الهوية الثقافية و الإيمانية.. صمام ثورة الـ21 من سبتمبر
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
تعرضت اليمن لسنوات طويلة لغزو أمريكي سعودي استهدف البلد في ثقافته الدينية وهويته الإيمانية المستوحاة من حديث الرسول الأكرم الإيمان يمان والحكمة يمانية.
وتفضح اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية هذا الدور، فالوسط الثقافي اليمني كان عرضة للتدخلات الأمريكية الخطيرة، والتي أوصلت بعض اليمنيين إلى حافة الهاوية، والخروج من المبادئ والثقافات التي تربوا عليها، والتأثر بالثقافات الغربية وما تمليه عليهم أمريكا وأذنابها.
ويؤكد مدير مكتب الإرشاد بأمانة العاصمة الدكتور قيس الطل أن اليمن ظلت عرضة للغزو الثقافي من قبل الاستخبارات الأمريكية والسعودية طيلة الأنظمة السابقة إلى ما قبل ثورة الـ 21سبتمبر المجيدة.
ويوضح أن السفارة الأمريكية ركزت على استهداف الجانب الثقافي والتوعوي والإعلامي؛ كون هذا الجانب هو المعني بخلق الرأي العام وهو الذي يوجه الشعب ويصنع لديه القناعات”.
ويذكر أن الاستهداف الأمريكي للثقافة والهوية الإيمانية للشعب اليمني تمثل من خلال العديد من البرامج والمشاريع أبرزها التدخل في المناهج الدراسية للمدارس والجامعات والمعاهد، مستدلاً بما ورد من اعترافات لشبكة الجواسيس الأمريكية الإسرائيلية حول استهدافها للجانب التعليمي، والثقافي للبلد والذي تم العمل عليه منذ سنوات طويلة، مبيناً أن إقرار شبكة التجسس حول الاستهداف الأمريكي للتعليم من المرحلة الأساسية وحتى الدكتوراه يثبت مدى المساعي الأمريكية لتجهيل الشعب اليمني وتمييعه وجعله تابعاً للخارج.
ويشير الطل إلى أن الاستهداف الأمريكي للجانب الثقافي والإيماني لم يقتصر على الجانب التعليمي فحسب، وإنما حرصت الولايات المتحدة الأمريكية على استهداف ثقافة وهوية اليمن من عدة مشاريع وبرامج كالتعّمد الأمريكي على محاربة المبدعين والمبتكرين وأصحاب المشاريع الإنتاجية وغيرهم من العباقرة والأذكياء وذلك من خلال تهميشهم أو ابتعاثهم للخارج.
ويلفت إلى أن الأمريكيين استهدفوا الثقافة الإيمانية، والمناهج الإسلامية للشعب اليمني وذلك من خلال حذف الآيات والأحاديث التي تحض على الجهاد ضد اليهود والنصارى، وكذا حذف الآيات والأحاديث التي تكشف الوجه الحقيقي لليهود والنصارى، موضحاً أن الغزو الثقافي الإيماني الذي حصل للشعب اليمني قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر نشر الثقافات المغلوطة من فكر الوهابية والتكفيرين، و أن الأنظمة السابقة سمحت للتكفيريين بنشر ثقافتهم المغلوطة، والعقائد الباطلة من خلال الدروس وحلقات القرآن الكريم وخطب الجمعة.
ويذكر أن التكفيرين نشروا العديد من البرامج التي تهدف لفصل الشعب اليمني عن هويته الإيمانية وعن ثقاته القرآنية والارتباط بالنبي الأكرم وآله الأطهار، بل وصل الحال إلى أن تقيم السفارة الأمريكية الورش والدورات الثقافية لخطباء المساجد لتكون خطبة الجمعة وفق ما يريد الأمريكي.
