صدى البلد:
2025-04-26@12:18:49 GMT

هل يورط لوكاشينكو بيلاروسيا في حرب أوكرانيا؟

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

صعّد الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، الذي يوصف بأنه "آخر ديكتاتور أوروبي"، من التوترات مع الناتو، ومن ثم، طرحت سكاي نيوز البريطانية تساؤلا علي محلليها، بشأن إحتمالية توريط بلاده في الحرب الروسية الأوكرانية. 

قال، شون بيل، المحلل العسكري البريطاني، وفقا لما نشرته سكاي نيوز، إن فلاديمير بوتين لا يزال يطمح في جذب بيلاروسيا إلى الصراع مع أوكرانيا، وعلى الرغم من أن لوكاشينكو يدرك المخاطر المرتبطة بهذه الخطوة التي لا تحظى بشعبية، إلا أن مستقبله لا يزال مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بمستقبل الزعيم الروسي.

وأكد بيل، أن لوكاشينكو، يدرك تماما أنه إذا فشل الرئيس بوتين، فإن موقفه في حكم بلاده سيكون ضعيفا، وهذا ليس الإرث الذي خطط له الزعيم البيلاروسي. وأوضح أن الرئيس لوكاشينكو انتهازي سعى إلى الاستفادة من فترة ضعف الرئيس بوتين القصيرة التي وقعت بعد محاولة التمرد الذي خاضته قوات فاجنر.

وجود مقاتلي مرتزقة مجموعة فاجنر في بيلاروسيا، شجع لوكاشينكو علي الظهور الإعلامي والتصريح بعبارات استفزازية وهو ما أدى إلى تصاعد التوترات مع بولندا (عضو في حلف شمال الأطلسي) وأبلغ عن تهديدات بالقرب من الحدود. 

لوكاشينكو سياسي مخادع حافظ على قبضته على السلطة على مدى العقود الثلاثة الماضية. ويعتقد العديد من المحللين أن لوكاشينكو يعتبر نفسه الخليفة الطبيعي للرئيس بوتين.

ومع ذلك، يدرك لوكاشينكو أيضًا أن الرأي العام البيلاروسي لا يدعم توثيق العلاقات مع روسيا، وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه لا يوجد تقريبًا أي دعم لبيلاروسيا لدخول الحرب مع أوكرانيا.

ويري الخبراء أن لوكاشينكو سيعمل علي موازنة الطموحات المتضاربة في كثير من الأحيان للزعيم الروسي وناخبيه.

في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها يفجيني بريجوزين قبل ستة أسابيع، تردد على نطاق واسع أن لوكاشينكو كان مسؤولاً عن التوسط في صفقة لإقناع بريجوزين بالتخلي عن مسيرته المتمردة.

من الواضح أن الرئيس بوتين كان منزعجًا من التهديد الأكثر أهمية لسلطته منذ عقود، وكان بحاجة إلى وقت لتوطيد منصبه وإعادة تأكيد سلطته، وبالتالي فإن تدخل لوكاشينكو قدم شريان حياة لا يقدر بثمن للرئيس الروسي المحاصر.

احتاج فلاديمير بوتين أيضًا إلى إزالة التهديد الفوري لفاجنر، لذلك عرض لوكاشينكو أن يتخذ من بيلاروسيا قاعدة لمجموعة المرتزقة وزعيمها بريجوزين كمسكن قصير الأمد.

كما أتاح هذا الدعم القيم لبوتين في مثل هذا الوقت الحرج للوكاشينكو فرصة للظهور مرة أخري في دائرة الضوء الدولية واستغلال لحظة نادرة من النفوذ في علاقاته مع روسيا.

استفز لوكاشينكو بولندا، مشيرًا إلى أن قوات فاجنر المتمركزة في بيلاروسيا تشكل تهديدًا لها، وأنه ينبغي شكر لوكاشينكو على منع مقاتلي فاجنر من "الذهاب في رحلة إلى وارسو ورزيسزو".

