الآلاف من أبناء الحديدة يحتشدون في مسيرة جماهيرية كبرى إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
الثورة نت/ أحمد كنفاني
شهدت مدينة الحديدة عصر اليوم السبت، مسيرة جماهيرية حاشدة، احياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليهما السلام 1445هـ تحت شعار “بصيرة وجهاد”.
ورفع المشاركون في المسيرة، التي تقدمها وزير الصحة الدكتور طه المتوكل ومحافظ الحديدة محمد عياش قحيم ووكيل اول المحافظة أحمد مهدي البشري ووكلاء المحافظة وقيادات تنفيذية ومحلية وعسكرية وامنية وشخصيات اجتماعية اللافتات المعبرة عن الايمانية الجهادية بأن اليمنيين باختلاف تياراتهم اليوم مجتمعون في مواجهة العدوان تجسيدا وتحقيقا لمنهج الإمام زيد واستلهاما من ثورته .
منددين بقوى العدوان والتكبر العالمي التي تقودها أمريكا واسرائيل وعملائهم من السعودية والامارات .. مؤكدين التمسك بنهج الإمام زيد في مواجهة الطغاة والمستكبرين مهما كانت التضحيات والتحديات.
وفي المسيرة التي شارك فيها الآلاف من ابناء مربع مدينة الحديدة والقادمين من مختلف مديريات المحافظة، أعتبر وزير الصحة إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد محطة تربوية يختص بها الشعب اليمني لتجسيد المسار الذي سار عليه حليف القرآن والتذكير برموز الأمة ومآثرهم في إعلاء راية الإسلام.
وأكد الدكتور المتوكل، أن الاقتداء والتأسي بنهج الإمام زيد، من عوامل توحيد الأمة الإسلامية، باعتبار أن دعوته كانت جامعة، تستهدف إحياء الخطوط العريضة في الإسلام وتوجهاته والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فيما أشاد المحافظ قحيم بالحضور الكبير والمشرف دوما لأبناء الحديدة في مختلف الفعاليات .. مؤكدا أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد يمثل رسالة بعظمة الشعب اليمني وتماسكه في مواجهة صلف العدوان.
وأوضح ان الشعب اليمني يعيش اليوم الثورة نفسها حاملا راية الجهاد والتضحية مواجها منذ أكثر من ثماني سنوات وبكل عزم وثبات قوى الطاغوت والنفاق والعمالة والتطبيع.. مشددا على ضرورة استلهام العزم والثبات والإرادة القوية من ثورة الإمام زيد عليه السلام.
ولفت إلى أن الإمام زيد عليه السلام هو أحد أعظم أعلام الهدى، الذين ينبغي استذكار مسيرتهم الحافلة بالجهاد في سبيل الله ومقارعة الظلم والظالمين.. مبينا أن الإمام زيد صنع ثورة من أعظم الثورات في التاريخ الإسلامي.
وأكد الحاجة لإحياء الضمير وتعزيز الثقافة القرآنية القائمة على كتاب الله عز وجل والمضي على نهج آل البيت عليهم السلام في النهوض بواقع الأمة وحمل الرسالة المحمدية، ومواجهة ورفض الظلم والطغيان والفساد.
وندد قحيم بالتواجد الأمريكي المكثف قبالة السواحل اليمنية وباب المندب .. معتبرا ذلك التواجد في السواحل والمياه الإقليمية للجمهورية اليمنية وبعض القواعد العسكرية عملا عدائيا سيكون له آثاره الكارثية على المنطقة والعالم.. مشيرا إلى أن رجال الرجال من القوات البحرية والدفاع الساحلي سيكونون لهم بالمرصاد.
بدوره أستعرض الشيخ صالح الحرازي في كلمة علماء المحافظة، مناقب الإمام زيد وصبره وجهاده وتضحياته في مواجهة الطغاة .. متطرقا إلى الأسباب والدوافع التي أدت إلى خروج الإمام زيد عليه السلام لمواجهة جبروت الظلم.
