قوة الردع اليمنية أعادت السيادة الجيو اقتصادية لليمن على البحر الأحمر وباب المندب
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
استطاع اليمن خلال عشر سنوات في ظل العدوان والحصار أن يمتلك قوة الردع التي أعادت لليمن قوته وهيبته وأصبحت الجمهورية اليمنية بقيادة صنعاء تشكل رقماً صعباً في المنطقة والعالم، فبعد أن كانت الأنظمة السابقة تبيع وتشتري في ثروات ومقدرات اليمن الاقتصادية والجيوسياسية، جاء قرار اليمن الحر تحت راية الثورة وقائدها المغوار السيد عبدالملك الحوثي لتغيّر المعادلات، وتعيد التوازنات وتوقف نهب وسرقة الثروات، وتفرض سيادة اليمن من جديد على مياهها الإقليمية والجزر والممرات، وصار جيش اليمن المستقل يستهدف البوارج وحاملات الطائرات ويطاردها في مختلف البحار والمحيطات، وسيطرة أمريكا وبريطانيا وكل المستعمرين والطغاة على البحار والممرات التجارية لليمن ذهبت خلف الشمس بفضل قوة الردع التي أصبح الجيش اليمني يمتلكها بعد ثورة الشعب المجيدة.
. إلى التفاصيل:
الثورة / أحمد المالكي
قوة الردع التي صار الجيش اليمني يمتلكها اليوم، بعد عشر سنوات من عمر ثورة الـ٢١ من سبتمبر ومع المؤامرات والعدوان والحصار الشامل والغاشم الذي واجهته ثورة اليمن خلال هذه المرحلة فإن التوازن الدولي لم يعد لمصلحة الولايات المتحدة، حيث ضعفت قوة الردع والهيمنة الأمريكية في المنطقة والعالم، ولا شك أن دول التطبيع الخليجية الذين عهدوا بأمنهم إلى أمريكا سيعيدون النظر في سياساتهم الأمنية، تماماً كما توجهت هذه الدول نحو الصين وروسيا في الآونة الأخيرة، وهذا يعني الابتعاد عن واشنطن وتقليل الاعتماد العسكري على هذه القوة المتراجعة أمام اليمن العظيم.
مغادرة
وكانت البحرية الأمريكية قد أعلنت أن حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور والمدمرة يو إس إس جرافلي عبرتا قناة السويس إلى شرق البحر الأبيض المتوسط بعد وجودهما في البحر الأحمر خلال الأشهر القليلة الماضية، وأكدت تقارير أمريكية مغادرة حاملة الطائرات الأمريكية المنطقة بعد انتشارها في البحر الأحمر، وإن مهمة حاملة الطائرات أيزنهاور في البحر الأحمر انتهت.
قرار
ويؤكد قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في أكثر من خطاب أن حاملات الطائرات والبوارج الأمريكية فقدت قوة الردع أمام الضربات اليمنية، وصارت تفرّ إلى أماكن بعيدة في أقاصي البحار لتحاشي ضربات القوات الصاروخية والطيران المسير اليمني التي تنفذ عملياتها العسكرية إسناداً لغزة ضد السفن الصهيونية والداعمة لها وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا اللتين تورطتا بعدوانهما على اليمن لوقف هجماته المساندة للفلسطينيين بعد العدوان الصهيوني على غزة عقب عملية السابع من أكتوبر التي نفذتها المقاومة الفلسطينية الباسلة ضد الجيش الصهيوني في مستعمرات غلاف غزة.
حماية إسرائيل
ووفق تقارير دولية قدمت الولايات المتحدة الأمريكية ـ ولا تزال تقدم ـ جميع الضمانات والإمكانات والمساعدات إلى إسرائيل، ملتزمة بتوفير الأمن والأمان لها، معتبرة إسرائيل حليفها الأول. وعلى هذا، فقد واصلت السياسة الأمريكية تأييد مطامع إسرائيل التوسعية، ومنها مطامعها في البحر الأحمر ومضايقه.
ومن الأهداف الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط والبحر الأحمر وفق تقارير دولية، يتعلق بضمان وتأمين تدفق إمدادات النفط من منطقة الخليج العربي، عبر المحيط الهندي والبحر الأحمر والبحر المتوسط، إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وحماية منابع النفط في الخليج العربي والسيطرة على ثروات البلدان الضعيفة في المنطقة، تعتبر من الأهداف الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية، نظراً لما للنفط من تأثير في اقتصاديات الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا.
وتُدخل الاستراتيجية الأمريكية منطقة البحر الأحمر في دائرة أوسع، مركزها المحيط الهندي، وتمتد من جنوبي إفريقيا غرباً حتى أستراليا شرقاً، وتشمل خليج عدن والبحر الأحمر وبحر العرب، ومجموعة جُزر المالديف وسيشيل، وخليج البنجال.
