قصة جوليا رمضان.. لبنانية أبكت من انتظر خروجها من تحت الأنقاض
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
"وين رحتي يا عمري وتركتيني.. الوالدة وأختي بيوم واحد".. بهذه الكلمات، نعى اللبناني حسن عبد الحميد رمضان شقيقته جوليا الناشطة بالعمل الإنساني ووالدته جنان البابا، عبر حسابه على "فيسبوك"، بعدما قتلتهما غارة إسرائيلية استهدفت منزلهما في بلدة عين الدلب في جنوب لبنان.
بلمح البصر، تحوّل اسم جوليا، 28 عاما، إلى أيقونة في لبنان، فهي التي قضت مع أكثر من 45 شخصا آخرين، بينما والدها عبد الحميد وشقيقها أشرف كانا من عداد الجرحى الذين تجاوز عددهم 70 شخصا.
الصبية جوليا كانت ناشطة في تأمين مساعدات للنازحين وتقوم منصة أنشأتها لهذا الغرض، بتوزيع المنشورات المرتبطة بذلك. وإثر شيوع نبدأ استشهادها، لم يصدق أصدقاء الشابة وفاة "ملاك عين الدلب" كما يطلق عليها.
يوم 29 أيلول كان دموياً في عين الدلب. من تحت الأنقاض، كانت نداءات الإغاثة، جوليا وعائلتها حوصروا تحت الركام بعد القصف، لكن الموت كان أسرع ليخطف حياة الشابة ووالدتها وجيرانهم.
تفاصيل كثيرة تُروى عن المجزرة التي حصلت وعن آخر لحظات عاشتها جوليا وعائلتها. فماذا يقول شقيقها عما جرى؟ ماذا يقول أصدقاء جوليا؟
اتصال واحد غيّر كل شيء من لبنان إلى الكويت، حصل اتصال واحد غيّر كل شيء. حسن رمضان الذي يقطن خارج لبنان، تلقى الرسالة من أحد الأصدقاء وفيها أن منزل عائلته قد تعرض للقصف بصواريخ إسرائيلية.
"الصدمة كانت كبيرة ودموعي ما نشفوا".. هذا ما قاله رمضان لبلينكس عن لحظات الفاجعة، مشيرا إلى أن ما حصل "كسر ظهره".
يشرح رمضان قائلا إنه فور تلقيه نبأ القصف، بادر فورا للاتصال بشقيقه أشرف، ومن تحت الأنقاض أجاب الأخير قائلا "البيت انقصف.. خلو حدا يجي يشيلنا".
الدقائق التي عاشها حسن لا يمكن وصفها خصوصا أن مصير شقيقته جوليا كان غير معروف، بينما والدته ووالده كانا تحت أنقاض المبنى الكائن في منطقة من المفترض أن تكون آمنة.
المياه لم تُسعف جوليا خلال وجودها تحت أنقاض المبنى في حي المغارة بعين الدلب، كانت جوليا تطلب المساعدة لإنقاذها. اللحظات كانت صعبة جداً عليها وعلى شقيقها أشرف الذي كان تحت الأنقاض أيضا مع والدته ووالده.
ما إن وصلت فرق الإغاثة لانتشال المدنيين، حتى تم تحديد مكان جوليا وسط صعوبة في الوصول إليها. وفي سبيل إنقاذ حياتها، تم إيصال المياه إليها عبر الأنابيب التي وضعها المسعفون، لكنّها لفظت أنفاسها الأخيرة اختناقا، كما يقول أحد أصدقاء رمضان لبلينكس.
بالنسبة لشقيقها أشرف، فإن إصابته كانت متوسطة، بينما تمكن المسعفون من انتشاله مع والده وهما في صحة جيدة.
أما الوالدة جنان البابا، فكانت في عداد المفقودين أولا، لكن لاحقا تم انتشالها ونقلها إلى مستشفى دلاعة في صيدا، وهناك فارقت الحياة بعدما أصيبت بنزيفٍ حاد مفاجئ، وفق ما يقول نجلها حسن.
نداءات للإنقاذ أشخاص آخرون كانوا مع جوليا وعائلتها في ذات المبنى، أطلقوا نداءات إنقاذ من تحت الركام عبر هواتفهم وبمقاطع مصورة لا يمكن نسيناها أبدا.