وأشار إلى أن الجهاد في سبيل الله لابد أن يكون على علم وبصيرة كما جاهد الإمام زيد الظلم والطغيان على بصيرة.. مؤكدا ضرورة الثبات على الحق حتى يكتب الله النصر العظيم والفتح المبين للأمة بصورة عامة والشعب اليمني بشكل خاص.
ولفت الى أن الأمة الإسلامية لن تجد أفضل من القرآن الكريم، وحتى الكتب السماوية التي أنزلت على الرسل والأنبياء عليهم السلام جعله الله الكتاب المهيمن عليها، وبهيمنة هذا الكتاب وتمسك الأمة به، ستكون مهيمنة على بقية الأمم.
وأوضح بيان صادر عن المسيرة تلاه الشيخ محمد الوافي محمد الوافي، أن المسيرة القرآنية بمنهجها وقيادتها تمثل الامتداد للنهج المحمدي الأصيل، وكذا الامتداد لخط الإمام زيد عليه السلام في استنهاض الأمة وتربيتها، وفي مواجهة الطغاة والمستكبرين.
وأكد على الموقف الثابت المبدئي تجاه القضية والشعب الفلسطيني حتى تحقيق الهدف المنشود في تطهير فلسطين، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من براثن العدو الصهيوني.
كما أكد البيان الوقوف إلى جانب شعوب الأمة في مظلوميتها في البحرين، وسوريا، ولبنان، والعراق، وإيران وسائر الأقطار الإسلامية.
وحث أبناء الأمة الإسلامية إلى اتخاذ موقف حازمٍ وجاد تجاه الأعداء فيما يقومون به من إساءة للقرآن الكريم، وإحراقٍه كأقل شيء في ذلك من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية، والمقاطعة الاقتصادية.
كما دعا بيان المسيرة إلى الجهوزية الدائمة، واليقظة والانتباه، والإستعداد إلى مواصلة التصدي للأعداء وردعهم وتطهير البلاد من شرهم وطغيانهم ومؤامراتهم.
مجددا دعوته لتحالف العدوان إلى وقف عدوانه على اليمن، وإنهاء الحصار والاحتلال، ومعالجة ملفات الحرب والكف عن المؤامرات الدنيئة الهادفة لاستقطاع أجزاء من البلاد.
وحذر أمريكا والقوات الأجنبية الموجودة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي بعدم اللعب بالنار أو الاقتراب من المياه الإقليمية اليمنية أو الاستمرار في احتلال الجزر اليمنية.
تخللت المسيرة، أنشودة لفرقة الشهيد صالح الصماد، وإحراق العلمين الأمريكي والإسرائيلي.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام الإمام زید علیه السلام استشهاد الإمام زید الشعب الیمنی فی مواجهة
إقرأ أيضاً:
ملتقى الأزهر: الانصراف عن منهج الله بات ظاهرة بين بعض الشباب
عقد الجامع الأزهر، اليوم الثلاثاء، حلقةً جديدةً من ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان: «من وصايا القرآن لشباب الأمة»، وذلك في إطار اللقاءات الأسبوعية التي تُعقد كل ثلاثاء برحاب الجامع الأزهر، بحضور الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، والدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين الأسبق، وأدار اللقاء الدكتور علاء عرابي، المذيع بإذاعة القرآن الكريم.
أكّد الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، أنّ الحديث عن عناية القرآن الكريم بالشباب يحتل مكانة بالغة الأهمية، خاصة في ظل ما يتعرض له الشباب اليوم من محاولات منظمة لتغييبهم وتشكيكهم في عقيدتهم ودينهم.
وأشار إلى أنّ مشاهد الانصراف عن منهج الله باتت ظاهرة بين بعض الشباب، حيث يحاول بعضهم التماهي مع الثقافات الغربية وارتداء ثياب ليست من بيئتهم، وهو ما يعكس خطورة المرحلة ويدعو إلى مزيد من التركيز على هذه القضية الحيوية.
