رداً على اغتيال نصر الله: اليمن يدخل مرحلة جديدة من المواجهة بلا حدود
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
الجديد برس:
بعدما اعترف الإعلام الإسرائيلي، أمس، باستمرار العمليات اليمنية ضد إسرائيل، وتحدّث عن هجوم يمني جديد نُفّذ بواسطة طائرة مسيّرة ضد هدف في مدينة إيلات، هو الرابع منذ مساء الجمعة الماضي، بعد اغتيال الأمين العام لـ«حزب الله»، السيد حسن نصر الله، استهدف طيران الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، خزانات الوقود ومحطات الكهرباء في محافظة الحديدة الساحلية اليمنية.
وقال مصدر أمني في الحديدة، لـ«الأخبار»، إن «طائرات العدو استهدفت خزانات الوقود في ميناء الحديدة وميناء رأس عيسى ومحطة الحالي للكهرباء، ومطار الحديدة الذي تعرّض أيضاً للاستهداف من قبل الطيران الأمريكي والبريطاني بغارتين، قبيل الاعتداء الإسرائيلي».
ويحاول الاحتلال، من خلال تكرار اعتداءاته على خزانات الوقود ومحطات كهرباء الحديدة، خلق انتصار وهمي. إلا أن مصادر محلية مطّلعة قالت، لـ«الأخبار»، إن استهداف الكيان، الحديدة، كان متوقّعاً، وتم اتخاذ الإجراءات لمنع حدوث أي تداعيات لهذا الاعتداء.
وكان جيش العدو قد هدّد جبهة الإسناد اليمنية بالرد على استهداف قوتها الصاروخية مطار بن غوريون بصاروخ «فلسطين 2»، مساء أول من أمس، أثناء وصول رئيس حكومة الكيان، بنيامين نتنياهو، إلى المطار، عائداً من الولايات المتحدة.
وعلى رغم محاولة إعلام الكيان والإعلام العربي التابع لأنظمة متعاونة معه التقليل من أهمية العملية اليمنية الأخيرة، إلا أن صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أكدت هروب نتنياهو من مطار بن غوريون إلى منطقة «كرياه»، وقالت إنها حصلت على وثائق أظهرت، بالفعل، أن الهجوم بصاروخ من اليمن، جاء تزامناً مع وصول نتنياهو إلى المطار.
كما وصفت صحيفة «ديلي إكسبريس» البريطانية العملية بمحاولة اغتيال نفذها «الحوثيون» ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي.
جبهة الإسناد اليمنية بعد اغتيال نصر الله دخلت مرحلة جديدة من المواجهة من دون سقوف
واعتبر الخبير العسكري، العميد نجيب شمسان، في حديث إلى «الأخبار»، أن «جريمة اغتيال السيد نصر الله كسرت كل قواعد الاشتباك، ودفعت صنعاء إلى تنفيذ عمليات خارج إعدادات المرحلة الخامسة التي كانت محدّدة بضرب أهداف عسكرية وأمنية في تل أبيب وتحويلها إلى منطقة غير أمنة»، لافتاً إلى أن «الطائرة اليمنية المسيّرة من نوع يافا، والتي استهدفت عسقلان مساء الجمعة، تأتي في إطار توسيع قوات صنعاء هجماتها في عمق الكيان الإسرائيلي».
واعتبر أن «جبهة الإسناد اليمنية بعد اغتيال نصر الله واستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت بشكل عنيف، دخلت مرحلة جديدة من المواجهة بدون سقوف»، مشيراً إلى أن «استهداف القوة الصاروخية اليمنية مطار بن غوريون أثناء وصول رئيس حكومة الكيان، يعدّ تحولاً جذرياً في مسار المواجهة إسناداً لغزة ولبنان».
كما أكد شمسان أن «من يملك صواريخ فرط صوتية يستطيع أن يباغت العدو حيثما كان، ولا يتيح له فرصة المناورة. ودلالة عملية استهداف مطار بن غوريون الأخيرة تؤكد أن صنعاء قادرة على مباغتة العدو خلال الأيام المقبلة»، ولفت إلى أن «أمريكا شريك أساسي في استهداف ضاحية بيروت الجنوبية وفي اغتيال السيد الشهيد حسن نصر الله».
وكان المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، قد أكد، في بيان عسكري مساء أول من أمس، أن الهدف من قصف مطار بن غوريون في تل أبيب، هو نتنياهو.
