هكذا وصل الصاروخ الإسرائيلي إلى نفق نصرالله.. تقارير جديدة!
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
هز خبر اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، في قصف عنيف، الجمعة، الشارع السياسي في الشرق الأوسط، ولكن العملية التي لم تستغرق أكثر من دقائق معدودة احتاجت سنوات من التخطيط مع القليل من عمل استخباراتي معقد لتجنيد عناصر رفيعة المستوى في الحزب الذي شكل صداعا لإسرائيل على مدى عقود.
فكيف سخرت إسرائيل مواردها الاستخباراتية لتنفيذ هذه العملية المعقدة؟
المرحلة الأولى: الإعداد كانت بداية الخطة طويلة الأمد باستهداف قطع الاتصالات بين عناصر حزب الله، وذلك عن طريق تفخيخ أجهزة البيجرز في 17 أيلول، حتى يصبح التواصل بين أعضاء الحزب ضعيفا ويسهل على إسرائيل استهداف قادته.
ويرى محللون أن الهجمات تعكس التقدم الذي حققته الوحدة العسكرية 8200، المسؤولة عن استخبارات الإشارات والحرب السيبرانية، في اختراق أجهزة الاتصالات التابعة لحزب الله، إذ قال روبرت ساتلوف من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن تلك التفجيرات التي لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنها "أعادت اتصالات حزب الله إلى العصر الحجري".
نصر الله بدوره حذر عناصر الحزب من الهواتف الخلوية باعتبارها أجهزة تجسس محتمل في شباط الماضي، وشجع على استخدام أجهزة اتصال لاسلكية غير متصلة بالإنترنت، لكنه لم يتوقع أن تصل إسرائيل لتفجير هذا النوع من الأجهزة.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، نداف شوشاني، قال إن المعلومات الاستخبارية التي أدت إلى اغتيال نصرالله تم جمعها على مدى سنوات، في حين أكد موقع ABC الأميركي أن استهداف أجهزة البيجر خطة وضعتها إسرائيل قبل 15 عاماً.
شوشاني قال إنه "تم استخدام المعلومات الاستخبارية التي جمعناها طوال سنوات، كما كانت لدينا معلومات آنية دفعتنا لتنفيذ الضربة". بدوره، أكد مصدر أمني لبناني، لم يذكر اسمه، لصحيفة "لو باريزيان" الفرنسية أن جاسوسا إيرانيا زود إسرائيل بمعلومات عن موقع نصرالله، قادت إلى اغتياله.
في هذا الصدد، قالت العسكرية المتقاعدة والباحثة في المعهد الإسرائيلي الدولي لمكافحة الإرهاب في جامعة ريخمان في هرتسليا، ميري آيسن، إن "قدرات إسرائيل في ما يتعلق بحزب الله تظهر عمق الاختراق الاستخباراتي لمجالات حزب الله"، مؤكدة أن الهجوم كان نتيجة عمل طويل الأمد.
المتخصص في شؤون الشرق الأوسط جيمس دورسي، قال أيضا: "العملية لا تظهر فقط القدرة التكنولوجية الكبيرة، ولكن أيضا مدى عمق اختراق إسرائيل لحزب الله".
المرحلة الثانية: الضربة وفق صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أمضت إسرائيل أشهراً في التخطيط لاستخدام "سلسلة من التفجيرات" لاستهداف مقرات أسفل المباني السكنية حيث كانت تعلم أن مقر الحزب الفعلي يقع تحت أحدى البنايات، وهو ما أكدته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، التي نشرت تحليلاً لمقاطع فيديو للطائرات المُنفذة للعملية يشير إلى أن الطائرات المشاركة في الهجوم كانت "مجهزة بما لا يقل عن 15 قنبلة تزن كل منها حوالي 900 كلغ.
وأكد مسؤولون كبار للصحيفة إن "أكثر من 80 قنبلة أسُقطت على مدى دقائق لقتل نصرالله، فيما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن المخبأ اسُتهدف بـ80 طنا من القنابل.
