ما الذي تبقى من دفاع لـإسرائيل عن تصرفاتها بعد دمار غزة ولبنان؟
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
يتلخص الدفاع الشائع عن "عدوانية إسرائيل"، سواء داخل الأراضي الفلسطينية أو في المنطقة الأوسع نطاقا، في الادعاء بأنها لابد وأن تتصرف على هذا النحو لأنها محاطة بدول "تحاول إبادتها".
وقالت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها إنه "مثلها كمثل العديد من الحجج التي تحاول تبرير رد فعل إسرائيل غير المتناسب على أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، فإن هذا الدفاع ليس خاطئا فحسب، بل إنه يشكل أيضا قلبا للواقع".
وأوضحت أن "الأحداث التي شهدتها الأشهر القليلة الماضية والهجوم على لبنان على مدى الأيام القليلة الماضية تؤكد أن إسرائيل هي التي تشكل تهديدا لجيرانها، وفي يوم الاثنين الماضي وحده، أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية عن مقتل 558 شخصا في لبنان ـ نصف عدد القتلى في شهر كامل من الحرب بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006".
وبينت "كان من بين القتلى خمسون طفلا، فضلا عن العاملين في المجال الإنساني، ومسعفين، وموظفين حكوميين، ويقول رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن مليون شخص قد ينزحون قريبا".
وذكرت "أدت الضربة التي أدت إلى استشهاد زعيم حزب الله حسن نصر الله يوم الجمعة إلى تدمير ستة مبان سكنية في بيروت، بينما "غزة المصغرة" تتكشف بسرعة وآلاف الهاربين يبحثون عن الأمان، وأطفال مصابون بصدمات نفسية، وخسائر بشرية فادحة، وتصعيد لا حدود له على أرواح المدنيين الذين يمكن التضحية بهم من أجل تحقيق أهداف إسرائيل".
وأكدت الصحيفة أنه "منذ بداية الصراع في غزة، انخرطت إسرائيل وحزب الله في حرب لإظهار القدرة العسكرية والعزيمة، وتبادل الصواريخ والخطابات القوية ولكن لم يبدأ قط حربا مفتوحة وغير مقيدة. وقد تغير هذا مع الهجمات بأجهزة النداء والراديو، التي يعتقد على نطاق واسع أنها من قِبَل إسرائيل، والتي أعقبتها الغارات الجوية التي تصاعدت الأسبوع الماضي".
وقالت إن إسرائيل "لا تبحث فقط عن استعراض للقوة العسكرية الحاسمة وإخضاع حزب الله، بل وأيضا عن النصر العسكري الذي لا يزال بعيد المنال في مستنقع غزة. ولكن هناك خطر يتمثل في أن حزب الله وإيران، اللذان امتنعا حتى الآن عن إعلان الحرب بشكل واضح، سوف يندفعان إلى صراع يحفظ ماء الوجه، وهو صراع لا يستطيع أي منهما أو إسرائيل الفوز به بشكل مباشر".
وأوضحت "هنا نجد أنفسنا مرة أخرى: في موقف حيث يجد المدنيون أنفسهم محاصرين في الوسط، وتبرر إسرائيل مقتلهم بدفاع يستند ـ كما هي العادة ـ إلى مخاوف من "تهديد وجودي، ولكن فيما يتصل بالتهديدات الحقيقية والخطيرة للاستقرار الإقليمي، فإن إسرائيل هي القوة المحاربة الخارجة عن السيطرة، والتي شرعت في حملتها الأخيرة في لبنان واغتيال نصر الله ضد رغبات الولايات المتحدة الصريحة".
وأشارت إلى أن الجيران والمنطقة الأوسع نطاقا مترددون في الانجرار إلى أي نوع من الحرب مع "إسرائيل"، ناهيك عن حرب تدمرها، حيث قلب رد إسرائيل على أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الوضع الراهن ـ ولو كان الخيار متاحا لجيرانها فإنهم سوف يعيدون عقارب الساعة إلى الوراء بكل تأكيد.
وأكدت "لقد استمرت حرب غزة لفترة طويلة واتسع نطاقها إلى الحد الذي لم نعد معه نرى الصور الأصغر ـ بل أصبحنا نرى فقط الكليشيه المتمثل في "التوترات المتصاعدة" في الشرق الأوسط، ولم نعد نرى الآخرين الذين يُقتَلون على أطرافها، في الضفة الغربية ولبنان وسوريا، ولكننا لا نستطيع أن نرى ملامح الدول الفردية ــ تحدياتها وتاريخها الطويل في التعامل مع إسرائيل وفلسطين، وصراعاتها الخاصة".
