الثورة نت:
2024-09-30@23:45:01 GMT

توطين الحليب.. نواة مستقبل تعاوني أكثر نضوجًا

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

توطين الحليب.. نواة مستقبل تعاوني أكثر نضوجًا

 

زيادة إنتاج الحليب اليومية من 16٫470 لترًا إلى 110٫000 لتر يوميًا خلال 11 شهرا

الثورة /يحيى الربيعي
في أجواء احتفالات شعبنا بالعيد الوطني العاشر لثورة 21 سبتمبر المجيدة، تتجلى جهود القيادة الثورية والسياسية في تعزيز مبادئ التنمية المستدامة استنادًا إلى هدي الله، ورفع مستوى المشاركة المجتمعية الواسعة، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الاقتصاد المجتمعي المقاوم.

ولتحقيق أهداف ثورة 21 سبتمبر 2014م، تم السعي نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال تحفيز روح المبادرة في المجتمع، وجمع الطاقات المختلفة لرفع قدراتها والمساهمة بفاعلية في تعزيز الاقتصاد العام.
وفي هذا السياق، تم تطبيق البرنامج الوطني لسلاسل القيمة، حيث تم اختيار سلسلة القيمة للألبان في محافظة الحديدة كنموذج يُحتذى به. تم إعداد مصفوفة متكاملة للمشاريع الخاصة بسلسلة الألبان، مع توزيع الأدوار بين الشركاء. وقد انطلقت عملية تنفيذ هذه المصفوفة وفق خطة مدروسة، مع إطلاق استراتيجية لتوطين صناعة الحليب برعاية رئيس الجمهورية، وتقديم دعم مالي لمنتجي الحليب بمقدار 130 ريالاً لكل لتر.
تندرج هذه الجهود في إطار السعي العام لخفض فاتورة استيراد الحليب ومشتقاتها، التي تتجاوز قيمتها 333 مليون دولار سنويًا، في ظل ما تعانيه البلاد من فجوة غذائية بلغت 82 %، حيث تحتاج اليمن إلى حوالي 2.1 مليون طن سنويًا لتلبية احتياجات 30 مليون نسمة من سكانها.
فجوة واحتياج كبير
بناءً على ذلك، تم حساب احتياجات البلاد من الألبان ومشتقاتها، بالإضافة إلى كمية الإنتاج المحلي ونسبة الفجوة. وتبين أن حجم الإنتاج المحلي السنوي للحليب بلغ 369,674 طناً وفقاً لكتاب الإحصاء الزراعي لعام 2019م، في حين بلغت نسبة الفجوة الغذائية نحو 82 %، مقابل نسبة اكتفاء ذاتي قدرها 18 %. وقد وصلت الكميات المستوردة من الألبان ومشتقاتها إلى 1,730,326 طناً سنوياً، بينما بلغ الإنتاج المحلي من الألبان 369,674 طناً. وفقاً للدراسة، فإن الاحتياج الكلي يبلغ حوالي 2.1 مليون طن سنوياً لتلبية احتياجات 30 مليون نسمة من سكان اليمن. وبلغت فاتورة استيراد الألبان ومشتقاتها في عام 2022م وفقاً لبيانات الجمارك حوالي 333,323,943.8 دولار.
تدريب وتأهيل
تم تدريب 56 شخصاً (5 أشخاص من كل جمعية) من قبل مصانع الألبان (نادفود، نانا، يماني) على أهمية اتباع ممارسات التربية الجيدة والرعاية الصحية للأبقار، وكذلك الاشتراطات الصحية للحلابة ونقل الحليب. كما تم تعزيز التواصل مع فريق الإرشاد لضمان متابعة وتأهيل المنتجين. بالإضافة إلى ذلك، تم تدريب وتأهيل 120 فرداً يمثلون المجمعين والمنتجين على استخدام الأجهزة المناسبة وكيفية حفظ واستقبال الحليب بشكل سليم.
قروض بيضاء
تم إعداد اتفاقية إقراض الأبقار بين اللجنة الزراعية والسمكية العليا والهيئة العامة للتأمينات والمعاشات، حيث تم إقراض 25 مستفيداً من فئة المعاقين 50 بقرة (حيث يحصل كل مستفيد على بقرتين مع المواليد أو الحوامل) في مديرية الدريهمي، كما تم إقراض 37 مستفيداً من فئة المعاقين بقرابة 70 بقرة في مديرية المنصورية.
