أرتفاع معدلات الإصابة بحب الشباب بين المراهقين والشباب حول العالم حسب دراسة
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
سبتمبر 30, 2024آخر تحديث: سبتمبر 30, 2024
المستقلة/- أظهرت دراسة أن عدد الأطفال والشباب الذين يعانون من حب الشباب يتزايد في جميع أنحاء العالم.
وجد الباحثون أن معدلات حب الشباب بين المراهقين والشباب ارتفعت في جميع البلدان تقريبًا منذ تسعينيات القرن العشرين. وخلص الفريق إلى أن الزيادة قد تكون مرتبطة بعوامل نمط الحياة بما في ذلك النظام الغذائي والإجهاد والسمنة والتعرض الأوسع لتلوث الهواء أو محاولة المزيد من الأشخاص الحصول على المساعدة.
على مستوى العالم، ارتفع معدل انتشار حب الشباب الموحد حسب العمر بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 24 عامًا من 8563.4 لكل 100000 شخص في عام 1990 إلى 9790.5 لكل 100000 نسمة في عام 2021.
كانت المملكة المتحدة من بين الدول العشر التي سجلت أعلى معدل انتشار لحب الشباب بين المراهقين والشباب في عام 2021.
وقالت الجمعية البريطانية لأطباء الجلد إن ارتفاع الحالات يمكن أن يُعزى إلى نمط الحياة أو العوامل البيئية، أو إلى حقيقة أن الناس أسرع في رؤية أخصائي الرعاية الصحية بشأن حب الشباب لديهم.
وأظهرت المراجعة الجديدة أن معدل انتشار حب الشباب في عام 2021 كان الأعلى في ألمانيا، حيث تم تشخيص ما يقرب من 15.98٪ من المراهقين والشباب.
وقال الباحثون إن معدلات حب الشباب كانت في ارتفاع في جميع البلدان، باستثناء نيوزيلندا.
واحتلت المملكة المتحدة المرتبة الثامنة بين البلدان ذات أعلى معدل انتشار، خلف ألمانيا والبرتغال ولوكسمبورج والنرويج وأندورا والدنمرك وسان مارينو.
وقال الدكتور تشو تشو، المؤلف الرئيسي للبحث من مستشفى كلية بكين الطبية: “ارتفعت معدلات حب الشباب بين المراهقين والشباب تدريجيًا في جميع البلدان تقريبًا منذ التسعينيات.”
“لم نبحث في سبب ذلك، ولكن يمكن ربطه بعوامل نمط الحياة مثل النظام الغذائي والتوتر ومعدلات السمنة وزيادة التعرض للتلوث الناجم عن التحضر، أو ببساطة زيادة احتمالية طلب العلاج.”
وأضاف: “من المعقول أنه مع تزايد إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية في البلدان، تزداد معدلات حب الشباب المبلغ عنها. من غير المرجح أن يكون هذا هو العامل الوحيد، حتى في البلدان التي تتمتع بإمكانية الوصول الجيد إلى الرعاية الصحية، زادت الحالات.”
وقال: “لقد نظرنا فقط إلى بيانات الرعاية الصحية، والتي لن تشمل العديد من الأشخاص الذين يعانون من حب الشباب ولكنهم يديرون الحالات بأنفسهم، وبالتالي فإن معدلات حب الشباب بشكل عام أعلى في الواقع.”
قال البروفيسور مايكل أرديرن جونز، نائب الرئيس الأكاديمي للجمعية البريطانية لحب الشباب، إن الدراسة قدمت المزيد من الأدلة على أن عدد حالات حب الشباب التي يراها الأطباء آخذ في الازدياد.
“بينما يدير العديد من الأشخاص حب الشباب بأنفسهم باستخدام علاجات بدون وصفة طبية، فإنه أيضًا سبب شائع لرؤية طبيب عام أو طبيب أمراض جلدية.
“حب الشباب حالة شائعة، لكنها يمكن أن تكون شديدة. يلعب الأصدقاء والعائلة دورًا مهمًا، وكذلك يفعل المتخصصون الصحيون في تقديم الدعم العاطفي، حيث يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الصحة العقلية، وخاصة للمراهقين.
“بالإضافة إلى التأثير النفسي لحب الشباب غير المعالج، يعاني بعض الأشخاص من ندوب دائمة. ومع ذلك، هناك علاجات للحد من تأثير الحالة.
“من الناحية المثالية، يعني هذا ضمان حصولهم على المشورة الطبية والتصرف بسرعة لعلاج الحالات التي تزداد فيها حدة حب الشباب، لمنع الندوب.”
