللوا والمقرن الشرقي وبشكل دائم ودوري، بالإضافة إلى التكفّل بتعليم 12 طالبا من أصحاب الكفاءات وذوي الدخل المحدود أو اليتامى حتى التخرج".
هذا ويرتفع العديد من المقامات الدينيّة الدرزية فوق تلال نائية، في تشييد إيحائي لمعاني العزلة والتعبّد ودلالات العلو، حيث يقع مزار مار عبّاد أو (راعي السحاب)، ويعرف أيضا باسم عبد مار، على تلّة في مدينة صلخد، وهو ولي صالح من بني إسرائيل عاش في زمن النبي سليمان عليه السلام.
يقول الشيخ خلدون جبّور للجزيرة نت "يقع المقام جنوب مدينة صلخد بـ80 كيلومترا، وله منفذ على قرى الغارية والمشقوق وأم الرمان، وجرى ترميم المقام على مراحل متعاقبة، وساهم (الزعيم الوطني الدرزي) سلطان باشا الأطرش في ترميمه وتحصينه، ويعتبر المقام مكانا دينيا مقدسا إذ يزوره الكثيرون خاصة في الصيف، ويخصص ريع المقام للأعمال الخيرية، ومساعدة الفقراء والمحتاجين".
ويربط الشيخ جبّور ما بين تراجع ارتياد المقامات الدينية في السويداء، وبين تأثير الإنترنت على الوعي الاجتماعي العام، فضلًا عن محدودية دور رجال الدين في نشر المعلومات المتصلة بالمقامات الدينية.
كما يظهر نفوذ تأثير المقامات الدينية على وعي الدروز، وعقيدتهم بصورة جليّة حين يحاكون تشييد مزار يحمل فقط اسم المزار الحقيقي، كما الحال مع مقام النبي شعيب الموجود في قرية قيصما، بينما المقام الحقيقي موجود في فلسطين المحتلة.
ويقول إبراهيم جوديّة الباحث التاريخي للجزيرة نت "المقام الموجود في قيصما هو مكرمة وإيحاء ورمز ديني لا أكثر، وقد بُني عام 1920، وأعيد ترميمه عام 1940، واستخدم كمدرسة حتى عام 1960، وحددت مشيخة العقل بقرار رسمي زيارة المقام يوم 24 أبريل/نيسان من كل عام، ويصل عدد الزائرين بهذه المناسبة إلى أكثر من ألف شخص، ولا يخلو المقام من الزوار كلّ يوم، كما تتعدد مناسبة الزيارات، فهناك زيارات من خارج المحافظة، وزيارات لتقدمة النذور، وزيارة العرسان الجدد، وزيارة الاستجمام أو الترفيه عن النفس، باعتبار أن المقام يتميز بموقع رائع وهدوء، وخدمات مميزة، ومياه دائمة"
ويعتقد جوديّة أنه وبالرغم من التقدم العلمي والمعرفي إلا أن المقامات الدينية لا تزال مُحافظة على أهميتها العقائدية لدى طائفة الموحدين الدروز.
إعلانفي حين يعتبر محمد طرابيه، رئيس جمعية العاديات فرع السويداء، أن العلم والتقدم أوقف المزيد من الإعلان عن تطويب مزارات دينية جديدة في السويداء، ويضيف طرابيه للجزيرة نت، "صفة القداسة الدينية هي المعيار لتشكيل وتطويب المقام، ولدينا على سبيل المثال مقام الشيخ عثمان وسط مدينة السويداء وهو أحد مشايخ السنّة الإسلاميين، وكذلك مزار مار الياس في المدينة القديمة، وهو شخصية دينية مسيحية يؤمن بها الدروز".
وعلمت الجزيرة نت بأن إدارة مقام النبي عثمان تتبع لمحافظة درعا، ويمثّلها شيخ الجامع المجاور لساحة الكرامة وسط المدينة.
ثمّة إذن تنوّع في الخلفية الدينية والمذهبية للمقام الديني عند الدروز، إذ قد يكون شيخًا سنّيا، أو راهبا مسيحيا، أو حتى شخصية دينية يهودية، كمزار حزقيل في قرية الحريسة، أو ما يُعرف بالعامية بـ حسقين، وكلمة حزقيل هي كلمة يهودية وتعني بالعبرية "الله يقوي"، ومن أسمائه أيضا "ذو الكفل"، لأنه كفل الشعب اليهودي بالنجاة من السبي البابلي، وعمر هذا المزار مجهول، وهناك تضارب بالآراء حول قِدَم عمر هذا المزار.
يقول عاصم الشاعر، ابن البلدة، ومن المترددين على زيارة المقام بصورة دائمة للجزيرة نت، "بالنسبة لطقوس الزيارة، هناك زيارات دورية (كل بضع سنوات) لمشيخة الطائفة الدرزية من فلسطين ولبنان والأردن، ومشايخ جبل العرب لممارسة الطقوس المتعارف عليها (ما يُعرف بقراءة الدّور في كتاب الحكمة) كذلك تناول الطعام في صالة المزار، ونلحظ كثرة الزيارات في الصيف لكافة المزارات بصورة عامة، ومزار حزقيل بصورة خاصة فهو مقصد للكثير من الزوار من مختلف قرى السويداء، وتتكفل لجنة مؤهلة ومُنتخبة من قبل أهالي القرية، وتدعى لجنة الوقف بكل ما يخص المقام من أعمال ترميم وصيانة وكساء وفرش وتنظيف وغيرها، وبالنسبة للتبرعات المادية ودخل المزار فهو قليل مقارنة بغيره، وذلك بسبب بعده عن مركز المدينة غير أن تلك التبرعات على قلتها تُصرف وفق حاجة البلدة من خدمات".
أحيانًا يكون صاحب المقام من سكان البلدة نفسها، كما في قرية ملح، إذ تزور سها الباسط، مديرة مدرسة في قرية ملح مقام الشيخ أبي علي حسين صافي، وهو من مواليد قرية ملح الصرار، وتقول للجزيرة نت "عاش الشيخ حسين صافي بصورة زاهدة، خلال حكم الدولة العثمانية، وتوفي عام 1936".
إعلانوتتحدث الباسط عن طقوس زيارتها، فتقول "أزور المقام إما بمفردي، أو برفقة أهلي أو أصدقائي، ويجب أن أرتدي غطاء الرأس، كما في كل مزار في السويداء، وفي المقام أشعل الشموع، وأدعو الله، وأشعر بالراحة النفسية العميقة بعد انتهاء الزيارة".
وبالرغم من التقدم العلمي والتقني، وانخفاض أو تلاشي نسبة الأمية في السويداء، غير أن المقامات الدينية هناك بقيت قادرة على حشد المزيد من المؤمنين بقدسيتها، الحريصين على زيارتها، واستثمار رخاء الراحة النفسية التي يَجنونها من هناك، داخل تفاصيل حياتهم القاتمة، والصعبة.