كانت هناك أيضًا تقارير عن تورط طائرات هليكوبتر بيلاروسية في انتهاكات حدودية - وكلها تهدف إلى تصعيد التوترات مع جيران بيلاروسيا في الناتو.  هذا الخطاب الملتهب للزعيم البيلاروسي جعله ثاني أكثر القادة شعبية في روسيا.

كان ظهور لوكاشينكو المنتظم في وسائل الإعلام دليلاً آخر على أنه كان يستمتع بتلك اللحظة من المشاركة في هذه الأمور الجادة. ولكن، بعد أن أعاد الرئيس بوتين تأكيد سلطته تدريجيًا، وأعاد ترتيب كبار قادته وعزز قاعدة نفوذه، بدأ اهتمامه يتحول إلى فاجنر - وبريجوزين على وجه الخصوص.

تم استيعاب بعض مقاتلي فاجنر المرتزقة في الجيش الروسي، بينما تم إعادة نشر العديد منهم في عملية فاجنر في إفريقيا - وكلها مصممة لتقويض قاعدة بريجوزين القوية. مقاتلي فاجنر الذين بقوا في بيلاروسيا لم يكن لهم دور مباشر، لكن المرتزقة يتبعون المال، فمن سيدفع لهم؟

افترض لوكاشينكو في البداية أن روسيا ستدفع، لكن ذلك لم يحدث، ولم يرغب هو ولا بوتين في أن تصبح بقايا محاولة الانقلاب "أسلحة للتأجير"، لذا تشير التقارير إلى أن لوكاشينكو يسعى الآن إلى طرد فاجنر للحد من ضررهم. 

سيبقى عدد قليل من مرتزقة فاجنر لإجراء تدريب عسكري لبيلاروسيا، وفي هذه الأثناء، على الرغم من أن لوكاشينكو قد استغل فرصته القصيرة للهجوم الدولي وزيادة نفوذه مع الرئيس بوتين، إلا أنه سيحاول التغلب على تداعيات أي محاولة لجر بلاده للصراع.

ولكن على الرغم من طموحات لوكاشينكو الشخصية، فإن خطابه غير المنتظم وغير القابل للتنبؤ على قد زاد من التوترات بين بيلاروسيا وحلف شمال الأطلسي.

الرئيسان بوتين ولوكاشينكو هما زعيمان استبداديان على نحو متزايد، وتخاطر أفعالهما الأنانية التي تخدم مصالحهما بتصعيد الحرب في أوكرانيا.

والأمر الأكثر إثارة للقلق أن سلوكهم غير المنتظم وغير المتوقع بشكل متزايد لا يستند إلى دعم الشعبين الروسي والبيلاروسي، ومن الواضح أنه ديكتاتوري، وله عواقب وخيمة بشكل متزايد على السلم والأمن العالميين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أوكرانيا و روسيا حرب الرئیس بوتین

إقرأ أيضاً:

أسباب دخول بوتين في مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في تحول مفاجئ بدا أقرب إلى مناورات استراتيجية منه إلى رغبة حقيقية في إنهاء الحرب، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للمرة الأولى منذ اندلاع الغزو في فبراير 2022، استعداده للدخول في مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا. المبادرة، التي طُرحت تحت شعار وقف الهجمات على البنية التحتية المدنية، استقبلها محللون بسيل من التساؤلات حول دوافعها الحقيقية وسياقها السياسي المعقد.

ورغم أن بوتين استخدم لهجة تصالحية نسبيًا، مؤكدًا انفتاح موسكو على مبادرات السلام، فإن عباراته لم تخلُ من إشارات لغوية تقوض شرعية الطرف الأوكراني، حيث أصر على وصف الحكومة الأوكرانية بـ"نظام كييف"، ما يعكس استمرار النظرة العدائية التي تنكر شرعية القيادة في أوكرانيا.