يتراوح حب الشباب من بضع بقع على الوجه والرقبة والظهر والصدر، إلى مشكلة أكثر خطورة مع كتل صلبة مؤلمة أو أكياس تحت الجلد.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الرعایة الصحیة معدل انتشار فی جمیع فی عام
إقرأ أيضاً:
اليوم العالمي للسكان.. بطالة الشباب تكشف عجز السياسات أمام الانفجار السكاني
في 11 من يوليو/تموز من كل عام، تحتفل دول العالم باليوم العالمي للسكان، وهو مناسبة تهدف إلى رفع مستوى الوعي بالتحديات والفرص التي يطرحها النمو السكاني المتسارع.
ومنذ أن أقرته الأمم المتحدة عام 1989، أصبح هذا اليوم مناسبة سنوية لتذكير العالم بحجم المسؤولية المشتركة في إدارة قضايا السكان وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
ارتفع عدد سكان العالم من 1.6 مليار نسمة في عام 1900 إلى أكثر من 8 مليارات نسمة اليوم. هذا النمو الهائل يُمارس ضغطا متزايدا على الموارد الطبيعية الحيوية كالغذاء والماء والطاقة، ويثير تساؤلات جوهرية بشأن قدرة الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية في مختلف الدول، خاصة النامية منها، على استيعاب هذه الزيادة.
1.8 مليار شاب في العالميأتي شعار الأمم المتحدة لهذا العام ليحمل عنوانا محوريا: "تمكين الشباب من بناء الأسر التي يطمحون إليها في عالم عادل ومفعم بالأمل"، في إشارة إلى أهمية توفير الفرص والموارد التي تسمح لهم بتأسيس مستقبل قائم على الكرامة والاستقلال.
ويبلغ عدد الشباب في العالم اليوم نحو 1.8 مليار شخص تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عامًا، ما يجعلهم الجيل الأكبر في تاريخ البشرية. هذا الجيل يواجه تحديات مركبة تشمل انعدام الأمن الاقتصادي، والتفاوت بين الجنسين، وضعف أنظمة التعليم والصحة، بالإضافة إلى التأثيرات المتفاقمة لتغير المناخ والنزاعات المسلحة، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
ويُشدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على أهمية دور الشباب بقوله: "إنهم لا يشكلون مستقبلنا فحسب؛ بل يطالبون بمستقبل عادل وشامل ومستدام".
ورغم هذه الأهمية، فإن أبرز الحقوق المهدورة للشباب في كثير من المجتمعات تتمثل في غياب فرص العمل اللائقة، وهو ما يحرمهم من الاستقلال الاقتصادي، ويعوق قدرتهم على تأسيس أسر، ويدفع أعدادًا متزايدة منهم نحو الفقر والتهميش.
ووفقًا لبيانات منظمة العمل الدولية، بلغ عدد الشباب العاطلين عن العمل في العالم عام 2024 نحو 65 مليون شاب وشابة، بينما وصلت نسبة غير المنخرطين في العمل أو التدريب إلى 20.4%.
إعلانوقد بلغت البطالة ذروتها في عام 2020 خلال جائحة كورونا، حيث وصل عدد العاطلين إلى نحو 75 مليون شخص، بحسب منصة "ستاتيستا".
وتُظهر الأرقام تفاوتا صارخا بين الدول ذات الدخول المختلفة؛ ففي الدول مرتفعة الدخل، يعمل 80% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و29 عامًا، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 20% فقط في الدول منخفضة الدخل.
الأخطر من ذلك أن ما يقرب من ثلثي الشباب العاملين في الدول الفقيرة يشغلون وظائف لا تتناسب مع مؤهلاتهم التعليمية، ما يشير إلى فجوة واضحة بين المهارات المكتسبة واحتياجات سوق العمل، كما جاء في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي.
الدول ذات الأداء الأسوأ:
النيجر كيريباتي غيانا الصومال أفغانستانوهي الدول التي تسجل أعلى نسب للشباب خارج دوائر التعليم والعمل والتدريب (نييت NEET). وتعود هذه المعدلات المرتفعة إلى ظروف متنوعة، من بينها النزاعات المسلحة كما في الصومال وأفغانستان، أو هجرة الكفاءات إلى الخارج كما هو الحال في دول جزر المحيط الهادي.
