يمانيون:
2024-11-18@16:15:17 GMT

نصرُ الله.. قداسةُ الشهيد وحجمُ المتغير

تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT

نصرُ الله.. قداسةُ الشهيد وحجمُ المتغير

زياد الحداء

كان له من اسمه النصيب الأكبر فهو الليث الذي نصر الله به الدين والذي قط لم يهزم في حياته، يحذو بذلك حذو جده رسول الله وآل بيته الأطهار، الذين لم يعرف لهم التاريخ انكساراً أَو تراجعاً أمام أي ظالم مهما كانت قوته.

كان حسن الخلق والمكارم لين الجانب وحريصاً على أُمَّـة الإسلام، أبلى فأحسن البلاء كان غيث الرحمة والطمأنينة في زمن الصمت والهزيمة، قابل هزيمة الأُمَّــة وبأس العدوّ بعزيمة القرآن الكريم وصلابة محمد والكرار، وقوة الحق، كان كما اسمه نصر الله الذي لم يغلب في حياته ولم يقبل بالهزيمة، قال فصدق أقواله بالأفعال.

في زمن هزمت فيه الأُمَّــة وقدمت صورة مخزية ومذلة عن الإسلام وتراجعت من الساحة وتركتها لليهود ليتحَرّكوا فيها كيفما يشاؤون، كان نصر الله كالغيث في صحراء أُمَّـة محمد، وقدم شاهداً على أن الإسلام لا يمكن أن يهزم مهما كان الوضع ومهما كانت التحديات بالرغم مما كان يعانيه من قلة ذات اليد وضعف كبير في الإمْكَانات المادية وخلو المشهد من أي موقف عربي مساند.

كان يعيش ظروفاً جعلت كُـلّ الدول العربية حينها ذليلة خاضعة خاشعة للكفر وتسبح من خيفته، لكنه من يحمل في دمه قوة وصلابة وعزيمة “هيهات منا الذلة” فتحَرّك في قيادة الحزب بكل عنفوان وتحقّق على يديه انتصار الأُمَّــة والدين ولم يهزم منذ ذلك اليوم إلى يوم استشهاده.

إنهم من حفظوا ماء وجه الأُمَّــة ومن قدم الشاهد على أن الإسلام لا يقبل الهزمة، إنهم سادة المجاهدين في هذا العالم، بهذه الطريقة تكلم عنهم قائد المسيرة القرآنية المباركة، وليس هو فقط فكل شريف في العالم يعرف ويحب السيد حسن نصر الله وحزب الله ويعتبره رمز الإنسانية والحرية والشرف العظيم.

على مدى سنوات حياته الجهادية المباركة كانت مواقفه كلها مشرفة فهو لم يقبل بالظلم، وسعى إلى مد يد العون إلى كُـلّ مظلوم وبكل قوته ولم ينتظر حتى يوجهه أحد أَو يطلب منه ذلك ولم ينتظر كذلك ثناء أَو شكر من أحد، ونحن في يمن الأنصار لن ننسى موقفه الحر والكبير وقد نصرنا في وقت تركنا كُـلّ العالم ووقف نصر الله ولم يخف من أحد ليقدم لنا يد النصرة، ولن ينسى أبناء اليمن أصداء زئير ليث آل محمد في نصرتهم أبداً ولن يتركوا ذلك دين على رقابهم إن شاء الله، ثم توج حياته بالشهادة في ميدان حرب مع رأس الكفر والطاغوت مدافعاً عن الشعب الفلسطيني المغلوب، في أقدس وأعظم مواقف يسجلها التاريخ، وأعلى المراتب عند الله تعالى.

ولكن بقدر مكانة هذا القائد العظيم ومنزلته وتأثيره المحلى والإقليمي والعالمي تكون الحجّـة أكبر على الأُمَّــة في التحَرّك ومواصلة دربه والسير على نهجه، وإن لم تفعل واختارت القعود والسكوت والخوف فَــإنَّ العاقبة ستكون أشد بكثير وسيأتي دور الجميع، وكل على حسب مسؤوليته، فدماء القادة حجّـة الله على الأمم، ولم يعد هناك أي عذر للتخلف والتقاعس عن مشروع الجهاد في سبيل الله من بعد ذلك إلَّا النفاق الواضح والعياذ بالله.

