يمانيون – متابعات
يترقب العالم ما ستؤول إليه الأحداث بعد فاجعة اغتيال الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، فالأمريكيون والصهاينة يتحدثون أنهم سيشكلون شرقاً أوسطياً جديداً، يفصلونه حسب ما يريدون وكيفما يشاءون.

في السنوات الماضية، كان مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني يسير بوتيرة متسارعة، فالكيان المؤقت قد ضمن الطاعة العمياء للإماراتي والمغربي والمصري والأردني، ولم تبق سوى حفلة الانضمام السعودي، وخروج المملكة من عباءة التطبيع السرية إلى التطبيع العلني، لكن الرياح تجري بما لا يشتهي الأمريكي، فأمام كل هذه المنعطفات والتحديات برزت تحديات كبيرة أمام الصهاينة، تمثلت في محور المقاومة الممتد من اليمن إلى العراق وسوريه ولبنان وفلسطين، وسيد هذا المحور، والمحرك كان الشهيد القائد حسن نصر الله رحمه الله.

جاء طوفان الأقصى، فوجه ضربة قاسية لمشروع التطبيع، ومن بعده تدحرجت الأحداث بوتيرة عالية، وتدخلت أمريكا بكل ثقلها وقوتها لتقف إلى جانب ربيبتها “إسرائيل”، كما تدخل حلف “الناتو”، والمطبعين العرب، وفي المقابل وقفت المقاومة الإسلامية اللبنانية منذ اليوم الثاني من طوفان الأقصى إلى جانب فلسطين وغزة، ونفذت مئات العمليات المساندة التي كان يشرف عليها شخصياً القائد الشهيد حسن نصر الله.

الآن، وبعد عملية الاغتيال الجبانة، يتساءل الكثيرون عن أبرز السيناريوهات المحتملة في المنطقة، وهل ستمضي أمريكا في خطتها لتغيير المنطقة وفق نمطها الجديد أم أن محور المقاومة لا يزال يمتلك الكثير من الأوراق لإفشال كل هذه المخططات؟

تداعيات يخافها العدو

يرى الكاتب والباحث الفلسطيني صالح أبو عزة أن تداعيات الحدث لا يمكن تحديدها حالياً، بمعنى أن هناك ترتيبات لدى حزب الله، واستراتيجيات يتم إعدادها على وقع اغتيال الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، مغايرة ومخالفة لما قبل هذا الإجرام.

ويؤكد أن هناك تداعيات ينتظرها الصديق ويخافها العدو، ستصدرها المقاومة، لافتاً إلى أن مسيرة هذه المقاومة مستمرة، وستزيد من صلابتها وقوتها ووحدتها.

ويشير أبو عزة إلى أن أبرز هدف “لإسرائيل” في هذا الوقت بالتحديد، هو العمل من أجل فصل جبهة لبنان عن غزة، فالصهاينة يعتقدون أنهم باغتيال الشهيد السيد نصر الله، سيحققون هذا الهدف، لكن المعطيات تشير إلى فشل هذا الهدف، فالخطاب الأول لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، قد أكد على مسألة التزام حزب الله وقواته وكوادره بمسار الشهيد القائد، وأنهم لن يتخلوا أبداً عن مساندة غزة، ما يعني أن حزب الله بمنظومته العسكرية والسياسية متمسكة بهذا النهج، حتى وإن كان الثمن غالياً.

وفي هذه الجزئية بالتحديد يرى أبو عزة أن محور المقاومة سيزداد قوة وصلابة على إسناد غزة، وأن دم الشهيد القائد ستدفعهم للعمل أكثر للثأر والانتقام من العدو الصهيوني والأمريكي والغربي، و هو بالفعل ما سيحدث وفق ما يتحدث به المراقبون والسياسيون، إذ ليس من المعقول أن تهدأ جبهة المقاومة وتستسلم، وتتخلى عن هدفها المشروع في مواجهة إسرائيل، فاليأس والإحباط والانكسار مفردات ليست واردة في قاموس محور المقاومة، -كما يقول أبو عزة- وهذه الوحشية وجرائم الاغتيالات للقادة لن تؤثر على مبادئ وقيم ومواقف محور المقاومة الراسخ رسوخ الجبال، والتي كان الشهيد القائد معلمها الأول وملهمها الأول.