الشاب محمد عبدالله تمكن من توجيه رسالة عاجلة إلى أصدقائه ومناشدتهم الطلب من المسعفين إنقاذه وعائلته، وقال: "نحنا تحت الردم.. أخوي إبراهيم عبد الله حدي وإمي وبيي مش عارف شو وضعهم.. حدا يجي يشيلهم بأسرع وقت.. يجو الدفاع المدني يشيلونا.. نحنا بعين الدلب بحي المغارة بوج جامع الفرقان".
اللحظات كانت مأسوية بالنسبة لعبدالله، وبعد محاولات عديدة، نجحت فرق الإنقاذ من انتشاله ونقله إلى المستشفى فورا. ومن هناك، ظهر عبدالله في فيديو آخر بعد تضميد جراحه، طمأن كل من يعرفه بأن كافة أفراد عائلته بخير.
مساعدة النازحين.. آخر نشاط لجوليا قبل ساعات قليلة من وفاتها بالغارة، نشرت جوليا رمضان منشورا عبر حسابها على "فيسبوك" تطلب فيها مساعدة نازحين من جنوب لبنان في مدينة صيدا، وذلك بعدما تركوا منازلهم إبان توسيع إسرائيل هجماتها الجوية والعسكرية على لبنان يوم الإثنين الماضي.
صفحة جوليا كانت منصة لتأمين مساعدات للنازحين ولتوزيع المنشورات المرتبطة بذلك.
أصدقاء الشابة لم يصدقوا وفاتها فوصفوها بـ"ملاك عين الدلب". نايا حجار، صديقة جوليا، وصفتها عبر "فيسبوك" بـ"الشهيدة والقمر"، وقالت "كيف بتتركيني وحدي وبتفلي.. حرقتيلي قلبي".
نيرمين عدلوني نعت جوليا في منشور قائلة "بكرتي يا جوجو كتير.. موعودة كنت بفنجان قهوة معك .. جوجو الحلوة شهيدة".
سحر طالب أيضا عبرت عن حزنها على رحيل جوليا وقالت "شو يعني خلص ما بقى ناطريتني إرجع.. قلتيلي ما بتحبي الوداع بس كيف في يكون الأخير وما تودعيني". (بلينكس - blinx)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: تحت الأنقاض عین الدلب من تحت
إقرأ أيضاً:
ارتفاع ضحايا مجزرة بيروت ومصدر ينفي استهداف قيادي بحزب الله
ارتفعت حصيلة المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل، فجر السبت، في منطقة البسطة القريبة من وسط العاصمة اللبنانية بيروت إلى 15 قتيلا و63 جريحا، في حين تحتدم الاشتباكات في مناطق عدة بجنوب وشرق لبنان.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية، إن بيروت استفاقت اليوم على مجزرة مروعة، حيث دمر الطيران الحربي الإسرائيلي بالكامل مبنى سكنيا مكونا من 8 طوابق في شارع المأمون بمنطقة البسطة إثر قصفه بـ5 صواريخ.
كما أدى القصف الإسرائيلي إلى تضرر عدد كبير من المباني المحيطة بالمبنى المنكوب، حسب المصدر ذاته.
وبينما تتواصل منذ ساعات أعمال رفع الأنقاض في المبنى المنهار، أفادت وزارة الصحة اللبنانية في بيان، بأن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 15 قتيلا و63 مصابا، دون ذكر مدى خطورة الإصابات.
وكانت الحصيلة الرسمية السابقة للضحايا تشير إلى 11 قتيلا و23 جريحا.
لا وجود لقيادي بحزب الله في المبنىإسرائيليا، ادعت هيئة البث الرسمية نقلا عن مصدر أمني لم تسمه، أن الغارة على منطقة البسطة استهدفت القيادي البارز في حزب الله محمد حيدر، دون تأكيد مقتله.
ولكن مصدرا أمنيا لبنانيا أكد للجزيرة أنه لا صحة لوجود قيادي من حزب الله بمبنى استهدفته غارة إسرائيلية في منطقة البسطة ببيروت.
