إيكونوميست: لبنان يواجه أسوأ أزمة منذ نهاية الحرب الأهلية
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
أفادت مجلة "إيكونوميست" بأن الساحات العامة وشواطئ بيروت اكتظت بالنازحين من جنوب لبنان والضواحي الجنوبية للمدينة، وينام المحظوظون منهم على المراتب ويتدثرون بالبطانيات.
وتقيم آلاف العائلات في العراء منذ ليلة 27 سبتمبر/أيلول الجاري، عقب مقتل أمين عام حزب الله حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تلغراف: تحرك الجيش يهز الأرض تحت أقدام سكان الخرطومlist 2 of 2استقالة مسؤولين أميركيين بسبب منحة عسكرية جديدة لإسرائيلend of listوقالت المجلة البريطانية في تقرير من بيروت إن الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعد معقل أنصار حزب الله، أُفرغت من ساكنيها بعد ساعات من الهجوم الإسرائيلي بعد أن غادروها بحثا عن الأمان في مناطق أخرى من العاصمة وخارجها.
وأضافت أن ساحة الشهداء في بيروت، التي كانت بؤرة الاحتجاجات الشعبية ضد الطبقة السياسية "الفاسدة" في لبنان عام 2019، أصبحت اليوم ملجأ لأولئك الذين فروا من الضاحية الجنوبية، وأحد الأهداف الرئيسية للضربات الجوية الإسرائيلية الحالية.
ينامون في الشوارعوبينما ينام أنصار حزب الله في الشوارع، ويواجه لبنان ما قد يكون أكبر أزمة نزوح في تاريخه، فإن الحزب ليس له أي أثر في أي مكان، وفق إيكونوميست التي تشير إلى أن أنصاره يعتمدون على حكومة تصريف الأعمال "الغارقة في الفوضى" واللبنانيين للمساعدة. أما حزب الله نفسه، فلم يقدم سوى النذر اليسير من الدعم للنازحين، كما تزعم المجلة.
وعندما أكد الحزب في 28 سبتمبر/أيلول مقتل زعيمه حسن نصر الله عمّ الحزن أرجاء ساحة الشهداء، وبدأ الجو كئيبا، وانخرطت النساء اللائي كن يرتدين العباءات السوداء، والرجال الملتحون، ومذيعو القنوات التلفزيونية في البكاء، وأطلق البعض رصاصات في الهواء من بنادقهم، على حد تعبير إيكونوميست.
ووفقا للمجلة، فقد صدم اغتيال نصر الله لبنان، مثلما أذهل الدمار الذي لحق بقيادة حزب الله بين عشية وضحاها، أتباعه، بعد أن كان يبدو للكثيرين أن هيمنة الحزب على الدولة اللبنانية "عصية على التغيير".
أكثر معارضة لإسرائيلورغم أن هناك معارضين لحزب الله لم يخفوا فرحهم بمقتل نصر الله، فإن هناك معارضين كُثر للحزب من اللبنانيين، انتقدوا الهجمات الإسرائيلية. وقال كريم بيطار، الأستاذ في جامعة القديس يوسف في بيروت، إن العديد من اللبنانيين ينتقدون حزب الله بشدة، ولكنهم أكثر معارضة لإسرائيل.
ويضيف "لا تستهينوا بصدمة الشعب اللبناني. لقد استيقظ جيل كامل على السياسة، وإسرائيل تزرع بذور حروب مستقبلية".
وختمت إيكونوميست تقريرها مشيرة إلى أن الحرب مستمرة رغم أن لبنان يعيش الآن حدادا وطنيا لمدة 3 أيام، ويعاني من الصدمة وينتابه الخوف مما هو قادم أكثر من أي وقت مضى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات نصر الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
بيئة مُنهكة.. هل كُشف مستقبل حزب الله بعد حرب أيلول؟
انتهت الحرب وبدأت مرحلة جديدة وبات "حزب الله" أمام تحدٍّ من نوع آخر يتمثل في إجراء قراءة ذاتية ونقدية لخطواته منذ 13 شهراً، وذلك حينما بدأ حرب الإسناد لغزة والتي انقسم اللبنانيون بشأن حيثياتها وجدواها. يوم الجمعة، أعلن أمين عام "حزب الله" نعيم قاسم أن "حزب الله" انتصر في حربه الأخيرة ضد إسرائيل، واصفاً هذا "النصر" بأنه أهم من الإنجاز الذي تم تحقيقه خلال حرب تموز عام 2006. في العام 2006، وحينما انتهت حرب تمّوز آنذاك، كان لدى "حزب الله" حُجة مُعلنة يمكنه تبرير حربه من خلالها، فورقة الأسرى اللبنانيين كانت بيده وقد أعرب عن أن الهدف من معركة تموز كان استعادة هؤلاء اللبنانيين من سجون الأسر، وهذا ما حصل لاحقاً. إذاً، كان هناك هدفٌ يعني لبنان حتى وإن انقسم اللبنانيون