ويتطرق إلى أن الجانب الإعلامي تعرض خلال الأنظمة السابقة للاستهداف الأمريكي، حيث كان يستخدم السفير الأمريكي القنوات والإذاعات والصحف والمواقع الإلكترونية لنشر الثقافات المغلوطة على المستوى الثقافي والإيماني والمجتمعي، وذلك بما يحق أهدافه الأمريكية والمتعارضة مع مبادئ وأخلاق وثقافات وهوية الشعب اليمني.
ويشير إلى أن الأمريكي حرص على مدى سنوات من الزمن لتوظيف وسائل الإعلام اليمنية لتبرير التدخل الأمريكي في اليمن وتلميع صورته الإجرامية، إضافة إلى بث المسلسلات والأفلام والبرامج التلفزيونية والأغاني الفاسدة، وكذا نشر الدعايات والأكاذيب والتبريرات الزائفة لفساد الحكومة وعمالتها للأمريكان ومحاوله اقناع الشعب بذلك.
وعندما قام الشعب اليمني في 21 من سبتمبر بثورته الخالدة، والتي حققت له الحرية الكاملة والاستقلال الكامل وقطعت أيادي الوصاية الأمريكية والإسرائيلية، وامتلك الشعب قراره و من خلال الارتباط بالقرآن الكريم منهجاً، وبالنبي وأعلام الهدى قادة وقدوة استطاع هذا الشعب أن يحافظ على هويته، وأن يعزز الارتباط والافتخار بهذه الهوية بحسب ما يؤكده الدكتور الطل.
ويختتم الطل حديثه بالقول: ” ونحن نرى اليوم أثر هذا في تلك الحشود الهائلة المليونية التي احتفلت بمولد النبي الأكرم -صلوات الله عليه وآله- وكذلك نرى أثر هذه الهوية في مواقف الشعب اليمني وجهاده وصبره وتضحياته ونصرته لقضايا الأمة الكبرى، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ونرى هذا الشعب يحمل الروحية الجهادية والاستعداد العالي للتضحية، وأصبح يشكل تهديداً حقيقياً للمشاريع الأمريكية والإسرائيلية، وهذا ما هو الا ثمرة من ثمرات الارتباط والحفاظ والاعتزاز بأعظم، وأقدس هوية الايمان يمان والحكمة يمانيه”.
بدوره يؤكد الناشط الثقافي إبراهيم غالب أن التدخلات الخارجية في البلد التي استمرت منذ عقود طويلة من الزمن وحتى ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر عملت على استهداف الجانب الثقافي والإيماني للشعب اليمني.
ويوضح أن الأنظمة السابقة قدمت تسهيلات كبرى للأجانب في استهداف الجانب الثقافي والهوية الإيمانية للشعب اليمني، مشيراً إلى أن الاستهداف الثقافي للشعب اليمني وأنظمته الحاكمة قبل ثورة الـ 21سبتمبر تجسد من خلال الخنوع للخارج ممثلا بأمريكا وتحكمها بالقرار السيادي للبلد.
ويبين غالب أنه قبل ثورة 21 سبتمبر، عمل العدو الأمريكي بمختلف الوسائل والأساليب لسلخ شعبنا اليمني عن هويته الإيمانية، وفصله وإفقاده لهذه الهوية لكي نصبح أمة لا كيان لها ولا كرامة ولا حرية ولا استقلال لها ولا منعة ولا قوة لها، فيسهل عليهم ضربنا والسيطرة علينا.
ويرى أن من أخطر أشكال الاستهداف للهوية الإيمانية لشعبنا ما يعرف بالحرب الناعمة التي تعد أخطر من الحرب العسكرية الخشنة؛ كونها تنسف القيم والمبادئ والأخلاق وتهدف إلى السيطرة التامة على الإنسان وتجريده من هويته وتفريغه من محتواه المبدئي والأخلاقي والقيمي فيصبح تائهاً ضائعاً مسلوب الإدارة؛ فيصبح مجرد دمية من السهل السيطرة عليه والتحكم به.