وكان نتنياهو قد وضع خطة محكمة لاغتيال نصرالله بدأها بإعطاء الضوء الأخضر للتقدم في عملية وقف إطلاق النار، ومن ثم السفر إلى الولايات المتحدة، كجزء مما يبدو أنه مناورة خداع لطمأنة قيادة حزب الله، وفق ما نشرت صحيفة جوروزاليم بوست.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين لفرانس برس، كان نصرالله في اجتماع مع القادة في "مقر" الحزب في حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية، وتقول مصادر لوول ستريت جورنال إن الاجتماع جاء على خلفية دعوة من القادة للتعبير عن إحباطهم من إيران التي تمنعهم من الرد بقوة أكبر على الهجمات الإسرائيلية.
تحركات نتيناهو أراحت الحزب نسبيا وطمأنته لعقد اجتماع، في وقت كان يجري فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي مشاورات أمنية طيلة الرحلة إلى الولايات المتحدة مع وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، حتى أعطى نتنياهو الضوء الأخضر لاغتيال نصرالله، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
ونشر مكتب نتنياهو في وقت لاحق صورة تظهره لحظة موافقته على الضربة، وهو قرار اتخذه في فندقه بنيويورك، وفق صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
المرحلة الثالثة: التداعيات كشفت القناة 12 الإسرائيلية، نقلا عن مصادر لم تسمها، أن نصرالله مات اختناقا إذ كان في مكان من دون تهوية، في وقت لم يوضح حزب الله في بيانه لنعي أمينه السبب وراء الوفاة.
من وجهة نظر المحلل، هيكو ويمين، من مجموعة الأزمات الدولية، من الصعب التكهن بالآثار الطويلة المدى لاغتيال نصرالله على عمليات بحزب الله.
وفي الوقت الحالي، يزعم المسؤولون الإسرائيليون أنه يجب مواصلة التهديد بعملية برية في لبنان من أجل دفع حزب الله وترسانته من الصواريخ إلى أبعد ما يمكن عن الحدود الإسرائيلية اللبنانية، بحسب "فرانس برس". (بلينكس - blinx)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
هذه خطة حزب الله للعودة.. تقريرٌ أميركي يكشفها
نشرت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات تقريراً جديداً تطرَّق إلى ما أسماها "خطة حزب الله للعودة" وذلك بعد الضربات التي تلقاها إبَّان الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان. ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنّ "هناك تقارير ربما مُبالغ فيها، تُفيد بأنَّ حزب الله يملك ميزانية قدرها 10 مليارات دولار مُخصصة لإعادة بناء الوحدات السكنية والتجارية لأنصاره إبان الحرب"، وأضاف: "إنَّ إنفاقاً بهذا المستوى يضمن سيطرة حزب الله الخانقة على شيعة لبنان وسيطرته على كل مقاعدهم البرلمانية الـ27، وبالتالي قدرته على لي ذراع الدولة في كل زاوية، بحجة الإجماع الوطني المطلوب". ويُكمل: "لقد تمكنت إسرائيل من القضاء على حزب الله عسكرياً، لكن الأخير يُخطّط للعودة ولديه النبض لذلك. ولتحقيق هذا الأمر، يجبُ على حزب الله استيعاب غضب أنصاره الذين فقدوا منازلهم وسبل عيشهم وتخفيف وطأته. ولتحقيق ذلك، صرّح الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، بأن حزب الله قد فوّض أي مسؤولية بعد الحرب إلى الدولة اللبنانية. وبينما حظي هذا الموقف بترحيب بعض اللبنانيين، الذين زعموا أن الحزب يتجه نحو الاعتدال، إلا أن هذه الخطوة كانت مناورة". وأردف: "عندما يُعبّر الموالون الشيعة عن غضبهم، يُوجّه حزب الله غضبه نحو الحكومة. كذلك، عندما تفشل الحكومة في إقناع إسرائيل بالانسحاب من التلال اللبنانية الخمس لعدم نزع سلاح حزب الله، سيُجادل الحزب بأنهُ منحَ الدولة بضع سنوات لتحرير الأراضي اللبنانية، ولكن بما أن الدولة فشلت، أصبحت المقاومة