وقالت إن "لبنان، البلد الذي لا يزال يعاني من ندوب الحرب الأهلية، يتعرض الآن لصدمة جديدة؛ وفي أماكن أخرى، قلبت تصرفات إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر السياسات المحلية والتوازنات السياسية الإقليمية في العالم العربي والشرق الأوسط على نطاق أوسع".
وتابعت أنه "في الآونة الأخيرة، لم تكن دول عديدة في المنطقة تتمنى تدمير إسرائيل، بل اعتبرت أن قضية إسرائيل وفلسطين قد حُسمت أو على الأقل تم تهميشها، إلى حد كبير بشروط إسرائيل، فقد وقعت مصر معاهدة سلام مع إسرائيل قبل أكثر من أربعين عاما، وخرجت من صراع كانت تعلم أنها لا تستطيع الانتصار فيه".
وأضافت "أما الأردن، التي لا تزال الضفة الغربية تحتلها إسرائيل، فقد عقدت السلام في عام 1994، وفي اتفاقيات أبراهام، وافقت الإمارات والبحرين والمغرب والسودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل والاعتراف بوضعها كدولة ذات سيادة أو البدء في هذه العملية. وكان تطبيع العلاقات والاعتراف من جانب السعودية، وهو انتصار كبير لإسرائيل، في طريقه قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. والإجماع بين المحللين والمطلعين الذين تحدثت إليهم هو أن السعودية لا ترى في حرب غزة عاملا يغير قواعد اللعبة في علاقتها بإسرائيل، وأنه إذا انتهت، فإن الدولة الخليجية ستظل حريصة على التطبيع".
كما تشكل حرب غزة، والقضية الإسرائيلية الفلسطينية الأوسع نطاقا، اختبارا للدول العربية التي تتعامل مع تحدياتها الخاصة وتدير خلافاتها الداخلية. إن هذا يشكل تشتيتا للانتباه ويعطل علاقاتهم مع حلفائهم الغربيين. فمصر تعاني من أزمة اقتصادية وتتعرض لضغوط شديدة لاتخاذ قرار بشأن السماح للاجئين الفلسطينيين بالدخول، الأمر الذي قد يسمح بالتطهير العرقي في غزة في هذه العملية.
وبينت أن "الإمارات متورطة بالفعل في حرب في السودان، والتي تثير بسببها موجة غضب شديدة وبعض التغطية الإعلامية الدولية الضارة، وترغب السعودية كثيرا في ترك كل السياسة الخارجية وراءها، بعد أن أفرطت في تناولها خلال الوقت الذي كانت فيه تفرض قوتها باستخدام النفوذ الديني والثروة، والبدء في بناء المدن الكبرى اللامعة وشراء الامتيازات الرياضية وتجميل صورتها".
وتهد قطر "حليف قوي للولايات المتحدة وتستضيف أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط. أما الأردن، وهي دولة فقيرة الموارد واقتصادها هش، فقد استقبلت أكثر من مليون لاجئ من سوريا في السنوات الأخيرة، وتعتمد بشكل شبه كامل على كميات مذهلة من المساعدات الأمريكية للبقاء على قيد الحياة. وظلت سوريا هادئة على الرغم من الضربات التي شنتها إسرائيل على أراضيها. إن لبنان موطن لما يشبه في الواقع دولة حزب الله داخل الدولة، وهي دولة بلا رئيس وتعاني من أزمة اقتصادية وسياسية دائمة".
أما بالنسبة لحجة التهديد الذي تواجهه إسرائيل، فلماذا تستمر تل أبيب في تصوير نفسها وكأنها محاصرة في منطقة تم تدجينها منذ فترة طويلة أو تعاني من مشاكل كثيرة تجعلها غير آبهة [بما يحصل]؟ وإذا كان من الممكن تبرير سبب عدوانية إسرائيل وتصويره على أنه استجابة ضرورية من دولة محاطة بالتهديدات بسبب مجرد وجودها، فإن ذلك يخفي دور إسرائيل ذاته ويظهرها وكأنها بريئة.