المعركة ستبدأ ولا تقبل القسمة

من جانبه يشير الباحث في العلاقات الدولية الدكتور طارق عبود إلى أننا نواجه عدواً متوحشاً مجرماً، مدعوماً من الولايات المتحدة الأمريكية، وحلف شمال الأطلسي، وكل المنظومة الغربية.

ويوضح الدكتور عبود أن المقاومة تعرف أن ثمن هذه المواجهة مكلف على كل المستويات، إلا أن المحصلة النهائية، هي ما نركز عليها، فمهما كان الثمن غالياً، والتضحية موجعة، تبقى النهاية مستحقة، فإما الشهادة وإما النصر والحرية.

ويرى أن الصدمة خلال الأيام الماضية كانت كبيرة على مستوى المقاومة، وعلى مستوى البيئة الحاضنة، وعلى مستوى كل أحرار العالم، لفقدان رمز كبير كسماحة الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، كثائر أممي وقف في وجه الطاغوت، وواجه الظلم، والاستكبار الغربي والعالمي، مؤكداً أن الضربات حاضرة في الحسابات، وأن المقاومة بدأت في لملمة صفوفها، واستنهاض قواها، وأن المعركة ستبدأ فعلياً في الأيام القادمة، مضيفاً أن المصاب جلل وكبير، والثمن الذي دفعته المقاومة عظيم، وبالتالي ستستبسل، وتكون شرسة في الميدان أكثر من أي وقت مضى.

ويوضح أن سماحة الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، كان يريد لهذه الأمة ولهذا البلد، ولهذه المقاومة أن تكون ثابتة ومنتصرة، وألا تهتز أمام الصعاب والتحديات، مؤكداً أن لا خيار أمامنا وأمام كل محور المقاومة غير القتال والجهاد والتضحية بكل ما نملك حتى تحرير الأرض، فنحن أمام حرب وجودية وإثبات، حرب لا تقبل القسمة على اثنين، فإما نحن وإما هم.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشهید القائد السید حسن نصر الله محور المقاومة أبو عزة

إقرأ أيضاً:

محور المقاومة: كيف ستواجه القيادات الجديدة التحديات؟

انتهت باستشهاد القائد التاريخي الشهيد السيد حسن نصر الله، مرحلة نهوض واعدة في تاريخ العرب المعاصر، ومن المنتظر أن تعقبها مرحلة جديدة من الصعب الإحاطة بمعالمها في الوقت الحاضر.

غير أنه يمكن البدء باستشرافٍ يطرح أسئلةً خمسة مفتاحية ومحاولة الإجابة بكثير من الأناة والموضوعية.

السؤال الأول: هل تتلاشى مكاسب وافرة كان حققها حزب الله باستشهاد السيد القائد، أم سيبقى منها قدْر يمكّن خليفته وسائر أركان القيادة من الترسمل عليه لتجديد حركة نهوض الأمة بقيادات جديدة مقتدرة وملتزمة نهجاً نضالياً طويل النفَس لتحقيق الأهداف المرجوة؟

ولعل السؤال ذاته مطروح على سائر قيادات المقاومة الفلسطينية والعربية، التي عاصرت القائد الشهيد وواكبته وتعاونت معه في مواجهة الكيان الصهيوني، وحليفه الأمريكي الدائم، ذلك أنها ستجد نفسها مضطرةً، لسبب أو لآخر، إلى التنحي في الأيام المقبلة لتتولى أجيال جديدة من القياديين مهام إدارة الصراع محلياً، أو بالتعاون مع حركات مقاومة أخرى داخل محور المقاومة أو خارجه.