حتميَّة". ويقول: "يُدرك حزب الله أنَّ الوقت في صالحه، فالزخم العسكري الإسرائيلي سيضعفُ بدعم دولي، مما سيمنح الحزب اللبناني حرية أكبر في إعادة بناء نفسه. أيضاً، وبينما يعمل الحزب على إعادة بناء قدراته العسكريّة، يتعين عليه أن يضمن بقاء كتلته البرلمانية قوية". وأردف: "في ربيع عام 2026، سينتخب لبنان برلماناً جديداً، وبمجرد أن يصبح جميع النواب الشيعة الـ27 في قبضة حزب الله، سيظل رئيس البرلمان - الذي يتمتع بسلطة واسعة في تحديد من يحكم لبنان وكيف - من الموالين للحزب".وأضاف: "ثانياً، سيسعى حزب الله إلى الحفاظ على الكتلة البرلمانية التي يسيطر عليها، أو حتى توسيعها، مع حلفائه. إذا تمكّن الحزب المدعوم من إيران من الحفاظ على عدد نوابه الحالي في البرلمان، فسيكون رئيس الوزراء المقبل بالتأكيد موالياً لحزب الله". وتابع: "يُدرك حزب الله أيضاً أنَّ خصومه يترددون في مواجهته، حتى في أضعف حالاته. وحتى الآن، لم ينطق الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام بعبارة نزع سلاح حزب الله بعد، رغم أن هذه العبارة منصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 1701 وآلية وقف إطلاق النار التي وقّعها بري وحزب الله في تشرين الثاني. يبدو أن عون وسلام يعتقدان أن نزع سلاح حزب الله سيكون محض صدفة، وأن دورهما في هذه العملية هامشي". وتابع: "ما لم يظهر عون وسلام مزيداً من الشجاعة في مواجهة حزب الله، فمن غير المرجح أن تظهر أي معارضة شيعية لمواجهة حزب الله في الانتخابات المقبلة. وفي عام 2022، ذهب 17% من الناخبين الشيعة إلى صناديق الاقتراع وانتخبوا ضد حزب الله وبري، لكن قانون الانتخابات صُمم بطريقةٍ تُمكّن المعارضة الشيعية من الحصول على صفر مقاعد، بدلاً من أربعة أو خمسة مقاعد، كما كان يُفترض أن تُحدده النسبية". وأكمل: "في عام 2022 أيضاً، لوى حزب الله أذرع معارضيه الأقوياء، وأُجبر رفعت المصري، زعيم عشيرة شيعية نافذة في البقاع، على سحب ترشحه، وكذلك فعل رجل الدين عباس الجوهري. لا يوجد ما يدعو للاعتقاد بأنه في ظل ضعف عون وسلام، سيشعر معارضو حزب الله بالأمان الكافي لتحدي الحزب والترشح ضده في عام 2026". وأضاف: "التوصيات السياسية لمن يرغبون في أن تُنهي انتخابات 2026 حزب الله، هي ربط المساعدات الخارجية للدولة اللبنانية بإجراءاتٍ قابلةٍ للتحقق يتخذها عون وسلام لنزع سلاح الحزب. لقد سلّمت إسرائيل إلى لجنة تطبيق القرار 1701 قائمةً تضم أكثر من 80 موقعاً لمستودعات أسلحة حزب الله.. السؤال الأساسي هنا: كم موقعاً من هذه المواقع استولى عليها الجيش اللبناني أو صادرها أو دمرها؟ كلما عزز الجيش اللبناني وجوده، زادت الأموال الأميركيّة التي يحصل عليها، وكلما قلّ نشاطه، قلّت الأموال الأميركية". وأردف: "علاوة على ذلك، ينبغي تشجيع العواصم العربية الثرية على تمويل حملات انتخابية ضد حزب الله. فإذا كانت طهران تنفق 10 مليارات دولار على موالين لها في لبنان، فعلى العواصم الإقليمية أن تفكر في إنفاق جزء ضئيل من هذا المبلغ، لنفترض أنه يصل إلى 100 مليون دولار، على حملات انتخابية ضد التحالف الذي يقوده حزب الله". وختم: "إن هزيمة حزب الله ومنع عودته أشبه بسباق ماراثون، وليس سباقاً قصيراً. لقد وضع انتصار إسرائيل على حزب الله الحزب في مأزق خصومه.. ولكن إذا لم يتدخل الخصوم، وإذا لم يُوفِّ رعاتهم بوعودهم، فلن يطول الأمر قبل أن يلحق حزب الله بخصومه ويتفوق عليهم، مُستعيداً هيمنته على لبنان". المصدر: ترجمة "لبنان 24" مواضيع ذات صلة صحيفة إسرائيليّة: "حماس" تُخطط لتحويل غزة إلى "نموذج" حزب الله Lebanon 24 صحيفة إسرائيليّة: "حماس" تُخطط لتحويل غزة إلى "نموذج" حزب الله