ووفقاً لأكثر من مصدر في صنعاء تحدّث إلى «الأخبار»، فإن الصاروخ الفرط صوتي «فلسطين 2» اليمني الذي قطع المسافة بين اليمن والأراضي الفلسطينية المحتلة خلال 12 دقيقة، حمل أكثر من رسالة مفادها أن القدرات العسكرية لصنعاء بإمكانها استهداف قيادات الكيان، وأن هذا الصاروخ أُطلق بالتنسيق مع المقاومة الفلسطينية، وهو يستطيع الوصول إلى مناطق أخرى في عمق الكيان، وأن هذه العملية تعدّ خطوة صنعاء الأولى في أعقاب جريمة اغتيال السيد، وسوف تعقبها رسائل صاروخية يمنية غير محدودة خلال الأيام المقبلة.
كما أن من بين تلك الرسائل، أن مستوى الرد العسكري اليمني المساند للشعب الفلسطيني ومقاومته والشعب اللبناني ومقاومته، آخذ في التصعيد وسوف يستجيب لمتطلبات المرحلة بشكل أكبر.
المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: مطار بن غوریون نصر الله
إقرأ أيضاً:
تفاصيل جديدة حول اغتيال الحريري.. اجتماع سرّي في دمشق وغضب بشار الأسد
#سواليف
كشفت صحيفة “النهار”، في تقرير لها، تفاصيل جديدة حول #التخطيط لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق #رفيق_الحريري، مشيرة إلى #اجتماع_سري حاسم في #دمشق حضره #ضباط كبار وشخصيات بارزة من نظام #بشار_الأسد.
بدأت التوترات بين الحريري ونظام الأسد منتصف تسعينيات القرن الماضي، بعد وفاة باسل الأسد، حيث سعت القيادة السورية إلى تحضير بشار الأسد لوراثة السلطة. اصطدم بشار بمعارضة قوية من داخل البيروقراطية السورية التي كانت ترى فيه شخصية غير مؤهلة لضبط توازنات الحكم، خاصة في ظل تنامي النفوذ الإيراني داخل سوريا.
حاول الحريري الموازنة بين علاقاته الإقليمية والدولية وطموحه لتحقيق استقلال @لبنان عن الهيمنة السورية. أسس تحالفات مهمة داخل لبنان ومع المعارضة، خاصة مع البطريرك نصرالله بطرس صفير، في مواجهة النفوذ السوري ورئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك إميل لحود، حليف الأسد. أدرك الحريري أن مشروع استقلال لبنان لن يكتمل إلا بكسر القبضة السورية، وهو ما زاد من عداء النظام السوري له.
مقالات ذات صلةشهدت الفترة الأخيرة من حياة الحريري توترًا حادًا في علاقاته مع بشار الأسد. ففي عام 2003، وخلال اجتماع حضره اللواء غازي كنعان ورستم غزالة، تعرّض الحريري لإهانة مباشرة من الأسد، الذي هدده بضرورة القبول بتمديد ولاية الرئيس لحود. وعاد الأسد في اجتماع آخر عام 2004 ليكرر تهديداته بلهجة عدائية غير مسبوقة.
بحسب صحيفة “النهار”، انعقد قبل أشهر من الاغتيال اجتماع سرّي في منزل يقع في حيّ الشعلان بدمشق، قرب مدرسة الفرنسيسكان، ترأسه محمد سعيد بخيتان، أحد كبار قادة حزب البعث والأجهزة الأمنية. ناقش الاجتماع ثلاث قضايا رئيسية؛ القرار الدولي 1559 ومخاطره على الوجود السوري في لبنان، كيفية عزل الحريري عن البيروقراطية السورية التي كانت تتواصل معه، وتحجيم تأثير الحريري وعلاقاته مع السعودية.
خلص الاجتماع إلى ضرورة منع الحريري من الترشح للانتخابات اللبنانية بأي وسيلة، حيث كان من المتوقع أن يحقق تحالفه مع المعارضة فوزًا ساحقًا، ما يهدد النفوذ السوري في لبنان، ويعزز تطبيق القرار الدولي 1559.
رفع المجتمعون تقريرًا من 16 صفحة إلى آصف شوكت، رئيس الاستخبارات العسكرية السورية حينها، الذي بدوره رفعه إلى بشار الأسد. حصلت الموافقة، ليأتي يوم الزلزال في 14 فبراير/شباط 2005، حيث تم تنفيذ عملية الاغتيال التي أشعلت احتجاجات غير مسبوقة أدت إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان، بعد 29 عامًا من الهيمنة.
شكّل اغتيال الحريري نقطة تحوّل كبرى في تاريخ لبنان والمنطقة، حيث خرج اللبنانيون في تظاهرة مليونية عُرفت بثورة الأرز، مطالبين بإنهاء الاحتلال السوري.
أدى الضغط الشعبي والدولي إلى انسحاب القوات السورية من لبنان، ما مثّل أولى الهزائم الكبرى لنظام الأسد، قبل سقوطه لاحقًا في سوريا.