كما قال البرلماني عن الحزب أمين شري، في تصريح للصحفيين أثناء زيارته موقع المبنى المنكوب، إنه لا وجود لأي شخصية حزبية في المبنى المستهدف في بيروت.
وأضاف شري في تصريحات نقلتها قناة المنار التابعة للحزب، أن هدف إسرائيل من مثل هذه الاستهدافات لبيروت هو ترويع وإيجاد صدمة لدى الأهالي.
وبجانب قصف منطقة البسطة، استهدفت 4 غارات إسرائيلية خلال الليلة الماضية عدة مناطق بالضاحية الجنوبية ومحيطها، منها الغبيري والشياح وبئر العبد، ما أسفر عن تدمير مبان سكنية، حسب الوكالة اللبنانية.
وأشارت الوكالة إلى اندلاع حريق إثر اشتعال خزانات المازوت على خلفية استهداف غارة إسرائيلية مولدات كهربائية في شارع المصبغة بالشياح.
رفع الأنقاض ببلدة شمسطاروقد بثت وسائل إعلام لبنانية، اليوم السبت، مشاهد توثق عمليات رفع الأنقاض من منزل استُهدف بغارة إسرائيلية في بلدة شمسطار، قضاء بعلبك، شرقي البلاد.
وأظهرت المشاهد التي بثتها وسائل الإعلام، عبر منصة إكس، عناصر الدفاع المدني وهم يواصلون العمل في رفع الأنقاض والبحث عن أحياء تحت ركام المنزل المستهدف.
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية عبر موقعها الرسمي أن الحصيلة الأولية تشير إلى انتشال 7 شهداء من تحت الأنقاض، في حين لا تزال أعمال الإنقاذ ورفع الركام مستمرة حتى اللحظة.
بالفيديو- أعمال رفع الأنقاض مستمرة في #شمسطار بعد استهداف مبنى من ٣ طبقات وانتشال ٧ ضحايا حتى الآن pic.twitter.com/2zuxHvZmQs
— Voice of Lebanon 100.3 100.5 (@sawtlebnan) November 23, 2024
اشتباكات في مناطق عدةمن جهة أخرى، أعلن حزب الله، تصديه لقوة إسرائيلية حاولت التسلل إلى بلدة دير ميماس بقضاء مرجعيون في محافظة النبطية جنوبي لبنان، وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.
وقال الحزب في بيان إنه بعد رصد تحركات لقوة من جيش العدو الإسرائيلي تحاول التسلل باتجاه بلدة دير ميماس صباح السبت، اشتبك مقاتلوه من مسافة قريبة، مع القوة المتسللة عند الأطراف الغربية للبلدة، بالأسلحة الرشاشة والصاروخية.
كما أعلن الحزب أنه قصف صفد ومستوطنة كريات شمونة، وأفادت القناة 12 الإسرائيلية أن الدفاعات الجوية اعترضت صاروخا في سماء مدينة صفد بالجليل الأعلى.
في الأثناء تحتدم الاشتباكات في مناطق عدة بجنوب وشرق لبنان، وقد أكد حزب الله أنه يخوض اشتباكات مستمرة مع قوة إسرائيلية حاولت التقدم باتجاه بلدة البياضة، وأكد أنه أوقع قتلى وجرحى في صفوفها.
كما أكد أنه خاض اشتباكات في الخيام واستهدف للمرة الرابعة تجمعا فيها للقوات الإسرائيلية، موقعا قتلى وجرحى في صفوفها.
وبث حزب الله صورا لاستهداف مقاتليه بصواريخ ومسيّرات قاعدة شراغا التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي الواقعة بين نهاريا وعكا شمالي إسرائيل.
صواريخ إيرانية الصنع
بالمقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه عثر على منصات إطلاق صواريخ إيرانية الصنع كانت موجهة إلى إسرائيل في جبل الشيخ ومزارع شبعا.
وأضاف أنه أغار على عدة مواقع وأهداف تابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأضاف الجيش في بيان أن الغارات استهدفت مقار ومخزن أسلحة وبنى تحتية تابعة لحزب الله وإن هذه الهجمات تهدف لإضعاف قدرة الحزب على تنفيذ هجمات ضد إسرائيل.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3645 قتيلا و15 ألفا و355 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الجمعة.
ويرد حزب الله يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.