وأضاف أنّ الشباب يمثّلون في جسد الأمة غرتها اللامعة، وقوتها الدافعة، وشمسها الساطعة، وهم الدم الحار الذي يتدفق في عروقها، فيمدّها بالحياة والقوة. وبيّن أنّ أطفال اليوم هم شباب الغد، وشباب الغد هم رجال المستقبل، وهم اللبنات الغالية التي يرتكز عليها بناء المجتمع.
واستطرد: وبقدر ما يُبذل في تقويمهم وتهذيبهم، تنال الأمة عزتها وكرامتها، وبقدر ما يُهملون، تتمكن منهم وسائل الانحراف والتحلل، فتجني الأمة حينها ثمار التخلف والضعف.
وفي معرض حديثه، استشهد الدكتور عبد المالك بما رُوي عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، حين أرسل إلى الأحنف بن قيس وسأله: «يا أبا بحر، ما تقول في الولد؟»، فأجابه الأحنف قائلًا: «يا أمير المؤمنين، هم ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرضٌ ذليلةٌ، وسماءٌ ظليلةٌ، وبهم نصول على كل جليلة. فإن طلبوا فأعطهم، وإن غضبوا فارضهم، يمنحوك ودّهم، ويحبوك جهدهم، ولا تكن عليهم ثقيلًا، فيملّوا حياتك، ويودّوا وفاتك، ويكرهوا قربك»، مشيرًا إلى ما تحمله هذه الكلمات من حكمة دقيقة في فهم طبيعة الشباب وضرورة احتوائهم.
من جهته، قال الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين الأسبق، إنّ وصايا القرآن الكريم بالشباب تتجلّى لكلّ ذي عينين، فمَن يستقرئ آيات الكتاب العزيز بتأمّلٍ صادقٍ وإدراكٍ واعٍ، يدرك حجم العناية الإلهية البالغة بهذه الفئة المهمّة، لأنّ الله تبارك وتعالى يعلم أنّ نهضة الأمم وعمارة الأرض لا تقوم إلا بسواعد الشباب، وإن كانت هذه السواعد تحتاج دومًا إلى حكمة الشيوخ وخبرتهم ومشورتهم.
وأضاف أنّ الشباب لا يصيرون شبابًا نافعين إلا إذا نشأوا في حضن تربية رشيدة، ينهض بها الآباء والأجداد والمربّون والمعلمون والمصلحون، فالكبار يملكون الرأي والحكمة، والصغار يملكون الطاقة والقوة، وإذا اجتمع الجناحان: جناح الحكمة وجناح الفتوة، نهضَ المجتمع، أما إذا فُقِد أحدُهما، اختلّ التوازن، وأصبح الشباب طائشين لا يقيمون وزنًا للرأي الرشيد.
وأشار الدكتور العواري إلى أنّ كثيرًا من الشباب ممّن يجهلون سنن الحياة، يظنون أنّهم خُلقوا أقوياء من دون حاجة لأحد، فيُقدمون على أفعالٍ متهوّرة، فينقلب بأسهم وبالًا عليهم وعلى مجتمعاتهم، ويصير اندفاعهم طيشًا لا نفع فيه، ولهذا فإنّ الشباب الحقّ هو مَن يجمع بين قوة العزيمة، وحكمة الشيوخ، وقد رأينا هذا التوازن في كثيرٍ من مواقف القرآن الكريم، وسنة النبيّ ﷺ القولية والعملية.
وفي ختام ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، أكد الدكتور علاء عرابي أن إعداد الشباب يعد من أهم الأولويات في مواجهة التحديات التي تمر بها الأمة، وأوضح أن القرآن الكريم هو المصدر الأساسي للتوجيه التربوي السليم، وأن غرس التوحيد والإيمان في نفوس الشباب هو الأساس الذي ينبني عليه بناء الأمة المستقرة. كما شدد على ضرورة تحصين الشباب من الأفكار المتطرفة التي تهدف إلى تدمير هويتهم الإسلامية، مؤكدًا أن العودة إلى تعاليم الشريعة الإسلامية هي السبيل الأمثل لبناء جيل قادر على مواجهة تحديات العصر بكل ثقة وثبات.