دماء نصر الله وحتمية زوال الكيان
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
في زمن تتأجج فيه مشاعر الفخر والعزيمة، حيث يلتقي الشهداء بأرواح المقاومين في ساحة الجهاد، يستلهمون من روح الشهداء الأوفياء، ويتذكرون أن نصر الله، لم يستشهد وإنما ارتقى إلى ضيافة الله، وبقي حيا في قلوب الأحرار، يقودهم نحو عزائم النصر والكرامة. فكل عملية جهادية تنطلق من خندق المقاومة تعبر عن وفاء لدماء الشهداء وتأكيد مؤزر على أن قضيتنا لن تموت.
تتجلى القوة في مجاهدي حزب الله مع كل صاروخ ينطلق، وفي كل قذيفة تُطلق، إذ تجسّد عزيمة المجاهدين الذين ينطلقون من إيمانهم العميق بعدالة قضيتهم، ويعملون بلا كلل على ردع الكيان الإسرائيلي. إن العمليات الأخيرة التي نفذتها المقاومة الإسلامية منذ استشهاد شهيد الأمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن الله وإلى اليوم ليست مجرد ردود فعل، بل هي تجسيد للرغبة الإيمانية في استحقاق الحرية، واستجابة صادقة لشعب يتطلع إلى التحرر والانعتاق.
في هذا التقرير، نستعرض معًا تفاصيل تلك العمليات العسكرية التي تعكس التضحيات الجسيمة والروابط القوية التي تجمع بين الشهداء والمجاهدين، تحت بارقة الأمل والثبات في ساحات منازلة العدو، لتبقى شعلة المقاومة مضيئة في سماء الأوطان المتطلعة لنيل الحرية.
وعد إلهي يدحر عقائد صهيون
على خشبة مسرح العمليات التي ينفذها المجاهدون في لبنان، حيث يتجاهل المجرم نتنياهو وآلته الحربية الإجرامية البشعة حقيقة مفادها أنه وكما غرست برتوكولات صهيون عقيدة ميلاد ما أسمته ” إسرائيل الكبرى” في نفوس الأجيال اليهودية المتعاقبة، هناك في المقابل، أناس مجاهدون، بروحية إيمانية قوية، موقنة بوعد الله بالنصر، والذي حتما سيدحض كيان بني صهيون فقدرة الله هي الغالبة، وبأس الله، هو القادر على سحق الآلة الاجرامية للعدو المجرم ودحض الخرافات والأساطير التي تتضمنها برتوكولات صهيون.
إن العقيدة ذاتها تؤكد أن استشهاد الأمين العام، سيد المقاومة، لن يؤثر سلبًا على عزيمة المقاومة وروح الاستشهاد في نفوس شبابها. بل على العكس، فإن رحيل القائد المجاهد، هو المكتوب في الأقدار الإلهية، أنه سيكون الوسام رفيع المستوى، الراسخ في ذهنية تلامذته، يوجههم للاقتداء بحياته المليئة بالتفاني والتضحية.
رحيل السيد الشهيد، الذي قارع الاستكبار طوال حياته الجهادية دون خوف أو كلل، يعد حدثًا جليلاً في إثبات مصداقية المقاومة وتفانيها في تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة. إن إقامة دولة فلسطين الحرة وعاصمتها القدس الشريف يمثل هدفًا خالدًا، إضافةً إلى كونه نصرةً للمظلومين والدفاع عن المستضعفين.
مفاتيح النصر
إن استشهاد سيد الشهداء على طريق القدس يُمثل مفتاح معركة تاريخية ضد الكيان الصهيوني، الذي قام بانتهاك كافة المحرمات، ويسعى إلى إذلال الأمة الإسلامية. لقد أُسسّ الشهيد أمة، مقاومة، عظيمة وقادرة على مواجهة التحديات رغم شح الإمكانيات، وتكالب الأعداء، وهي اليوم في أتم الاستعداد للثأر لمظلومية الدم الطاهر.
