أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
عبدالله دعلة
سنن الله في الأرض لا يمكن أن تتبدل أَو تتغير، لا بتغيّر المكان، ولا الزمان، وهي ثابتة وسارية المفعول؛ لأَنَّ الله هو الملك والعزيز من بيده ملك السموات والأرض وَتجري كُـلّ الأمور بقدرته ومشيئته، وهو سبحانه وتعالى لا يمكن أن يخلف وعوده وهي ثابتة لا تتخلف، ولذلك عندما نرى اليوم ما يحصل في لبنان وغزة من إجرام وظلم وإبادة جماعية من قبل العدوّ الصهيوني النازي الجبان المجرم الذي لا يراعي حرمة لأي شيء، يتعمد استهداف المدنيين بكل أشكال الاستهداف وبجرأة كبيرة على ذلك أمام صمت العالم، ولكن هذا ليس غريباً عليهم؛ لأَنَّهم أشد وألد الأعداء لهذه الأُمَّــة فلو تمكنوا من القضاء على هذه الأُمَّــة بأكملها لفعلوا ذلك؛ لأَنَّهم يحملون من الحقد والعداء للإسلام والمسلمين ما لا يحمله غيرهم، وَالله قد بيّن لنا واقعهم وكشف للذين آمنوا نفسياتهم، يعطون عليكم الأنامل من الغيظ وَ… إلخ، وهو سبحانه بعدله وحكمته جعل فيهم كُـلّ نقاط الضعف التي تجعلهم أقرب إلى الهزيمة والخسران، فما يحصل في جنوب لنبان وغيرها من مؤامرات وخطط وإسراف في الإجرام من قبل هذا العدوّ المجرم لإخماد جبهات حزب الله ومحاولة للقضاء على حزب الله هو كيد وعمل لا جدوى له، وَهو يجعلهم يعيشون في وهم لمدى لا حدود له؛ فحزب الله هم أقدر على مواجهة هذا العدوّ المجرم وأقدر على هزيمته بإذن الله سبحانه وتعالى؛ لأَنَّه يمتلك من الرجال والإمْكَانات ما لا يفكر فيه الصهاينة وقد أعد لهذه المعركة منذ عقود رجال كُـلّ فرد منهم هو قائد ويستطيع أن يقود جبهات عدة، وسوف نرى في قادم الأيّام ما تشرئب له الأعناق ويشفى صدور قوم مؤمنين، وسيكون النصر بالشكل الذي يخزي الساكتين والمنبطحين؛ لأَنَّ ما يحصل في المنطقة هي حرب بين حزب الله وحزب الشيطان وحزب الشيطان كيده كان ضعيفاً.
الشيطان أمام مكر الله وقوته هو ضعيف ولا مقارنة في هذا؛ فالنصر المحتوم والعاقبة الحسنة سوف تكون بإذن الله لصالح المؤمنين المجاهدين الأبطال من رجال حزب الله، من يمثلون النموذج الأرقى في التضحية والعطاء، من قال عنهم الشهيد القائد -رضوان الله عليه- قبل أكثر من عشرين عاماً “إنهم سادة المجاهدين في هذا العالم، من حفظوا ماء وجه هذه الأُمَّــة”، وها هم يجسدونها اليوم وهم يذودون على حمى كُـلّ عربي ويقارعون ويتصدون منذ بداية عمليه طوفان الأقصى ويستهدفون العدوّ المجرم بشكل يومي وبشكل نشط، وَتأثير هذه العمليات عليهم تأثير كبير، فقد هجر السكان من مغتصبات الشمال وجعلهم يعيشون حالة من الذعر والرعب لم يسبق لها مثيل، وها هو اليوم يكمل المهمة لإخلاء الشمال من المغتصبين الأشرار والقادم أعظم والنصر حليف المؤمنين، وصدق الله القائل: (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ).
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
فرصةٌ على طبق من ذهب
د. محمد عبد الله يحيى شرف الدين
(ضعيف يتعلق بأضعف)، هذه معادلة توصيفية تشف عن طبيعة شبكة العلاقات بين السعوإماراتي من جهة، والعدوّ الإسرائيأمريكي من الجهة الأُخرى.
عانى السعوإماراتي من وهن شديد، فلاذ بالعدوّ الإسرائيأمريكي يستمد منه القوة في مواجهة الشعب اليمني، وللمعطى ذاته والغاية نفسها لاذ الأخير بالأول، فشكلا طرفين أحدهما أضعف من الآخر.
ففي عدوان سعوأمريكي على اليمن لمدة تسع سنوات، استخدم العدوّ أفتك الأسلحة، وأقذر الأساليب في العدوان حتى منع الدواء والغذاء والوقود، في حصار مطبق براً وجواً وبحراً، وبتعاضد كبير بين طرفَي المتحالفين.
وأمام ذلك العدوان الكبير لم يستخدم اليمن ورقة باب المندب والبحار من حوله حتى جاءت معركة (طُـوفَان الأقصى)، معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، فكان حقاً علينا نصرة الشعب الفلسطيني.
باب المندب، وما أدراك ما باب المندب؟!!