وتعتمد الولايات المتحدة الأمريكية، في هذه الدائرة الجغرافية الواسعة، على قواعد عسكرية، بحرية وجوية، وعلى نقاط ارتكاز وتموين، تؤمن للأسطول الأمريكي حضوراً مستمراً في البحر الأحمر والمحيط الهندي وما حوله، وتمثل القواعد العسكرية في المنطقة من أهم القواعد الأمريكية خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
مصالح متنوعة
وإلى جانب الوجود الأمريكي، نفوذاً أو اقتصاداً أو قوة عسكرية، في منطقة البحر الأحمر وما حولها، ثمة مصالح متنوعة لمختلف الدول الكبرى، كفرنسا وبريطانيا، ويختلف نوع المصالح والوجود في المنطقة وما حولها، بين دولة وأخرى. ففي حين يتحرك النفوذ البريطاني في ظل النفوذ الأمريكي، تسعى فرنسا إلى تبنّي نوع من الاستقلالية في وجودها وتحركها، خاصة أنها تتمتع بمركز متميز في جيبوتي، المستعمرة الفرنسية السابقة.
وعلى الرغم من إقرار بريطانيا بخفض التزاماتها الدفاعية فيما وراء البحار، نتيجة لما واجهته من ضغوط اقتصادية، وحاجتها لتخفيض الأنفاق العام، إلا أن ذلك لم يقلل من الاهتمامات البريطانية الكبيرة بدول البحر الأحمر، خاصة مع الاتفاق السياسي والاستراتيجي لبريطانيا مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتوافق مصالحها تجاه المناطق ذات الاهتمام الاستراتيجي المشترك في العالم، ويتلخص الدور البريطاني في المنطقة في تصدير نظم التسليح البريطانية إلى بعض الدول الإقليمية التي تطل على البحر الأحمر (مصر ـ المملكة العربية السعودية ـ إسرائيل… الخ)،واتجاه حوالي نصف التجارة الخارجية لبريطانيا للدول الواقعة شرق البحر الأحمر (دول الخليج العربي بشكل رئيسي، إضافة إلى المحافظة على دورها في الجهود الدفاعية لحلف شمال الأطلسي في المنطقة, ومن هذا المنطلق فهي تحتفظ ببعض القطع البحرية في البحر الأحمر ضمن الإطار العام لاستراتيجية الحلف ومهامه في المنطقة، والمشاركة في أي أحداث تتعلق بالدول المطلة علي البحر الأحمر، أو التي تهدد أمن وسلامه المصالح الغربية في المنطقة وفق تقارير دولية وأمام اليمن كل هذه القوة والعنوان الأمريكي الغربي فشل فشلاً ذريعا .
النفط والغاز
وفي ظل الأنظمة السابقة هناك تقارير تؤكد قيام النظام السابق، ببيع الغاز لشركة توتال الفرنسية بدولار واحد لكل مليون وحدة حرارية وللشركة الكورية كوغاز بثلاثة دولارات وخمسة عشر سنتاً، فيما كانت الأسعار السائدة آنذاك تراوح بين 11 و12 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية»، وهو ما اعتبرته الثورة الشعبية وكل أحرار اليمن، صفقة مجحفة بحق اليمن والشعب اليمني، ويؤكد الفساد الكبير الذي رافق عملية إبرام اتفاق بيع الغاز لكل من توتال وكوغاز»، والذي لم يقتصر على الغاز فقط بل النفط والمعادن وغيرها من والثروات الطبيعية والزراعية والسمكية الهائلة التي يمتلكها اليمن والتي عبث بها عملاء السفارات والنافذون ، والذين جعلوا حقول النفط تحت احتلال الشركات الأجنبية التي وقعت اتفاقيات مع أقطاب النظام السابق في مختلف المحافظات اليمنية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
كيف سقطت “F18” الأمريكية في البحر الأحمر؟
أعلنت البحرية الأمريكية سقوط طائرة “F18” من على متن حاملة الطائرات المتموضعة في البحر الأحمر، في بيان غير مفصل: “كانت طائرة F/A-18E تُسحب بنشاط في حظيرة الطائرات عندما فقد طاقم النقل السيطرة عليها، فُقدت الطائرة وجرار السحب في البحر”، لاحقًا نقلت وسائل إعلام عن مسؤولين أن سبب السقوط، هو انزلاق بعدما قامت حاملة الطائرات “يو إس إس ترومان” بمناورة مراوغة لتجنب مسار نيران حوثية قادمة، وفق ما أكده مسؤولون أمريكيون لموقع “المونيتور” الذي علّق بدوره أنه: “لا يزال من غير الواضح نوع القذيفة أو إذا ما جرى اعتراضها”.