الدول ذات الأداء الأفضل اليابان السويد هولندا آيسلندا مالطاحيث سجلت هذه الدول أدنى معدلات بطالة بين الشباب، بفضل أنظمة تعليمية متقدمة، وتدريب مهني فعّال، وسياسات تعليمية متصلة بسوق العمل.
لكن حتى هذه الدول تواجه تحدياتها الخاصة، فاليابان على سبيل المثال، تشهد انكماشا سكانيا وشيخوخة متسارعة، مما يؤدي إلى انخفاض طبيعي في معدلات البطالة بين الشباب نتيجة تقلص حجم القوة العاملة، وهو ما يثير في المقابل قلقًا من نقص العمالة في المستقبل القريب.
في المنطقة العربية، حيث يمثل الشباب غالبية السكان، تبرز أزمة البطالة كإحدى أكثر الأزمات إلحاحا وتعقيدا. ورغم تعافي بعض الاقتصادات العربية نسبيا من آثار الجائحة، فإن أسواق العمل لا تزال تعاني من ضعف هيكلي في خلق فرص العمل، وهو ما يعكس فجوة بين النمو الاقتصادي النظري والنمو الحقيقي في فرص التشغيل.
وبحسب منظمة العمل الدولية، يُتوقع أن تبقى معدلات البطالة في المنطقة مرتفعة عند 9.8% خلال عام 2024، وهي نسبة أعلى من معدلات ما قبل الجائحة. وتُعزى هذه النسبة المرتفعة إلى عوامل مركبة تشمل عدم الاستقرار السياسي، والنزاعات المسلحة، والأزمات الاقتصادية، وضعف القطاع الخاص، والضغوط الديمغرافية المتصاعدة.
وقدّرت المنظمة أن 17.5 مليون شخص في العالم العربي يبحثون عن عمل، مما رفع معدل فجوة الوظائف في عام 2023 إلى نحو 23.7%.
تحديات هيكلية في أسواق العمل العربيةويشير تقرير "التشغيل والآفاق الاجتماعية في الدول العربية – اتجاهات 2024" إلى أن المشكلات لا تتعلق فقط بعدد الوظائف المتاحة، بل بجودتها أيضًا. فعدد كبير من الشباب يعمل في القطاع غير المنظم، دون حماية اجتماعية أو مزايا أساسية.
وفي عام 2023، عانى نحو 7.1 ملايين عامل في المنطقة من فقر العمل، أي ما يعادل 12.6% من إجمالي القوى العاملة.
وتُعزز هذه الأرقام المؤشرات على وجود خلل بنيوي في أنظمة التعليم وتنمية المهارات، حيث لا تزال المخرجات التعليمية غير متوافقة مع حاجات السوق. بل إن الشباب من خريجي الجامعات يواجهون معدلات بطالة مرتفعة نتيجة هذا التباين بين التأهيل والطلب.
وخلص التقرير إلى مجموعة من التوصيات التي تهدف إلى تحويل النمو السكاني إلى فرصة اقتصادية، وأبرزها:
إعلان تبني سياسات اقتصادية وقطاعية شاملة تعزز فرص التشغيل، وتستجيب بمرونة لاحتياجات السوق المحلي. دعم الصناعات التحويلية، وتطوير الخدمات ذات القيمة المضافة لخلق فرص عمل مستدامة وعالية الإنتاجية. إصلاح منظومة التعليم وربطها بالتدريب المهني، مع تعزيز التعلم المستمر مدى الحياة. تسهيل الانتقال من الاقتصاد غير المنظم إلى الاقتصاد الرسمي، وتحقيق العدالة بين الجنسين في سوق العمل. تحسين أنظمة معلومات سوق العمل، لتوفير بيانات دقيقة تساعد صناع القرار على تصميم سياسات أكثر استجابة للواقع. قنبلة سكانية أم فرصة تنموية؟إن التحديات التي تطرحها الزيادة السكانية، خصوصًا في فئة الشباب، ليست أرقامًا مجردة، بل انعكاسات حية لواقع اجتماعي واقتصادي يواجه خطر الانفجار إن لم تُعالَج أسبابه البنيوية بجدية واستباق.
ولذلك، فإن الاستثمار في الشباب -عبر التعليم الجيد، وتطوير المهارات، وتوفير فرص العمل اللائق- لم يعد خيارا تنمويا فحسب، بل أصبح ضرورة إستراتيجية لضمان الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
فمجتمعات لا توفر لأجيالها الشابة ما يكفل لها العيش بكرامة، لن تستطيع مواكبة التحولات العالمية، ولا بناء مستقبل مستدام.