ويلفت إلى أن اعترافات الخلية التجسسية التي تعمل لصالح أمريكا وإسرائيل كشفت العديد من المشاريع والبرامج الأمريكية التي تهدف لمسخ الشعب اليمني، وتضييع هويته الإيمانية وذلك من خلال شر الفساد الأخلاقي والثقافي والإيماني ونشر ثقافة الشذوذ الجنسي، مبيناً أن الأمريكيين بذلوا أموالاً طائلة، وخصصوا مؤسسات ومعاهد عملاقة بهدف تحقيق أهدافهم الرامية لمسخ الشعب اليمني.
ويوضح أن ثورة الـ21 سبتمبر عملت على تعزيز الهوية الإيمانية، وإعادة للواجهة بعد أن غيبت لسنوات طويلة؛ وذلك من خلال نشر الثقافة القرآنية، وتنشئة الجيل الصاعد تنشئة إيمانية قائمة على الهدى القرآني، والثقافة القرآنية على الدين المحمدي الأصيل، وثقافة أهل البيت -عليهم السلام- سفن النجاة”.
ويشير غالب إلى أن الحفاظ على الهوية الإيمانية المتمثلة في قول الرسول الأكرم : “الإيمان يمان والحكمة يمانية” جعلت ثورة الـ 21 سبتمبر عنواناً للحرية والاستقلال، والذي قاد الشعب اليمني لاتخاذ المواقف المشرفة في نصرة المستضعفين في غزة والدفاع عن المقدسات الإسلامية، ملحقاً هزيمة مدوية وفضيحة كبرى بقوى الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل.
—————————————————-
المسيرة / محمد حتروش
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الهویة الإیمانیة هویته الإیمانیة الشعب الیمنی للشعب الیمنی وذلک من خلال من سبتمبر قبل ثورة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ثورة سمكية في المنيا.. 400 ألف زريعة بلطي تنطلق في نهر النيل
شهد اللواء عماد كدواني محافظ المنيا، إلقاء 400 ألف زريعة سمك( بلطي نيلي) في نهر النيل بمدينة المنيا، بهدف المساهمة في إنتاج كميات أسماك بمواصفات إنتاجية عالية، وذلك في إطار اهتمام الدولة بتنمية الثروة السمكية والعمل على زيادتها.
قال المحافظ، إن المشروع يسهم بشكل كبير في تحقيق وفرة اقتصادية من خلال تعزيز إنتاج الثروة السمكية، لإحداث طفرة في زيادة الإنتاج، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك عالية الجودة ذات المواصفات العالية وتغطية العجز في البروتين الحيواني للمواطن وتقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، وخلق فرص عمل للصيادين.
وأوضح المهندس جلال فتحي خلف مدير منطقة المنيا، أنه تم اليوم إلقاء 400 ألف زريعة سمك، وسيتم إلقاء 600 ألف وحدة زريعة سمك (بلطي نيلي) خلال الأسبوع القادم، وذلك تباعا من إجمالي 2 مليون زريعة سمك موزعة ما بين مليون و 250 ألف وحدة زريعة سمك بلطي، و 750 ألف زريعة سمك مبروك حشائش لزيادة المخزون السمكي، وذلك وفق تعليمات اللواء أ.ح الحسينى فرحات المدير التنفيذي لجهاز حماية البحيرات وتنمية الثروة السمكية، مشيراً إلى أن الهدف من إلقاء زريعة السمك في النيل هو المقاومة البيولوجية للمياه وتنمية نهر النيل بإنتاج أسماك بمواصفات معينة، تم عمل دراسات مستفيضة عليها، لضمان سلامتها من الناحية الصحية وتحقيقها لحجم مناسب خلال فترة محددة.
جاء ذلك بحضور، المهندس عبد العليم أبو ركاب مدير عام منطقة وادى النيل، المهندس جلال فتحي مدير منطقة المنيا، عمر حسن مدير المفرخ السمكي بالمنيا، وعدد من أعضاء الجمعية التعاونية لصائدي الأسماك.