نزاع جماعة تازروت مع نبيل بركة حول احتلال مساكن يصل إلى مرحلة التنفيذ
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
بعد عقد من الزمن، يصل النزاع بين نبيل بركة، وريث نقيب ما يسمى بـ »الشرفاء العلميين »، وبين جماعة تازروت (إقليم العرائش)، إلى نهايته بالوصول إلى مرحلة تنفيذ حكم قضائي بإفراغه من منشآت خاصة بجماعة تازروت، حيث يوجد ضريح مولاي عبد السلام.
جرى تبليغ بركة في 28 سبتمبر بالقرار القضائي النهائي في الدعوى التي قدمها ضده، رئيس جماعة تازروت، أحمد الوهابي، وأفضت إلى طرده من الحزب في قضية مثيرة للجدل.
وسيُحدد قسم التنفيذ بالمحكمة الابتدائية بالعرائش موعدا لتنفيذ الإفراغ بالقوة، قد يكون مطلع الأسبوع المقبل.
راوحت هذه القضية مكانها طيلة أكثر من عقد من الزمن. موضحا، يقول الوهابي في مقابلة مع اليوم 24″ نُشرت في 11 يوليوز، إن عبد الهادي بركة (والد نبيل بركة) يكتري من الجماعة ثلاثة منازل مساحتها 80 مترا مربعا في كل واحد منها بمبلغ قدره 200 درهم للمنزل. أبرم عقد الكراء هذا في عام 2004، وعندئد لم أكن أنا رئيسا. توقف بركة عن دفع واجب الكراء في أبريل 2015، وبقي على هذه الحال ممتنعا حتى 2019. ظلت القضية تراوح مكانها بين الابتدائي والاستئناف لحوالي 10 سنوات، لكننا في نهاية المطاف كسبنا الدعوى ».
في 20 ماي الفائت، رفضت محكمة الاستئناف طلب بركة ببطلان إجراءات التبليغ، وقضت بتأييد الحكم الابتدائي. ثم في 4 يوليوز، فصلت لجنة الأخلاقيات الجهوية رئيس الجماعة من صفوف الحزب.
يدعي الحزب أن رئيس هذه الجماعة وجه تعليقات مسيئة إلى مواطنين يتحدرون من الصحراء خلال مناسبة لهذه الزاوية، تطلبت طرده. لكن، لم يقدم الحزب أي أدلة على هذا الادعاء، بل مضى في مسطرة طرده دون الاستماع إليه وفق ما تشترطه القوانين الداخلية لهذه الهيئة السياسية.
ومنذ ذلك الحين، أخذت القصة مسارا آخر عندما اعتبر الوهابي أن معاقبته كانت بإيعاز من زوجة خصمه في المحكمة، نبيل بركة، وهي رئيسته في الحزب. نفت المنصوري هذه الصلة في تصريح لوسائل الإعلام الأسبوع الفائت، وكذلك فعل زوجها في بيان.
تشكل هذه القصة جزءا فقط من المشاكل الكبيرة التي وجدها نبيل بركة في هذه الجماعة، لاسيما تلك المرتبطة بطموحاته في تحفيظ كافة عقارات هذه الجماعات باسم زاويته.
كلمات دلالية المغرب المنصوري الوهابي بركة جماعات
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب المنصوري الوهابي بركة جماعات
إقرأ أيضاً:
نحن نريد السلام فقط.. مجتمع مسالم وسط نزاع الأمهرة بإثيوبيا
على مدى عامين، وجدت قرية "أورا أمبا" نفسها محاصرة وسط حرب طاحنة بين مقاتلي "فانو" والقوات الفدرالية الإثيوبية، مما وضع هذا المجتمع المسالم في قلب صراع لا ناقة له فيه ولا جمل.
قرية "أورا أمبا": جزيرة سلام في بحر من النزاعات
تحدّق أريغاش نورو بحزن في التلال الخضراء المتمايلة وسط إقليم أمهرة، قائلة بحسرة "اعتدنا مشاهدة غروب الشمس من هنا، لكنه أصبح مشهدًا من الماضي".
لم يعد سكان القرية قادرين على تجاوز حدودها بأمان. تقول "نورو"، المحاسبة والمرشدة السياحية ذات الثلاثين عامًا، إن أصوات الطلقات النارية تتردد من حين لآخر، بينما تعرّض بعض الأهالي للخطف، وأُغلقت المدارس قسرًا.
تضيف، وهي تُطرق بنظرها إلى الأرض "الوضع السياسي قلب حياتنا رأسًا على عقب".
إثيوبيا وصراعها المتكرر
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تعاني فيها إثيوبيا من عدم الاستقرار. فقد شهدت البلاد نزاعات دامية، أبرزها حرب تيغراي (2020-2022) التي أودت بحياة ما يُقدر بـ600 ألف شخص.
ومع ذلك، ظلّت "أورا أمبا" لفترة طويلة نموذجًا فريدًا للمجتمعات المسالمة. تأسست القرية في سبعينيات القرن الماضي كمجتمع متكافئ حيث يتقاسم الجميع العمل والمسؤوليات دون تمييز بين الجنسين.
ورغم الفوضى التي ضربت أجزاء واسعة من البلاد، كانت هذه البقعة الصغيرة ملاذًا للسلام، معتمدة على نظام اجتماعي قائم على الحوار والعدالة.
وقد حظيت "أورا أمبا" باهتمام دولي، حيث زارها مسؤولون من الأمم المتحدة والصليب الأحمر وأوكسفام، لمراقبة هذا النموذج الاجتماعي الفريد في المنطقة.