يتحمل كل حر مسلم ومستضعف في العالم دينًا في رقبته تجاه السيد الشهيد، إذ يُعتبر رمزًا للتفاني والتضحية في المسيرة المتواصلة ضد الاستكبار. أما على صعيد الأفراد في المقاومة، فإن استشهاد قائد المقاومة يرسم بداية لمعركة مصيرية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمسؤولية الجماعية لنصرة المستضعفين. إن جرح المستضعفين لن يلتئم حتى ينطلق الجميع بكل ما لديهم من قدرات نحو المعركة الحاسمة، بل حتى يستأصل الاثنان السرطانيان، العدو الإسرائيلي، من الجسد العربي والإسلامي، ويُحقق حلم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
جهوزية المحور
قوى المقاومة في المنطقة والأحرار حول العالم على أتم الاستعداد لمواجهة هذا الظرف العصيب، وستظهر للعدو أنه ارتكب خطيئة تاريخية باغتيال رمز المقاومة. إن الوفاء لهذا الدم الطاهر سيترجم إلى استعداد للقتال في كل جبهات المواجهة، حتى زوال الكيان.
نصر الله .. لا يزال حيا
إن إخوة هذا القائد العظيم، الذي تعلم منه الأحرار فنون الصبر والثبات، يؤمنون أن القائد، حيًا كان أو شهيدًا، لابد أنه من لايزال يقود حزب الله، ويقود محور المقاومة. وأن هؤلاء الأبطال يتحملون مسؤولية هذا الميراث الثقيل، وهم متمسكون بالقيم التي غرسها فيهم، وهو من يدفعهم للجهاد في كل لحظة مصيرية يواجهون فيها ترسانة العدو.
ستظل الروحية الجهادية هذه نبعًا لا ينضب، تُستلهم من عظمة القادة الأوائل، كالإمام علي (عليه السلام) والحسين (عليه السلام). إن رجال المقاومة الإسلامية مجسدون لهذه الروحية، وقد أثبتوا ذلك خلال عملياتهم ضد قوات العدو في صباحات السبت 28 سبتمبر2024، عددًا من العمليات ضد مواقع وقواعد وانتشار جيش العدو الإسرائيلي شمال فلسطين المحتلة، استهدفت مستعمرة كابري بصلية من صواريخ فادي ١، وقاعدة ومطار رامات ديفيد بصلية من صواريخ فادي 3، وبقذائف المدفعية استهدفت المقاومة تحرك لجنود العدو الإسرائيلي في موقع الصدح. أما مستعمرات ساعر، روش بينا، كتسرين، ومتسوفا بصليات صاروخية مناسبة، فيما رشقت معالوت بـ 50 صاروخًا.
إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، شجعان اختاروا الجهاد كسبيل لتحقيق العدالة والحرية في مواجهة العدو الصهيوني. رجال رسخ الإيمان في أعماقهم أن المقاومة الإسلامية مستمرة في تنفيذ عملياتها العسكرية لتعزيز دعمها للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، ردًا على الإجرام الإسرائيلي.
وفي يوم الأحد 29 سبتمبر 2024م، واصل المجاهدون في حزب الله عمليات التنكيل بجنود وآليات العدو ونفذوا عددًا من العمليات ضد مواقع وقواعد وانتشار جيش العدو الإسرائيلي والمستوطنات في شمال فلسطين المحتلة، حيث تم رشق معسكر أوفيك بصلية من صواريخ فادي 1، و بصليات صاروخية، مناسبة رشقت مستعمرات ساعر، روش بينا، سونوبار، ومدينة صفد المحتلة. كما استهدفت المقاومة تحركات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة المنارة بالأسلحة الصاروخية المناسبة، كما قام مجاهدو المقاومة الإسلامية بمراقبة ومتابعة قوة إسرائيلية، وعلى الفور من دخولها إلى موقع راميا، باشروها بقذائف المدفعية وحققوا فيها إصابات مباشرة.