أيضًا، تم إقراض الجمعيات 7 وسائل نقل مبردة للحفاظ على جودة الحليب، على الرغم من أن هذه الوسائل لا تغطي بالكامل احتياجات النقل. كما تمت التهيئة لإقراض 150 مستفيداً آخر من فئة المعاقين بأبقار منتجة.
جهود مشتركة
تواصلت جهود التنسيق مع وزارة الصناعة والتجارة لزيادة كميات الإنتاج من الحليب خلال الفترة الحالية وتوسيع قدرة استقبال الحليب في مصانع المحافظة. تم الاتفاق على توحيد كميات الحليب الموردة يومياً لمصانع الألبان الثلاثة (نادفود، يماني، نانا)، وجرى عقد اجتماع مع الجمعيات الموردة للحليب وفرع الاتحاد التعاوني الزراعي في محافظة الحديدة ومؤسسة الخدمات لتوقيع اتفاقية توزيع كميات الحليب بشكل متساوٍ بين الجمعيات. هذا من شأنه زيادة الضغط على المصانع لاستيعاب كميات أكبر من الحليب، مما يعزز توفر كميات من أسطوانات الحليب المناسبة لدعم زيادة الإنتاج.
إعفاء ضريبي
توصل الشركاء إلى النتائج المحققة ضمن سلسلة الألبان في محافظة الحديدة، حيث تم اعتماد الاستراتيجية الوطنية لتوطين صناعة الحليب ومشتقاته في 16 أغسطس 2023م، بعد صدور قرار الحكومة في يوليو 2023م، والذي ينص على دعم منتجي الحليب بفارق سعر 130 ريالًا لكل لتر. حيث يكون سعر لتر الحليب 450 ريالاً على أن يتم شراؤه في المصانع بسعر 320 ريالاً، وذلك مع تخصيص 130 ريالاً كدعم من الحكومة، يُستقطع من ضريبة المبيعات للمصانع وفق آلية محددة.
من النتائج الإيجابية التي تحققت بعد الدعم الحكومي، كما أفاد أعضاء الفريق التنموي، هي زيادة عدد منتجي الحليب والمستفيدين من المشروع من 1,218 إلى حوالي 6,300 مستفيد، إضافةً إلى ارتفاع عدد الأبقار المنتجة من 4,186 إلى حوالي 19,000 بقرة خلال إحدى عشر شهراً.
كما شهدت كميات إنتاج الحليب اليومية زيادة ملحوظة من 16,470 لترًا إلى 110,000 لتر يوميًا، مما يعكس النجاح الملحوظ للاستراتيجية المتبعة.
مركزان نموذجيان
فيما يتعلق بتوفير وسائل الحفاظ على الحليب من التلف، نظرًا لبعد المسافات وندرة وسائل النقل المبردة، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة في محافظة الحديدة، مما يزيد من خطر تلف الحليب بسرعة، أجرت التدخل السريع إنشاء مراكز استقبال نموذجية للحليب وتوفير وسائل نقل مبردة، وبدأت الخطوة بإنشاء مركزين في بيت الفقيه والمنصورية، من قبل المؤسسة العامة للخدمات الزراعية. المراكز تستقبل الحليب كعهدة من الاتحاد التعاوني الزراعي، حيث ستقوم المؤسسة بإعداد المنشآت ومتطلباتها وتشغيلها وإدارتها حتى نضوج الجمعيات، ثم تسليمها للجمعيات. على أن يتم استيعاب الجمعيات التعاونية في عدد من المديريات المنتجة للحليب في محافظة الحديدة، مثل المراوعة، باجل، الصليف، الضحي، الدريهمي، السخنة، المنصورية، وبيت الفقيه، على مراحل.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

رحلة إنتاج «كوب اللبن» من القرية والمزرعة لمراكز «التجميع والتصنيع»

تواجه التحديات الصعبة«كوب اللبن» الذى يلعب دوراً كبيراً فى غذاء المصريين وبناء أطفال مصر، واعتبرته الحكومة ضمن «السلع الاستراتيجية»، وراءه حكاية أكبر بكثير من حجم الكوب الصغير.. حكاية كان لا بد، للتعرف على بدايتها، من العودة للقرية، حيث الفلاح الذى لا يزال، وفقاً للخبراء، هو المسئول الأول عن إنتاج اللبن، بنسبة لا تقل عن 80% من إجمالى الكمية المنتجة حالياً، والمقدرة بنحو 7.5 مليون طن سنوياً، وسط مطالبات بزيادة الدعم الموجه له، فى صورة أعلاف وخدمات بيطرية وإرشاد.