وقالت إن "مصدر التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل، وقلب التوترات المتصاعدة في المنطقة، هو حصار إسرائيل لغزة، وما يُدان على نطاق واسع باعتباره نظام فصل عنصري في الضفة الغربية، واحتلالها المستمر للأراضي التي أمرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإخلائها، وتوسعها غير القانوني في المستوطنات".
وختمت أنه "ما دامت هذه الظروف مستمرة، فإن الانتفاضات التي تندلع باستخدام وسائل مبررة أو غير مشروعة، من الانتفاضة إلى السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، سوف تستمر. إن مثل هذه الأحداث من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع دورة من ردود الفعل بين دول مثل إيران وجهات فاعلة غير حكومية مثل حزب الله والحوثيين. والواقع أن التهديد العميق قائم، ولكنه يهدد استقرار الشرق الأوسط والعالم العربي الأوسع، وهو ما تدفعه إسرائيل على نحو متزايد إلى حافة الهاوية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية إسرائيل الفلسطينية لبنان حزب الله غزة لبنان إسرائيل فلسطين غزة حزب الله المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السابع من تشرین الأول حزب الله
إقرأ أيضاً:
روني كاسريلز.. حان الوقت لتغيير حق الفيتو الذي يحمي إسرائيل
أوضح القيادي في حركة تحرير جنوب أفريقيا روني كاسريلز -يهودي الديانة وينتمي لبيض جنوب أفريقيا– أن إسرائيل تنشر الخراب في المنطقة، ليس فقط بارتكابها جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، ولكن بهجومها على لبنان ودخول أراضيه، والاعتداءات المتكررة على سوريا والعراق واليمن، وأن السبيل الوحيد لوقف هذا الخراب هو حرمان الآلة العسكرية لإسرائيل من الأسلحة التي تقدمها لها الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة ودول أخرى تساعد إسرائيل على ارتكاب هذه الجرائم.
وزير دفاع جنوب أفريقيا جو موديز (وسط)، ورئيس مجلس إدارة شركة أرمسكور رون هايوود (يسار) وروني كاسريلز (رويترز)وأضاف أن السبيل لوقف تدفق الأسلحة على إسرائيل يمر عبر الأمم المتحدة التي تتعامل معها واشنطن وتل أبيب بشكل مهين، مشيرا إلى أن تلك الخطوة هي مسؤولية المجتمع الدولي بأسره لانتهاك هذه الدول للقانون الدولي وحقوق الإنسان والقرارات الدولية كافة.
وبشأن فرص فرض عقوبات ملزمة على إسرائيل لجرائمها في ضوء الحصانة والحماية التي تحظى بها من الدول الغربية، أكد كاسريلز أنها مسألة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، مشيرا إلى ما وصفه بنفاق الدول الغربية التي تحتشد لدعم أوكرانيا، في حين تدعم دولة عدوانية مثل إسرائيل.
روني كاسريلز وناليدي باندور (وزير العلاقات الدولية والتعاون) في المحاضرة التذكارية السنوية الثانية لشيرين أبو عاقلة (غيتي)وردا على سؤال افتراضي عما إذا كان له أن يعود بالزمن لكي يختار محاربة أي النظامين العنصريين في جنوب أفريقيا أم ذلك الذي في إسرائيل، قال كاسريلز "أنا جنوب أفريقي من أصل يهودي ولكني لست صهيونيا، وأرفض تلك الوصفة الصهيونية من أن معاداة السامية هي أمر متأصل في الإنسانية، كما أن طريقة التعامل مع أي شكل من أشكال العنصرية تتلخص في النضال ضده، مثلما فعلت أنا بانضمامي لحركة التحرر الوطني من أجل الديمقراطية في جنوب أفريقيا، وهو ما يفعله اليهود الصالحون المناهضون للصهيونية الذين يرفضون الذهاب إلى مستوطنة استعمارية صهيونية أقيمت على أرض انتزعت من شعبها الأصلي"، وأوضح أن ذلك هو الذي يدفعه -مع كثير من اليهود- إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني، وأن الأمر لا يتعلق باختيار أي النظامين كان سيختاره للتصدي له.