وفي وقت لاحق من يوم الأحد، نفذت المقاومة هجوما جويا بواسطة ِسربٍ من المسيرات الإنقضاضية على معسكر ألياتكيم، مُستهدفةً أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بِدقة، وبالأسلحة الصاروخية المناسبة استهداف رجال المقاومة البواسل تجمع لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة شتولا وحققوا فيه إصابات مؤكدة، أما موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، فقد استهدفته المقاومة بقذائف المدفعية وأصابوه إصابة مباشرة، ونال قاعدة زوفولون العسكرية نصيبها من رسثات صليات صاروخية، كردٍ على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين.
وفي عمليات تؤكد التصميم الثابت للمقاومة الإسلامية على مواجهة الاحتلال وحماية حق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة. واصلت المقاومة، اليوم الاثنين 30 سبتمبر 2024، دعمها للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، إسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين، حيث رشق مجاهدو المقاومة الإسلامية بصليات صاروخية مناسبة كلا من (مستعمرة كابري، مستعمرة ساعر، مستعمرة جيشر هزيف، ومدينة صفد المحتلة، قاعدة الناعورة بصلية من صواريخ فادي 2)، واستهدفت بقذائف المدفعية قوة مشاة إسرائيلية في موقع الصدح وحققوا فيها إصابات مباشرة في مجمل العمليات.
كما استهدف مجاهدو المقاومة شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية من فادي 1. واستهدفوا تجمعا العدو الصهيوني في مربض الزاعورة وفي مستعمرة يفتاح و في بيت سيدا برشقات صاروخية مسددة.
دماء الشهداء تلاحق المعتدين
يتجلى العزم والإصرار العميق لدى مقاومينا الأبطال في مواجهة جنرالات الكيان الصهيوني، الذين يعيشون في وهم الأمان. إن نيران الانتقام التي تنفثها قلوب شهدائنا الأوفياء ستظل تُحرق في صدورهم، وتلاحقهم أينما وُجدوا. يقول الشيخ نعيم قاسم في عدة كلمات يرسم من خلالها المصير الذي ينتظر العدو: ” نحن عازمون على تنفيذ أقصى الضربات عليهم، مما سيؤكد لهم أن أي تجاوزات لن تمر دون عقاب. كما أننا نُعلن بوضوح أن لدينا من القدرات التسليحية ما لا يمكن تصورها، تلك التي لم يُعلن عنها بعد، والتي ستشكل مفاجأة ستمس كيانهم في مقتل”.
إن روح الشهيد، التي تشع في قلوب المجاهدين، ستبقى كابوسًا من نيران تُلاحق جنرالات العدو، مُذيقة إياهم بأسًا لم يختبروه، ومرارة لا تُنسى. إن القضية مستمرة، والمقاومة لا تعرف التراجع، والعهد لله دائما ثم لشعوب الأمة أن قتال الأعداء سيستمر حتى يتحقق النصر. وليعلم العدو أن الأمل في التحرير لا يزال متقداً، وأن بأس رجال الله في كل الميادين لن يُضاهى.
———————————————-
– موقع أنصار الله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: بصلیة من صواریخ فادی المقاومة الإسلامیة العدو الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
حزب الله يكُبد الكيان الصهيوني خسائر فادحة خلال شهرين بمعركة (أولي البأس)
وفي هذا السياق نشر حزب الله اللبناني، اليوم الأحد، انفوغرافاً، استعرض خلاله مُلخصاً عن عملياته العسكرية، من تاريخ 17 سبتمبر الماضي حتى 16 نوفمبر الجاري، حيث يُظهر حجم خسائر العدو الصهيوني التي رصدتها المقاومة.
ووفقاً لما رصده مجاهدو حزب الله، فقد نفذت المقاومة الإسلامية خلال هذين الشهرين 1349 عملية عسكرية، وبلغت الحصيلة التراكمية لخسائر العدو أكثر من 100 قتيل وأكثر من 1000 مصاب، بينما كان معدل العمليات في اليوم الواحد 22 عملية.