الأكيد هو أن الطائرة الأمريكية قد سقطت في أثناء تنفيذ عملية الاشتباك العسكرية اليمنية ضد حاملة الطائرات “هاري ترومان”، والتي كانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت عنها عصر أمس الأول، وهي عملية مشتركة بين القوات البحرية والصاروخية وسلاح الجو المسير، بعدد من الطائرات المسيرة، والصواريخ الباليستية والمجنحة، طوال ساعات، ونتج عن الاشتباك إجبار حاملة الطائرات على التراجع عن مواقعها السابقة والاتجاه نحو شمال البحر الأحمر.
لكن ما ليس مؤكدًا، هو كيف سقطت؟ هناك ثلاثة سيناريوهات تتبادر إلى الذهن مع سماع بيان البحرية الأمريكية، الأول: هو أنه تم إسقاطها بنيران القوات اليمنية، وأصيبت بصاروخ بالستي أو مجنح أو بطائرة مسيرة، وتتعمد البحرية الأمريكية إخفاء الأمر حفاظًا على ما تبقى من سمعة “ترومان”، والبحرية الأمريكية التي تعاني من العجز في تحقيق أهدافها في اليمن على مدى أكثر من ستة أسابيع، كلفتها ثلاثة مليارات دولار حسب موقع “رسبونسبول” الأمريكي.
السيناريو الثاني: هو أنها قد سقطت بفعل نيران صديقة، وبهذا يكون ثاني سقوط لطائرة من هذا النوع، بعد إسقاط واحدة في البحر الأحمر في ديسمبر/2024م فوق حاملة الطائرات نفسها، “هاري ترومان”. وسبب إخفاء مثل هذا الاحتمال، هو لمنع تكرار الإحراج الذي لحق بقادة الحاملة في المرة السابقة، بعد أن ظهروا بوضع المرتبك الخائف المرعوب، وتم إطلاق النار نحو الطائرة على سبيل الخطأ، دون أي تدقيق، رغم الأنظمة المتقدمة للتعرف على الأجسام الصديقة، والتي يبدو أنها فشلت هي الأخرى في تنفيذ تلك المهمة بالشكل المطلوب.
السيناريو الثالث: هو ما يبدو أن البحرية الأمريكية ذاهبة اليوم إلى اعتماده، عبر التسريبات المتعددة لوسائل الإعلام والصحافة الأمريكية وغيرها، ويتلخص كما سبق، بانزلاق الطائرة في أثناء محاولة البحارة قطرها في الحظيرة، وبينما كانت “ترومان” تحاول الهروب بسرعة خوفًا من إصابتها من قبل القوات اليمنية، انعطفت بشكل حاد، كما تقول الرواية المطلوب تمريرها، ومن المنطقي حينها أن يفقد البحارة السيطرة عليها وعلى الجرار، وبالتالي تتعرض للسقوط.
النتيجة الواضحة، لمختلف السيناريوهات، أن السقوط كان بسبب العملية المشتركة أمس الأول، والتي تشير إلى حالة الإرباك والتخبط والرعب التي تعيشها منظومة القيادة والسيطرة في الحاملة “ترومان”، ما يشكل فضيحة مدوية للبحرية الأمريكية، ويكشف عن الفوضى الخطيرة التي تعتري العمليات الأمريكية بشكل عام.
إن مجرد انعطافة الحاملة “ترومان” بهذا الشكل الحاد يعني أن الدفاعات الجوية التابعة لها لم تكن فعالة، ولا توفر الأمن الكامل للحاملة، وبالتالي فهناك توقعات مرتفعة لدى قادة “ترومان”، بإصابتها، ولهذا فلا مجال أمامها سوى الهروب.
هروب حاملة الطائرات أمام العمليات اليمنية، ليس جديدًا، فقد كانت “أيزنهاور”، و”لينكولن”، مبدعتين في تنفيذ إستراتيجية الهروب، كما تندر عليهما بذلك السيد عبد الملك الحوثي في عدة خطابات.
يبقى أنه، وبالنظر إلى الرواية الأمريكية، فإذا كانت هذه الطائرة قد سقطت، وهي تزن من 11 إلى 17 طنًا، نتيجة انعطاف حاد، فهذا يعني أن القوة الطاردة المركزية التي تسلّطت على الطائرة كانت كبيرة بما يكفي لتحريك ذلك الوزن الثقيل جدًا، لدرجة سقوطها في البحر، وعليه فما الذي حل ببقية الطائرات؟ وهذا ما يجب مناقشته مع الخبراء في هذا المجال.