إعلانوأعرب كاسريلز عن امتنانه لأجداده الذين اختاروا الهجرة من ليتوانيا في أوروبا إلى جنوب أفريقيا، وليس إلى فلسطين كي يحلوا محل أهلها. وقال كاسريلز أن أبويه ربياه على احترام الآخر حتى وإن كان مختلفا عنهم، وهو الذي ساعده على التمرد على نظام الفصل العنصري في العشرين من عمره، وعلى انضمامه إلى حركة المؤتمر الوطني الأفريقي للتحرر والحزب الشيوعي، وجعله مؤيدا للحقوق المطلقة للشعب الفلسطيني.
أعضاء لجنة التحقيق الدولية (آي في سي) كريس ماكابي (يسار)، وروني كاسريلس (وسط)، ورام مانيكالينغام (يمين) -المحكمة العليا مدريد في 23 فبراير/شباط 2014- (رويترز)وبخصوص خطاب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن في مجلس الشيوخ -عندما كان عضوا فيه عام 1986- الذي انتقد فيه بعنف حكومته بسبب تقاعسها بشأن ما وصفه بالنظام العنصري الأبيض المثير للاشمئزاز في جنوب أفريقيا، كما وصف حكومته بأنها تفتقر إلى العمود الفقري الأخلاقي، وأكد ضرورة أن تنحاز واشنطن للسود المقموعين، ثم بعد 38 عاما، يقف بايدن رئيسا وهو يدعم بشكل مطلق الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وصف كاسريلز الرئيس الأميركي بالانتهازية والنفاق حتى عندما كان يتحدث مدافعا عن السود في جنوب أفريقيا.
بايدن انتهازي مطلق وطالما تنفس كذباوكشف كاسريلز عن واقعة سبقت خطابه عام 1986، إذ كذب خلالها بايدن كذبا واضحا عندما ادعى أنه في زيارة سابقة لجنوب أفريقيا تم القبض عليه بسبب أنشطته المناهضة للفصل العنصري، وقد ثبت لنا فيما بعد أن تلك الحادثة لم تقع قط، وإنما كانت كذبة لتعزيز مكانته بدافع من انتهازيته، وهو ما تكرر على مدار مسيرته المهنية، واصفا الرئيس الأميركي بأنه عار مطلق على البشرية هو ونخبته الذين يحكمون الولايات المتحدة. وأضاف أن الإبادة الجماعية ترتكبها إسرائيل بذخائر الموت والأموال التي توفرها الولايات المتحدة، مؤكدا أنه يحتقر هذا الرجل الذي يضر بالشعب الأميركي وبالإنسانية.
إعلانوحول إمكانية التوصل إلى حل تفاوضي بشأن وطن للفلسطينيين على غرار ما حدث في جنوب أفريقيا بالرغم من خطورة جرائم إسرائيل، قال كاسريلز "لقد كنا نناضل من أجل دولة ديمقراطية موحدة، وليس للوصول إلى تسوية تفاوضية مع قوة استعمارية حاكمة، وكان هذا يعني إنهاء سيطرتها السياسية على البلاد والقبول بدولة واحدة ديمقراطية يتساوى فيها الجميع، وهو السبيل الوحيد لحل القضية الفلسطينية لتكون فلسطين دولة من النهر إلى البحر لجميع مواطنيها، بغض النظر عن كونهم يهودا أو عربا أو مسيحيين أو مسلمين، وأن من يرفض هذا الحل من اليهود عليه الرحيل".
وزير المخابرات الجنوب أفريقي السابق، روني كاسريلز، يخاطب الحضور في المؤتمر العالمي الأول لمكافحة الفصل العنصري في ساندتون (الفرنسية)وأكد الرجل أن الجميع في جنوب أفريقيا، حكومة وحزبا، على مستوى القيادات والقواعد داعمون لمقاومة إسرائيل الصهيونية والولايات المتحدة.
وفي ما يتعلق بقواعد الحرب واتفاقية جنيف للأمم المتحدة، أكد كاسريلز أنه منذ القرن السابع "سنجد أن الإسلام ونبيه محمد الزعيم والقائد العسكري ورجل الدولة قد وضع تعاليم صارمة حول كيفية التعامل مع العدو من تحريم قتل النساء والأطفال والجرحى وحرمة الأماكن الدينية، مشيرا إلى الاختلاف المذهل عند مقارنة تلك التعاليم بقانون إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا النازية وبريطانيا للحرب، وهو ما يفسر لماذا لا يرون ما ترتكبه إسرائيل الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة كلها من جرائم، مخلفة بذلك الخراب والحرب.