وقال حزب الله: "إنّه خلال شهرين، استهدفت المقاومة 61 آلية عسكرية، و53 مركزاً قيادياً، و30 مربض مدفعية، و17 مصنعاً وشركة عسكرية، و11 معسكر تدريب.. مضيفاً: إنه استهدف أيضاً عشرة مطارات وسبع طائرات مسيرة، بالإضافة إلى استهداف أربعة مخازن عسكرية، وأربع دشم وتحصينات، ووحدتين استيطانيتين، وتجهيزين فنيين، ومشغلاً عسكرياً، وحاجزاً عسكرياً."
وخلال الفترة ذاته، أكد حزب الله أنه هاجم 456 مستوطنة، واستهدف 361 نقطة عسكرية و164 قاعدة عسكرية و127 موقعاً حدودياً، ونفذ 25 عملية تصدٍّ لعمليات تقدم قوات الاحتلال، بالإضافة إلى استهداف 101 ثكنة عسكرية، و58 مدينة محتلة و29 مُسيّرة وطائرة و28 عملية تصدٍّ لعملية تسلل.. مشيراً إلى أن هذه الأرقام تشير إلى عدد مرات الاستهداف.
وفيما يخص الأسلحة التي استخدمها حزب الله، أوضح أنه استخدم 1047 صاروخاً و84 مدفعية و124 سلاح جو، بالإضافة إلى استخدام 65 صاروخاً موجهاً، و29 من أسلحة الدفاع الجوي، و12 من أسلحة القنص والرشاشات، وعشرة من أسلحة الهندسة.. لافتاً إلى أن هذه الأعداد هي لأعداد الرمايات وليس المقذوفات.
وتعليقاً على الجبهة الداخلية للعدو الصهيوني، قال حزب الله: إنه استهدف أكثر من 100 مستوطنة مُخلاة، و30 كلم من شعاع المنطقة المخلاة، و150 كلم عمقاً، وإنه أجبر أكثر من 300 ألف مستوطن على النزوح.
وفي المواجهة الدائرة بين كيان العدو الصهيوني وحزب الله اللبناني، يعكِف إعلاميون وباحثون على رصد الانتقائية التي يمارسها الكيان الغاصب فيما يُعلنه وما يخفيه من خسائر مادية وبشرية في مقدراته، بما يتوافق مع استراتيجيته العسكرية والسياسية، وهو أمر يكرره مع كل حرب يخوضها.
ويؤكد الباحثون أن الكيان الصهيوني يفرض رقابة عسكرية صارمة على وسائل إعلامه بخصوص الخسائر الناجمة عن ضربات حزب الله التي تطول بالأساس أهدافاً عسكرية.
ويُرجع الباحثون تلك الرقابة والتعتيم لأسباب عديدة، من أهمها حماية حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية، والحفاظ على معنويات الصهاينة، وممارسة حرب نفسية بحق الشعوب المؤمنة بجدوى المقاومة.
وتعود هذه الرقابة إلى أن ما يحدث في جبهة لبنان تحديدا يُعد سابقة منذ نكبة فلسطين عام 1948، إذ يضرب العقيدة الأمنية الراسخة لدى المجتمع الصهيوني، القائمة على "نقل المعركة إلى أرض العدو"، في حين وصلت الضربات هذه المرة معظم أنحاء الكيان المُحتل، بما فيها مدينة "تل أبيب" الأهم اقتصادياً وسياسياً.
وفي 23 سبتمبر الماضي أطلق جيش العدو الصهيوني هجوما هو "الأعنف والأوسع" على لبنان، منذ بدء المواجهات مع حزب الله في الثامن من أكتوبر 2023، ما خلف مئات الشهداء والجرحى في لبنان، وخسائر غير معلومة في كيان العدو.
ومنذ ذلك الحين، ينشر العدو الصهيوني مقاطع مُصورة لضربات جوية يقول إنها تستهدف مواقع لـ"حزب الله"، أو مشاهد لدفاعاته الجوية وهي تصيب صواريخا أُطلقت من لبنان أو مُسيّرة في سماء الأراضي المحتلة لا يوضح مصيرها.
