الدم ذخيرة المسيرة والنصر نصر الله…
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
ألف مشهد حضر مع النبأ، والنبأ العظيم يستحضر المشاهد العظام.. في لحظة واحدة، احتشدت في القلوب مع صرخات الألم صور القادة الشهداء.. طُوي الزمان في ثانية واحدة، وصار الكلّ في كربلاء..
عاد نبأ رحيل الإمام روح الله الخميني -قدًس سره – وعادت الصور.. شهادة السيّد عبّاس حضرت بعجالة.. بكاء الناس وصوت شيبة طاهرة: «يا رب عوّض علينا بسيّد متل هالسيّد.
فجر شهادة الحاج قاسم سيلماني حلّ في وسط النهار، وكأنّ كفّه القطيعة مسحت على وجه القلوب المصابة بأعزّ من فيها.
طوفان الدموع في يوم الحاج عماد مغنية حضر، وانسكب على القلوب التي توقّد جمرها حزنًا وحبًّا.
ألف صورة ومشهد عادوا.. تجمّعوا في الصدور لا جزعًا.. ولا انكسارًا.. بل لقول كلمة حقّ وحقيقة في محضر الوجع العظيم: المقاومة بخير.. ستظلّ بخير.. والدم ذخيرة هذه المسيرة وسرّها الإلهي الجميل..
إذًا، إلى كربلاء مضت جموع القلوب المذبوحة بنصال النبأ.. إلى مشهد المصرع الحسينيّ.. كجدّه الحسين مضى.. دمٌ ينتصر على السيف.. الحقّ كلّه بمواجهة الباطل كلّه.. ومسيرة تطول تطول ولا تنتهي حتى تسلّم الراية لصاحب الزّمان (عج)..
وقفت القلوب كما تعلّمت من وقفة زينب عليه السلام في العاشر.. تلملم الجرح، تتحمّل المسؤولية، وتحمل فوق أطنان القهر، والذي ما عرفنا منه سوى بعض ذرّات، رسالة الحسين (عليه السلام).. هذه الروحية التي حضرت في ساعة النبأ تحدّث عن هذه المقاومة التي ولدت حسينية كربلائية، لا يمكن أن تنكسر بشهادة القائد.. وعلى ذلك شواهد كثيرة عاصرناها وعايشناها، وتعلّمنا منها كيف يصير الدم والقهر فاتحة الانتصارات التاريخية.
الجرح بليغ.. بعمق الحبّ الذي في قلوب الناس لسيّدهم.. وبعمق فهمهم ووعيهم لمسيرته الجهادية كلّها، وبعمق الأثر الذي حفرته في أرواحهم حكمته وبصيرته، ولهذا، كان صوته في ساعة النبأ يلامس أرواحهم.. وكأنّه ترك لهم في كل خطبة وصيّة ووداع.
أحبّ النّاس السيّد حسن، أحبّوه كثيرًا. كان الأب والأخ والسند، وأعزّ فرد في كلّ عائلة.. هذه الرابطة العاطفية العميقة التي جمعتهم به، وجمعته بهم، تفسّر معنى الفجيعة التي شعروا بها حين علموا باستشهاده.. مع علمهم أن مثله لا يمضي إلّا شهيدًا.. ومع علمهم أنّه مذ تولّى قيادة هذه المسيرة المباركة بالدماء عاش شهيدًا، وودّع خلالها معظم إخوانه وأحبّته شهداء.. وعيهم هذا، كما فهمهم لطبيعة هذه المسيرة، يحتّم ألّا يمسّهم جزع مهما عظم الألم، ويحتّم ألّا يُمسّ إيمانهم بالنّصر ولو في لحظة قُصمت فيها ظهور قلوبهم..
الدمع الحارّ، الحزن الشديد، الشعور بهول المصاب، كلّ هذا القهر الذي أثقل القلوب وكلّ هذا الغضب، قد يظنّه القاصرون عن فهم هذا الخطّ انكسارًا أو هزيمة.. وهو على العكس تمامًا، فكلّه يستحيل سلاحًا يكمل الدرب، يحسم الحرب، وسرًّا يكتب النصر.. نصر الله.
*كاتبة لبنانية
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قيادة وكوادر رئاسة مجلس الوزراء تزور ضريح الرئيس الشهيد الصماد
وخلال الزيارة تم وضع إكليل من الزهور على ضريح الرئيس الشهيد ورفاقه وقراءة الفاتحة إلى أرواحهم وكافة شهداء الوطن الذين بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل الله، وبقاء الوطن حرا كريما شامخا عزيزا ومستقلاً.
كما زار الجميع معرض شهداء وزارة الداخلية المقام في ساحة ميدان السبعين ، واطلعوا على محتوياته من صور شهداء الوزارة والوحدات التابعة لها ونبذة تعريفية عنهم ومآثرهم وبطولاتهم.
وزار مساعد مدير مكتب رئاسة الوزراء والقيادات الإدارية بحضور محافظ محافظة عدن طارق سلام، مهرجان الشهيد ومعرض " الجهاد المقدس "، واطلعوا على ما يتضمنه المهرجان والمعرض الذي اشتمل على صور ومجسمات للشهداء منذ انطلاق المشروع القرآني مرورا بمواجهة تحالف العدوان والحصار وصولاً إلى معركة طوفان الأقصى فضلا عن صور ومجسمات للقادة الشهداء من اليمن وفلسطين ولبنان والعراق وإيران.
كما اطلعوا على الأقسام التي تضم مجسمات للصناعات العسكرية المنتجة من قبل قطاع الإنتاج الحربي العسكري اليمني .
وزار السفياني والقيادات والموظفون روضة الشهداء جوار جامع الحشوش بالجراف الغربي، وقرأوا الفاتحة و سورة الإخلاص إلى أرواح شهداء الروضة وكافة شهداء الوطن الذين حملوا راية الدفاع عن الوطن والذود عن حياضه و صنع عزته واستقلاله ونيل الشهادة أسمى وأعلى جائزة يطمح إليها المجاهدون.
وعبروا عن الفخر و الاعتزاز بمآثر و بطولات الشهداء وتضحياتهم الكبيرة والمشرفة من أجل خير وطنهم و شعبهم وأمتهم.