وبالنسبة للعدو فَــإنَّ قتل القائد لا يمثل انتهاء خطره عليكم وإنما يمثل شعلة أكبر من العزم والتصميم على اجتثاثكم من هذه الأرض العربية ومن بلاد المسلمين، فالغاية ليست في شخصية الشهيد القائد نصر الله ولا سليماني ولا إسماعيل هنية وليست في شخصية أحد؛ فقد مات محمد بن عبدالله الذي هو أعظم بني آدم كافة وسيدهم، بل إن الغاية هي نصر دين الله، هذا الدين الذي لا يفني ولا يمكن لكم أن تغتالوه، كما أن النصر نستمده من الله تعالى وليس من سواه وهو الذي لا يمكن لكم أن تطاله أيديكم التي تتفاخرون أنها تطال كُـلّ أعدائكم ((مَنْ كَانَ عَدُوًّا للهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ)) فأنتم أعداء الله الذي لن تستطيع كُـلّ قوتكم أن تقف أمام بأسه ونحن نتحَرّك على هذا الأَسَاس.

وما القائد حسن نصر الله إلَّا أحد أبناء هذه الأُمَّــة التي تحمل هذا المشروع فإنْ قُتل واستشهد لن ننقلب من بعده، ولن نستكين والأيّام ستشهد على ذلك وقد رأينا جميعاً كم من العظماء القادة ارتقوا شهداء فجاء من بعدهم من هم أشد بأساً وعزيمة يواصلون نفس الطريق وعلى نفس الخطى ((وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإسرافنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)).

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: نصر الله

إقرأ أيضاً:

فعاليتان ثقافيتان في بني الحارث بذكرى الشهيد

الثورة نت/..

نظم مكتبا التعبئة العامة في حيي وادي أحمد والمطار بمديرية بني الحارث في أمانة العاصمة، اليوم، فعاليتين ثقافيتين بالذكرى السنوية للشهيد، واستمراراً للأنشطة المناصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني.

وفي الفعالية بحي المطار، أكد عضو مجلس الشورى، عادل الحنبصي، ومسؤول التعبئة، عدي الشامي، أن الشهداء هم أحياء عند الله بمبادئهم وما حملوه من قضية عادلة، تستحق التضحية والفداء.

وأشارا إلى أن الشهداء مدرسة في العطاء والتضحية وبذل الروح لمواجهة أعداء الأمة.. لافتين إلى أنموذج العطاء والبذل الذي قدمه شهداء الوطن في الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.

واستعرض الحنبصي والشامي الدلالات المعنوية والإيمانية في إحياء هذه الذكرى، وأثرها في تعزيز الصمود والثبات، والمضي على درب الشهداء وتجسيد مآثرهم وتضحياتهم في مواجهة أعداء الله والمسلمين، ونصرة الدين والمستضعفين.

كما ألقى يحيى الزنجبيلة -والد أحد الشهداء- كلمة أسر الشهداء، جدد من خلالها العهد والولاء لقائد الثورة، السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، ومواصلة حمل راية الجهاد والتضحية على درب الشهداء حتى تحقيق النصر ودحر الأعداء.

وأكد أن الشهداء مخلدون في النفوس والأرواح، وهم من نستلهم منهم الدروس والعِبر وروح البذل والعطاء في سبيل الله، ونصرة الدين والمستضعفين، ومقارعة الطغاة والمستكبرين.

وفي فعالية حي وادي أحمد، أشار مدير المديرية، حمد بن راكان، إلى أهمية الوفاء لتضحيات الشهداء، التي ستظل مصدر عزة وفخر أبناء الشعب اليمني، بالسير على دربهم لمواجهة قوى العدوان ومرتزقته.

وأكد ضرورة استلهام الدروس والعِبر من تضحيات الشهداء الذين بذلوا أنفسهم في سبيل الله، والذود عن الوطن وسيادته، ودحر الغزاة والمحتلين.

مقالات مشابهة

  • هذه مواصفات صاروخ فجر5 الذي أعلن عنه حزب الله (إنفوغراف)
  • للمرّة الأولى... ما الذي قصفه حزب الله بالصواريخ؟
  • أمل عزّت بعفيف: العمل الجبان الذي لا يقوم به سوى هذا العدو
  • عاش في السعودية وحصل على منحة منها.. الكشف عن مفاجأة بشأن ناطق ‘‘حزب الله’’ الذي قُتل أمس بغارة جوية إسرائيلية
  • تدشين “مهرجان الشهيد” بمشاركة أسر الشهداء بصنعاء
  • تعرف على محمد عفيف المسؤول الإعلامي في حزب الله الذي اغتالته إسرائيل
  • من هو المعاجز الذي توعد الله له بسوء الخاتمة ؟.. علي جمعة يوضحه
  • رئيس جامعة الأزهر: الحوار الحضاري ليس فيه "حق الفيتو" الذي يستحل دماء الدول المستضعفة
  • فعاليتان ثقافيتان في بني الحارث بذكرى الشهيد
  • الجمعة البيضاء.. سبب التسمية وحجم التخفيضات