خلاصته، إعلان ميناء أم الرشراش الإفلاس، بعد أن كان يحرك ما يقارب من (٧٠ %) من دخل الاقتصاد لكيان العدوّ الغاصب، ثم الحظر على الملاحة في البحرين الأحمر والعرب، والمحيط الهندي على العدوّ الإسرائيلي.
وعندما دخل العدوّ الأمريكي والبريطاني في خط المواجهة البحرية حرمت عليه بحارنا ومضيقنا، وفقد سيادته البلطجية فيها.
وهنا تأتي الفرصة، والفرصة تمر مر السحاب؛ إذَا لم يقتنصها الكيس الفطن، حَيثُ يحاول العدوّ الإسرائيلي والأمريكي إقحام السعوديّة والإمارات في استئناف عدوانها على اليمن، وتحريك مرتزِقتها في الداخل اليمني.
في اليمن قاطبة من شرقها إلى غربها، ومن جنوبها إلى شمالها استنكار واسع على المرتزِقة من محاولاتهم إشعال فتيل المواجهة؛ لأَنَّه خدمة مباشرة للعدو الإسرائيلي، ومساندة له على الشعب الفلسطيني المجاهد.
ثم السعوديّة والإمارات بذلك تمنحنا هدية على طبق من ذهب، وكما في المثل اليمني المشهور: (جاء الحب للصُّر)، فقد تحاشا الجيش اليمني طوال الفترة السابقة الحرب الشاملة ضدهما، وإنما كانت ضربات الجيش اليمني لهما عبارة عن حقن تهديئية، تهدئ من جموحهما، فقط، وفقط، أما اليوم؛ فالموازين تغيَّرت، فقد رأوا قائدهم الأعلى (الشيطان الأكبر) يتقهقر في بحارنا، وعجز عن حماية مصالحه، وبوارجه، وسفنه، وسفن رعاياه، وفشل فشلاً ذريعاً في الحد من القدرات العسكرية اليمنية، ناهيك بأن يستطيع القضاء عليها.
المعركة -إذَا ارتكب السعوإماراتي حماقة- ستكون بحرية بامتيَاز، فلن تمر سفينة لهما في بحارنا ومضيقنا، بل سيصل بموانئه إلى المستوى الصفري اقتصاديًّا، فليست جدة، والدمام، وأبو ظبي، ودبي، بأبعد من أم الرشراش، ويافا، وسيتراجع الاثنا عشر مليون برميل يوميًّا إلى مستوى لن يستطيعوا فيه توفير اثني عشرة قنينة.
لن يستورد أَو يصدر ميناء دبي حتى قنينة “وسكي”، فكل شيء مرصود، فتقنية الرصد والمراقبة وجمع المعلومات استخباراتيًّا لدى اليمانيين قد أذهلت العالم، وهذا ما عبر عنه قيادات استخباراتية أمريكية وبريطانية مؤخّرًا.
إلى اليوم وهذه اللحظة لا زالت سفن السعوإمارتي تمر من تحت رحمتنا رافعة ببلاغات إلى غرفة التحكم اليمانية: (نحن لا علاقة لنا بـ “إسرائيل” وأمريكا وبريطانيا).
أما إذَا تورطا؛ فلن يفلتا من صواريخنا ومسيّراتنا التي صاح منها سادتهم، ووقعوا ضحية سهلة.
أما منشآتهم النفطية؛ فسيكون مرور صواريخنا ومسيّراتنا مرور الكرام عليها، والكريم، يمنح كُـلّ ما لديه بسخاء، وجود عربي أصيل.
وبلا ريب كُـلّ ذلك بعين الله تعالى، ورعايته، وتوفيقه؛ إذ وفقنا لأشرف موقف، وأعظم عمل، وأجل نعمة وهبها لنا، ألا وهي مساندة الشعب الفلسطيني، في حين وقع السعوإماراتي ومرتزِقته في مستنقع الانحطاط، وأصبح بين براثن الغضب الإلهي.
مع العلم أن تحريك العدوان على اليمن؛ لن يشغلنا من مساندتنا للشعب الفلسطيني واللبناني، ولن يضعف من وتيرته، بل المواكبة عنوان المرحلة، وكما وفقنا الله تعالى على مواكبة أكثر من أربعين جبهة فينة عاصفتهم وأملهم الخائب، سنستوعب بإذن الله تعالى جبهات إضافية، ونحتويها، وجبهة الساحل الغربي، وساحل فلسطين عينان في وجه واحد، هو وجه اليمن المؤمن الحكيم.
وفي الأخير: من الترف العبثي تجريب المجرب، وتعلق الضعيف بأضعف منه خطل عقلي، فقط نذكر، بأن الشعب اليمني كان واعيًا منذ اللحظة الأولى لانطلاق عاصفتهم؛ أنه يواجه حِلفاً مكوناً من العدوّ الإسرائيلي والأمريكي والسعوإماراتي ومرتزِقتهم جميعًا، وبإمْكَانياتهم مجتمعة، فلم يرف له جفن، بل سدد الله رميات الشعب اليماني منكلة بالجميع، وستنكل بهم جميعًا مجدّدًا، كما وعد الله عباده المؤمنين، فقال تعالى: {إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ، وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ، وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} [سُورَةُ الأَنفَالِ: ١٩] صدق الله العظيم.