ما وراء الدعوة.. حسابات داخلية ودولية
 

يرى محللون أن هذه الخطوة الروسية ليست سوى تكتيك مرحلي محسوب يهدف إلى تحقيق عدة أهداف دفعة واحدة:
رسالة إلى ترامب: يقول ستيفن هول، خبير الشأن الروسي، إن هذه الخطوة موجهة بالأساس نحو دونالد ترامب، الذي عبّر عن رغبته في رؤية "حماس حقيقي" لإنهاء الحرب في حال عاد إلى البيت الأبيض. في هذا السياق، تظهر روسيا بمظهر الطرف الساعي للحل، فيما توحي لأوساط المحافظين الأمريكيين بأنها منفتحة على تسوية قد تحفظ ماء الوجه لواشنطن.


تعميق الانقسام الأوروبي: يسعى بوتين، بحسب ويل كينغستون-كوكس، إلى استباق الجبهة الأوروبية التي تتشكل لتعويض غياب الدعم الأمريكي، عبر فتح قنوات مفاوضات مباشرة تهدف إلى عزل أوكرانيا سياسيًا وخلق واقع تفاوضي جديد.


ترويج داخلي للقومية الروسية: إظهار بوتين بمظهر "صانع السلام" قد يطمئن القوميين الروس المتخوفين من التنازلات، كما يعزز روايته الداخلية بأنه الطرف العقلاني في مواجهة "النظام النازي" كما تصفه آلة الدعاية الروسية.


سياق ميداني يدعم ثقة موسكو


يأتي هذا التحول في ظل وضع ميداني لا يزال يُظهر تفوقاً نسبياً للقوات الروسية، مما يعزز مناورات بوتين السياسية. 

إذ ترى موسكو أن بإمكانها التفاوض من موقع قوة، خاصة في ظل تعثر الدعم الغربي لأوكرانيا وبدء واشنطن بمناقشة خطط سلام مسربة تتضمن بنودًا تُعتبر مكاسب استراتيجية روسية.

خطة السلام، التي نُسبت إلى إدارة ترامب ولم تُنكرها واشنطن، تشمل الاعتراف الأمريكي بسيادة روسيا على القرم وتجميد خطوط المواجهة الحالية، مع ضمانات بعدم انضمام أوكرانيا للناتو، وهو ما وصفه محللون بأنه "أقرب إلى حلم روسي يتحقق".


أوكرانيا في مأزق الرد


الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعرب عن استعداده لمناقشة وقف استهداف المنشآت المدنية، لكنه شدد على ضرورة التزام واضح من موسكو. غير أن كييف تواجه معضلة حقيقية: فالدخول في مفاوضات ضمن هذه الشروط قد يعني فعلياً الاعتراف بواقع الاحتلال الروسي، وهو ما يتناقض مع الخطوط الحمراء الأوكرانية ومواقفها المعلنة، ناهيك عن تداعيات ذلك على الجبهة الداخلية المهزوزة بفعل الاستنزاف الطويل.
خدعة الكرملين أم بداية مرحلة جديدة؟.

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تستولي على إحدى سفن "أسطول الظل" الروسي
  • أوكرانيا: ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الروسي على دنيبروبيتروفسك إلى 17 قتيلًا ومصابًا
  • الرئيس الروسي يلتقي المبعوث الأمريكي.. هلى يتفق الطرفان على تسوية أوكرانيا؟
  • الأمن الروسي يعتقل جاسوساً رومانياً ليعمل لصالح أوكرانيا
  • ترامب: أعتقد أن بوتين سيستمع إلي بشأن وقف الضربات في أوكرانيا
  • ترامب يكشف عن الـتنازل الروسي مقابل وقف الحرب في أوكرانيا
  • ترامب: أعتقد أن بوتين سيستمع لي لوقف الضربات على أوكرانيا
  • أسباب دخول بوتين في مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا
  • أوكرانيا: إصابة 21 شخصا في القصف الصاروخي الروسي على كييف
  • تقرير: عرض ترمب «النهائي» للسلام يتطلب من أوكرانيا قبول الاحتلال الروسي