حول جدوى تلك الحرب وتأثيراتها العميقة على الداخل، لكن يكفي أن هناك شيئاً ما يخصها يرتبط بلبنان. يقولُ مرجع سياسيّ لـ"لبنان24" إنَّ "حزب الله" بات أمام مرحلة جديدة تستوجب حقاً إجراء الكثير من المُراجعات، موضحاً أنَّ المطلوب من الحزب اليوم قراءة واقعه بشكل حقيقي والانطلاق لمعالجة أحواله مع بيئته الحاضنة التي خرجت من الحرب مُنهكة مُتعبة. وفق المرجع، فإنّ الحزب يجب أن يُقيّم أداءه أيضاً، والعبرة لا تكون في الوقت الحاضر بل من خلال الاستحقاقات الآتية، وما طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري لإجراء انتخابات رئاسية في وقتٍ قريب وتحديداً يوم 9 كانون الثاني المقبل، ما هو إلا دليل اختبار لـ"حزب الله" بعد الحرب.. فهل سيقبل التشاور في الملف ويتنازل عن شروطه المُسبقة بترشيح رئيس تيار "المرده" سليمان فرنجية أم أن الأمور ستتبدل وتتجه نحو اسم آخر ؟ هنا، يقول المصدر السياسيّ لـ"لبنان24" إنَّ هناك قراراً دولياً أساسه أن لبنان بحاجة إلى رئيسٍ سياسيّ يُدير المرحلة والأزمة، موضحاً أن "حزب الله" قد لا يعارض هذا الأمر في حين أن تنازله عن الترشيح وارد إلى حد كبير. متى تتوضح صورة مستقبل "حزب الله"؟ الحرب التي خاضها "حزب الله" والقراءة الذاتية التي قد يجريها، ستؤدي به إلى واقعٍ جديد يُفترض أن يشمل جوانب 3 أساسية وهي العسكري، السياسي والشعبي. عملياً، فإنّ النظرة إلى "مُستقبل حزب الله" كبيرة جداً، فالأنظار كلها متجهة إليها وعلى أساس ما سيجري ستُبنى الاصطفافات السياسية التي سيتحدّد موقع الحزب الجديدة فيها بعد الحرب الأخيرة. عضو كُتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن قال لـ"لبنان24" إنّ "لدى حزب الله تحالفات سياسية داخلية ولديه وجود اجتماعيّ وسياسي وتربوي وضمن قاطعات أخرى"، مشيراً إلى أن "حزب الله سيكون أقوى من كل الضربات التي تلقاها خلال الحرب وقد أثبت ذلك ضمن المعركة التي خاضها". وتوجّه الحاج حسن إلى الذين وصفهم بـ"المستعجلين لمعرفة مستقبل الحزب"، وقال: "الحزبُ باقٍ أقوى مما كان.. مواقفنا مبدئية، وكنا نحترم الدستور اللبناني وما زلنا ونعمل في الميدان السياسي ونحرص على التحاور في كل الملفات لاسيما ملف رئاسة الجمهورية". من ناحيته، يردّ النائب نزيه متى، عضو كتلة "الجمهورية القويّة" إنه "لا حل إلا بالدولة في لبنان"، مشيراً إلى أنَّ "قوة الردع ضد إسرائيل التي تحدّث حزب الله عنها أثبتت فشلها"، وقال لـ"لبنان24": "نأمل أن يعود حزب الله خطوة إلى الوراء والاستغناء عن سلاحه والعودة إلى الدولة مثل باقي الأحزاب. فليضع سلاحه جانباً وليكن قوياً من خلال شعبه ولتكون المنافسة في مجلس النواب وضمن المؤسسات الدستورية.. هكذا يجب أن يكون مستقبل حزب الله إن كان الأخيرُ صادقاً في كلامه عن الركون إلى الدولة". الكاتب السياسي نذير رضا يقول لـ"لبنان24" إنّه من المبكر القول إن "حزب الله" انتصر كما أنه من المبكر القول إن الأخير مُنيَ بالهزيمة خلال الحرب، مشيراً إلى أن الضربات التي تلقاها "حزب الله" عسكرياً لا تعنى أنه "انهزم سياسياً"، ويتابع: "لدى حزب الله 17 نائباً في مجلس النواب بالإضافة إلى وزراءَ في الحكومة. لهذا السبب، قد نشهد إعادة تموضع لحزب الله السياسي وذلك مع التموضع العسكري الذي ينص اتفاق وقف إطلاق النار عليه". وتابع: "حزب الله تموضع عسكريا الليطاني بموافقته وذلك ضمن تسوية . عملياً، فإنه لم يكن بمقدور حزب الله سوى الالتزام بالإتفاق الذي يرعى قراراً من الأمم المتحدة، والسبب الأساسي هو أنه لدى الحزب نواباً في البرلمان ووزراء في الحكومة وبالتالي فإنه تحول منذ العام 1992 تاريخ انتخاب نوابه لأول مرة إلى قوة سياسية ولم يعد قوة مقاومة هدفها فقط القتال وتصعيده".إذاً، فإن الأساس اليوم هو في ما سيعلنه حزب الله بعد عودة الجنوب وبدء عملية إعادة الأعمار. المصدر: خاص "لبنان 24"