ومن «الفلاح» أخذتنا الحكاية لـ«مزارع الأبقار»، التى لا تزيد مساهمتها على 20% من إجمالى إنتاجية الألبان، وسط مطالبات أخرى من القائمين عليها بتذليل الصعاب أمامها، ومن بينها ما يتعلق بالأعلاف، والتحصينات، والتراخيص، وإعادة النظر فى طريقة تحديد أسعار بيع إنتاجهم للمصانع الكبرى، والتى يرونها مسئولة عن تعثرهم.

ومن المنتجين ذهبنا لـ«مراكز تجميع الألبان المطورة» التى دعت الدولة لإنشائها ضمن مشروع قومى لتحسين جودة الألبان، وشملت حتى الآن نحو 300 مركز، وتنتظر تطوير وإنشاء المزيد منها ونشرها بين القرى ومناطق إنتاج الألبان، لتعظيم الاستفادة من كميات الإنتاج الحالية والحيلولة دون فسادها أو إضافة مواد ضارة صحياً إليها لحفظها.

وعند مرحلة التصنيع تظهر مشكلة أخرى تتمثل فى شكاوى المنتجين ومراكز التجميع من إحجام المصانع والشركات الكبرى عن شراء ألبانهم خلال موسم الإنتاج الغزير فى الشتاء، بحجة أن القوة الشرائية لا تستوعب زيادة معدلات الإنتاج، وهو ما يترتب عليه إهدار هذه الألبان، وسط مطالبات بالتوسع فى إنشاء مزيد من المصانع لاستيعاب وفرة الإنتاج فى الشتاء.

وفى كل محطات الرحلة كان هناك إجماع على ضرورة تدخل الحكومة لضبط منظومة إنتاج وتصنيع الألبان، بداية من ضمان توافر الأعلاف بأسعار معقولة، وإنشاء هيئة موحدة للتسعير العادل، بما يضمن تحقيق المنتجين لأرباح تحفزهم على الاستمرار والتوسع، وتشجيع إنشاء مصانع أخرى تستوعب الإنتاج وفى مقدمتها «مصنع لبن بودرة»، ورعاية حوار بين جميع أطراف المنظومة هدفه المصلحة العامة.

هكذا حاولت «الوطن» تتبع رحلة إنتاج كوب اللبن، عبر 4 محافظات (المنوفية والقليوبية، والجيزة، وكفر الشيخ)، فيما بين القرى ومزارع الأبقار، ومراكز التجميع، وصولاً للمصانع الحكومية والخاصة، والمراكز البحثية المسئولة عن التحسين الوراثى وزيادة الإنتاجية، فى محاولة للتعرف على المشكلات التى تعرقل هذه الرحلة، وحلولها، وسد الفجوة الحالية، بين الإنتاج والاحتياجات، والتى يقدرها خبراء بنحو 2.5 مليون طن سنوياً، ليظل «كوب اللبن» دوماً فى متناول المصريين.

مقالات مشابهة

  • رحلة إنتاج «كوب اللبن» 2.. من القرية والمزرعة لمراكز «التجميع والتصنيع» (ملف خاص)
  • نائب محافظ الدقهلية يجتمع بممثلي الجمعيات الأهلية لبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة
  • إنشاء قاعدة بيانات موحدة تضم الجمعيات الأهلية بالدقهلية
  • توطين الحلول الذكية للعمليات التعدينية
  • وزيرة الشؤون تشيد بجهود اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية في إطلاق حملة “مستقبلهم أمانة 2”
  • الحليب في الريف.. «مصدر خير كتير.. قريش وجبنة قديمة وزبدة وفطير»
  • رحلة إنتاج «كوب اللبن» من القرية والمزرعة لمراكز «التجميع والتصنيع»
  • الشرقية تتابع الجمعيات الزراعية لمنع التعدي على الأراضي
  • عوض تاج الدين: مصر استطاعت توطين صناعة الأنسولين ومشروع البلازما ناجح