وإضافة إلى نشره صوراً ومقاطع لأعمدة دخان بعيدة، أو حرائق في أماكن مفتوحة أو مخازن فارغة، أو سيارات متفحمة، أو مبنى أو مزرعة متضررة، أو إعلانه تعرض بنيته التحتية للقصف دون تفصيل.
أما الخسائر البشرية، فلم تعلن سلطات العدو الصهيوني إلا مرّات محدودة وقوع إصابات طفيفة ومتفرقة بين المجندين أو في صفوف المستوطنين، بسبب شظايا صاروخ، أو "الهلع أثناء الهروب للملاجئ"، وفق رواياته المعتادة.
ومن اللافت أيضاً أن جيش العدو الصهيوني يضطر بين الفينة والأخرى للإعلان عن "حدث صعب" في قطاع غزة أو لبنان دون الكشف عن حيثياته الكاملة ولا أعداد القتلى والجرحى، وسط أحاديث عن اتباعه آلية معينة يغطي عبرها على حقيقة خسائره.
وعلى المستوى الإعلامي، يسعى العدو الصهيوني بتكتمه إلى احتكار رواية الحرب خاصة الموجهة للغرب، إذ أن إتاحة المعلومات والبيانات سيسمح للمقاومة ولوسائل الإعلام العربية والعالمية بتكوين رواية مختلفة أو مُعادية.
وشهد جيش العدو الصهيوني خلال شهر أكتوبر الماضي موجة خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة، جعلته أحد أكثر الشهور دموية في تاريخه الحديث.. وتلك الخسائر جاءت نتيجة تصاعد الأعمال العسكرية في جبهات مختلفة، ولا سيما في الجنوب ضد حركة حماس وفي الجبهة الشمالية ضد حزب الله.
وتتزايد الضغوط على الجبهة الداخلية في كيان العدو الصهيوني بشكل مُطرد، فالتكاليف البشرية والمادية الهائلة أدت إلى ردود فعل حادة من الرأي العام الصهيوني الذي بدأ يتساءل عن جدوى استمرار التصعيد في الجبهتين الشمالية والجنوبية.
ويرى مُحللون أن الخسائر التي تكبدها جيش العدو الصهيوني خلال أكتوبر تُعد الأكبر منذ سنوات، وأن استمرار القتال بمثل هذه الخسائر قد يكون له تداعيات استراتيجية بعيدة المدى.
وتطرح هذه الأحداث بحسب بعض المراقبين تساؤلات حول جاهزية جيش العدو الصهيوني للتعامل مع تحديات متعددة في وقت واحد، خاصة مع تغير أساليب الحرب لدى خصومه.. إذ يعتمد كل من حزب الله وحماس على استراتيجيات قتالية غير تقليدية تعتمد على الأنفاق، والطائرات المُسيرة، والصواريخ الموجهة بدقة، وهي أدوات جعلت من الصعب على جيش الاحتلال تحقيق التفوق الكامل.
وأقرت الأوساط الصهيونية بأن المرحلة الثانية للمناورة البرية، هي نسخة أخرى للمرحلة الأولى الفاشلة التي ستُفاقم الخسائر البشرية، فيما يُصعد حزب الله إطلاق الصواريخ والمُسيرات، وتأكيد على أن سعي "إسرائيل" للحل السياسي ما هو الا محاولة لتحقيق ما لم تحققه في الحرب.
وخلصت في توصيفها للمشهد الصهيوني المأزوم، إلى أنه لا حلَّ لإطلاق الصواريخ من لبنان الى شمال ووسط فلسطين المحتلة، والعملية البرية إلى مزيد من الخسائر البشرية لقوات غولاني وغيرها من القوات، والأمر يتكرر في ما يطلق عليه المرحلة الثانية، وأن "إسرائيل" أمام حائط مسدود، وأن الأمور هي رهن بنتائج المعارك على الأرض ومدى تحمل "إسرائيل للخسائر البشرية"، فيما تداعيات إطلاق الصواريخ والمسيرات تتعاظم سواء في إصابة أهداف حساسة أو في إرباك الجبهة الداخلية بكل مستوياتها المعنوية وعلى البنى التحتية والاقتصاد.