السؤال الثاني: كان السيد حسن نصر الله القائد الميداني الأبرز بين قادة محور المقاومة. من تراه سيكون خليفته في قيادة حزب الله؟ وهل سيكون في مقدور القائد الجديد وأركان القيادة متابعة الخط النضالي، الذي تميّز به السيد نصرالله بوتيرةٍ مماثلة، أو ربما بوتيرة أدنى؟

وهل سيكون في مقدوره أن يضطلع بدورٍ مماثل للسيد نصرالله بين قادة محور المقاومة؟ وماذا سيكون نهجه في حمأة الصراع المحموم الدائر حالياً في فلسطين المحتلة، كما على حدود لبنان معها، خصوصاً بعد اتضاح تطلعات بنيامين نتنياهو في خطابه الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعزمه (بالتعاون مع حليفه الأمريكي) على رسم معالم شرق أوسط جديد خاضع لهيمنة الغرب الأطلسي؟

السؤال الثالث: لمن ستؤول مقاليد القيادة في حركات المقاومة الفلسطينية، وسائر قوى المقاومة العربية، داخل محور المقاومة وخارجه، المنخرطة في الصراع المحموم الدائر حالياً في قطاع غزة والضفة الغربية وعلى حدود فلسطين المحتلة مع لبنان؟

هل ستتابع هذه القيادات الجديدة الصراع الدائر حالياً بضراوةٍ متصاعدة مع العدو الصهيوني وحلفائه، على الأسس ذاتها التي اتسم بها نهج القائد الشهيد ومَن تعاون معهم في صفوف قيادات المقاومة في فلسطين واليمن والعراق؟

السؤال الرابع: كيف ستواجه أطراف محور المقاومة تحديات المرحلة الجديدة، لاسيما بعدما تنتهي معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية واتضاح هوية الرئيس الفائز ونهجه في إدارة الولايات المتحدة كما إدارة سياسة الغرب الأطلسي؟

السؤال الخامس: كيف تراه سيكون العالم المعاصر بعد تبلور علاقات القوى المتصارعة في عالمنا العربي، وفي الإقليم، وانجلاء الصراعات المشار إليها آنفاً، أو تعقّدها؟

وهل سترتفع القوى النهضوية العربية إلى مستوى التحديات الماثلة فتسارع إلى التضامن في ما بينها كمنطلق أساس لنقد تجاربها السابقة، وبالتالي اجتراح مسار جديد ونهج نضالي فاعل، في إطارٍ من الوحدة الوطنية والحوار الديمقراطي الهادف داخل أقطارها، وباعتماد استراتيجية جديدة في مواجهة الكيان الصهيوني وحلفائه في دول الغرب الأطلسي، قوامها المقاومة الميدانية والمدنية، والمقاطعة الاقتصادية الشعبية لمنتجات وبضائع الدول الحليفة، والمساندة للعدو الصهيوني، والملاحقة القضائية الجادة للمسؤولين الرسميين وغير الرسميين الفاسدين والمتواطئين مع قوى الهيمنة الخارجية أمام المحاكم الوطنية، خصوصاً أمام محكمة الجنايات الدولية.

ثمة مرحلة جديدة حُبلى بالمتغيرات، بل نحن أمام زمن مغاير مترع بتحديات استثنائية وخطيرة يقتضي أن يستعدّ النهضويون العرب لمواجهتها متحدين وبلا إبطاء.

مقالات مشابهة

  • ما بعد اغتيال الشهيد القائد حسن نصر الله.. المقاومة لا تهزم
  • السوداني والطباطبائي يؤكدان على الاستمرار في دعم محور “المقاومة الإسلامية”
  • محور المقاومة: كيف ستواجه القيادات الجديدة التحديات؟
  • إيران: اغتيال القائد عباس نيلفوروشان في لبنان لن يمر بدون رد
  • رئيس البرلمان الإيراني: سنواصل دعم محور المقاومة في مواجهة إسرائيل
  • ناطق أنصار الله: دماء نصر الله ستكون لعنة تطارد “إسرائيل”
  • “صنعاء” تعاهد السيد حسن نصر الله السير في درب المقاومة انتصاراً للمظلومين في فلسطين ولبنان
  • الدكتور بن حبتور يدين جريمة اغتيال القائد المجاهد السيد حسن نصر الله
  • على وقع ضربات محور المقاومة.. “موديز” تخفض تصنيف “إسرائيل” الائتماني درجتين