إعلاناحتدام النزاع في أمهرة
لكن منذ عام 2023، تصاعد العنف في إقليم أمهرة، موطن الكنائس المحفورة في الصخور في لاليبيلا، وحصن غوندار التاريخي.
اندلعت الاشتباكات عندما حاول رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد دمج القوات الإقليمية في الجيش الفدرالي، مما أثار مقاومة شرسة من جماعة "فانو" المسلحة.
منذ ذلك الحين، وثّقت تقارير حقوقية جرائم قتل، وانتهاكات جنسية، واعتقالات تعسفية ارتكبها الطرفان.
ووصفت "مجموعة الأزمات الدولية" الصراع بأنه "حرب تزداد خطورة"، بينما دعت منظمة العفو الدولية إلى تحقيق دولي، وأدانت "هيومن رايتس ووتش" ما وصفته بـ"جرائم حرب".
يقول الباحث بانتايهيو شيفراو تشاني، المتخصص في الشأن الإثيوبي والمقيم في كندا "المنطقة تعيش صدمة عميقة، والدمار هائل".
"أورا أمبا" في مرمى النيران
مع تصاعد العنف، لم يعد المجتمع المسالم في "أورا أمبا" بمنأى عن التداعيات.
توضح نورو، التي تعمل ضمن التعاونية المحلية التي تدير الموارد والدخل لدعم دار المسنين والأيتام "كان اقتصادنا قائمًا على الاكتفاء الذاتي، لكن الآن بات على حافة الانهيار".
في السابق، كانت القرية وجهة سياحية تستقبل آلاف الزوار سنويًا، من السياح وطلاب المدارس. كان بإمكانهم المبيت في نزل القرية، وشراء المنسوجات اليدوية والمنتجات المحلية، مما وفر مصدر دخل مستداما.
لكن كل ذلك تبدّد بين ليلة وضحاها.
يقول وركسيو محمد، المرشد السياحي البالغ من العمر 25 عامًا "كنا نروي للزوار قصة قريتنا المسالمة، أما الآن، فلا أحد يجرؤ على المجيء".
اقتصاد مشلول وانعدام للأمن
لم تقتصر الأزمة على فقدان السياحة. أصبح بيع المنتجات الزراعية، مثل الذرة والتيف، محفوفًا بالمخاطر، إذ تسيطر العصابات المسلحة على الطرقات، وتنهب المسافرين.
يقول أياليسو زومر، أحد المزارعين المحليين "التجارة شُلت تمامًا. التنقل أصبح خطيرًا، وأحيانًا مستحيلًا. ومع توقف الدخل، باتت الحياة أكثر قسوة".
وإضافة إلى ذلك، قطعت السلطات الإنترنت في الإقليم لمنع تواصل المتمردين، مما زاد من عزلة السكان.
ألامو نورهاك، طالب جامعي يدرس تكنولوجيا المعلومات، يقول إنه لم يتمكن من متابعة دراسته عند عودته إلى قريته بسبب انقطاع الشبكة.
وفي عام 2019، موّلت "أورا أمبا" بناء مدرسة تبرعت بها للدولة، لكنها أُغلقت العام الماضي بعد أن أجبر مقاتلو "فانو" المعلمين على التوقف عن التدريس، معتبرين أنها "مؤسسة حكومية".
يقول زومرا، "الحكومة أرادت استمرار المدرسة، لكن "فانو" منعتها. والنتيجة أن الأطفال هم الضحية".
اختطاف وتهديدات بالقتل
في 2023، اختُطف أحد سكان القرية على يد مسلحين طالبوا بفدية مليون بير إثيوبي (حوالي 7.900 دولار). وحتى الآن، لم يتمكن المجتمع من جمع المبلغ بالكامل.
كما اضطر زومرا نورو، مؤسس القرية، إلى الفرار مع ابنه إلى العاصمة أديس أبابا، بعد أن نجا بأعجوبة من محاولة اختطاف استهدفته.
يقول الباحث تشاني "ما لم يغيّر آبي أحمد سياساته تجاه فانو، فإن العنف سيستمر. الأمهرة يشعرون بأنهم مهمشون، وليس هناك إرادة سياسية لإشراكهم بعد اتفاق السلام الذي أنهى نزاع تيغراي عام 2022".
مستقبل مجهول
بحسب تقرير "مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان" الصادر في يونيو/حزيران 2024، ارتكبت القوات الفدرالية والمليشيات انتهاكات جسيمة، بما في ذلك التعذيب والإعدام خارج نطاق القانون، بينما تسبب الصراع في حرمان 4 ملايين طفل من التعليم.
يقول تشاني "الحلول العسكرية لم تُنهِ أي نزاع في إثيوبيا. لا يمكن تحقيق السلام إلا من خلال حوار سياسي شامل. استمرار القتال قد يؤدي إلى انهيار الدولة، ما يهدد استقرار المنطقة بأسرها".
"نحن نريد السلام فقط"
أما سكان "أورا أمبا"، فما زالوا يحلمون بالخروج من هذا الكابوس.
يقول زومرا نورو، مؤسس المجتمع البالغ من العمر 76 عامًا، والذي يعيش الآن في أديس أبابا "نؤمن بأن النزاعات يمكن حلها بالحوار والعقلانية".
إعلانليست هذه المرة الأولى التي تواجه فيها القرية محنة. فقد طُرد سكانها عام 1988 خلال حكم النظام العسكري الشيوعي، ولم يتمكنوا من العودة إلا في 1993 بعد سقوطه.
يختتم نورو حديثه بتفاؤل رغم كل شيء:
"لقد نجونا من صراعات كثيرة في الماضي. بالتعاون والعمل المشترك، يمكننا تجاوز هذا الألم، وإعادة السلام إلى قريتنا، وإلى إثيوبيا كلها".